رائد الحواري : الحلول في المكان حوارة عند وجيه مسعود
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري غالبية الأدباء الفلسطينيين يتناولون المكان بحميمية، وأحيانا يجعلونه مقدس، وهذا يعود إلى أنهم محرمون منه، وأجبروا على تركه مكرهين، ولأنه مقرون بالشخصية/بالهوية التي يحملونها وينتمون إليها، كما أن بهاء وجمال فلسطين له أثر على ما يقدمنه في أدبهم، "وجيه مسعود" الذي هُجر من قريته "حوارة" يقدمها بصورة ناصعة، جاء في القصيدة:"حوارة................................الزنبقةطلعُ آذارَوالبتلةُ اليانعة..... جبينُها ما أسَرً الغارُ للنهرْاهدابُها ما تلىكفّاها بيدرُ الوصولِ وصمتُها الأذانُ والضياءْما اسَرًت لزيتونةِ القلبِ اليمامةما قالَ الضياءُ لأُمهِ" يفتتح القصيدة بلفظ جميل "الزنبقة، والتي ينسبها "لحوارة"، معرفها بأل التعريف ليؤكد على مكانتها وجمالها، فعندما ابتدأ القصيدة باسم جميل ومعرفة، أراد به أن يجذب القارئ إلى جمالية المكان، وإلى الطبيعة الخلابة التي يتمتع بها.بعدها يأخذنا في رحلة ربيعية في أنحاء فلسطين، ويحددها بزمانها فصل "آذار"، حيث تتفتح الأزهار وينور اللوز، فنجده يركز على الطبيعة الريفية للمكان من خلال استخدامه: "البتلة، اليانعة، الغار، للنهر، بيدر، لزيتونة، اليمامة" فكل هذه الألفاظ تخدم صورة جمالية المكان.واللافت في المقطع الأول أنه جاء مطلق البياض، بحيث تنسجم الألفاظ وتتوحد مع فكرة البياض/الجمال التي يحملها المعنى، فلا نجد أي لفظ (شاذ) قاسي فيما قدمه، حتى أنه يؤكد على اتساع هذا البياض من خلال تكرار لفظ "الضياء"، ويتقدم الشاعر خطوة أخرى من المكان بحيث يتوحد معه بصورة إيمانية/دينية فيمنحه صفات القدسية والتي نجدها في ألفاظ: "الآذان"، من هنا نقول أن فاتحة القصيدة تحفز المتلقي على التقدم من القصيدة، لاكتشاف هذا المكان والجمال الكامن فيه.يقول في المقطع الثاني" حوارةُفتنة توّجها الشعرنطفةٌ اتاها البحرُ فسمّاها الفصولْقُدسٌ يحُفُّهُ النخيلُ وعطر الأشرعةبحرُ الضادِ حوارهضادُ البحرْازرَقُ الظِلِّ الذي يُظِلُّصوتهُآذانُهُصلاتُهُ........ انحِناؤُهُ على الينابيع الصغارِأُمٌّ في كفِ إبنَهإبنَةٌ في كفِّ أُمْتحرُسُ الشواطئَ والموانئَ والملاعبَ والبيادرَ والحقولْحوارةُ المنارْنجمةُ الشمالِريحُ البَحّارةِ..... القمرُ المكتملْبوصَلَةٌ ساهِرةلو لم يكُنَّ ، كفّاها ، لكانَ خلاءُ الربع الخالي خلاؤكمْ.... لو لم يكُنْ هُدْبُ حواره ، لكانت السَمومُ محياكُم ومماتُكمولو لم تكن جدائلُ حواره ، لكانَ الفراغُ حصادَكمولو لم يكن ذاكَ البديعُ ، قلبَها لما صارَ وجهُ اللهِ سمائكم"نلاحظ أن الشاعر يجعل "حوارة" في مقدمة كل مقطع، في هذا المقطع يقدم (تكوين/نشأت) حوارة، لكن من منظور شاعر، وليس مؤرخ، لهذا يرى انها تكونت من الجمال الكامن في: "فتنة الشعر، نطفة البحر، قدس النخيل، عطر الأشرعة، بحر الضاد، المنارة، نجمة الشمال، ريح البحارة، القمر المكتمل، بوصلة ساهرة" فنجد أنه يقرنها بأساس الحضارة الكامنة في الكتابة: "فتنة الشعر، بحر الضاد" وهذا يشير إلى أن الشاعر يكتب قصيدته وهو (متجلي)/منسجم مع المكان ومع القصيدة، لهذا جمع بين ما يقوم به من فعل الكتابة قصيدة، وبين حوارة، المكان الذي (خلق/أوجد) فيه الطاقة/الموهبة/حالة الهيام بالكتابة.وبهذا يكون الشاعر قد جعل "حوارة" هي الموجدة (الكتابة)، أحد عناصر الفرح، التي يلجأ إليها الأدباء وقت التجلي، ليعبروا عما فيهم من سعادة/نشوة/عطاء/حب.يبقى الشاعر محافظا على حالة الإيمان/الدين/القدسية التي ي ......
#الحلول
#المكان
#حوارة
#وجيه
#مسعود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745868
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري غالبية الأدباء الفلسطينيين يتناولون المكان بحميمية، وأحيانا يجعلونه مقدس، وهذا يعود إلى أنهم محرمون منه، وأجبروا على تركه مكرهين، ولأنه مقرون بالشخصية/بالهوية التي يحملونها وينتمون إليها، كما أن بهاء وجمال فلسطين له أثر على ما يقدمنه في أدبهم، "وجيه مسعود" الذي هُجر من قريته "حوارة" يقدمها بصورة ناصعة، جاء في القصيدة:"حوارة................................الزنبقةطلعُ آذارَوالبتلةُ اليانعة..... جبينُها ما أسَرً الغارُ للنهرْاهدابُها ما تلىكفّاها بيدرُ الوصولِ وصمتُها الأذانُ والضياءْما اسَرًت لزيتونةِ القلبِ اليمامةما قالَ الضياءُ لأُمهِ" يفتتح القصيدة بلفظ جميل "الزنبقة، والتي ينسبها "لحوارة"، معرفها بأل التعريف ليؤكد على مكانتها وجمالها، فعندما ابتدأ القصيدة باسم جميل ومعرفة، أراد به أن يجذب القارئ إلى جمالية المكان، وإلى الطبيعة الخلابة التي يتمتع بها.بعدها يأخذنا في رحلة ربيعية في أنحاء فلسطين، ويحددها بزمانها فصل "آذار"، حيث تتفتح الأزهار وينور اللوز، فنجده يركز على الطبيعة الريفية للمكان من خلال استخدامه: "البتلة، اليانعة، الغار، للنهر، بيدر، لزيتونة، اليمامة" فكل هذه الألفاظ تخدم صورة جمالية المكان.واللافت في المقطع الأول أنه جاء مطلق البياض، بحيث تنسجم الألفاظ وتتوحد مع فكرة البياض/الجمال التي يحملها المعنى، فلا نجد أي لفظ (شاذ) قاسي فيما قدمه، حتى أنه يؤكد على اتساع هذا البياض من خلال تكرار لفظ "الضياء"، ويتقدم الشاعر خطوة أخرى من المكان بحيث يتوحد معه بصورة إيمانية/دينية فيمنحه صفات القدسية والتي نجدها في ألفاظ: "الآذان"، من هنا نقول أن فاتحة القصيدة تحفز المتلقي على التقدم من القصيدة، لاكتشاف هذا المكان والجمال الكامن فيه.يقول في المقطع الثاني" حوارةُفتنة توّجها الشعرنطفةٌ اتاها البحرُ فسمّاها الفصولْقُدسٌ يحُفُّهُ النخيلُ وعطر الأشرعةبحرُ الضادِ حوارهضادُ البحرْازرَقُ الظِلِّ الذي يُظِلُّصوتهُآذانُهُصلاتُهُ........ انحِناؤُهُ على الينابيع الصغارِأُمٌّ في كفِ إبنَهإبنَةٌ في كفِّ أُمْتحرُسُ الشواطئَ والموانئَ والملاعبَ والبيادرَ والحقولْحوارةُ المنارْنجمةُ الشمالِريحُ البَحّارةِ..... القمرُ المكتملْبوصَلَةٌ ساهِرةلو لم يكُنَّ ، كفّاها ، لكانَ خلاءُ الربع الخالي خلاؤكمْ.... لو لم يكُنْ هُدْبُ حواره ، لكانت السَمومُ محياكُم ومماتُكمولو لم تكن جدائلُ حواره ، لكانَ الفراغُ حصادَكمولو لم يكن ذاكَ البديعُ ، قلبَها لما صارَ وجهُ اللهِ سمائكم"نلاحظ أن الشاعر يجعل "حوارة" في مقدمة كل مقطع، في هذا المقطع يقدم (تكوين/نشأت) حوارة، لكن من منظور شاعر، وليس مؤرخ، لهذا يرى انها تكونت من الجمال الكامن في: "فتنة الشعر، نطفة البحر، قدس النخيل، عطر الأشرعة، بحر الضاد، المنارة، نجمة الشمال، ريح البحارة، القمر المكتمل، بوصلة ساهرة" فنجد أنه يقرنها بأساس الحضارة الكامنة في الكتابة: "فتنة الشعر، بحر الضاد" وهذا يشير إلى أن الشاعر يكتب قصيدته وهو (متجلي)/منسجم مع المكان ومع القصيدة، لهذا جمع بين ما يقوم به من فعل الكتابة قصيدة، وبين حوارة، المكان الذي (خلق/أوجد) فيه الطاقة/الموهبة/حالة الهيام بالكتابة.وبهذا يكون الشاعر قد جعل "حوارة" هي الموجدة (الكتابة)، أحد عناصر الفرح، التي يلجأ إليها الأدباء وقت التجلي، ليعبروا عما فيهم من سعادة/نشوة/عطاء/حب.يبقى الشاعر محافظا على حالة الإيمان/الدين/القدسية التي ي ......
#الحلول
#المكان
#حوارة
#وجيه
#مسعود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745868
الحوار المتمدن
رائد الحواري - الحلول في المكان/حوارة عند وجيه مسعود