علاء اللامي : ج4 كافكا الآخر تفكيك العالم الكافكوي الزائف
#الحوار_المتمدن
#علاء_اللامي في الواقع نحن بإزاء صيغتين متباعدتين أو محتوَيين مختلفين نوعيا للكافكالوجيا "العالم الكافكوي" في مؤلفات كونديرا. الصيغة الأولى والتي يقدمها بسلبية واضحة هي هذه التي انتهينا منها قبل قليل، ولكي تكون هذه الصيغة أكثر وضوحا سنورد تعريفه غير القصدي لها في كتابه المهم "الوصايا المغدورة " لننتقل بعدها إلى الصيغة الأكثر حيادية في كتابه "فن الرواية ".يكتب كونديرا (خلق ماكس برود صورة كافكا وصورة أعماله الأدبية، وخلق في الوقت ذاته العلم الكافكويkafkologie وحتى حين يود الكافكاويون kafkologues الابتعاد عن والدهم ، فإنهم لا يخرجون أبدا من الأرض التي حددها لهم ..) غير إن كونديرا ما يلبث أن يستدرك وعلى الصفحة ذاتها فيقول (ليس كل ما كتب عن كافكا هو علم كافكاوي) ليعمد بعدها فورا إلى تفكيك الكافكالوجيا كما تقدم تعريفها، أي كخطاب تحويلي مخصص لتحويل كافكا إلى الصورة التي يرسمها عنها العلم الكافكاوي. نحن هنا إذن بإزاء علم للتحويل القسري للدلالات والمغازي بهدف خلق صورة عن أدب وأديب تختلف بل وتتناقض عنها في الواقع الحقيقي والتاريخي الفعلي لأغراض خارج السياق العلمي والجمالي.أما في كتابه "فن الرواية" فنرى إن كونديرا يعمد إلى تعريف الكافكاوية كشيء مختلف تماما فهو يحاول استنباط "الكافكوية" من خلال أعمال كافكا ذاتها، وقد اختار لها مثالا في رواية "القصر" مقارنا إياها في الوقت نفسه بقصة حقيقية وقعت فعلا في بلده " تشيكوسوفاكيا أيام الحكم الشمولي الستاليني لمهندس تشيكي وجد نفسه في متاهة بيروقراطية مشابهة تلك التي وجد فيها بطل "القصر" نفسه. في الحالة الأولى قدم لنا كونديرا تعريفا منسجما لعلم الكافكوية " كافكالوجيا " كمدرسة نقدية أيديولوجية ذات خطاب قصدي وتحويلي أسس لها ماكس برود، أما في الحالة الثانية فهو يحاول أن يقدم لها تعريفا آخر يمتاز بقيمة نقدية مختلفة و يُعنى بأجواء وثيمات أعمال كافكا نفسه ومن داخل تلك الأعمال لنفهم من ثم الفحوى أو مجموعة المعاني الرئيسية التي يدور حولها أدب كافكا ويمكننا أن نعتبر ما كتبه كونديرا نفسه عن كافكا وأدبه مندرجا ضمن الكافكاوية بمعناها الأخير مع أنه كرر أكثر من مرة أنه لا يعتبر نفسه ناقدا أو مفكرا نقديا صاحب مدرسة خاصة في النقد بل أديبا يجد في نفسه الرغبة للإدلاء بأفكار خاصة تعنيه هو وحده في عالم الأدب.خلال قراءته النقدية التحليلية، وعلى المسارات التي عرضناها قبل قليل، يتوصل كونديرا إلى نتائج بعضها مهم إلى هذه الدرجة أو تلك، كالخلاصة التي تقول بأن "الكوميديا" في أعمال كافكا لا تنفصل عن جوهر الكافكاوية ذاتها، أو إلى نتائج حاسمة جدا، وتكاد تكون كشفا جديدا للقلب الحقيقي لأعمال كافكا، وإظهارا جليا لجوهرها الإنساني والشعري الباهر، وذلك حين يقول ما معناه إن الثيمة المركزية التي يدور حولها منجز كافكا الأدبي كله ( ليس لعنة العزلة، عزلة الإنسان في العصر الحديث، كما يعتقد كثيرون، بل هي لعنة اغتصاب عزلة الإنسان في العصر الحديث)فلنحاول استكناه واستجلاء تلك الفكرة التي نعتقد بأنها حاوية لمضمون جديد، أو لنقل بأننا لم نطلع على مثيله أو ما هو قريب منه في جميع الدراسات النقدية التي كتبت عن قصص وروايات كافكا وخصوصا "المحكمة" و"المسخ" خصوصا وربما في أعمال أخرى.لقد تكرر في أغلب تلك الدراسات النظر والتنظير لموضوعة العزلة الإنسانية في مجتمع بدايات القرن العشرين، ومع تمكن وصعود ما بات يدعى "الرأسمالية المتوحشة"بصورتها الإنكليزية البشعة كنمط حياة وإنتاج وتفكير على اعتبار أنها- العزلة الإنسانية - نتاج لعملية التغريب والتشيؤ الذي صار الفرد ضحية لها رغم ......
#كافكا
#الآخر
#تفكيك
#العالم
#الكافكوي
#الزائف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689042
#الحوار_المتمدن
#علاء_اللامي في الواقع نحن بإزاء صيغتين متباعدتين أو محتوَيين مختلفين نوعيا للكافكالوجيا "العالم الكافكوي" في مؤلفات كونديرا. الصيغة الأولى والتي يقدمها بسلبية واضحة هي هذه التي انتهينا منها قبل قليل، ولكي تكون هذه الصيغة أكثر وضوحا سنورد تعريفه غير القصدي لها في كتابه المهم "الوصايا المغدورة " لننتقل بعدها إلى الصيغة الأكثر حيادية في كتابه "فن الرواية ".يكتب كونديرا (خلق ماكس برود صورة كافكا وصورة أعماله الأدبية، وخلق في الوقت ذاته العلم الكافكويkafkologie وحتى حين يود الكافكاويون kafkologues الابتعاد عن والدهم ، فإنهم لا يخرجون أبدا من الأرض التي حددها لهم ..) غير إن كونديرا ما يلبث أن يستدرك وعلى الصفحة ذاتها فيقول (ليس كل ما كتب عن كافكا هو علم كافكاوي) ليعمد بعدها فورا إلى تفكيك الكافكالوجيا كما تقدم تعريفها، أي كخطاب تحويلي مخصص لتحويل كافكا إلى الصورة التي يرسمها عنها العلم الكافكاوي. نحن هنا إذن بإزاء علم للتحويل القسري للدلالات والمغازي بهدف خلق صورة عن أدب وأديب تختلف بل وتتناقض عنها في الواقع الحقيقي والتاريخي الفعلي لأغراض خارج السياق العلمي والجمالي.أما في كتابه "فن الرواية" فنرى إن كونديرا يعمد إلى تعريف الكافكاوية كشيء مختلف تماما فهو يحاول استنباط "الكافكوية" من خلال أعمال كافكا ذاتها، وقد اختار لها مثالا في رواية "القصر" مقارنا إياها في الوقت نفسه بقصة حقيقية وقعت فعلا في بلده " تشيكوسوفاكيا أيام الحكم الشمولي الستاليني لمهندس تشيكي وجد نفسه في متاهة بيروقراطية مشابهة تلك التي وجد فيها بطل "القصر" نفسه. في الحالة الأولى قدم لنا كونديرا تعريفا منسجما لعلم الكافكوية " كافكالوجيا " كمدرسة نقدية أيديولوجية ذات خطاب قصدي وتحويلي أسس لها ماكس برود، أما في الحالة الثانية فهو يحاول أن يقدم لها تعريفا آخر يمتاز بقيمة نقدية مختلفة و يُعنى بأجواء وثيمات أعمال كافكا نفسه ومن داخل تلك الأعمال لنفهم من ثم الفحوى أو مجموعة المعاني الرئيسية التي يدور حولها أدب كافكا ويمكننا أن نعتبر ما كتبه كونديرا نفسه عن كافكا وأدبه مندرجا ضمن الكافكاوية بمعناها الأخير مع أنه كرر أكثر من مرة أنه لا يعتبر نفسه ناقدا أو مفكرا نقديا صاحب مدرسة خاصة في النقد بل أديبا يجد في نفسه الرغبة للإدلاء بأفكار خاصة تعنيه هو وحده في عالم الأدب.خلال قراءته النقدية التحليلية، وعلى المسارات التي عرضناها قبل قليل، يتوصل كونديرا إلى نتائج بعضها مهم إلى هذه الدرجة أو تلك، كالخلاصة التي تقول بأن "الكوميديا" في أعمال كافكا لا تنفصل عن جوهر الكافكاوية ذاتها، أو إلى نتائج حاسمة جدا، وتكاد تكون كشفا جديدا للقلب الحقيقي لأعمال كافكا، وإظهارا جليا لجوهرها الإنساني والشعري الباهر، وذلك حين يقول ما معناه إن الثيمة المركزية التي يدور حولها منجز كافكا الأدبي كله ( ليس لعنة العزلة، عزلة الإنسان في العصر الحديث، كما يعتقد كثيرون، بل هي لعنة اغتصاب عزلة الإنسان في العصر الحديث)فلنحاول استكناه واستجلاء تلك الفكرة التي نعتقد بأنها حاوية لمضمون جديد، أو لنقل بأننا لم نطلع على مثيله أو ما هو قريب منه في جميع الدراسات النقدية التي كتبت عن قصص وروايات كافكا وخصوصا "المحكمة" و"المسخ" خصوصا وربما في أعمال أخرى.لقد تكرر في أغلب تلك الدراسات النظر والتنظير لموضوعة العزلة الإنسانية في مجتمع بدايات القرن العشرين، ومع تمكن وصعود ما بات يدعى "الرأسمالية المتوحشة"بصورتها الإنكليزية البشعة كنمط حياة وإنتاج وتفكير على اعتبار أنها- العزلة الإنسانية - نتاج لعملية التغريب والتشيؤ الذي صار الفرد ضحية لها رغم ......
#كافكا
#الآخر
#تفكيك
#العالم
#الكافكوي
#الزائف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689042
الحوار المتمدن
علاء اللامي - ج4/كافكا الآخر/ تفكيك العالم الكافكوي الزائف