محمد عبد الكريم يوسف : وفاء لعهد قطعناه
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف Home شارك بقلمكانشريها لا تتركيني أموت:بقلم محمد عبد الكريم يوسفالسبت : 2018/12/01 - ديسمبر في محاولة التقديم الثانية وتحت عنوان جميل لافت للنظر " وفاء لعهد قطعناه " تجيب غادة السمان على السؤال المحير عن السبب الذي دفعها لنشر رسائل غسان كنفاني الخاصة إليها تجيب غادة قائلة : " نعم . كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني. وكان له وجه طفل وجسد عجوز ..عينان من عسل وغمازة جذلة لطفل مشاكس هارب من مدرسة الببغاوات ، وجسد نحيل هش كالمركب المنخور عليه أن يعاجله بإبر الأنسولين كي لا يتهاوى فجأة تحت ضربات مرض السكري : هدية الطفولة لصبي حرم من وطنه دونما ذنب .لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية : قامة فارعة…صوت جهوري زجاجي. لا مبالاة بالنساء 0إلى آخر عدة النضال لأنه كان ببساطة بطلا حقيقيا. والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنا لا نجوم السينما الهوليوودية الملحمية …..غير العادي في غسان كان تلك الروح المتحدية. النار الداخلية المشتعلة المصرة على مقاومة كل شيء ، وانتزاع الحياة من بين منقار رخ القدر. نار من شجاعة تتحدى كل شيء حتى الموت.ثم تتابع غادة وتخبرنا شيئا مهما عن صحة غسان العليلة :" نعم . كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني. جسده المهترئ بالنقرس لا يرسمه جيدا ولا يعبر عنه .ولكن حرفه يفعل ذلك بإتقان . وحين أقرأ رسائله بعد عقدين من الزمن أستعيده حيا . ويطلع من حروفه كما يطلع الجني من القمقم حارا ومرحا صوته الريح..يقرع باب ذاكرتي . ويدخل بأصابعه المصفرة بالنيكوتين وأوراقه وإبرة ( أنسولينه) وصخبه المرح . ويجرني من يدي لنتسكع معا تحت المطر. ونجلس في المقاهي مع الأصدقاء…ونتبادل الموت والحياة والفرح بلا أقنعة ، والرسائل أيضا.يا حبذاه..يا حبذاه…عندما يكون الحديث عن غسان .كأن غادة ترتشف عبق الذكرى وتعتصر الكلمات رحيقا عندما تتحدث عنه: " نعم .كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني. التصق بعيني زمنا كدمعة نقية ، وانتصب فوق أفقي كقوس قزح. ووفاء لضوء عرفناه معا ، دعوتكم مرة لمشاركتي في الاحتفال بعيد ميلاده الذي يتصادف في شهر نيسان في (لحظة حريتي) بمجلة الحوادث ولبيتم ، وها أنا أدعوكم اليوم إلى مهرجان من الألعاب النارية والنجوم هي رسائله. والوفاء ليس فقط لعاطفتي الغابرة المتجددة أبدا نحوه ، بل وفاء لرجل مبدع من بلادي اكتمل بالموت لأنه كان أكثر صدقا من أن يسمح له عدوه بالحياة والكتابة والاكتمال بالعطاء . موت غسان المبكر خسارة عربية على الصعيد الفني لا تعوض ، لم يمهلها العدو وقتا لتأخذ مداها من التأجج والسطوع. والأجمل من ذلك كله أنه كان مناضلا حقيقيا ومات فقيرا . (وتلك ظاهرة في زمننا الموسخ بالخلط بين الثروة والثورة). إنه رجل لم يتلوث بالمال ولا بالسلطة ولا بالغرور وظل يمثل النقاء الثوري الحقيقي.نعم . كان هناك ثمة رجل اسمه غسان كنفاني وكان هناك ثمة امرأة مميزة اسمعها غادة السمان. تلك " النعم " تحتوي الكثير من شظايا الروح :" نعم .كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني. أشعر دائما بالرغبة في إطلاقه كرصاصة على ذاكرة النسيان العربية. والأسباب كثيرة وعديدة ، وأهمها بالتأكيد أن غسان كان وطنيا حقيقيا وشهيدا حقيقيا وتكريمه هو في كل لحظة تكريم للرجال الأنقياء الذين يمشون إلى موتهم دون وجل لتحيا أوطانهم ، ولتخرج (القيم) و(المفاهيم) من صناديق اللغة الرثة ، إلى عظمة الفعل الحي. لا أستطيع الادعاء – دون أن أكذب- أن غسان كان أحب رجالي إلى قلبي كامرأة كي لا أخون حقيقتي الداخلية مع آخرين سيأتي دور الاعتراف بهم – بعد الموت – وبا ......
#وفاء
#لعهد
#قطعناه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718240
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف Home شارك بقلمكانشريها لا تتركيني أموت:بقلم محمد عبد الكريم يوسفالسبت : 2018/12/01 - ديسمبر في محاولة التقديم الثانية وتحت عنوان جميل لافت للنظر " وفاء لعهد قطعناه " تجيب غادة السمان على السؤال المحير عن السبب الذي دفعها لنشر رسائل غسان كنفاني الخاصة إليها تجيب غادة قائلة : " نعم . كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني. وكان له وجه طفل وجسد عجوز ..عينان من عسل وغمازة جذلة لطفل مشاكس هارب من مدرسة الببغاوات ، وجسد نحيل هش كالمركب المنخور عليه أن يعاجله بإبر الأنسولين كي لا يتهاوى فجأة تحت ضربات مرض السكري : هدية الطفولة لصبي حرم من وطنه دونما ذنب .لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية : قامة فارعة…صوت جهوري زجاجي. لا مبالاة بالنساء 0إلى آخر عدة النضال لأنه كان ببساطة بطلا حقيقيا. والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنا لا نجوم السينما الهوليوودية الملحمية …..غير العادي في غسان كان تلك الروح المتحدية. النار الداخلية المشتعلة المصرة على مقاومة كل شيء ، وانتزاع الحياة من بين منقار رخ القدر. نار من شجاعة تتحدى كل شيء حتى الموت.ثم تتابع غادة وتخبرنا شيئا مهما عن صحة غسان العليلة :" نعم . كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني. جسده المهترئ بالنقرس لا يرسمه جيدا ولا يعبر عنه .ولكن حرفه يفعل ذلك بإتقان . وحين أقرأ رسائله بعد عقدين من الزمن أستعيده حيا . ويطلع من حروفه كما يطلع الجني من القمقم حارا ومرحا صوته الريح..يقرع باب ذاكرتي . ويدخل بأصابعه المصفرة بالنيكوتين وأوراقه وإبرة ( أنسولينه) وصخبه المرح . ويجرني من يدي لنتسكع معا تحت المطر. ونجلس في المقاهي مع الأصدقاء…ونتبادل الموت والحياة والفرح بلا أقنعة ، والرسائل أيضا.يا حبذاه..يا حبذاه…عندما يكون الحديث عن غسان .كأن غادة ترتشف عبق الذكرى وتعتصر الكلمات رحيقا عندما تتحدث عنه: " نعم .كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني. التصق بعيني زمنا كدمعة نقية ، وانتصب فوق أفقي كقوس قزح. ووفاء لضوء عرفناه معا ، دعوتكم مرة لمشاركتي في الاحتفال بعيد ميلاده الذي يتصادف في شهر نيسان في (لحظة حريتي) بمجلة الحوادث ولبيتم ، وها أنا أدعوكم اليوم إلى مهرجان من الألعاب النارية والنجوم هي رسائله. والوفاء ليس فقط لعاطفتي الغابرة المتجددة أبدا نحوه ، بل وفاء لرجل مبدع من بلادي اكتمل بالموت لأنه كان أكثر صدقا من أن يسمح له عدوه بالحياة والكتابة والاكتمال بالعطاء . موت غسان المبكر خسارة عربية على الصعيد الفني لا تعوض ، لم يمهلها العدو وقتا لتأخذ مداها من التأجج والسطوع. والأجمل من ذلك كله أنه كان مناضلا حقيقيا ومات فقيرا . (وتلك ظاهرة في زمننا الموسخ بالخلط بين الثروة والثورة). إنه رجل لم يتلوث بالمال ولا بالسلطة ولا بالغرور وظل يمثل النقاء الثوري الحقيقي.نعم . كان هناك ثمة رجل اسمه غسان كنفاني وكان هناك ثمة امرأة مميزة اسمعها غادة السمان. تلك " النعم " تحتوي الكثير من شظايا الروح :" نعم .كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني. أشعر دائما بالرغبة في إطلاقه كرصاصة على ذاكرة النسيان العربية. والأسباب كثيرة وعديدة ، وأهمها بالتأكيد أن غسان كان وطنيا حقيقيا وشهيدا حقيقيا وتكريمه هو في كل لحظة تكريم للرجال الأنقياء الذين يمشون إلى موتهم دون وجل لتحيا أوطانهم ، ولتخرج (القيم) و(المفاهيم) من صناديق اللغة الرثة ، إلى عظمة الفعل الحي. لا أستطيع الادعاء – دون أن أكذب- أن غسان كان أحب رجالي إلى قلبي كامرأة كي لا أخون حقيقتي الداخلية مع آخرين سيأتي دور الاعتراف بهم – بعد الموت – وبا ......
#وفاء
#لعهد
#قطعناه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718240
الحوار المتمدن
محمد عبد الكريم يوسف - وفاء لعهد قطعناه