الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
كفاح الزهاوي : صُنان الشرنقة
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لا يزال يجتر مرارة اسمال الزمن ويغوص في علقم الحياة، ويحترق في جذوة السيجارة فيتناثر في الدخان الكثيف المتصاعد، سابحا في بركة من الفوضى والنفاق. كيف له ان يترك هذه الشرنقة بعد ان تعفن في كنفها. يزداد يوما بعد يوم عَطناً وفسادا. ومن جدرانها تفوح، روائح كريهة تنتشر في الفضاء و تختلط مع الهواء فتنتج من علٍ طبقة صفراء، صانعة سُحب مخيفة تكسو أجواء الشرنقة، يستنشق ملء الرئتين سمومها، ومن شدة الإدمان يخال له أريج الطبيعة الخضراء. يحوم في جوفها وحيدا كطائر تائه في سماء ملبدة بالغيوم الداكنة. رغم ضياعه في هذا الخناق المميت المشحون بالدخان الأسود، إلا أن التفاؤل ورغبة الخلاص تخفيهما غمامة من الضعف والتشظي. ومع كامل اليقين ان ضربات السوط مؤلمة، تترك جروحا قيحياً مزمناً، يئن من هولها جميع أعضاء الجسد، وتتدفق من الامها امواج الموت والرعب القاتم، وعلى بُعد أمتار قليلة من جدار الشرنقة تصدح أصوات هادرة، وتطفح بامواجها العاتية في سبيل هدم ذلك الجدار العازل، ومع ذلك يبقى ذلك الدماغ خامدا داخل الجمجمة بلا حراك، نائما في كهف مظلم، لا يبالي إن كان يمطر حتى الطوفان او تشرق الشمس فوق قمم الجبال الشماء. ولا يعتريه أي شعور بالحماس والمبادرة ولا يثير في نفسه انقطاع النفس. لا يستطيع التركيز على الهدف. عيناه تنظران دون ان تدرك معالم الأشياء وكأنهما ثقبان خاليان لعينين مقتلعتين. فَبؤبؤ العين مغطاة بطبقة من غشاء الخدر، بحيث يصعب عليه إيجاد الطريق، بالرغم من أن هناك مَنْ عَبَدَ الطريق وترك اثراً. تنثال عليه المصائب، فتجده يرمي بِتبعاتها على سوء الحظ والقدر المحتوم. غرفتهُ خالية من الحروف، فلا يعرف شيئا من أبجديات الحياة سوى ما يسمعه من أفواه الواعظين. رغم انه محبوس في سجن كبير محاط باسلاك شائكة غير مرئية ولكن موجعة لا تترك سوى ندبات مؤلمة، ومع ذلك لا يفكر بكسر ذلك القيد والخروج إلى النور كي يرى الحياة على حقيقتها. فاجنحة الذعر والنحيب تحوم في حيرة واضطراب يقلق هواجسه، ولكن خروجه من تلك الشرنقة الى عالم الرحيب يعتبرها جريمة بحق ذاته. وفي ذات الوقت يلتمس شفقة الاخرين، ويتراءى له بأن الضفة الأخرى لا تمتلك الجرأة والشجاعة الكافية في إنقاذ السفينة من انتفاضة الاعصار وقيادتها نحو شاطئ الأمان. رغم شكواه المستمرة بسبب معاناته في ذلك الحبس المقيت إلا انه يعتقد بأن قضيته التي لا يدرك شيئا من محتواها بانها في طي النسيان. فهو ينتظر دوما من ينوب عنه في التضحية ويخوض بدلا منه هذه المعركة. أضحت حياته في هذا الجو الدبق والمتجهم، مثقلا مثل كابوس كئيب زاره في الحلم، يرى نفسه كالمسخ، قلبه يخفق بسرعة، وصدره يهبط ويعلو، كما لو ان يدا ثقيلة وقاسية تقبض على صدره بعنف، تمنع عنه التنفس، تكبح جماح حركته بل تعيقه من الصراخ وتثقل خطاه. وفي هذا المكان قد قضى و يقضي جل حياته رغم انه صعب ومظلم وطافح بالمعاناة والكوارث التي تلتهم عمره مع سرعة دوران عقارب الساعة. مع كل آلام السنوات الماضية و السحيقة التي مرت كسحابة سوداء ثقيلة على سموات حياته إلا انه لم يفق من نومه الطويل العاجز. فهو يرى ويتألم من ذلك الوضع المعتم، ولكن لا يبعث في نفسه رؤية واضحة، بل يصعب عليه وضع تلك المعاناة في كلمات، تمكنه في التعبير عنها. لا يشعر بطعم الحياة. فديجور العقل قد أعمى بصيرته وأضعف من ضربات أقدامه في آفاق الأرض. من حيث لا يدري انه يعيش مذلولاً، منكساً في مكانه. فهو في هذا القفص قد أدمن على ايقاعاته وقوانينه. وتلك الأفكار الناعسة المتراكمة في حلقات واسعة والراكدة كالمياه الآ ......
ُنان
#الشرنقة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717975
فوز حمزة : الدخول في الشرنقة
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة في الجامعة .. رأيته لأول مرة .. من حينها ونظراته تلاحقني .. لم أكن سعيدة بتلك النظرات .. ولم اعترض .. ربما لأنها كانت تشبع ذلك الغرور الكامن داخلي كفتاة جميلة دون أن أدري. لم أحبّبه قط لكني لم أرفضه حين تقدم للزواج مني بعد أربعةُ أعوام .. فتحديه لأهله من أجلي بسبب اختلاف طائفتنا كانت كافية لإسكاتي وإقناعي بأنني سأعيش في ظل رجل يعرف كيف يحميني.كل شيء سار بهدوء .. لم يكسره إلا صراخ طفلتنا حين ولدتها في يوم كانت السماء مليئةٌ بسحب سوداء .. فرحته بالبنت لم تتغلب على شرقيته .. فبقي يحلم بالصبي الذي يحمل اسمه .. حتى تحقق له ذلك بعد عام ونصف.انتقالنا للعيش في بيت أهله في إحدى المحافظات .. كانت الانعطافة التي غيرت مسيرة حياتنا وجعلتها تتخذُ لونًا آخر ليس هو اللون الذي بدأت به.صحونا ذات يوم ربيعي على خبر سقوط النظام.أصبح إنسانًا آخر .. يتحاشى التحدث معي أو الجلوس بجانبي .. بل بلغ الأمر به إلى الامتناع عن تناول الطعام معي. شيئًا فشيئًا لم أعد أشعر بأنني متزوجة إلا حين أدخل غرفتي لأجده ممدًا على السرير ينتظر سد جوعه من جسدي .. ثم يغط في نوم عميق دون أن يتفوه بكلمة.فقداني لخصوصيتي هو الشيء الذي ظل يثير سخطي .. خارج الغرفة لم أكن زوجة .. بل خادمة لكل من في المنزل .. لا أجرؤ على فعل أو قولِ شيء إلا بعد موافقة الجميع .. المرة الوحيدة التي تجرأت فيها واعترضت كانت نهايتها صفعة على خدي وإنذارًا بالطلاق.كبرت المسافةَ بيني وبينه .. أخذ يتغيب طويلاً عن البيت .. وعن المدينة كلها .. حين يعود يبدو عليه القلق والخوف .. عيناه مترقبتان .. أحيانًا كثيرة يقطع حديثه عندما يلمحني قادمةٌ نحوه .. بدأت أشعر بتحاشيه لي .. هناك أمر جلل شغله عن كل شيء.وقع الطلاق بعد ست سنوات .. أطفالي كانوا الصفقة التي ربحتها مقابل تنازلي عن كل شيء .. فتنفست بعمق لأنني ظننت أن القدر قد اكتفى مني.لم أكن أريد لأطفالي أن يكبروا بعيدًا عن والدهم .. فسمحت له برؤيتهم بين فترة وأخرى .. فليس من العدل أن يخطئ الكبار ليدفع الصغار الثمن .. هكذا كنت أقنع نفسي وليتها اعترضت ولم تقتنع.صراخي حين عرفت أنه قد هرب بالأطفال لم يسمعه أحد .. لأن صوت انفجار قريب غطى كل شيء.الدخان الأسود ملأ سماء المدينة .. المستقبل غاب في ظلمة الحاضر .. تغيرت معاني الكلمات .. عيوننا كانت بخوف تترقب.بعد أشهر .. لم يعد أحد يسألني عنهما .. فالأحداث الكبيرة مثل حيتان البحر .. تلتهم السمك الصغير .. وحدي بقيت أتتبع أخبار أطفالي من بعيد .. بعد أن هدم طليقي كل جسر قد يصل بيني وبينهم.تزوجت ثانية .. لا بد للحياة أن تستمر .. واستمرت حين أنجبت بنتًا وصبيًا .. لكن حنيني لأطفالي أبدًا لم يهدأ.حين وصلني خبر إنضمام طليقي لإحدى التنظيمات الإرهابية لم أتفاجأ .. لأني وجدت أخيرًا تفسيرًا لكل أفعاله الغريبة .. الذي أفزعني وجعل ساعات الليل طويلة سوداء وساعات النهار قلقًا قاتلًا حين عرفت أنه زجّ بأطفالنا في درب نهايته الموت أو الانحراف عن الحياة.الموت البطئ .. لا أحد يصف هذا المعنى إلا من عاشه .. لم أعد أشعر بالألم لأني غرقت فيه .. صور مرعبة احتلت كوابيسي وأنا أتخيل ابنتي ذات الخمسةَ عشر ربيعًا تتلاقفها أيادي المجرمين تعبث بها باسم الدين .. وابني أصبح رأسه الفارغ وعاءً لأفكار مسمومة من أبٍ كره الحياة قبل أن يفهمها.ثلاث سنوات مرت .. أحيانًا كنت أتمنى سماع خبر موتهما ليصبح لسياط الألم التي أتلقاها جلاد واحد .. حتى هذهِ الأمنية ضَنَّ بها القدر عليّ .. أمسيت أفزع لكل رنة هاتف أو لطرقة باب لا أع ......
#الدخول
#الشرنقة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755821