الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رائد الحواري : جمال التقديم في كتاب -الدهيشي- عيسى قراقع
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري جمال التقديم في كتاب "الدهيشي" عيسى قراقعالكاتب النبيه هو الذي يعي طبيعة ما يقدمه، فيحسن اختيار الشكل والطريقة التي يقدم بها مادته الأدبية، فعندما يحمل الأدب مضامين وأفكار وأحداث قاسية، عليه أن يجد وسائل وطرق تخفف على المتلقي، وهنا تكمن أهمية الأدب، إيصال فكرة قاسية بأقل الأضرار النفسية على القارئ، وحتى إيصالها بطريقة ممتعة، هذا ما فعله عيسى قراقع في كتابة "الدهيشي"، فرغم أن حجم المأساة التي تناولها، ورغم كثرة الشهداء والمعتقلين والجرحى في الكتاب، ورغم أن المكان المركزي هو مخيم الدهيشة، إلا أن الكاتب استطاع إخراجنا من ضيق المخيم إلى فسحة اللغة وجمالية الصور. ولكي نقرب القارئ من هذا المنجز الأدبي المدهش سنحاول التوقف قليلا عند ما جاء فيه، ونبدأ من الدهيشي الذي قدم بهذه الصورة: "الدهيشي ليس اسما مذكرا ولا مؤنثا، هو اللا اسم، لا ينسب لمكان واضح أو لسلالة وعشيرة، ربما حسب اللغويين هو المندهش والمدهوش، المفتوح العينين دائما، ... الدهيشي يريد الحياة ويريد الموت معا ..الدهيشي ليس له وقت" ص15و16، بهذا الشكل أستطاع الكاتب أن يستوقف المتلقي عند الطريقة التي قدم بها "الدهيشي" فهو يجمع/يجمل/يوحد المكان بالإنسان، بحيث يصعب التفريق بينهما، وهذا الثنائية هي التي تدهش المتلقي، وبما أن لفظ الدهيشي" بمعناه المجرد يحمل فكرة الدهشة، فإن القارئ ستصله الفكرة من خلال المضمون الذي تحمله الفقرة ومن خلال اللفظ أيضا.وعندما يريد توضيح علاقة الإنسان بالمكان ويكون هناك حديث عن الشهداء، فإن طريقة التقديم تكون بهذا الشكل: " استشهد براء الدهيشي، ولا زال دمه تحت علم الأمم المتحدة ويافطة وكالة الغوث، ولكنه عاد حيا مغسولا بزيت شجرة زيتون رومانية، حالة طوارئ واستنفار في الكنيست الإسرائيلي وفي تل أبيب، دولة إسرائيل مصابة بالاندهاش والعصبية من خروج الحي من الميت، أيديها على الزناد" ص42، إذا ما توقفنا عند هذا المشهد سنجد صورة أبعد من المنطق، لا يتقبلها العقل العادي، لما فيها من غرابة، شهيد يعود حيا، بعد أن غسل بزيت الشجرة، والدولة الأكثر عسكرة في المنطقة مدهوشة وفي حالة عصبية!!، فالفرد/الشهيد الذي هز أكبر قوة عسكرية في المنطقة هو المدهش والمثير، وهنا يكون الكاتب قد أوصل فكرة عظمة الفرد/الشهيد، وضعف دولة الاحتلال.إذن الكاتب يتألق أدبيا عندما يتحدث عن الشهداء، فهم من يمدونه بالأدوات الفنية لكي يقدمهم بطريق استثنائية: "عكازات الجرحى في مخيم الدهيشي تتوحد مع عكازات المقعد الشهيد محمد الجبالي في طولكرم، إني رأيت في السماء أجسادا تطير تفتش عن أقدامها الضائعة" ص 213، اللافت في هذا المقطع أن المكان واضح وقدم بطريقة (عادية)، لكن الكاتب يتجاوز هذه العادية من خلال حديثه عن الجرحى والشهداء، الذي يحلقون في السماء بحثا عن أقدامهم، فالفانتازيا التي يستخدمها أراد بها التعويض/التخفيف من حدة القسوة التي يحملها حدث مقتل المقعد محمد الجبالي.وعندما يريد أن يتحدث عن الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال، يقدمه بهذا الشكل: "الولايات المتحد كانت دائما منذ عهد ترومان إلى اليوم أكبر صديقة لإسرائيل، وأن التزامها بأمن إسرائيل لن يتضعع، وقد أرسل لها الأسلحة والطائرات والأدوات التقنية الأمنية وتنكات الخراء أيضا لقمع اللاجئين الذين لم يتوبوا بعد" ص58، بهذه السخرية استطاع الكاتب أن يقدم فكرة الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال، مستفيدا من رش الفلسطينيين بالمياه العادمة التي يستخدمها الاحتلال عندما يريد أن يلحق أكبر ضرر بالمتظاهرين وبأسرهم وبالمكان الذي يتظاهرون فيه.تمثل السخرية أهم طريقة ......
#جمال
#التقديم
#كتاب
#-الدهيشي-
#عيسى
#قراقع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761454