الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فارس تركي محمود : تأثير الجغرافيا على أفكار البشر وسلوكياتهم
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود لقد تحدث الكثير من الفلاسفة والمفكرين القدماء والمعاصرين عن تأثير الظروف الجغرافية على صفات البشر الجسمانية والفكرية وعلى أمزجتهم وطباعهم وعاداتهم وتقاليدهم ، ومنهم الفلاسفة اليونان الذين تناولوا هذا الموضوع فقد أوضح أبقراط في القرن الخامس ق . م الفروق التي لاحظها بين سكان الأقاليم الجبلية المعرضين للأمطار والرياح والذين يتصفون بالنحافة والشقرة وبأنهم ميالون للسيادة، وذكر أن تغير حالات الهواء هو الذي يغير حالات الناس : مرة إلى الغضب ، ومرة إلى السكون ، وإلى الهم والسرور وغير ذلك ، وإذا استوت حالات الهواء استوت حالات الناس وأخلاقهم وقال : " إن قوى النفس تابعة لمزاجات الأبدان ، ومزاجات الأبدان تابعة لتصرف الهواء : إذا برد مرة وسخن أخرى خرج الزرع نضيجاً ومرة غير نضيج ، ومرة قليلاً ومرة كثيراً ، ومرة حاراً ومرة بارداً ، فتتغير لذلك صورهم ومزاجاتهم ، وإذا اعتدل الهواء واستوى خرج معتدلاً ، فاعتدل بذلك الصور والمزاجات " . كذلك لاحظ أرسطو نوعا من العلاقة بين المناخ وطبائع الشعوب حيث ذكر أن سكان البلاد الأوروبية الباردة شجعان ولكن تنقصهم الهمة لذلك يخضعون للقوي ، أما سكان آسيا فهم حكماء مهرة ولكن يعوزهم الحماس لذلك فهم يرحبون بحياة الذل والعبودية ، أما الإغريق فنظرا لأنهم يعيشون في إقليم يقع في مركز متوسط بين الشمال والجنوب فهم يجمعون بين فضائل أهل الشمال أوروبا وأهل آسيا. كذلك اهتم كثير من الكتاب والفلاسفة المسلمين بدراسة العلاقة بين البيئة وصفات البشر الجسمانية والعقلية ولعل أبرزهم المسعودي في كتابه مروج الذهب ، والفيلسوف ابن خلدون في مقدمته ، فالمسعودي ميَّز بين مناطق الشمال ورياحها الباردة ومناطق الجنوب ورياحها الحارة وبيَّن كيف يؤثر ذلك على أجسام البشر وأشكالهم وصفاتهم النفسية والعقلية وقال : " إن الجنوب إذا هبت أذابت الهواء وبردته ، وسخنت البحار والأنهار، وكل شيء فيه رطوبة ، وتغير لون كل شيء وحالاته ، وهى ترخي الأبدان والعصب ، وتورث الكسل ، وتحدث ثقلا في السماع وغشاوة في البصر ؛ لأنها تحلل المرة ، وتنزل الرطوبة إلى أصل العصب الذي يكون فيه الحس . وأما الشمال فإنها تصلب الأبدان ، وتصح الأدمغة ، وتَحسن اللون ، وتصفي الحواس ، وتقوي الشهوة والحركة ، غير أنها تحرك السُّعَال ووجع الصدر " . أما ابن خلدون فهو أفضل من تناول علاقة السكان بالبيئة في منهج واضح ومحدد ومفصل بل إنه يتفوق في هذا المجال على كتاب عصر النهضة في أوروبا وذلك لأنه ربط بين حوادث التاريخ وحقائق الجغرافيا محدداً العوامل التي تؤدي إلى قيام الحضارة وازدهارها وتلك التي تؤدي إلى تدهورها ، وقد تحدث الباب الأول من المقدمة "عن العمران البشري" ، ثم انتقل إلى الحديث عن أثر المناخ في طبائع الشعوب ثم درس البدو والحضر وخصائص كل منهما ودرس بعد ذلك تطور الدول والعوامل المؤثرة في قيامها وانهيارها . لقد قسَّم ابن خلدون المناطق الجغرافية إلى سبعة أقاليم تمتد من الجنوب الحار إلى الشمال البارد معتبرا ً أن سكان الإقليمين الأول والثاني الحارين جداً والسادس والسابع الباردين جداً أبعد ما يكونون عن الاعتدال والوسطية في كافة أحوالهم وشؤونهم على العكس من سكان الأقاليم المعتدلة أي الثالث والرابع والخامس المعتدلون والمبدعون في كل شيء ، ولأهمية كلام وتحليل ابن خلدون في هذا المجال فسنورد قسماً منه حيث قال : " قد بينا أن المعمور في هذا المنكشف من الأرض إنما هو وسطه لإفراط الحر في الجنوب منه والبرد في الشمال . ولما كان الجانبان من الشمال والجنوب متضادين في الحر والبرد ، وجب أن تتدرج الكيفية من كليهما إلى الوسط ......
#تأثير
#الجغرافيا
#أفكار
#البشر
#وسلوكياتهم

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702313