الحوار المتمدن
3.12K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد جمعة : أنا والله وتغاني ...
#الحوار_المتمدن
#احمد_جمعة من رواية القرنفل التبريزي- ابو العلاء المعري وخليله المتعري.تصدر قريبًا عن دار الفارابي - بيروتالريحُ، النجوم، الألم، المجرات، المرأة، العزلة، في البدءِ تشكلّ العالم من ضوءٍ، ثم مفردات لا مغزى لها، نَشَأ الخلق من شمسٍ ورجل وامرأة، ثم تطور من حبٍ وجسد وأمواج وغابات، وصدفة ألقت بظلالهاِ في الطريقِ، فالتقطها أمثالي وفي ضوئها، بَدَأت الحياة خطوتها ومن يومها ظهرت المعاناة، وبدأت غيوم الألم تلقي بظلالها في الطريق، هكذا فَلتُ من نفق المَعّرة وعدتُ لديار تغاني واستأنفت البحث عن طريق للخروج من نفق الحب والخيانة، والشكّ واليقين، هذا قدري، أصوغ منه مصيري بين الله وتغاني، كان بالإمكان أن أعيش سعيداً وأنتهي كالريح، ولكني انْتَقيتُ الألم باختياري يوم مَضَيتُ وراء تغاني أبحث معها عن الحب الأزلي، وحين طاردت الله بحثاً عن وجوده، لم أفز مع تغاني بالحب، ولم أبلغ مع الله مرفأ العدم، أنا بين النارين، أقف هنا عند منعطفٍ لم أجد فيه تغاني ولم أجد الله، لم أضلّ الميناء بعد، ولكن لم أكسب أيًا من الغايتين، فتغاني صادفتها بمدينة حلب، وركضتُ وراءها وسلمتها مصيري، أخفقت في الاحتفاظ بها، والله الذي هرولتُ بحثاً عنه، لم أجده في كلّ الأشياء التي قال أنه فيها، لم أجده في الأشجار، ولا في فصول السنة، لأن الخريف وحده ينفي كينونته، ولا في الغيوم، أو النجوم، فكلّما دنوتُ من هذه المخلوقات، اكتشفت أن العدم يكمن خلفها. عدت من رحلة المَعّرة أكثر حيرة مما كنت، ألمي يزداد رغم نشوة طفقت تتسلل بأعماقي وتخفف من غيرتي تجاه تغاني ومن شكوكي نحو الله. تسللتُ إلى فراشي وقد جاوزت الساعة منتصف الليل، لم التقِ تغاني، ولم أسمع صوتها منذ ساعات، فضلتُ العزلة، واحتساء شرابي، وهو نديمي بمثل هذه الليالي، ورحت أتأمل سبب هذا الشعور المتنامي بداخلي حول انعدام الضوء من حياتي، تذكرتُ مقطعاً من قصيدة أيليتس، له المجد، "في البدء كان الضوء" فشعرتُ بالأمل لأني بدأت بالضوء، ولكن بمجرد تذكر تغاني وهي الآن مستلقية بفراشها، محتفظة بكنزها المثير المتألق بالجمال والإثارة، وحرماني من هذا الكنز، وفقداني التواصل معها، حتى اشتعلت ثورتي، وتداخلت الصور، وتشابكت الرؤى تستدعي خيالاتي التي اختزنتها طوال سنوات التقصي عن الحب، الذي خُيّل إليّ أني عثرتُ عليه وما كدت أركع في محرابهِ، حتى باغتني القدر، الذي هو الله أو أي ما كان وراء هذا الوجود، بداية باختطاف نيزك ابنتي مني، ثم بانتزاع الضوء من بصري، وبعدها بخيانة تغاني.استسلمت للأفكار، رحتُ أعاين الغرفة ومقتنياتها من حولي، والتي لم أفكر بها طويلاً بالفترة الأخيرة ولم أعد اتبيّن محتوياتها وماذا هي عليه وكأنني بمكانٍ غير هذا الذي أقضي جلّ ليلي ونهاري فيه، أي كائن يعيش في مكانٍ لا يَرى ولا يشعر ولا يفكر بما حولهُ من الأشياء، حتى كدت أنسى لون السجاد وشكلّ السرير ومحتويات اللوحات الملعقة وبقية الأشياء لديّ، هذا النسيان لما حولي قد يكون واحدًا من الأسباب التي جعلتني أنفصل عن واقعي وأهيم في غرفتي وكأني بصحراء مقفرة، فزعت من هذا الشعور، قفزت فجأة من فوق الفراش وجلست على المقعد وقد تملكني الرعب إثر هذا الاكتشاف، فإذا كنت قد انفصلت كلّ هذا الوقت عن الغرفة الوحيدة التي تحتويني فما بالك بالعالم من حولي؟ دهشت من حالي عندما أدركتُ حقيقة أغفلتها في خضمِ حربي الداخلية الطاحنة، أنني لم أعد على صلةٍ بمنزلي ولا بغرفتي ولا بسريري، أنا فوقه الآن ولا أشعر بأنني أنتمي إليه، لا أسأل روم عن لون الفرش الذي تغيره من حين لآخر، ولا عن موضع المحتويات بأرجاء الغرفة، حتى أني بتُ اصطدم ببعضها لأني لم أ ......
#والله
#وتغاني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692925