الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جواد بولس : هل يحلم عماد بالزنابق البيضاء
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولس اعتليت سيارة زميلي أحمد ومضينا من حي بيت حنينا باتجاه محكمة العدل العليا. كان الفضاء فوقنا نقيًّا وسماء القدس زرقاء رمادية وبعيدة، وفي الجو برودة لاذعة لطالما خبرناها بعد سقوط الثلج الذي يزور المدينة أحيانًا ليذكّر ناسها أن للجنّة وجهين واحد أزرق مثل لون الأماني والآخر أبيض مثل لون الخوف. دس أحمد بيدي بضعة أوراق كانت نيابة الدولة العامة قد أرسلتها في الصباح عبر بريدنا. لم يكن فيها غير ما توقعت عندما قدمت الالتماس وطلبت تدخل المحكمة لالغاء أمر الاعتقال الاداري بحق الأسير عماد البرغوثي؛ فهو ليس كما تدعي الأوراق على لسان المخابرات العامة الاسرائيلية خطيرًا على الأمن وسلامة المواطنين، ولا حق لهم باعتقاله اداريًا وسلب حريته وابعاده عن عائلته وجامعته التي يعمل فيها محاضرًا في مادة الفيزياء.حاول أحمد أن يستدرجني لأخرج عن صمتي الخانق، فهو يحس متى أكون غاضبًا حتى الحنق؛ كنت أجيبه باقتضاب وتعمدت اغفال سؤاله الاخير الذي وجهه الي قبل وصولنا الى ساحة المحكمة: كيف لم تيأس بعد هذه السنوات الطويلة وأنت تعرف انك اليوم ستخسر هذه القضية تمامًا كما خسرت المئات مثلها خلال مسيرة عملك أمامهم؟ كنت ألف رقبتي بالشال وألقي على ذراعي العباءة السوداء حين نظرت نحوه، فقرأ ما فيهما، وتبعني.وصلت بهو المحكمة الفسيح في تمام الساعة الواحدة، نصف ساعة قبل ميعاد الجلسة المحدد. تقدمت نحو القاعة ببطء وعلى يساري ارتفع حائط من حجارة الصوان الضخمة التي قطعت من جبال القدس، وقبالتها نوافذ كبيرة من زجاج تكشف بعضًا من المدى. لا أعتقد أن مصممي هذه البناية اختاروا تلك الحجارة كرمز لرسوخ العدل ولعلوّه، بل، على الأغلب، لتكون تذكارات تنقر صمم التاريخ، كما قرأوه، وشهادات على جبروت شعب واصرار بنيه على زرع روايتهم في قلب الزمن. على مدخل القاعة يوجد يافطة مكتوبة باللغة العبرية تحذّر بأن عدد الحضور في الداخل يجب الا يتخطى الأربعة عشر شخصًا وعلى الجميع أن يحافظوا على لبس الكمامات. جلست على أحد المقاعد الشاغرة ومن حولي كل الوجوه مغطاة بكمامات، فبدا المشهد وكأنه مأخوذ من احتفال تنكري.قرأ الحاجب اسم موكلي معلنًا بداية الجلسة. لم يُجلب عماد لحضورها، على الرغم من انني طلبت ذلك مسبقًا، لكن المحكمة رفضت طلبي بسبب انظمة الكورونا وموقف مصلحة السجون الاسرائيلية في هذه المسألة.شعرت بانخباء حماس القضاة الذي كان ظاهرًا عليهم في الملف السابق؛ ولم أعرف اذا كان ذلك نتيجةً لتعبهم في نهاية يوم عمل طويل، أم لانهم بدأوا يمقتون النظر في ملفات الاسرى الفلسطينيين الاداريين، لأنها، ربما، بحكم عبثيتها الرتيبة ، حوّلتهم إلى ما يشبه الروبوتات التي تمضغ سوابق من كانوا قبلهم، وتلوك نفس التعابير والمواقف وتنتج قرارتها كمعلبات في خط انتاج سريع.وقفت أمامهم وأنا في حالة تأهب يألفونها؛ فأحسست بنظراتهم تثقب صدري وأعناقهم تترقب ما عساني سأقول اليوم، وهل سأقصّ عليهم قصيدة أم حكمة وجع جديدة وأتركهم بعدها كي يسكروا، مرّة أخرى، في نبيذ نصرهم الرخيص. جلسَت الى يميني ممثلة النيابة العامة، وورائي، على مقاعد فارغة، أربعة من "شبيبة" الشاباك الذين يبدأون طريقهم كمتدربين في ساحات الغبار الفلسطيني ويكبرون في حضن احتلال منسي.كنتت والحقّ وحيدين على هذا المسرح. تفضل سيد بولس، بادرني رئيس هيئة القضاة، سائلًا اذا كنت قد قرأت رد النيابة العامة على التماسي. طبعًا قرأته؛ أجبت، ثم أردفت أنني لا أصدق ما هو مكتوب ولا أومن بعدالة هذه الاجراءات مطلقًا؛ وأتوقع أن ترفضوا التماسي مثل ما فعلتم، انتم وغيركم من القضاة، طيلة أربعين عا ......
#يحلم
#عماد
#بالزنابق
#البيضاء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710237