الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
يحيى محمد : الموجهات المعرفية كمعيار سلبي للتفسير
#الحوار_المتمدن
#يحيى_محمد ليس من الممكن انشاء معرفة تتعلق بموضوع محدد من دون ان يحكمها جهاز معرفي، سواء كانت علمية او فلسفية او دينية، او حتى عادية كما نمارسها في التعرف على الاشياء الخارجية.والجهاز المعرفي، كما حددناه في (علم الطريقة)، يتألف من خمسة اركان، هي: المصدر المعرفي، والأداة المنهجية، والاصول المولدة والموجهات، والاستنطاق او الاستجواب، والانتاج المعرفي. والاركان الثلاثة الاولى مترابطة ولكل منها وظيفته الجزئية، وبفعل هذا الترابط يتمكن الجهاز المعرفي من القيام بوظيفته الكلية في الانتاج والاستنطاق او الاستجواب. وأي خلل في بعضها يؤثر على البقية ومن ثم على الوظيفة العامة. فالحال هنا أشبه بما يحصل مع الأجهزة والآلات الميكانيكية، حيث تتألف من عناصر مترابطة ولكل منها وظيفته الجزئية، ومن خلالها يقوم الجهاز بوظيفته الكلية، كما في التلفاز والراديو والسيارة... الخ.وتعتبر الاصول المولدة والموجهات ركناً يجعل المعرفة خاضعة لتحكم الكلي بالجزئي لا العكس. فهي التي تحدد المفاصل والمضامين وفق هذا التحكم. وهي التي تمثل مصادر التشريع والعقل المنتج في العلم والثقافة والفكر للجهاز المعرفي. وتتميز بانها من قبليات الفكر لا بعدياته. فهي سابقة على الانتاج واستنطاق الموضوع، بل انها تتحكم بهما من دون عكس.ولا بد من التمييز بين الاصول المولدة والموجهات، فالاولى تمثل قضايا محددة ايجابية تعمل على انتاج المعرفة والتفسير. في حين ان الثانية لا تمثل قضايا محددة، بل هي عمومات سلبية يُسترشد بها في التأسيس المعرفي والاستنطاق باتجاه دون اخر. اي انها تتخذ دور الإدلاء على الطريق المناسب دون القيام بعملية التوليد والإنتاج، مثل دور القيم الأخلاقية في التوجيه. لكن يظل أن كل توجيه لا يخلو من توليد، مثلما أن كل توليد لا يخلو من توجيه. كما قد يجتمع المولّد والموجه في أصل معرفي واحد يمارس دورين من التوليد والتوجيه للقضايا.وبذلك تتميز الموجهات بسلبية المعيار في التفسير والانتاج المعرفي. بمعنى انها لا تحمل قضية محددة أو قانوناً معيناً يمكن الاستناد إليه في التفسير، بل هي معممة إلى أقصى حد ممكن، لذا لا تصلح للتفسير الايجابي المباشر. وقد تكون الموجهات ظاهرة مكشوفة، كما في الموجهات البيانية للنصوص، ومثلها الموجهات الطبيعانية Naturalism المعممة على مختلف الاسباب والقوانين العاملة في الطبيعة؛ كمعيار لا يسمح بنفوذ التفسيرات التي لا تمت الى هذه الخلفية بصلة. كما قد تكون الموجهات مستترة، مثل الموجهات العقلية والواقعية التي تقف خلف التفسيرات البيانية. فمثلاً إن عدداً من الفقهاء المعاصرين يؤدون هذا الدور من التوجيه العقلي والواقعي المستور وهم يمارسون تحليلاتهم واستنباطاتهم البيانية نتيجة ضغط الواقع، فتجد من حيث الظاهر انهم يزاولون النهج البياني من دون إعمالٍ للعقل المستقل او غيره من الموجهات، لكنهم في واقع الأمر يتظللون بالتوجيهات العقلية والواقعية كما تتمثل بخلفياتهم الثقافية غير المنظورة للوصول الى النتائج المحددة سلفاً، رغم ممارسة «اللعبة البيانية» في التحليل والاستنباط.وقد يقال كيف أمكننا التوصل الى هذه النتيجة من الموجهات غير المنظورة؟ والجواب هو لاعتمادنا على الجانب الاستقرائي والاحصائي، حيث ان الالتزام بالنهج البياني لا يوصل الى نتائج كثيرة متسقة مع ما يفرضه العقل وضرورات الواقع. ومثلما جرى ويجري في المجال الديني صراع شرس بين الموجهات البيانية وما يقابلها من موجهات عقلية وواقعية عامة في الكثير من النصوص المتنازع حول تفسيرها، وقد يعبّر الصراع عن نزاع محدد بين الأصول المولدة.. فكذا ن ......
#الموجهات
#المعرفية
#كمعيار
#سلبي
#للتفسير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744031