الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : الطفو على سطح الأحداث
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم عن العبث والحرية&#1640-;- - اهمية الجريمة الكتاب كله مبني على المشهد الرئيسي وهو قتل العربي والذي يقع في نهاية الجزء الأول المقسم إلى ستة فصول والمكون من حوالي &#1641-;-&#1632-;- صفحة، ونفس عدد الصفحات في الجزء الثاني الذي يحتوي خمسة فصول، وكأن كامو يبحث عن نوع من التناظر والتقابل الشكلي بين حياة ميرسو قبل وما بعد عملية القتل.أندريه مالرو، الروائي الفرنسي الذي سيصير لاحقاً وزير ثقافة في حكومة شارل ديغول، والذي أطلع على مخطوطة الرواية، في ملاحظاته الإيجابية إلى كامو، نصحه التركيز على مشهد القتل؛ حيث طلب من الكاتب أن "يُقوّي حدّة الشمس ولمعانها على المعدن وتأثيرها على ميرسو". فالأحداث الأولى يسردها ميرسو بطريقة موضوعية محايدة لدرجة الرعب، بينما في الفصل الثاني نفس الأحداث تحكى من زاوية نظر جديدة، القاضي والمحامي العام ومحامي ميرسو والشهود. ونلاحظ أيضا من الناحية الزمنية، الجزء الأول والذي يبدأ بموت والدة ميرسو وحتى إغتيال العربي تدور أحداثه خلال ثمانية عشرة يوما من أيام الصيف، أما الفصل الثاني والذي ينتهي بدوره بموت ميرسو فإنه يأخذ عاما كاملا حتى الصيف التالي. الموت هنا محطات أساسية لزمن الرواية، موت الأم، قتل العربي، ثم إعدام القاتل، وكأن القضية هي قضية الموت، ليس الموت كقضية وجودية عاشها ميرسو وإنما كإشكالية ميتافيزيقية أو كتراجيديا يونانية تجريدية. الأم ماتت قبل بداية الرواية ولا نعرف عنها سوى القليل، العربي بدوره لا نعرف عنه شيئا، بل ولا نعرف حتى إسمه. هذا الملخص السريع لأحداث القصة لا يمكن أن يعطي صورة واضحة عن كل جوانب النص الشكلية والفنية وخلفيتها السياسية والإجتماعية. لقد أراد كامو أن يقدم لنا ويعرفنا على نموذج الإنسان العبثي أو الإنسان الذي يعيش مواقف عبثية ووصف ظاهرة العبثية ذاتها من خلال تجربة الشخصية الرئيسية في الرواية "ميرسو"، الذي يدفن والدته التي وضعها في مأوى العجزة منذ سنوات، ثم يلتقى بماري في اليوم التالي ويسبحان معا ثم يذهبان للسينما ويمارسان الحب في تلك الليلة، وبعد عدة أيام يطلق خمسة رصاصات على رجل على الشاطيء لا يعرفه ولا يعرف حتى إسمه، ثم يقضي عدة شهور في السجن وتحكم عليه المحكمة في النهاية بالإعدام، ولكنه في نهاية الأمر لقد كان راضيا بحياته. ميرسو يعيش كل هذه الأحداث بطريقة هادئة وشديدة البرود وبدون أي إنفعال وكأن الأمر لا يعنيه مباشرة، إنه يعيش خارج حدود العالم الإجتماعي، وكأنه يطفو على سطح الأشياء والأحداث دون أن يلمسها. الواقع عنده هو تتابع الأحداث دون رابط بينها وكل حدث مستقل عما قبله وما بعده وكأنه ألغى تتابع الأحداث وقوانين السببية. تسأله ماري إن كان يحبها، لم يضحك، فقط قال أنه لا يعتقد ذلك. وعندما تطلب منه أن يتزوجها يقول لها بأنه لا يؤمن بالزواج، وأن الزواج والحب أشياء لا معنى لها، ولكنه سيتزوجها إذا أرادت ذلك. وكأنه لا يريد أن يلتزم أو يأخذ أي قرار من شأنه أن يغير حياته الروتينيه. حتى في العمل، عندما يعرض عليه رئيسه في الشركة أن يرسله إلى باريس لأنه يريد أن يفتح فرعا جديدا للشركة هناك، فإن ميرسو يرفض العرض قائلا بأنه لا يجد مبررا لتغيير حياته وأنه مقتنع وراض بحياته كما هي. وأثناء المحاكمة بدأ يستمع إلى الأحداث التي مرت به في هذه الأيام الصيفية قبل عملية الإغتيال من وجهة نظر قاضي التحقيق والمحامي والشهود، بدا له الأمر كأنهم يتحدثون عن شخص أخر لا علاقة له به. ......
#الطفو
#الأحداث

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699908