الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عصام عابدين : السيكولوجيا ذات الحدين الجريمة والعقاب فيودور دوستويفسكي
#الحوار_المتمدن
#عصام_عابدين الجريمة والعقاب كعنوان لرواية دوستويفسكي. هو عنوان لا مفر من تحليله في مستهل مناقشتنا للرواية, والعنوان مُكوّن من كلمتان يُقنبان وراءهما بداية ونهاية الرواية وما بينهم من جدليات ضمنية جليّة في الأحداث. فالجريمة هي الفعل الفردي الذي يقترفه أحد أفراد المجتمع مؤثراً على المجتمع ككل. أما العقاب هو الفعل الجماعي الذي يقترفه المجتمع مؤثراً في أحد الأفراد. وما بين إرادة الفرد والمجتمع تنشأ مفارقة حاول الراوي العليم تجسيدها منحازاً إلى المجتمع عندما قام بسرد رواية ذات شخصيات عديدة لها مواقف متباينة. و لا تلبث موضوعيته أن تكتمل حتي تنفذ فرديته المحضة في شخصية البطل "راسكولينكوف" ولا شك أن نفاذ تلك الفردية كان متعمداً من الكاتب الذي هو معروف عنه أنه مؤسس الفلسفة الوجودية بنظر التاريخ. "الجريمة والعقاب" حالها كحال كل رواية تنقسم في أعين ناقد بصدد مناقشة عمل أدبي إلى قسمين. فكرة ضمنية أساسية وهي الفكرة التي من المفترض أن تكون ما قد بزغ في عقل كاتب الرواية قبل أن يبدأ الكتابة, وهذا القسم سوف نرجىء مناقشته لحينٍ. والقسم الآخر هو الدراما التمثيلية والتصويرية للفكرة. وقد سلك دوستويفسكي في روايتنا درب البساطة والواقعية في تصوير فكرته. فالرواية ببساطة تحمل شخصية أساسية "البطل" وهو الطالب الحقوقي "راسكولينكوف" الذي يقترف جريمة قتل ضد سيدة عجوز و أختها وبلا شك هذه هي الجريمة التي ينتظرها – ظاهرياً – العقاب في نهاية الرواية. وهو النفي إلى سيبيريا وقضاء حكم مخفف بالسجن 8 سنوات مع الأشغال الشاقة. لا تمضي منهم سنة واحدة حتى تنتهي الرواية التي تُقارب الألف صفحة. وقبل أن أبدأ في مناقشة الفكرة الأساسية فلا مفر من توضيح البناء التحتي للرواية. والبناء التحتي هو الظروف الاقتصادية والنمط العام للإنتاج الذي يقوم عليه واقع اجتماعي ما. وقد كان الواقع الاجتماعي القائم فى بطرسبرج تلك الآونة يمكن وصفه ببساطه بأنه "فاسد" وفي الأدب – حاله كحال كل الفنون – لإيجاد حل, قام دوستويفسكي في رواية بالاعتصام في فعل الجريمة كتجسيداً واضحاً على الفساد. غير أنه لم ينساق في مناقشتها أخلاقياً بشكل تجريدي. وإنما قد بدأ من حيث قد انتهى مفهومان الخير والشر وتفككا بالكامل. فطفق دوستويفسكي يخلق الحلول والشخصيات. إذ نجده في لا انحيازية الراوي العليم يتحدث عن الحل الاشتراكي للأزمة والذي كان مطروحاً بشدة في تلك الفترة (النصف الثاني من القرن التاسع عشر), على لسان "رازوميخين" يتحدث ساخراً من مجموعة من الناس جالسين في بيته يحتسون الخمر ويؤكدّون أنَّ الجريمة هي احتجاج على تنظيم اجتماعي غير سليم. ثم يضيف, إذا زالت أسباب الاحتجاج أصبح الجميع صالحين ولم تعد هناك جرائم. وهذه كلمات يمكن أن يسقطها القارىء على جريمة القتل التي فعلها "راسكولينكوف". وبعد ذلك وعلى لسان الاشتراكي "ليبزياتنكيوف" وتعليقاً على ممارسة "صونيا" للبغي من أجل كسب المال وإعالة أسرتها. فيرى الدعارة و سلوك "صونيا" تحديداً, رفض للمجتمع وسلوك تحرري لا يجب تضميده. وهكذا يعضض دوستويفسكي على الرأي الاشتراكي الذي لا يختلف عند المجتمع الاشتراكي ( أعني الحالة الأولى) عنه عند الفرد الاشتراكي الواحد مثل "ليبزياتنكيوف". ولا يفوته أن يسخر من الاشتراكيين فيسرد - إنَّ تعاونياتهم هذه جاهزة, والطبيعة وحدها هي التي لم تصبح جاهزة بعد. لأنّها تقتضي الحياة.. لأنّها لم تتأهب بعد إلى المقبرة - كإرهاصة لتوضيح الرأي الآخر, الذي يميل إليه فيودور والذي لأجله كُتبت الرواية بالأساس, يقول على لسان رازوميخين " الاشتراكيين ضد النفوس الحيّة, والنفس ال ......
#السيكولوجيا
#الحدين
#الجريمة
#والعقاب
#فيودور
#دوستويفسكي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699001