الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فاطمة ناعوت : هل أنتَ متسامحٌ دينيًّا؟ لستُ متسامحة
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت "التسامحُ الديني"، عبارةٌ طيبة نسمعُها دائمًا من القامات الدينية الرصينة في المجتمع المصري. والمقصودُ بها المناداة بالعيش في سلام بعيدًا عن الشقاقات الطائفية التي تهدمُ الوطنَ وتُعرقل رحلة النهوض والتنمية. والعبارةُ دائمًا يقولُها فمٌ وطنيٌّ مسالم، يكره العنفَ ويرجو أن يحيا الناسُ في سلام ومحبة لكي يعملوا ويُعمّروا الوطنَ بعيدًا عن النزاع العَقَدي الذي لا يُفضي إلا للدماء والفواجع والهدم. واليومَ أريدُ أن أتأمل معكم تلك المفردة: "تسامح"، لنقفزَ منها خطوةً للأمام.دعونا نردُّ الكلمةَ إلى المعجم؛ لنقفَ على معناها اللغويّ الدقيق. في المعجم "الوسيط” نجد: (تسامَحَ الشَّخصُ في الأمر: تساهَل فيه وتهاون). مثال: (لا تتسامحُ الدَّولةُ مع الخونة والمتآمرين). نكتشف هنا أن "التسامُح" يأتي مع الجرائم والدنايا. فليس واردًا أن نقول مثلا: (المعلّمةُ تتسامح مع ذكاء تلميذها)، بل نقول: (تسامحتِ المعلمةُ مع الأخطاء الإملائية، حين أعجبها موضوع التعبير). وفي "لسان العرب": (السماحُ والسماحةُ: الجودُ والعطاء عن سخاء). وفي الحديث يقول اللهُ تعالى: “أسمِحوا لعبدي كإسماحه إلى عبادي"، أي كونوا كرماءَ مع عبدي مثلما هو سخيٌّ مع عبادي. وسمح لي فلانٌ، أي سمح لي بشيء (بوسعه منعه). ويُقال: "سمحتِ الناقةُ" إذا (انقادت). والمسامحة: المُساهلة في الطعان، وهو الطعنُ في العرض والشرف. والخلاصة أن كلمة: "سَمَح"، تُقال عند التكرّم بالعطاء والتفضُّل بالموافقة، أو الاتّباع والانقياد.فهل ترون الكلمةَ مناسبةً ودقيقةً لغويًّا، حال الكلام عن (احترام) حقّ الآخر العَقَدي، في اعتناق ما يشاء من أديان؟! إن احترمَ مسلمٌ مسيحيًّا، أو احترم مسيحيٌّ مسلمًا، هل يُعدُّ ذلك تَفضُّلا وسخاءً من قوي لضعيف؟ هل هو مذلّةٌ وخنوعٌ من ضعيفٍ لقويّ؟ لا هذا ولا ذاك. كلا المعنيين خطأ ومَعيبٌ ولا يرضاه إنسانٌ حرٌّ في مجتمع حرٍّ.فحين تحترم المختلفَ عنك دينيًّا وتحبّه فلا تحاربه ولا تقتله ولا تزدري دينَه، فلا أنت ذليلٌ تابع، ولا أنت كريمٌ مُتفضّل. إنك فقط إنسانٌ سويٌّ ناضج نجوتَ من مرض الطائفية الذي اِبتُلي به سفاحون أهرقوا الدماء في الحروب الدينية من الصهاينة والصليبيين والدواعش. وحين "تتعايش" مع المختلف عنك دينيًّا فأنت فقط إنسانٌ طبيعي عاقل. وقد وضعتُ كلمة: (تتعايش) بين مزدوجين؛ لأنني أرفضُها أيضًا، وأستبدلُ بها كلمة أرقى هي: (العيش). فالتعايشُ لا يكون إلا مع "عدو" أو "مرض". فمريضُ السُّكر "يتعايش" مع مرضه. والشخصُ "يتعايش" مع جار السوء. لكنك "تعيشُ" مع أسرتك وأصدقائك وجيرانك الطيبين. (التعايش) فلسفيًّا ولغويًّا يشبه (التسامح)، كلاهما يحملُ معنى "الجبر والاضطرار”. فأنت (تتسامح مع عدوك)، (وتسامِحُ من أساء إليك)، (وتسمح لإنسان بما ليس له). وجميعها معانٍ مغلوطة حال الكلام عن بشر أحرار يعتنقون عقائدَ مختلفة يعيشون معًا على أرض واحدة أو في كون واحد. فالمختلف عنك عقديًّا ليس عدوك، ولستَ تمنحه ما ليس من حقّه، حين تحترم اختلافه عنك.الأخطرُ من كلِّ ما سبق، هو أنك حين تسمحُ بشيء، فأنت بالضرورة تملك حقَّ "ألا" تسمح به. فمثلا: (أسمحُ لك باستخدام قلمي)، جملةٌ صحيحة. ولكن: (أسمحُ لك باستخدام قلمَك!!!)، جملةٌ غير صحيحة. فمن حقي "ألا" أسمح لك باستخدام قلمي، ولكن هل من حقي ألا أسمح لك باستخدام قلمك؟! الأمر ينطبقُ على حرية العقيدة. فليس من حقي أن (أسمح أو أتسامح مع) ألا يدين إنسانٌ بديني؛ ببساطة لأنني لا أمتلكُ الحقَّ في (ألا" أسمح أو أتسامح) مع ذلك. هو حرٌّ بقدر ما أنا حرّة، ولا تفضّلٌ من أحدنا على الآخر. وبناء ......
#أنتَ
#متسامحٌ
#دينيًّا؟
#لستُ
#متسامحة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713987