الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 3
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني أبهجت مكالمة الحبيبة الصباحية نهاري.. منذ رحيلي قبل خمسة أشهر، من بيت لقائنا الأول، إلى هنا، حيث كانت تقيم مع عائلتها؛ وأنا أنتظرها. ستأتي لزيارة أهلها، وسيفاجئها وجودي، وستأتي لزيارتي؛ أنا واثق من ذلك... قبل انتقالي إلى هنا، انتظرتها عامين قبل ذلك منذ تزوجَت، فلم تأت؛ الآن ستأتي..بعد أيام قليلة، من آخر زيارة قمت بها لها، في مكتب كانت تعمل فيه قبل الزواج، اتصلت بي واقترحتْ أن نترك ترتيب اللقاءات بيننا إلى مبادرات منها. وقالت أنها ستأتي لزيارتي بعد يومين: "سأفعل ذلك وحذائي فوق رقبتي"؛ قالت بلهجة تأكيديه وهي تهاتفني من الحجرة التي تقع فوق حجرة مكتبي الذي اجلس فيه الآن.."كاذبة، لن تعود لمهاتفتي، ومثلما فعلت مع وعدها السابق، فلن تفي بوعدها الجديد بزيارتي!"، قلت في نفسي بعدما أغلقت سماعة الهاتف بعد محادثتها الأخيرة. قالت لي ذات مرة: "أنا أكذب عندما أشعر أنني أقع في زنقة"؛ قال بصمت: "كاذبة.. الأكثرون هنا يكذبون! ولكنها الحبيبة، سأغفر لها، سأنتظرها، سأوهم نفسي أنها ستفي بوعدها، في حياة قاحلة، كحياتي، الوهم حاجة نفسية، حينما نَهِن، فالوهم أنيس حلو ومنقذ؛ وفي الواقع، أنا أعرف من خبرتي، أن الحب بين امرأة ورجل، في أكثره وهْم أو أمانيّ ظامئ لا تصمد طويلا أو كذب!" تمزق السكون الذي كان يريم حولي بصفعة من طفل عاد من روضته لباب بيت أهله الحديدي، باب جيراني. انتبهت إلى الساعة، أدركت أن موعد رجوع هدي من مدرستها قد مر منذ وقت قصير، لكنى لم أعهد منها قبل اليوم، أن تتخلف عن العودة في الموعد المحدد دون تأخير ولو بمثل هذه الدقائق القليلة. قلبي معلق بها، وانتظر رجوعها من مدرستها بقلق. "ربّاه؛ ماذا جرى، احفظها من كل سوء وأذى يا ربّ؟!"هممت أن أهاتف مدرستها، لعل أمرا طرأ لها واستدعي تخلفها عن عودتها عن موعدها المعهود.امتدت يدي نحو سماعة الهاتف. توقفت قبل أن ألمسها، عندما ترامى إلى سمعي تنهيدة طفولية جاءت من جذع التينة المزروعة في الفناء الخارجي للمنزل الذي تشاركني هدى، فيه..التينة تمتد من تحت نافذة مكتبي إلى فوق شرفة الغرفة التي كانت الحبيبة تسكنها، منها كانت تهاتفني قبل الزواج... تذكرُ التينة قبل عامين وخمسة أشهر، المهاتفة الأخيرة قبل زواجها، كانت رسالة غير خافية الدلالة على أن شيئا ما يجري تدبيره! وعندما استقر المقام بي، في سكني الجديد، وكان الليل قد لفَّ الناس، خرجت إلى الفناء، وحضنت التينة مثلما حضنت الحبيبة ذات مرة، وطبعت قبلاتي على جذع التينة كما كنت طبعتها ذات مرة على خدي الحبيبة.. حينها صاحت إنعام: "ماذا تفعل يا أبَ الروح؟".قالت الحبيبة بوجنتين محمرتين "أكلني!".. قلت: "مشتاق جائع وقلبي ملتاع!"- "هدى؟! لماذا تجلسين عند جذع التينة؟! قلقت عليك يا نور قلبي، هل حدث لك سوء؟! تكلمي، ما بك، لماذا أنت واجمة، هل يؤلمك شيء، أخبريني، لا تتركي قلبي يتمزق... أنا لا أحتمل أبدا رؤيتك وأنت غير سعيدة، أنت تعرفين أنك أنت وحدك التي تملك القدرة على أن تمنحي بهجة الروح. هل فعلتُ شيئا أساءك؟!"لدى عودتها من المدرسة، تُلقي هدى حقيبة الكتب وتندفع نحوي فترتمي علي صدري، فتلتف ذراعاي حولها وأضمها بشوق يساوي كل شوق الأمهات والآباء جميعا.. أما اليوم، فقد حدث وللمرة الأولى أن لا تدفن فيها هدى رأسها مليح القسمات، ذا الشعر الحريري، في صدري!!وقفتْ مستندة بظهرها إلى التينة. قفزتُ من باب البيت نحوها، فيما أنا يعذبني انسياب دموعها الغزير على خديها. حضنتها بعنف وحضنت التينة معها. اهتز جسمها اللدن الطويل المضغوط بيني وبين التينة ببكاء حاد مكتوم. ألص ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727932
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 4
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني ضمها بذراعيه. أخذها إلى الفراش. ذهب في النوم ودقات قلبها الصغير تعزف نغماً هادئا يخالط صوت الموسيقى الناعم الذي ينطلق من المذياع. تصلبتْ عينا هدى في أخاديد الشيخوخة. "ما أجملك!" قالت في سريرتها. عاودتها الأحزان القديمة: "أنت أبي وأمي وكل أهلي؛ لكنها تأخذك مني، إنني أخاف أن أفقدك. أريدك لي.. لي وحدي، أنا لا أحد لي سواك!"تقلبتْ بين ذراعيه، فتح عينيه نصف فتحة: "لماذا تجهشين بالبكاء يا نور القلب، لماذا لا تصارحيني بما يدور في صدرك، حقلا للبهجة يجب أن يظل قلبك.. هل تشكِّين في حبي لك، حياتي فارغة لا يملأها سواك، ولا معنى لها إلا بكِ أيتها الروح التي لا تفارقني.. لا تتركي قلبي يتمزق، قولي لي: ماذا أصابك، أرجوك.. أرجوك؟" وضغطها إلى صدره، وطبع قبلات شغوفة على وجنتيها وشفتيها..عيناها تتحركان بقلق يسكن قلبها. تحاول أن تستجمع شجاعتها. تتردد.. تجربتها القاسية قتلت فيها القدرة على التعبير عما يختلج في صدرها. لا تزال صحبتها له قصيرة الزمن. تدرك أنه فتح لها قلبه بأوسع مدى يملكه أب ينبض الحب العميق في قلبه وفعله. لكن السجن المظلم الذي كانت فيه لم يرحل من نفسها، رحيله التام. كانت معصوبة العينين، وها هي فجأة في أفق النور. تحتاج إلى وقت كاف لتتكيف مع حياة الحرية والحب الذي تحس أن الرجل يبذل جهده الكبير لتوفيرهما لها.استلقى على ظهره. ألقت رأسها علي صدره. تخللت أنامله شعرها. وفلتت عيناه في اللاشيء... الهدوء يغمرهما. ودقات قلبيهما تعزفان لحن الحب الرباني النوراني العالي. رن جرس الهاتف. توقف الرنين قبل أن يلتقط سماعة الهاتف:" هل هي؟ ههه.. لن تفي بوعدها، هذا عهدي بها؛ يشغلها عني طفلها وتنظيف أوساخها وأوساخ مال استعبدها وأعمى قلبها!". لم تفارق هدى الفراش. تكورت على نفسها، وانزلقت في النوم، ألقى غطاء عليها. أغلق باب غرفة نومهما. خرج إلى فناء البيت. أسند ظهره إلى جذع التينة، وحملق في الشرفة فوقه. قطة تموء، وعصافير تزقزق، تساءل: "أي عصفور هو الذي كان يعشعش في حجرتها قبل أن تغادرها إلى بيت زوجها؟". ترامى إلى مسامعه بكاء طفل صغير؛ قال في نفسه: "هل هو ابنها؟ هل هي هنا؟..".. "الأمر لا يعنيني، نعم، يجب أن لا يعنيني"؛ تابع.. عاود جرس الهاتف رنينه. اندفع نحوه، "لعلها هي!". وقبل أن يلتقط سماعته، كفّ الهاتف عن الرنين. كاد أن يضغط على الأرقام التي تطلب آخر رقم هاتفي طلب رقمه. توقف. تذكر أنها طلبت منه في المكالمة الهاتفية الأخيرة بينهما أن لا يفعل ذلك. وعدها حينئذ أنه لن يفعل ذلك. هي لا تفي بوعودها له؛ لكنه لن يتخلى عن أخلاق الوفاء بالوعود التي يأخذها على نفسه. هدى أمانة في عنقه! يجب أن يبقى قدوة أخلاقية لها؛ قد ينجح مشروعه الذي يرهن له نفسه؛ قد تكون هدى هي نجاحه الذي لم يحققه بعد، ولكنه لا يزال يرنو إليه!!"الحبيبة لا تفي بوعودها؛ جميع الناس هنا لا يفون بعهودهم. وما هي غير واحدة من عامة الناس؛ ماذا أنتظر منها إذن؟!".ضمّ التينة بين ذراعيه. ألقى رأسه على جذعها. ضغط صدره على التينة، رفع رأسه، وبشفتين ملتاعتين، طبع قبلة طويلة شغوفة ملتاعة حارقة عليها.. "ما أعذبها؟!".. عاش لحظات راوده فيها شعور حقيقي أن حبيبته حاضرة بروحها وجسدها في التينة..القطة تموء والعصافير تزقزق وصوت المؤذن يرتفع وهدى تنادي بقلق وبصوت يرتجف ويكاد يختنق: "أين أنت.. أين أنت؟!". **** ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727983
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 5
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني الناس مشغولون هذا اليوم بذبح البقر والغنم. اليوم عيد الأضحى. قال خطيب صلاة العيد في المسجد القريب من بيت الحبيبة: "اليوم عيد الذبح"! بعد صلاة العيد والخطبة التي تلتها، وقف الحضور وصلوا صلاة الغائب على أرواح الشهداء. المسلمون يذبحون البقر والغنم. اليهود يذبحون الفلسطينيين؛ والفلسطينيون يفجرون أنفسهم ويذبحون اليهود معهم في عمليات استشهادية ينفذها شبان يحلمون بالجنة وحورها بعد أن لم يعودوا يطيقون الذل المتراكم وضغوط الاحتلال وقسوته؛ زهدوا في الدنيا وفي نسائها.. يعتقدون في قلوبهم أن "حور العين أجمل.. وأن جنة الله خير من العيش في عذاب الهوان في الأرض.".. عاد "الأبيض" من صلاة العيد. جلس في فناء بيته الخارجي، قبالة التينة وتحت شرفة غرفة الحبيبة قبل زواجها؛ حدق في اللاشي، وغاب فيما فات.. في مهاتفة لامرأة جديدة في تاريخه النسائي الحافل والمشوش المضطرب، قال: "ربّاه.. ذُبحت هذه الليلة مرتين!"في اليوم الأخير من دوام الموظفين قبل العيد، هاتف رجاء؛ هذا أول اتصال له بها. رجاء آخر من عرف من النساء حتى الآن. منذ أيام قليلة، عرف اسمها ومكان عملها ورقم هاتفها الوظيفي..قال لها: "أريد أن أتحدث معك في موضوع شخصي"؛. تابع: "أعي أن الوقت ليس مناسبا للحديث في موضوع شخصي، أنت في دوامك الرسمي، وقتك لصالح العمل؛ أعي هذا؛ لكنني اضطررت إلى إجراء هذه المكالمة، ليس هناك وسيلة أخرى أمامي للحديث معك!".- "عفواً.. ماذا تريد؟ ومن أنت؟".- "أنا الأبيض؛ أريد الحديث معك في موضوع شخصي؛ في موضوع الزواج.. أنا آسف، الظرف غير مناسب؛ لكن ماذا أفعل؟!".- "أنت تفاجئني! مَن أخبرك عني؛ هل رأيتني من قبل؟!".- "كلاّ؛ لم أركِ. أحد معارفي تحدث معي عنك".- "هل تخبرني مَن هو؟!".- "طلب مني أن لا أذكر اسمه أمامك".- "أذكره لي؛ سأحتفظ بهذا لنفسي؛ لا تقلق، لن أخبره أنك أفشيت السر!".- "هل هذا وعد؟!".- "أجل، أعدك. مَن هو؟".- "جار لي، علِم أنني أرغب في الزواج".- "ألم يكن من الأفضل أن يقوم هو بالتمهيد لحديثك معي؟!".- "معذرة.. أنا أحب أن أتجه نحو هدفي بنفسي، ومثل سهم لا يحيد عن الخط المستقيم!".- "ماذا أقول لك؟! أنت تفاجئني. أرجوك، تحدث لي عن نفسك. آسفة، آسفة.. أنا عائدة للتو من زيارة للطبيب، أصابتني نزلة برد.. إنني أصغي إليك.. تحدث لي عن نفسك؟!".- "أنا أبيض الرأس والبشرة والقلب والدم والآلام والأحلام..".وقال في سريرته: "ومحفظتي المالية بيضاء أيضا!؟.. وتابع:- "كل شيء لديَّ أبيض.. وعمري ندَّ عن العدّ.. هل اليوم هو السابع من شباط (فبراير)؟!"..- "نعم"..- "إذن، أضيفي إلى عمري أربعة أيام"..في الواقع. كان هذا اليوم هو اليوم الثامن من شباط.. بالحساب الدقيق كان يجب أن يقول: " أضيفي خمسة أيام".. اكتشف خطأه هذا بعد انتهاء المكالمة؛ تساءل في سريرته: "هل لإسقاط يوم من عمري قيمة؟!".. "لا قيمة لكل عمري!"؛ قال لنفسه.. تذكّر ما يتناقله الناس عن حقيقة عمر الإنسان.. "سألوا جبر بعد أن شاخ: كم عمرك؟ رد: "صفر؟!"؛ "ماذا تقول يا رجل؟!"؛ أقول: "صفر؛ العمر لا يحسب بالزمن الذي يمر علينا؛ العمر يحسب بالأيام السعيدة التي نقضيها.. وأرجوكم، عندما أموت، اكتبوا على قبري: هنا يرقد جبر الذي خرج من فرج أمه للقبر"..وكان اليوم الأول لمعرفته بها، يوم سبت؛ يقول المنجمون إن يوم السبت ويوم الثامن من كل شهر يقعان تحت سيطرة الكوكب المسمى كوكب زحل.. وعلى ذمة المنجمين الفلكيين، فإن هذا الكوكب يدعو للتشاؤم.. ويشعر "الأبيض" بعدم الارتياح في كل يوم سبت؛ اليهود يزع ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728051
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 6
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني أجرى الأبيض مكالمة هاتفية ثانية مع رجاء، ليلة العيد، وبعد وقت قصير من بدئها، انقطعت أربعين دقيقة، بطلب منها، لم تحدد سببه، ولم يسألها عنه. وحين استأنفاها، ابتدأها بالحديث عن الزيارة المفاجئة التي قامت بها "الحبيبة" إليه، والتي انتهت قبل عودة المحادثة بينهما، بلحظات قليلة..كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساء، كان قد أتم عشاءه الخفيف سريعا؛ دقَّ جرس الباب. سأل نفسه بوجل: "أزائر في هذا الوقت؟!"؛ في ليل الشتاء هنا، التاسعة وقت متأخر جدا، وفي شارع منزله، تخمد الحركة بعد أن يسدل الليل عباءته الثقيلة. الناس هنا يسكنها الخوف في ظلام الليل، ففيه، وبقسوة وعدوانية فظيعة بشعة، تدوس دبابات واجتياحات جيش الاحتلال الإسرائيلي على أمن الأطفال والنساء والصغار والكبار والمرضى والأصحاء. على مهل وحذر، توجه إلى بابه الخارجي، نظر من فتحة في الباب، فلم يرَ أحدا. تراجع إلى الداخل، ثم عاد للباب وسأل: "مَن؟!".. شق صوت أنثوي الظلام: "أنا..".. فتح بابه ودون أن يعرف من خلفه، كانت على وشك أن تنصرف، اندفعت بسرعة حذرة ومرتجفة، إلى الممر الفاصل بين بابه الخارجي وبابه الداخلي، مدّت يدها، صافحها مذهولا من صدمة مفاجأة كان يتمناها ولم يكن يتوقع حصولها: "لا أصدق أنك أنتِ هي التي تقف أمامي الآن!".. دعاها للدخول.. جلسا على كرسيين متقابلين في الصالة الواسعة شبه العارية من الأثاث.. نظر إليها بعينين كانتا تشتهيان رؤيتها بعنف طفل يضطهده شبق نفسي للارتماء على صدر أمّ فقدها منذ دهور.. "هذا ليس وقت تسبيل العيون.. ما الذي جاء بك لتسكن في بيتنا؟!" سألت بلهجة داعبها الامتلاء بشعور سارّ عبَّرت عنه ابتسامة برقت في عينيها قبل أن ينهمر منها دموع من قلب يحترق لفراق طفلها الوحيد "شهاب لم يزل في أشد الحاجة لي"؛ قالت. قال في سريرته: "أنا مثل شهاب أو أشد حاجة منه إلى ثديي مكتنز بالحب والحنان والحليب والحياة والحرية!"..- "ألم أقل لك يا حبيبتي في المكالمة الأخيرة أنني سأرحل من الشقة التي كنت أسكنها حين تلقيت مكالمتك الهاتفية؟".- "قلتَ ذلك.. ولكن؛ أن ترحل إلي بيتنا؟!".- "هل تشكين في حبي لك؟!"... صمتتْ!- "أنا في طريقي للارتباط"...انفرجت أساريرها:- "مع مَنْ؟ هل أعرفها؟".- "اسمها رجاء..".- "ممتاز.. ممتاز!! كيف تجد الحياة هنا؟".- "غربة مرّة! كيف حالكِ؟ أين طفلك؟ وما الذي جاء بك ليلة العيد، وفي هذا الوقت المتأخر؟!".- "أنا أعيش في همّ وغمّ أسودين وفي نكد شديد ومتواصل! ضربني وشتمني قبل مجيئي إلى هنا، وطردني من البيت ومنعني من اصطحاب طفلي معي.. أنا تعيسة جدا في حياتي! زوجي ثور وحشي ويعاملني كأني بقرة!".- "ماذا جرى بينكما؟ هيأتك وطلّتك ليستا تلك التي عرفتها من قبل؛ كدت أن لا أعرفك! ماذا أصابك؟!".- "حياتي بؤس من تحته بؤس.. كنت أجلس إلى جواره، وأنا متزينة كما ينبغي أن تفعل الزوجات في ليلة العيد، أقلّب محطات التلفاز، أبحث عما يمنحنا شيئا من الفرح، وقفت عند أغنية يشدو بها مطرب يعجب البنات أداءه، فثار مثل ثور أهوج، ضربني وعضني وشد شعري وسبني ومزق ملابسي وطردني، ونزع طفلي من بين ذراعيّ ودفعني خارج باب بيتي شبه عارية، لم يرقَ لبكاء طفلي ورعبه ولا لعويلي ولا لبكاء أمه وشقيقاته ولا لتوسلات من اجتمعن من نساء الحي وبعض من حضر من رجاله! همجي وثور وابن ثور، ديب زوجي ثور متوحش ومجنون، من سلالة ثيران متوحشة ومجنونة!!".. قدمت لها امرأة ممن شهدن الطرد القبيح البغيض، ثوبا سترها، ومنحتها أخرى، نقودا تكفيها لدفع أجرة سيارة تنقلها إلى بيت أهلها.انحنى ظهرها وصمتت وطأطأت ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728116
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 7
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني طلب من "الحبيبة" وهو يودعها أن تتصل به لطمأنته ولإخباره بما تؤول إليه مشكلتها الأسرية التي أجبرتها على ترك ابنها في بيت زوجها. سألته عن رقم هاتفه. أجاب: "مسجل على اللوحة" التي تحمل اسمه والمعلقة على بابه الخارجي بطريقة تسمح برؤيتها من الشرفة الملحقة بالغرفة التي كانت تشغلها قبل انتقالها إلى بيت الزوجية: "هل تعتقدين أن هناك هدفا من تعليق اللوحة سوى أنني أردت أن تعرفي منها وجودي هنا ورقم هاتفي؟! جئت إلى هذه البلدة لأنتظر زيارتك أو اتصالك بي من جديد"."لماذا كانت عاطفتي هادئة خلال اللقاء الذي انتظرته طويلا وبلهفة رعناء؟!" سأل نفسه بعد خروجها: "هل بدأت "الحبيبة" ترتسم في صورة امرأة أخرى؟!".. ألحَّت عليه الرغبة في معاودة الاتصال برجاء.. أوراق التينة جفَّت.. وتتساقط أمام عينيه!! وإذا فقد رجاء؛ فسيفقد امرأة لن يجدها مرة أخرى.. هكذا يتصور؛ وكل الذين تحدث معهم بشأن رغبته في الارتباط بها، شجعوه: "لكن؛ لماذا تبدو وكأنها لا تفسح للعاطفة مساحة في نفسها؟!" أكد ذلك له الرجل الذي عرفها عن طريقه: "هل يعود هذا الغياب للعاطفة من قلبها إلى زواجات فاشلة, كان قد سبقها، حب لم يتكلل بالزواج؟!"؛ سأل نفسه..ولم يبرحه السؤال عن أسباب برود لقائه بـ"الحبيبة"؟! هل كان مجرد اللقاء بها هو المطلوب لنفسه ولا أمل بعد ذلك يرتجى؟! هل ذهبت "الحبيبة" مع غيابها الذي طال؟! أم هل القنوط يقتل حرارة الشوق الذي ما بارحه لا قبل اللقاء ولا بعده؟! هل البرود طبيعته؟! استعاد لحظة دخولها الأول عليه: "هذه المرأة هي التي أتمناها"؛ قال لنفسه حينها.. تُرى؛ هل ما زالت هي التي يتمناها؟! "أنا لست تلك التي كنت تعرفها"؛ قالت له في اللقاء الذي انتظره طويلا.. "أنا هبطتُ إلى أسفل السافلين؛ هل تذكر ما كنت قد قلته لك: إما أن أصعد إلى فوق فوق؛ أو أهبط إلى تحت تحت!" أنا نزلت إلى تحت التحت!!".. يتقطع قلبه بعذابها على فراق طفلها.. "أتمنى أن أراه!!"؛ ولم يجاهر بما قاله في صدره: "شوقي لرؤيته يفوق شوقي لرؤيتك!! إنه طفلي؛ هو ابن "حبيبتي"؛ هل الأبوة أبوة الجينات؛ كلا!! نحن آباء للذين نودّ أن نكون لهم آباءا.. أود أن أكون أبا لأبنائي من "حبيبتي".. هذا هو الحب.. روح تتجسد في كائن من كيان الحب!!".. صباح يوم العيد، اتصل برجاء؛ قدم لها التهنئة.. تشي نبرتها بحزن يلون نفسها ويتّشح به ما حولها. ."هذا أول عيد يمر عليَّ بعد وفاة والديّ.. أشعر أن فقدانهما ترك شرخا عميقا في نفسي، لم ينمح، وأحسب أنه لن ينمحي فيما سيأتي من الزمن.. وفاة أبي، يتمتني نصف يتم؛ وفاة أمي أكملت يتمي!!". فقدت رجاء أمها وأبيها، بين العيدين؛ تُوفي أبوها بعد عيد الفطر بعشرين يوما، وقبل أن تنتهي مراسم العزاء، لحقت به أمها!- "التيتم من الأم هو التيتم التام.. قلبي معك.. أنا أُمك!!".- "بل أنتَ أبي!!".- "أمك وأبيك معا.. قبل سنوات زارتني امرأة لاستشارتي حول معاناة نفسية تعانيها، وفي آخر الجلسة سألتها: هل لك شقيقة؟ قالت: كان لي شقيقة واحدة؛ والآن لي شقيقتان؟ قلت: أرجوك توضيح ما تعنيه؟! قالت: أنتَ غدوت منذ الآن شقيقتي الأخرى.. أنت شقيقتي الكبرى!!.. أسعدني هذا الشعور جدا"؛ تساءل في نفسه: "هل أسعد رجاء أيضا ذكري لهذه الواقعة ؟ أم أستثرت غيرة النساء في صدرها؟! حماقة جديدة هذه مني قد تكون؟!!"..في بحر المهاتفة قالت رجاء: "منذ طلاقي، آسفة، منذ ترملي من زوجي الأخير، تقدم لخطبتي عشرات الرجال.. شعرت بتفوقي عليهم جميعا.. لكنني الآن أجد أنني مقابل رجل مختلف!!".."مختلف؟! هذا سرُّ شقائي!!" قال في صدر تخنقه قصة فشل مديد عاناها ولم يزل في حياته المتبعثرة ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728153
حسن ميّ النوراني : من رواية: هدى والتينة
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني وقال هو في سريرته: "سُعار نار الحياة، يشتدّ حين يشتد الحب وتشتد الحرية وتنطلق البهجة!".. لم يفصح لها حينذاك، عما يكنّه صدره: "الجنس صلاة محب وناره المتقدة.. الحب شعلة الروح، والروح نسيجه.. الروح هي حرية الجسد وعنفوانه. الصلاة علاقة عميقة بين العابد والرب.. التواصل الجنسي صلاة الحياة وحرية خلقنا الله منها وغرسها فينا ويرضا عنا ويجدد بعثنا كلما نهلنا من ماء رحيقها وزدنا فيها توغلا لا تغولا، فيمد المحبين كاسين أو عارين، بقوة منه، مبهجة واسعة عميقة متوهجة!!".. ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728223
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 8
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني في ليلة العيد.. نام تحت سقف حجرة في بيته، كانت "الحبيبة" قبل زواجها، تنام فوقه. "أظنها الآن، تنام في الحجرة ذاتها.. إنها ظلت دائما، في مخيلتي، ومنذ عرفتها، تنام وتصحو معي وفوقي!".. لكنه، هذه الليلة، لم يشعر بما كان يشعر به، من حرارة الشوق إليها، كلما نام تحت سقف يحمل غرفتها قبل مغادرتها إلى بيت ديب!.. "ما هذا البرود العاطفي تجاهها، وهي لا يفصلها عني إلا هواء ليل نحيف، هي في أعلاه، وأنا في أسفله؟!".. لم يكن يتخيل أن الأقدار ستسوقه إلى هنا، فينام تحت نومها! لطالما تمنى لو أنها تصير فراشه أو يصير فراشها! ترى؛ هل مضى زمان شوق، ودخل زمان رجاء؟!.. "تالله إني شقي بِأَوهامي؛ أينزع "الحبيبة" من قلبي، صوت عبر أسلاك الهاتف، مازال ليس لي، فيطفئ نار شوقي، المقدس، لشوقي؟! أم تراني، أريد أن أكون "أنا" أعلى "الحبيبة"، لا أسفل منها؟! خُيَلاء ذكورة، لا زلت عبدا لها!!".. زواج شوق من ديب، هزيمة للأبيض في قعر داره. الليلة، شوق تنام فوقه، وهو في قعر داره؛ في جوّاه المشوّش بثقافة قاهرة، هو ذكر لا ينبغي أن تعلو أنثى عليه! مكان الأنثى، في الثقافة الغالبة، تحت لا فوق؛ في الثقافة الذكرية، إذا اعتلى الرجل أنثاه، غمره مشاعر الانتصار! في قديم الزمن، كانت الأنثى، فريسة يطاردها الذكر، فإذا غنمها، تمددت تحته، برغبة أو مرغمة، فيقفز فيعلوها بجسده! في يوم العيد سأل صديقة له: "ما الفرق بين أن تكوني تحت زوجك، أو تكوني فوقه؟". قالت: "عندما أكون تحته، أشعر بأنوثتي؛ وعندما أكون فوقه، فإني أشعر بأني أمتلك حرية أكبر من حريته".. علّق: "لا تزال جيناتنا الثقافية القديمة ناشطة فينا"؛ أضاف: "الحرية انتصار للحب!".. يحسب "الأبيض" أنه نبي الحب والحرية والبهجة!وهدى تصدق أن الحب هو الحرية الأكبر!" يؤمن "الأبيض" أن الله هو حريتنا وحبنا وبهجتنا! لكن الذكورة الظالمة، جعلت من الله ذكرا يمنح الحرية لها، ويحرم الأنوثة منها.. عاد يتساءل: "هل لذلك، بهت شعوري، حتى كاد يختفي، فيما أنا، وللمرة الأولى، أرقد و"الحبيبة شوقي"، ترقد في سمائي؟! أأريد أنا، أن أكون سماءها.. أليس الله، في ثقافتنا، فوق عرش، في السماء، فوقنا؟!"..قالت صديقته: "أنت كنت تريدها تحتك، لتسترد كرامة أنانية ضيقة قبيحة ومزعومة، وبظنك العليل، داستها أنثى، رفضتك بحريتها، وأسلمت نفسها إلى ديب!".. رفضت شوق الزواج منه، فهو فقير معدم، ويكبرها بسنين عديدة، جاوزت به مرحلة الشباب، إلى مرحلة الشيخوخة: "أحلم بزوج غني وبعلاقة جنسية ساخنة معه"؛ قالت له وهما يجلسان على مقعد في حديقة عامة، بداية تعارفهما.. أردفت في سريرتها: "الفقراء لن يشبعوا رغبتي في حياة مترفة، وكبار السن لا يأخذون المرأة إلى نار الجنة المستعرة في الأحضان!!" اغتمت نفسه من فقره، وقال في سريرته: "سُعار نار الحياة، يشتدّ حين يشتد الحب وتشتد الحرية وتنطلق البهجة!".. لم يفصح لها حينذاك، عما يكنّه صدره: "الجنس صلاة محب وناره المتقدة.. الحب شعلة الروح، والروح نسيجه.. الروح هي حرية الجسد وعنفوانه. الصلاة علاقة عميقة بين العابد والرب.. التواصل الجنسي صلاة الحياة وحرية خلقنا الله منها وغرسها فينا ويرضا عنا ويجدد بعثنا كلما نهلنا من ماء رحيقها وزدنا فيها توغلا لا تغولا، فيمد المحبين كاسين أو عارين، بقوة منه، مبهجة واسعة عميقة متوهجة!!".. وقال بنبرة المدافع الواثق: "المال لا يجلب السعادة، الحب وحده، يمنحنا بهجة لا تذبل ولا تنتهي!"..- "هل كنت تستمتعين بعلاقاتك الحميمة مع أزواجك يا رجاء؟!"- "أنا متدينة، لم أبالِ باستمتاعي من عدمه، كان المهم عندي، أن لا أغضب ربي، وأن أ ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728296
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 9
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني لماذا يشعر ببرود عاطفته نحو "الحبيبة"؟ سؤال لم يبرح عقله: "هل انطفأت جذوة حبي لها، وصارت حلقة من مسلسل قصص حب سابقة عديدة، خمدت نارها؟! أم إني أقلص مساحتها في نفسي، لأمنح رجاء مساحة ترضيها، وتقر بها عينها؟! هل ما زالت هنا؟! لماذا لم تعاود الإطلال من الشرفة كما فعلت صباح يوم العيد؟! هل تنتهي العلاقة بينها وبين زوجها؛ فتخلو طريقها أمامي من جديد؟! هل تقبل الزواج مني بعد أن تكون قد اكتشفت أنها لم تجد سعادتها، التي بحثت عنها مع زوج ثري شاب، بل وجدت سرابا وعذابا؛ ستجدها معي أنا المعْوَز الذي يكبرها بعقود كثيرة؟! أجل؛ ستجد سعادتها معي أنا الذي نبَض قلبي بحبها كما لم ينبض بحب امرأة من قبل؟! أحببتها لذات الأنثى التي فيها لا لشيء سوى ذلك؟!"..وتابع يسأل نفسه: "هل ما زلت أجرى وراء أوهامي؟! قضيت عمري كله في متاهات الصحارى ألهث وراء أوهام.. رجاء امرأة واقعية.. هل أتعلم منها كيف أصبح واقعيا؟ هل أقوم وأتحدث إليها وأعلن لها أنني قررت أن أختار منهجها، وأقسم لها أن منهجها سيصير منذ اللحظة منهجي؛ وأطلب منها تحديد موعد لزيارة بيت أهلها، والتقدم لخطبتها، وبالطريقة التقليدية المتعارف عليها بين الناس هنا؟! لكن، ماذا ستقول عني؟! هل تراني مهزوما يتخلى عن مبادئه بدل أن يدافع عما يؤمن به ويطلب الشهادة في سبيله؟! رجاء تريد رجلا قويا؛ هذا مهر المرأة الحقيقي. "الحبيبة" طلبت من ديب مهرا قويا، طلبت شبابه وماله؛ أنا لا أملك القوة التي طلبتها. يبدو أن رجاء لا تطلب ما طلبته "الحبيبة"!!".كانت هدى لا تزال تغرس رأسها في صدره.. بينما تنبعث موسيقى هادئة من المذياع: "أعشق الموسيقى؛ فهل تعشقها رجاء أيضا؟! وهدى حلمي.. هل تشاركني رجاء في هذي الهدى.. هذا الحلم؟! هل يحلم الواقعيون أيها الرأس المثقل بدوامة الأسئلة؟! أفنيت عمري وراء الأسئلة، فمتى تستقر روحي في مرفأ لا تقلقه الأسئلة؟!.. تُرى؛ هل أنت يا رجاء مدينتي التي ستستقر في أحضانها، سفينتي التائهة المتعبة؟!"..عندما هاتف صديقته، تحدث معها عن رجاء: "تناسبني؛ لكنها أقصر مني.. طولي يخلق لي مشكلة!".- "أمامك خياران: إما أن تقص ساقيك؛ أو أن تقص رأسك.. هكذا تحل مشكلتك!!".- "قص رأسي المثقل بما لا ينفع صاحبه، هو حل جذري لمشاكلي كلها أيتها الصديقة!! أقص رأسي وأحتفظ بساقيّ الطويلتين فأنا بحاجة إليهما ليساعداني على الحركة السريعة، حين يتحتم عليّ الهروب من جديد؛ أنا أدمنت الهروب يا صديقتي!".قال في صدره: "أتخلص من رأسي وأكتفي برأس رجاء.. إذا تزوجنا فمن الأصلح لنا أن نكون برأس واحدة هي رأسها.. رأسها واقعي ورأسي فاسد بالأحلام والأوهام.. سيكون من النافع لي أن أنتهج طريق رأس بريء من بؤسي، كرأس رجاء!!".قفزت هدى مفزوعة!! وقفت جامدة، صرخت: "أنا خائفة!! أنا خائفة!! غول يندفع نحوي.. الغول يهاجمني.. أنقذني.. أنقذني.. قلبي يفرّ من صدري!!".. قفز فوق عتبة باب البيت، يداها فوق عينيها متيبسات وترتجفان.. اصطدمتْ كتفها بحافة البيت، سقطت على الأرض.. ارتطم رأسها بالبلاط. قفز نحوها والفزع يزلزل قلبه.. صرخ في توسل: "هدى!! يا نور القلب.. أحبك.. أحبك يا حلمي.. أحبك!!".. أنهضها، ضمها بين ذراعيه.. حملها إلى سرير عيادته.. تمدد جنبها، تدثرا معا تحت لحاف ورثه عن أمه.. التصقا معا وهما في رجفة تهز السرير.. أحاطتها ذراعاه.. أنفاسها تعلو وتهبط في صخب.. والحزن يفتك بقلبه.. كم مضى من الوقت وهو يحضنها ويلثم وجهها بشفتيه ويذرف الدموع.. لا يدري.. حملهما نوم عميق.. استيقظ والمذياع لم يزل ينثر الموسيقى الناعمة تحت سقف يحمل حجرة "الحبيبة" فوقه.. النافذة التي تطل على ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728408
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 10
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني يظنّ، وبعض الظن إثم، وبعضه وهُم، أن زواجه من امرأة واقعية مثل رجاء، سيكون ناجحا، فهذا الزواج، لو وقع، فسيكون، كما يظن، مبنيا على أسس واقعية متينة.. لكن، ومن جديد، لم يكن الحظ حليفا له؛ فلاذ بالروح: "هدى.. أينك يا نور القلب!! يا حلمي!!؟"..يشغله القلق على مستقبل رجاء وأبنائها: "هل سيمنح الزوج القادم، الحب والحنان لها ولهم؟!"؛ سألها في المكالمة الأخيرة: "أليس هناك من سبيل لإصلاح ما فسد، بينك وبين والد أبنائك؟!".- "مستحيل؛ إجراءات الاحتلال تجعل من حصوله على تصريح دخول إلى قطاع غزة، أمرا مستحيلا.. أضاع فرصة ثمينة من قبل؛ كنت قد استخرجت له موافقة على لمّ شمله معي ومع أبنائنا، لكنه رفض المجيء إلى غزة، الأمور الآن صارت معقدة، إسرائيل تخشى على مستقبلها، من عودة الفلسطينيين إلى وطنهم؛ أنت تعلم جيدا، أن زيادة الفلسطينيين في أراضي وطنهم، هو الخطر الأكبر الذي يهدد وجودها الزائف.. قرأت لك أنك تتبنى هذا الرأي، وتقترحه حلّا، أعجبني ذلك، وزاد إعجابي بك، إذ قلت: دعونا نهزم العدوان في معارك نخوضها في الفراش، فنساءُنا ولّادات بعنفوان وزخم.. أنت مدهش ومثير !".راق له إطراءُها له، وانتعش قلبه بما ألمحت إليه، دون تصريح واضح، بأنها أحبته: "أنا إذن، أُدْهِشها وأُثِيرها وأعجِبها! هل للحب معنى غير ذلك؟!".. استرخى قليلا، ثم قال في سريرته: "ربما رفض أن يعود، لكي لا يدخل قفصا تقبض أنثى على مفتاحه! الوطن حرية لا ترابا! كل النساء سجّانات؛ فلماذا أبحث أنا، عن مرأة تحبسني في قفصها، وتغلق الأبواب والنوافذ بمداميك طوب ثقيل، فتختنق تحتها أنفاسي؟!" واصلت رجاء الحديث: "اضطررت إلى طلب الطلاق منه، لقد أمتّه في نفسي.. أتمنى لو يعود، من أجل أبنائنا، إنهم شديدو التعلق به، ولا أدري كيف سيكون الزوج القادم معهم؟! أرجو أن يكون عطوفا حنونا!!".- "هل يعرف صغارك أنك ستتزوجين؟ ما رأيهم؟".- "يعرفون، ويتمنون أن يكون الرجل الذي سأتزوج منه، أبا بديلا عطوفا حنونا!!". ثم سألَته عن ظروفه المعيشية وعن دخله المالي؟- "معتكف في وحدتي.. والدخل منخفض جدا، والحمد لله على كل حال". - "لماذا لا تشتغل في إحدى الجامعات هنا؟!".- "لا مكان لي في هذا البلد المنغلق على ذاته، الغارق في تاريخنا الذي ولّى!!".تذكّر قصته مع جامعة عمل فيها بعد عودته، بعد غربة طويله، إلى غزة.. أردف: "عقلي وقلبي المنفتحان بالحرية والحب، يا رجاء، منفتحان أيضا، على هلاكي في بلد يقتل الحرية والحب!!".****نهض من فراشه الأرضي، فتح نافذة غرفة نومه، وقعت عيناه على لباسين صغيرين داخليين، واحد أنثوي، يجاوره آخر ذكري، ومعهما منشفة حمّام، مشدودة جميعها، على حبل غسيل الجيران؛ قال بصوت خافت: "نمارس العلاقة الحميمة في الخفاء، وننشر الدليل عليها، في عين الشمس؛ لماذا نخجل من فعل المضاجعة؟ صديق قديم قال له: - "لأننا نخجل من أنفسنا!!".. - "نحن أبناء جماع بين ذكر وأنثى.. يخلقنا الله بعدما نصلي، عرايا، بين الزوايا"..تنهّد ثم حدّث نفسه: "أنا بحاجة ماسة لمرأة؛ هل كانت "الحبيبة" أو "رجاء" ستمنحانني ما أشتاقه؟! هل كانت أيّة منهما، ستكون المرفأ الآمن الدافئ، الذي كان سيستقر عنده مركبي، المجدّف التائه في بطن الموج وفوقه؟!".. كانت صديقة قديمة نشأت بينهما علاقة حب، وهما يدرسان العلوم الإسلامية في معهد بالقاهرة، قد قالت له، بعد وقت قصير من تعارفهما: - "الارتباط بك غير مُطَمئن!!".- "لا شيء في العالم يَثْبت على حال، غير قانون التغير.. تعلمتُ هذا من هيراقليطس، فيلسوف اليونان القديم، ومنه تعلمت أيضا: يتجدد الن ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728549
حسن ميّ النوراني : رواية: هدى والتينة 11
#الحوار_المتمدن
#حسن_ميّ_النوراني - "في بلادنا، يأتي الرجالُ النساء، كما تأتي ذكور من البهائم إناثها!".. - "في صباي، امتطيت ظهر حمارة أبي، وخرجت، لنزهة طفولية، وكنت آمنة مستمتعة، وأنا أنطلق، مبتهجة هانئة، في شوارع قريتنا القديمة، الصامتة الفارغة الضيقة المتربة الملتوية، المسيّجة بأشجار التين الشوكي، غير منتظمة التوزيع، الخضراء الشاهقة الكثيفة، المتداخل بعضها في بعض، المخيفة، فهي مأوى الثعابين؛ والصديقة، فهي مصدر رزق الفلاحين، حين يطيب منها الثمر.. قريتي وديعة هادئة وأهلها مزارعون بسطاء طيبون كرماء مسالمون. والحمير والنساء هنا، وديعة ايضا، وهزيلة لقلة ما تأكل؛ حمائر ونساء القرية، متشابهات الخصال والسمات، وذكور حميرنا، نسخة طبق الأصل، عن أصحابها، كذلك؛ ولكن، كان في القرية، حمار كبير الحجم منتفخا، شاذّ الطبع، وكان بهيئته، وفظاظته، وغريب لونه، وتثاقل حركته، وبلادته، وضيق ظهره، وترنحه في مشيته، وقبح وجهه، وقِصر أذنيه، وذيله، وآلته، وفجور نهيقه وقبيحِه، حمارا مختلفا عما ألفناه من الحمير، وصفاتها. نفرت منه حمائر القرية وحميرها وبهائمها وقوارضها وزواحفها وأناسها رجالا ونساءا.. لم يحبه أهل القرية، وكان الكره لا يعرف إلى قلوبهم سبيلا.. كان صاحبه، دون أهل القرية جميعا، يسكن في بيت من طابقين، الأسفل لحماره، والأعلى، لصاحب الحمار، واسرته. كان أهل القرية، يُسمّون بيت الحمار البشع الصفات، وصاحبه: "القصر"! وكانت حمارة أبي، ، هي الأخرى، استثناءا، بين الحمير: مدلّلة ناعمة سليمة نظيفة، لامعة ورصينة، وواثقة في مشيتها، بهية في طلعتها، وممتلئة الظهر والبطن والأرداف والسيقان والذيل، وما يغطّي الذيلُ بعضَه؛ كانت مثيرة لشبّان القرية الظمأى المحرومين، ولحميرها، معا! كان أبي يوليها اهتماما، يعادل اهتمامَه بعائلته، أو يزيد؛ ولا تحظى بمثله، ولا بنصفه ولا بربعه ولا بثمنه، كل حمير القرية الأخرى، وربما، كل حمير القرى والمدن في بلادي!".. - " الحمير صبورة حكيمة وقورة مجتهدة مخلصة طيبة مسالمة قنوعة، ولا تثرثر؛ أين منها الناس! الحمار صديق الفلاسفة القدامى، في وقت مضى، أسس أهل فكر وأدب، جمعية لهم، سموها "جمعية الحمير"!..- "حمار القصر كان مختلفا، كان شرسا: سقطتُ عن ظهر حمارتي فجأة، هجم علينا الحمار الشاذّ من الخلف، نعق قبل وصوله إلينا، نعيقا، بدا، وعلى غير ما ألفنا منه، كعزف قيثار حالم ينساب في هدأة الليل، كجدول يسقى ورودا جورية عاطرة ؛ لكنه عال أسمع البعيد وأيقظ النائم، لعله كان يدعو أهل القرية إلى عرسه! وأحسب أن صوت نهيقه الشجي، خدّر حمارتي، قبل أن يبلغها، وربما خدّر نسوة القرية، ممن لا عهد لهن، بالغزل الرقيق المهذب؛ ثم هجم بطبعه المعهود، فأسقطني من فوق ظهر حمارتي، فزِعة من نعيقه، وبعد أن نطحني، بقسوة، في ظهري، وكان يواصل نعيقه كما بدأه، منذ رأى حمارتي تحتي. كشّر لي عن أسنانه وأنيابه، ورفص الهواء.. وقفز.. وقضى شهوته؛ وعاد الهدوء إلى قريتنا، وإلى نفسي، وعدتُ أمتطي ظهر حمارتي، وواصلتُ نزهتي، واستعدتُ براءة طفولتي، واستمتاعي وبهجتي"!..- "ليت ذكور بلادنا، مثل حمار القصر، مع حمارتك!"..- "إناث بلادنا، بليدات!"..- "أنا الشيخ أبو العبد؛ فمن أنتِ يا صاحبة الحمارة؟!"..- "أنا حورية!"..- "حورية؟! حورية من حور الجنة، نزلت في قريتنا؟!".. - "كلا يا شيخ؛ أنا من نساء القرية، وتستطيع أن تقول إني من حمائرها أيضا.. حورية، ليس هو اسمي الحقيقي المدون في شهادة الميلاد، لم تكن أمي تعرف اسمي المدون في السجلات الرسمية، لم يخبرها أبي به، أظن أن أبي نسيه أيضا، لم يذكره أحد، ولا مرة واحدة، وبقيت وقتا طويلا ......
#رواية:
#والتينة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728732