الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حمودي عبدالجبار : موت كودو
#الحوار_المتمدن
#حمودي_عبدالجبار الانسان هو الكائن الوحيد الذي يشعر بالقلق من وجوده وهذا القلق يرافق الانسان طيلة فترةحياته ، فالعدم يتربص به في كل لحظة، فهو خلق ليموت. وما حياته إلا حركة جوفاء ببساطة أنها تجربة تراجيدية! (نولد ثم نموت ....حياة عابرة ) فكرة هذا العابر وكيفية تثبيت هذا العابر هو شغل الانسان الشاغل بشكل شعوري أو لاشعوري وكذلك هي أزمة الوجود الانساني في أحد أشكالها .يتشبث التثبيت بهذا العابر ويحاول عابثاً ذلك مثل الحبيبين اللذين ينقشان اسمهما على الشجرة أو يلتقطان صورة الشجرة تُقلع و الكاميرا تتقادم. اداة تثبيت هذا العابر وحبيبتك ربما ايضاً هي عابرة .وكل هذا الكون هو عابر وفاني . فالانسان دائماً في محاولة لقهر هذا الفناء ويسعى الى الخلود وحلم الخلود مرتبط بضعف الانسان فهو يحتاج الى قوة أكبر يتكئ عليها ليشعر بالطمأنيتة والسكينة للخلاص من خراب هذا الوجود فهو يطمح بعالم منتظم يستطيع فهمه والتحكم به ولكن حقاً لا جدوى فمن مَنْ ننقذ انفسنا ؟ من الموت أم من الحزن يقول :هايدغر الانسان ولد ليموت أما انا أعتقد أنه ولد.... ليحزن ألا يشبة الحزن الموت ؟لا ادري فماجربت الموت لكني عشت ذلك الحزن الذي لايمكن وصفه بالهمس ولابالتنهيدة الطويلة ولا بالاهات ولا بالعبرات ولا بالكلمات ولابالدمع ولا بالصمت الرهيب يتدفق بعنف من كل مكان في جسمي الضئيل ليستقر في حنجرتي وبعدها يتشظى فأشعر بالفوضى بداخلي عاجزين حتى عن الانتحار وقبول هذه الحياة هو عجزنا الاكبر انه لا أحد قادر على أنقاذ أحد. من الموت البطيء من الحزن العميق من كوفيد من التشيء من التناهي من الفناء من الالم الانساني من البيروقراطية من الرأسمالية من الازوداجية من الرجعية من التفاهة من الفوقية لقد انهكتنا النكبات وقارعتنا الايام و كودو لم يأتِ أبداً، لماذا لا يأتي الموت أذاً؟هل علينا ان نعانق الانتظار و ونمرر الزمن عبر هلوساتنا ونكون أرقاماً في ساعة عقاربها مكسورة تحصي الزمن ولاتشير إليه حتى تأتي الساعة التي لايحدث فيها اي شيء و نُلازم جحيم انفسنا فالمتعة زائلة عابرة والالم هو المقيم المستقر لا مفر لا خلاص كامل لا خلاص نهائي فحياة الانسان مليئة بالكثير الذي يجب ان يتحمله والقليل الذي يستمتع به ومساحة الالم اكبر بكثير من مساحة السعادة لابد من مسكنات لواقعنا لكي لا نكون ضحايا معذبين للزمن الفادح نلجأ للخلاص بالانتظار ، بالدين بالحب بالثورة ، بالجنس بالفكر ، بالسكر باللقاح بالموسيقى بالفن بتوفير الاحتياجات الضرورية للمجتمعات بالعلم فالعلم يستطيع أن يحل أعقد الاشياء التي يكون في صراع دائم معها حتى الزمان والمكان لكن من يفرط بالتأمل يلاحظ ضجيج أسئلة كبرى فالإنسان يتطلع بشوق للمعنى المعنى من الحياة المعنى من الموت المعنى من الوحدة ، المعنى من الالم المعنى من الاغتراب المعنى من الوجود المعنى من المعنى المعنى من هذا كله ويبقى الانسان لايعرف الا وجوداً بلا معنى كالذي يصرخ في صحراء الوجود ليظل سؤال المعنى سؤالاً بلا أجابة ......
#كودو

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729241