الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رقية كنعان : عبور الروبيكون - قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#رقية_كنعان أحبه وهذه خلاصة أبجديتي، سكبتها في حديقة أثثتها له من صلصال شوقي وشذبتها بنيران الجوى، أحبه وأتجمل بروابط الحرف التي تصل قلبي بقلبه، مثلى من قوم انقرضوا استبدلوا ضحكات االرفاق المرحة بتأوهات الحروف المخاتلة، كاتب متمكن تنقاد له الحروف مستسلمة وما أصعب أن تعشق من حرفته الكلام وأمه اللغة، تتوه في وديانه ولا تدري متى يكشف حقيقة ومتى يرسل الكلام مجاز، متى يرمز يستعير أسطورة عششت في ذهن جدته الأولى. أحبه ولا أجرؤ على البوح له، ربما عليه أن يبادر فهذه منطقة لم يفلح تحرري في انتزاعها من جيوش تحفظي لئلا تأتي سعادتي بها ناقصة، لغة عينيه تقول أنه لي ولغة شفتيه تميل للتحفظ، لا أصدق ستاره الجليدي الذي يلتحف فللكلمات روح تشق الصخر لتصل إلى من يعشقها ويؤمن أن اللغة على كل تلاعبها كائن حي يتنفس متأجج العاطفة، وأعرف بأن نارا هناك تحت الرماد، لا أريد أن أعرف أي شيء آخر أو أعترف به، مثله أهوى الأساطير وأؤمن بأن الفينيق لا بد سينهض وأنه لم يقبل التقوقع في قارورة المستحيل، ولهذا أشعر به بكل اختلاجات نفسه وأعرف أنه لي! فقط لو أني أمتلك من الجرأة ما يكفي لنفخ الرماد، لماذا على الفينيق أن ينهض متى ما شاء! بالكاد أستطيع التفكير في موضوع آخر عداه الليلة، الليلة يمارس جبروته على قلبي المرهف الذي تقبض عليه عين آسرة ويلينه انثناء ياء وتكرار حروف تتشكل لترسم اللوحة وتخترع مدرسة جديدة للفن كل مرة فلا درب هناك ولا طريق إلا ما تخطه أرجل المسافر، جهاز الكمبيوتر المحمول أمامي ولكني الليلة متضجرة منه، أنحيه بعد أن أغلق الغطاء وألتجئ إلى ورقة أكثر إنسانية واحتمالا لشحنات الرغبة بالبوح المتدفقة نبضات ألم وفرح ورغبة في الانطلاق إلى غير رجعة، كتبت بخط أنيق في منتصف الصفحة تماما: درب الأحلام باتجاه واحد!الورقة الحنونة ببياضها الناصع تستسلم بشوق لصرير قلم الرصاص فوقها، قلم الرصاص أكثر طفولة وعندما أكتب به أكون بكامل وهجي، أمحو وأخربش وأعيد تركيب الكلمات كصف من قطع الليغو، في الحقيقة أفكار شتى تتدفق من رأسي تكاد تشطره، لكنها كلها شطحات لغة، و ببساطة أريد أن أكتب له نصا أقول له فيه أني أحبه، أحب القص ولكني لا أريد أن أحكي اليوم ولا أحبك أحداثا، أريد أن أسكب عاطفتي شعرا أسقيه له بيدي هاتين، لا أكتب الحروف ولكنها تطوعني وتشكل خلجات جسدي، ضبطت نفسي أكثر من مرة أرتجف وأعيد صياغة الجملة مرات ومرات، الله كم هو الحب متدفق في قلوب الملايين وكم صعب أن تقول أحبك بلغة جديدة متفردة، ليتني أستطيع أن أقولها بعيني وأدعوه أو أترك له يدي عرضا لتنتقل المشاعر باللمس وتختصر عناء الكلام، ولكن تزأر في قلبي الكلمات، وأتعالى على التلويح بأنوثتي، أريد أن أقول أحبه ولا أريد أن أغريه!لست أتنصل من أنوثتي، ولن أنكر رغبتي الجارفة في أن أغريه ولتذهب الكلمات حينها للجحيم وأنا أحترق بحرارة أنفاسه ولكني لن أعبر إليه أبدا من بوابة الجسد، الحروف ما أحلاها وهي تنقل رسالتي إليه دون أن تقع في سذاجة التصريح، هو أستاذ الرمز والإيماء ولنصوصه من التعقيد ما أحار أياما فيها أخمن ولا أجرؤ أن أسأله وأنا الكاتبة التي تدري أكثر من غيرها أن سؤال الكاتب عن معنى أراده في نصه محض عبث! له الله كم يفجر في من فضول، أتحرق من غيرتي وأنا أقرأ له نصا يغازل فيه وأتخيل أن الشخصية لم تأت بها متطلبات الفن وحسب وإنما شكلتها من خامة ساكنة هناك في الذاكرة، ذاكرته لن تعنيني متى ما أسلم قلبه طواعية على كفيه، بل إني إن غصت فيها سأعشق كل من عشق وأهزأ من كل من فاتها أن تكون أميرته. ويحكي قلمي ع ......
#عبور
#الروبيكون
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724501