الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
آلاء عبد الوهاب : جهاز مخبّأ تحت سريري: الاستهلاك بين الأبوية والنسوية
#الحوار_المتمدن
#آلاء_عبد_الوهاب ترافق تعرّف آلاء عبدالوهاب إلى الإقلال مع بداية تفتّح وعيها النسوي. فإذ كانت تتخلّص من الأغراض الفائضة في حياتها، كانت تتخلّص أيضًا من أكوامٍ أخرى غير مرئيةٍ من أفكارٍ قديمةٍ عن ذاتها كانت زرعَتها الأبويةُ في ذهنها.أُهرول مع أمي في السوق يوم الأحد،1 لا لتسوّقنا الأسبوعي المعتاد، إنما بسبب مكالمةٍ هاتفيةٍ بينها وبين صديقتها. المتجر المُراد مزدحمٌ للغاية. تُطبق أمي على مجموعتَي كؤوسٍ زجاجيةٍ فخمة، وعلبتَي تقديم شيكولاتة من الكريستال ومزهريتَين صغيرتَين ناولتني إيّاهما لأحملهما بين يديّ. استغربتُ حينها وظننتُ أننا ننتظر زوارًا كثرًا قد لا تكفيهم أدوات الضيافة في بيتنا. لكن حين عدنا إلى المنزل، رفعت أمي سريري وخبأت المشتريات أسفله، وأخبرتنا أن هذا جهازي2 أنا وأختي لأن "البنات تكبر بسرعة". كنتُ حينها في السادسة عشرة وأختي في الرابعة عشرة من العمر.التكديس خوفًا من نَفقات المُستقبللم تكن أمي تهتم بمستقبل زيجتَينا أنا وأختي خلال مراهقتنا، فالحصول على تعليمٍ راقٍ كان جُل ما تفكر فيه. لكن عندما تعرفَت إلى أمٍ أخرى لها ثلاث فتياتٍ في مثل سنّنا كانت تُجهّزهنّ منذ سنوات، بدأَت تفعل مثلها وتستجيب لنداء الواجب منها عبر الهاتف حين تخبرها عن التخفيضات والمتاجر التي تعرض سلعًا جيدةً وتقدّم هدايا ثمينة للزبائن.تكدسَت مشتريات أمي لجهازنا، وملأَت أسفل الأَسِرّة والخزائن والحقائب خلف الأبواب، تهيئًا ليومٍ بعيد وغير أكيدٍ حدوثه، لكن التفكير فيه كان عبئًا على والديّ. كانا يشتريان من دون تفكيرٍ مُتمهِل. "هل ستتزوج ابنتانا أساسًا؟ كيف نتيقّن أن ما نشتريه لن تنتهي صلاحيته بسبب تقنيةٍ حديثةٍ ما في المستقبل؟ لمَ لا نستثمر تلك الأموال في تعليمٍ أفضل لابنتينا؟ أو ربما نستمتع بتلك الأموال سويًا الآن؟ أو ندّخرها لمصائب المستقبل؟"حاولتُ وأختي إثارة تلك التساؤلات الغائبة عن أمي، لكن تأثير الأمهات بعضهنّ على بعضٍ كان أقوى، كما كانت أمي سهلة التأثّر في هذا الموضوع، لاسيما أن عائلتها لم تكن ميسورةً كعائلة والدي. أعتقد أن الخوف من تكرار الماضي وضغوطات المستقبل جعلا أمي تصمّ أذنيها عن كل ما كنا نقول. كانت تردّد: "أنا ما كنش عندي حاجة لما اتجوّزت". لذلك كان يصعب عليها التخلص من أيّ فرضٍ تظنّ أنها قد تحتاجه يومًا ما، أو ربما خوفًا من أوضاعنا المالية المُتقلّبة.كنّا نقتني ونستهلك الكثير من الأشياء التي لم تكن تناسب وضعنا المادي الهشّولدتُ لأسرةٍ من الطبقة المُتوسطة لكنها تعتقد أنها تنتمي للطبقة الثرية، ذلك لأن أبي كان يعمل مترجمًا فوريًا يتقن ستّ لغات، ولأنه وأمي يتمتعان بتعليمٍ وثقافةٍ عاليَين. لذا، كنّا نقتني ونستهلك الكثير من الأشياء التي لم تكن تناسب وضعنا المادي الهشّ. كان والدايَ حريصَين على أن نأكل ونرتدي ونمتلك أفخم الأشياء، حتى وإن كنا في أوضاعٍ ماليةٍ مُتعسرة. كانت تنتابني مشاعر مرتبكةٌ حيال تعاملهما مع الأمور المالية: امتنانٌ مشوبٌ بمزيجٍ متضاربٍ من القلق والطمأنينة، ورغبةٌ في الحصول على إجاباتٍ لكثيرٍ من الأسئلة. مع ذلك، كنت أتصرف مثل أمي، فأُراكم المشتريات وتمتلئ خزانتي عن آخرها بالملابس، بعضها لم أرتدِه منذ سنوات، لكنني أشتري غيرها وأرغب في شراء المزيد. كذلك الأمر بالنسبة للحليّ والأحذية ومستحضرات التجميل، وحتى الكتب التي أحتفظ بها وإن لم تعجبني. كان لديّ الكثير من كل شيء، ولم أكن أستعمله ولا أحتاجه.لكن تغيّر كل هذا منذ ستّ سنوات، عندما قرأتُ للمرة الأولى عن مفهوم الإقلال أو التقليلية (Minimalism) في كتاب ......
#جهاز
#مخبّأ
#سريري:
#الاستهلاك
#الأبوية
#والنسوية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750224