الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الغني سهاد : الحرطاني في معرض الفنون الجميلة ..
#الحوار_المتمدن
#عبد_الغني_سهاد القصة 11 الحرطاني (حرمن الدرجة الثانية )وكان عقله اوسخ من خم دجاج..كما كانت هذه السطور منسوجة من خراء العنكبوت. يخيم على الجلسة ذلك الصباح غيمات من دخان عشبة القنب الهندي اي الكيف وهو ينفخ في سبسييه القصير اي الغليون في غوس المراكشيين ..ويقذف سقط الرماد على الارض المتربة ..يجتم بثقله على كرسي بلاستيكي اسود ويتمايل جسده التخين بجلبابه الصوفي الاسود تكاد لا تفرق مابين اللباس والكرسي .الحرطاني هو الشخص الوحيد الذي يزرع الرعب في قلوب سكان الحي بجسارته وسفالته ولسانه السليط..كلما كان متواجدا هنا في جلسة المعلم بوشعيب ..كانت العيون تتفاداه ..بل هناك من يبدل ساعة باخرى الى مكان اخر مخافة من الاحتكاك الاصطدام بهذا الكائن القذر ..فمنه تفوح كل الروائح المقيتة وغيمة الكيف هي التي كانت تغطي علي تلك النتانة ..يشكل حضوره للمعلم معضلة كبرى فهو فالح في تهريب زبائنه...- يالله امولاي...الا كملتي ..سوس..؟ هذا محل الطعام وليس لتدخين الكيف الكليان راهم تقهروا..خلينا معاك مزيانين ؟كانت زوجته تختنق كلما حضر هذا المخلوق يقشعر بذنها فقط عند رؤيته ..يسكن هذا المخلوق الغريب في نفس الفندق الذي تسكنه بوناديا ويسمى هذا الفندق بفندق الزليج وهو في نهاية شارع بوطويل المحادي لباب دكالة اي باب الرخاء ..غرفته كانت تقابل غرفتها ..وهي صراع كبير معه حول السلطة والنفود في الفندق ..والفندق بالفتحة على الفاء ..ليس هو الفندق بالضمة عليها ..الاول مسكن جماعي قديم او مقر للحرفيين في المدينة المسورة اما الثاني فهو مصطلح حديث دخل مع المعمر الفرنسي ويعني محل للاقامة الموقتة اي هوتيل لغرض السياحة او التجارة او التجول ..في المدينة القديمة رزمة من الفنادق المكدسة بالسكان المهمشين .. لا تتعدى مساحتها اربع مترات مربعة كفندق الزليج الذي يشمل اكثر من 200 غرفة تسكنها اسر كاملة فقيرة ..او اشخاص فرادى من شاكلته هو او شاكلة بونادية ..قيل ان من هذا الفندق تخرج الكثير من الشخصيات البارزة في المدينة .. من فقهاء واطباء ومحامون وشعراء ومجرمين قتلة وعاهرات .. الفندق يشبه خم واسع للدجاج ساكنته قذرة و هي تتغير على مدار الوقت .. يشتغل المخلوق في بيع الخضر بالتقسيط على عربة يكتريها كل صباح ..وعند المساء يغير الحرفة بقدرة القادر الى بائع لقسمات الكيف ..على بعد مسافة قصيرة من باب الفْندَق يبيع القسمة بسعر درهمين ونصف ..تعلمنا الكوميديا ان لا تاخد الحياة بجدية ..اما التراجيديا فهي تعلمنا ما الذي يقع عندما نلقي بالا او اهتماما لما تعلمنا اياه الكوميديا ..اخرج الحرطاني من صرته حزمة غليظة من قسيمات الكيف وطرحها على الارض ..وهو يضخك ساخرا ويصرخ ( ..للي كان فيكم راجل ..يعيط للبوليس يجيو يديوني للحبس ..يالله .)...تطايرت من جيبه حفنة من القروش ..جمعها في صرته وهو يضطرب..ادى الثمن وغادر متبخترا ..تسكع طوال ساعات في الساحة لكنه سرعان ما عاد ادراجه في اتجاه ليس باتجاه الجلسة بل باتجاه معرض الفنون الجميلة الذي افتتحته المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة ببرج على باب دكالة ..كان دماغه كان يطن بالكيف وبطنه يئن بتاثير الفول والزيت ورؤيته للاشياء مضببة ومشوشة ..اخد يعد اللوحات الفنية المعروضة على الجدران كلها للاحصنة في اوضاع مختلفة واخد يعدها مع نفسه ..حصان واحد ...زوج..اربعة وعشرون ...لا..لا.. مهرةواحدة..اثنتان ...ثلاثة ...خمسة وعشرون من الخيل بالوان زاهية و مواقف غريبة ومدهشة .لرسام مجهول..وصار يتاملها مع باقي الزوار يفكر في مضامينها مهرة بيضاء تركض الى اليسار و حصان ادهم يقت ......
#الحرطاني
#معرض
#الفنون
#الجميلة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738771