الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن مدن : مبارزات المثقف النقدي
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن في التراث العربي الإسلامي كان العالم أو المفكر في الأصل رجلاً موسوعياً. إنه يجمع بين الفقه والطب والرياضيات والعلوم الفلسفة. أما اليوم فبالكاد نعثر على مثقف متبحر في حقل اختصاصه. نقول هذا الكلام من وحي الضجيج الكبير الذي يثار حول المعلوماتية، التي تطرح بوصفها ثقافة العصر الراهن، ويكثر الكلام عن تدفق المعلومات وانسيابها، كما لو كانت هذه المعلومات تخلق نمطاً جديداً من المثقف الموسوعي الذي هو على بيّنة من كل القضايا. أفول زمن المثقف الموسوعي له أسباب موضوعية، تكمن في التطور المذهل في المعارف والعلوم بحيث لم يعد في طاقة عقل بشري واحد أن يستوعب كل هذه التطورات، وحيث بات التخصص مطلوباً وضروريا، فحتى التخصصات الفرعية تتشظى هي الأخرى إلى فروع أصغر فأصغر، وبات كل فرع بحاجة لمن يتفوق فيه وينبغ. ولكن الأمر الذي نحن بصدده يتصل بالرؤية الشاملة أو المنظور الفلسفي العام الذي بات الكثير من دعاة الثقافة اليوم يفتقدونه في أطروحاتهم وفي القضايا التي يتناولونها. يتعين على المثقف الفرد أن يكون متعدداً، لا بمعنى أن يكون مختصاً في كل حقل من حقول المعرفة فذلك محال، وإنما يكون قابضاً على الخيط الذي يشد العلوم بعضها لبعض تعبيرا عن الترابط القائم بين الظواهر في الحياة نفسها وفي الطبيعة الأشمل التي تحوي كل هذه الظواهر. هذا التعدد في ذهن المثقف الفرد يمنح رؤيته الشمول والنضج والمقدرة على إدراج التفاصيل الصغيرة في سياق عام، ثم أنها تعوده على التسامح والانفتاح على الآراء والأفكار الأخرى، وتحرره من أسر الجمود والانغلاق، وتنمي عنده ذائقة وحساسية نقدية عالية تجعله قادراً على التقاط ما هو جديد وما هو جوهري وواعد في التحولات من حوله.العصر الراهن، عصر المعلومات كما يوصف، يدفع بالناس نحو المزيد من العزلة والتقوقع على الذات، ويأتي نموذج "المثقف" المعلوماتي المسحور بكمية ما يعرفه من بيانات في حقل بعينه ليكرّس هذه الحال من العزلة والضياع، فهذا النموذج يظل عاجزاً عن رؤية مكانة المعلومة ضمن نسق أشمل، أي أنه ينبهر بالتفصيل، بالجزء، ويتجرد، بالتالي، من حساسيته تجاه القضايا العامة.المثقف هو في النهاية فرد واحد، لكنه يمكن أن يكون متعدداً في رؤاه وفي أفكاره. وإذا كان سيئاً ألا يكون المرء متخصصاً، فالأسوأ من ذلك أن يكون متخصصاً في جانب وفارغ الذهن في الجوانب الأخرى.ولم يسبق أن تعرض دور المثقف إلى هذا القدر من التقريع والتوبيخ من قبل المثقفين أنفسهم، حيث وصل الأمر ببعض هؤلاء حد الاستهزاء بما يعده المثقف واجبا نضاليا ملقي على عاتقه. ويوضع موضع السخرية دور المصلح الذي كان المثقفون يعتقدون أنهم يقومون به، في مراحل سابقة باعتداد كبير، وفي رأي البعض "غدا المثقفون فائضا هزليا لا يحتاجه أحد، وأنهم ليزدادون هزلية وعقما" حين يتوهمون لأنفسهم أدوارا جدية وفعاليات تغييريه ومناشط لم يعودوا أهلا لها بعدما عصف بالعالم وبالبلاد العربية من متغيرات، كما أن مفاهيم مثل التنوير والنهضة والعقلانية توضع هي الأخرى موضع الشك والريبة في ظل واقع صارم ينحو أكثر فأكثر نحو التزمت والمحافظة والانغلاق على الذات. ويذهب أحد هؤلاء المشككين إلى القول ما معناه: أن الدور التنويري والتحريري للمثقف الطليعي والنخبوي قد تزعزع منذ زمن بعد أن فقد مصداقيته وبات على هامش الفعل التاريخي، وبعد انكشاف الوهم الكبير الذي ألهم المثقفين تلك المشاريع الشاملة.لكي لا نكون متجنين ، نعترف أن المناخ الثقافي العربي الراهن يشهد ردة إذا ما قورن الحال بما كان عليه في مراحل سابقة، وتتغلغل في جنبات حياتنا كل مظاهر وقيم ......
#مبارزات
#المثقف
#النقدي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=715873