دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر 3
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري مع أن سعاد كانت أرملة، أصرت على أن تُزف إلى صالح بعرسٍ حافل. كمألوف العادة في العائلة، تم إحياء حفل الزفاف في منزل العريس، بينما تلبيسة الرجال أقيمت في دار زعيم الحي السابق. ولد هذا الأخير، سلو، أبهر المحتفلين برقصه حتى ساعة متأخرة من الليل. لكن عرس النساء انقضى قبل ذلك، ولم يبقَ في دار السيدة شملكان غيرها مع والدة العروس. سلفاً، كانت والدة صالح قد تأكدت من النظرة الأولى أن حماته ليست على شيمة السيدة عايدة: كانت امرأة بدينة، باردة الطبع، ما تني ملامحها محتفظة بجمال قديم. " لدينا حجرة نوم فارغة، لو شئتِ الذهاب للرقاد "، خاطبت السيدة شملكان حماةَ ولدها. وكانت هذه قد أدهشتها، برواحها وغدوها من أمام حجرة العروسين، الكائنة في القسم العلويّ من المنزل. تساءلت والدة صالح في نفسها: " ماذا؟ هل تخشى على ابنتها من الافتراس؟ ". بيد أنها ما لبثت أن فهمت جليّة الأمر، لما انبعثت على حين فجأة صرخةُ العروس. رددت والدتها، رافعةً الرأسَ إلى السماء المدلهمة العتمة: " آه، الشكر لك يا رب "" ما الأمر، يا أخت؟ هل ابنتك كانت ما تني عذراء؟ "، سألتها السيدة شملكان. أرادت المرأة الكلامَ، عندما فُتح البابُ بشكلٍ موارب وظهرت يدُ الرجل قابضةً على منديلٍ ملوث بالدم.*** تعززت مكانةُ العروس عند رجلها وحماتها على حد سواء، لدرجة أن أحداً لم يطرق باب حجرة نومها في خلال عشرة أيام كي يطلب منها المشاركة في أعباء المنزل. حواء، وكانت تُعامَل دوماً على أنها امرأة ساذجة، لم تكتفِ بغض النظر عن حلول ضرة جديدة، بل وتابعت عملها في الخدمة كالسابق. أضحت عبأً على زوجها، فلم يعُد يعرف الطريقَ إلى حجرة نومها. ذات مرة، وكان قد انقضى شهران على العرس، أوقفَ آدمُ صهرَهُ لما مر بسيارته من قدام محل السمانة. بلا مقدمات، قال لصالح معاتباً: " اتقِ الله في شقيقتي، يا رجل "" خير؟ هل شكتني لك؟ "، تساءل صالح مستعيراً ملامحَ ساذجة. آدم، الطريف الشكل والطبع، بقيَ ينظر إلى صهره مبتسماً في حزن. ذلك جعل صالح يشعر بالخجل، فقال مبرراً مسلكه مع أخت الرجل: " ياو لم تخرب الدنيا، لو اهتممتُ بامرأتي الجديدة "" وهل ستظل هيَ عروساً إلى ما شاء الله؟ الأخرى لها حقٌ عليك أيضاً، أو سرحها بالمعروف مثلما فعلت مع غيرها "، قالها آدم حانقاً. ثم عاد يستدرك بنبرة أخف: " لا أحد ينكرُ أنك كريمٌ مع حواء، وتعاملت مع ابنتها كأنها من صلبك. لكنها امرأة شابة، مجدة ومتفانية، وليست متطلّبة. إنها تريدك أن تشعرها أنك رجلها، وهذا كل ما في الأمر "" كلامك في محله، يا ابن العم، ولا مأخذ لي عليه. منذ هذا اليوم لن تسمع سوى أخباراً طيبة، أعدك بذلك! "، قال ذلك صالح فيما كان يعانق قريبه بودّ. لكن حدثاً جدّ بعد بضعة أيام، جعله ينشغل تماماً عما وعد به ابنَ حميه: السيدة عايدة، حضرت بنفسها إلى منزله كي تبحث معه أمرَ عودة ابنتها إلى عصمته. ***في حقيقة الحال، أن سعاد ما كانت تقضي الوقتَ بين أحضان رجلها؛ مثلما أخذت عنها هذه الفكرة بعضُ نساء العائلة والجيران. كانت امرأة مثقفة؛ بمقياس ذلك الزمن، على الأقل. ليسَ لنيلها شهادة البروفيه، حَسْب، بل وخصوصاً لإدمانها على قراءة الكتب والاهتمام بالشأن العام. تأثرت بأبيها الراحل، وكان في حياته صحفياً مرموقاً ومن أعضاء إحدى الجمعيات السرية، المطالبة بالحكم اللا مركزي في أواخر زمن الوجود التركي ببلاد الشام. الكتبُ، وبينها كمٌ وافر من القصص المترجمة إلى العربية، جلبتها الابنة من مكتبة منزل الأسرة. في اليوم التالي لحلولها في دار زوجها، طرقت باب مخدعهما السيدةُ شملكان: " إذا أرادت امرأتك ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681041
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري مع أن سعاد كانت أرملة، أصرت على أن تُزف إلى صالح بعرسٍ حافل. كمألوف العادة في العائلة، تم إحياء حفل الزفاف في منزل العريس، بينما تلبيسة الرجال أقيمت في دار زعيم الحي السابق. ولد هذا الأخير، سلو، أبهر المحتفلين برقصه حتى ساعة متأخرة من الليل. لكن عرس النساء انقضى قبل ذلك، ولم يبقَ في دار السيدة شملكان غيرها مع والدة العروس. سلفاً، كانت والدة صالح قد تأكدت من النظرة الأولى أن حماته ليست على شيمة السيدة عايدة: كانت امرأة بدينة، باردة الطبع، ما تني ملامحها محتفظة بجمال قديم. " لدينا حجرة نوم فارغة، لو شئتِ الذهاب للرقاد "، خاطبت السيدة شملكان حماةَ ولدها. وكانت هذه قد أدهشتها، برواحها وغدوها من أمام حجرة العروسين، الكائنة في القسم العلويّ من المنزل. تساءلت والدة صالح في نفسها: " ماذا؟ هل تخشى على ابنتها من الافتراس؟ ". بيد أنها ما لبثت أن فهمت جليّة الأمر، لما انبعثت على حين فجأة صرخةُ العروس. رددت والدتها، رافعةً الرأسَ إلى السماء المدلهمة العتمة: " آه، الشكر لك يا رب "" ما الأمر، يا أخت؟ هل ابنتك كانت ما تني عذراء؟ "، سألتها السيدة شملكان. أرادت المرأة الكلامَ، عندما فُتح البابُ بشكلٍ موارب وظهرت يدُ الرجل قابضةً على منديلٍ ملوث بالدم.*** تعززت مكانةُ العروس عند رجلها وحماتها على حد سواء، لدرجة أن أحداً لم يطرق باب حجرة نومها في خلال عشرة أيام كي يطلب منها المشاركة في أعباء المنزل. حواء، وكانت تُعامَل دوماً على أنها امرأة ساذجة، لم تكتفِ بغض النظر عن حلول ضرة جديدة، بل وتابعت عملها في الخدمة كالسابق. أضحت عبأً على زوجها، فلم يعُد يعرف الطريقَ إلى حجرة نومها. ذات مرة، وكان قد انقضى شهران على العرس، أوقفَ آدمُ صهرَهُ لما مر بسيارته من قدام محل السمانة. بلا مقدمات، قال لصالح معاتباً: " اتقِ الله في شقيقتي، يا رجل "" خير؟ هل شكتني لك؟ "، تساءل صالح مستعيراً ملامحَ ساذجة. آدم، الطريف الشكل والطبع، بقيَ ينظر إلى صهره مبتسماً في حزن. ذلك جعل صالح يشعر بالخجل، فقال مبرراً مسلكه مع أخت الرجل: " ياو لم تخرب الدنيا، لو اهتممتُ بامرأتي الجديدة "" وهل ستظل هيَ عروساً إلى ما شاء الله؟ الأخرى لها حقٌ عليك أيضاً، أو سرحها بالمعروف مثلما فعلت مع غيرها "، قالها آدم حانقاً. ثم عاد يستدرك بنبرة أخف: " لا أحد ينكرُ أنك كريمٌ مع حواء، وتعاملت مع ابنتها كأنها من صلبك. لكنها امرأة شابة، مجدة ومتفانية، وليست متطلّبة. إنها تريدك أن تشعرها أنك رجلها، وهذا كل ما في الأمر "" كلامك في محله، يا ابن العم، ولا مأخذ لي عليه. منذ هذا اليوم لن تسمع سوى أخباراً طيبة، أعدك بذلك! "، قال ذلك صالح فيما كان يعانق قريبه بودّ. لكن حدثاً جدّ بعد بضعة أيام، جعله ينشغل تماماً عما وعد به ابنَ حميه: السيدة عايدة، حضرت بنفسها إلى منزله كي تبحث معه أمرَ عودة ابنتها إلى عصمته. ***في حقيقة الحال، أن سعاد ما كانت تقضي الوقتَ بين أحضان رجلها؛ مثلما أخذت عنها هذه الفكرة بعضُ نساء العائلة والجيران. كانت امرأة مثقفة؛ بمقياس ذلك الزمن، على الأقل. ليسَ لنيلها شهادة البروفيه، حَسْب، بل وخصوصاً لإدمانها على قراءة الكتب والاهتمام بالشأن العام. تأثرت بأبيها الراحل، وكان في حياته صحفياً مرموقاً ومن أعضاء إحدى الجمعيات السرية، المطالبة بالحكم اللا مركزي في أواخر زمن الوجود التركي ببلاد الشام. الكتبُ، وبينها كمٌ وافر من القصص المترجمة إلى العربية، جلبتها الابنة من مكتبة منزل الأسرة. في اليوم التالي لحلولها في دار زوجها، طرقت باب مخدعهما السيدةُ شملكان: " إذا أرادت امرأتك ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681041
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر/ 3
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر 4
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري سعاد، بعقليتها المتحررة، كانت مؤمنة بأن المنزل لا يتسع سوى لزوجة واحدة. لاحَ أن صالح قد اقتنع بوجهة النظر هذه، ويستعد لإرسال امرأته الأخرى إلى أسرتها، حينَ أجبرته والدته على الذهاب إلى الصالحية لإعادة طليقته مليحة. هذه الأخيرة، كانت على عكس حواء؛ السمراء غير الجميلة، والخجولة جداً. فما أسرع أن اصطدمت سعاد مع القادمة الجديدة، المبهرة الحُسن والتي لا تحسب حساباً لما تفعله. بدأت مليحة أولاً بتحويل المنزل إلى النظام القديم، عابثةً بالترتيبات الجديدة لضرّتها وبالأخص في الحديقة. لما احتدم الجدل بينهما، تدخلت السيدة شملكان لتأمرَ كلتاهما بالتزام حجرتيهما. " أريد منك أن تنقلني إلى منزل آخر، لأنه محالٌ عليّ العيش مع مليحة "، فاجأت سعاد رجلها بهذا القول حالما اجتمعا في حجرة نومهما. رد عليها، متكلفاً الابتسام: " هل سأستأجر لك منزلاً، وهذه الدار تتسع لعشيرة؟ "" لا شأن لي بعشيرتك، مثلما أنني أعلم بأنك تملك منزلين آخرين "" آه، لحقتِ أيضاً أن تجمعي المعلومات عن عقاراتي! "، قالها بنبرة ساخرة. ثم أردفَ بشيء من الحزم: " حتى لو كان لديّ القدرة المادية على فتح منزلين، فإن الأصول تمنعني من تركك تعيشين وحيدة "" إذاً أنتقل للعيش مع والدتي في دارها، وأنا أرضى بأربعة أيام تقضيها معي كل أسبوع "" كيف أربعة أيام بالأسبوع، ولديّ امرأتان غيرك؟ "" لكنك كنتَ في سبيلك لتطليق حواء، أليسَ صحيحاً؟ "، ذكّرته بما سبقَ ووعدها بذلك قبيل عودة مليحة. طفقَ يستجمع فكره، بعدما تبلبل في خضم هذه المناقشة. برغم أنه لم يشعر بالحب تجاه تلك المرأة، لكنه كان يشفق عليها وعلى ابنتها الصغيرة. تنهّد وهوَ يرد، كاذباً: " حواء حامل، ولن أدع طفلي يحيا تحت رحمة الأغراب ". ثم استدركَ عندما همّت امرأته بمقاطعته: " الحل الوحيد، الذي في وسعي تقديمه لهذه المعضلة، هوَ أن تستقلي بنفسك في البيت التحتاني. سنعيد المطبخ القديم للخدمة، وبذلك لا يكون سبيلٌ لأيّ من نساء الدار على الاحتكاك بك ". لم تعلّق سعاد على الاقتراح، ولم ترفع بصرها إلى صاحبه. انشرح صدر صالح نوعاً ما، وما لبثَ أن غادر الحجرة كي يُبلغ والدته بالترتيب الجديد للدار.***في ظهيرة اليوم التالي، آبَ صالح من عمله وركن السيارة في مكانها المعتاد بإزاء باب حديقة الدار، الخارجيّ. شاء أن يلج إلى الداخل من ذلك الباب، المفضي إلى البيت التحتانيّ. لقد تصوّر المكانَ على شكله الجديد، وأن سعاد لا بد واهتمت به على أكمل وجه، كونها ستستقل فيه لوحدها. بيد أنه مرّ في طريقه بالمطبخ القديم، وكانت خيوط العنكبوت ما تفتأ منسوجة على إحدى زواياه. فكّرَ في نفسه: " لعلها لم تلحق انجاز العمل هنا ". ارتقى من ثم الدرجَ إلى البيت الفوقاني، ليجد والدته جالسة على حصيرة عند مدخل المطبخ. قالت السيدة شملكان لابنها: " سعاد تركت الدارَ عقبَ خروجك صباحاً للعمل، وطلبت مني إبلاغك أن توافيها في دار والدتها ". ظل صالح مذهولاً لحظات، لحين أن نبهته ضجة امرأته مليحة وهيَ تخرج من المطبخ. خاطبته هذه بلهجتها المعهودة، غير المقيمة وزناً لأحد: " ما بك وقفتَ بلا حول، كأنما حلّت مصيبة؟ " رد عليها الرجلُ، محتداً: " أصلاً وجودك في الدار، مصيبة لوحده! "" لِمَ لا تُهرع إليها، إذاً، كي تعيدها لتأمر وتنهي كأنها سلطانة يلدز؟ "" عودي إلى عملك، لألا أصبَّ غضبي كله عليكِ "، صرخَ وقد خرجَ عن طوره. عند ذلك، تراجعت مليحة إلى الخلف بسرعة وتوارت داخل المطبخ. رنت إليه والدته، ثم سألته ورنّة حزن يشوب صوتها: " ستذهب لتحاول إعادة سعاد، أليسَ كذلك؟ ". هز رأسه بغموض دونَ أن يملك ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681166
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري سعاد، بعقليتها المتحررة، كانت مؤمنة بأن المنزل لا يتسع سوى لزوجة واحدة. لاحَ أن صالح قد اقتنع بوجهة النظر هذه، ويستعد لإرسال امرأته الأخرى إلى أسرتها، حينَ أجبرته والدته على الذهاب إلى الصالحية لإعادة طليقته مليحة. هذه الأخيرة، كانت على عكس حواء؛ السمراء غير الجميلة، والخجولة جداً. فما أسرع أن اصطدمت سعاد مع القادمة الجديدة، المبهرة الحُسن والتي لا تحسب حساباً لما تفعله. بدأت مليحة أولاً بتحويل المنزل إلى النظام القديم، عابثةً بالترتيبات الجديدة لضرّتها وبالأخص في الحديقة. لما احتدم الجدل بينهما، تدخلت السيدة شملكان لتأمرَ كلتاهما بالتزام حجرتيهما. " أريد منك أن تنقلني إلى منزل آخر، لأنه محالٌ عليّ العيش مع مليحة "، فاجأت سعاد رجلها بهذا القول حالما اجتمعا في حجرة نومهما. رد عليها، متكلفاً الابتسام: " هل سأستأجر لك منزلاً، وهذه الدار تتسع لعشيرة؟ "" لا شأن لي بعشيرتك، مثلما أنني أعلم بأنك تملك منزلين آخرين "" آه، لحقتِ أيضاً أن تجمعي المعلومات عن عقاراتي! "، قالها بنبرة ساخرة. ثم أردفَ بشيء من الحزم: " حتى لو كان لديّ القدرة المادية على فتح منزلين، فإن الأصول تمنعني من تركك تعيشين وحيدة "" إذاً أنتقل للعيش مع والدتي في دارها، وأنا أرضى بأربعة أيام تقضيها معي كل أسبوع "" كيف أربعة أيام بالأسبوع، ولديّ امرأتان غيرك؟ "" لكنك كنتَ في سبيلك لتطليق حواء، أليسَ صحيحاً؟ "، ذكّرته بما سبقَ ووعدها بذلك قبيل عودة مليحة. طفقَ يستجمع فكره، بعدما تبلبل في خضم هذه المناقشة. برغم أنه لم يشعر بالحب تجاه تلك المرأة، لكنه كان يشفق عليها وعلى ابنتها الصغيرة. تنهّد وهوَ يرد، كاذباً: " حواء حامل، ولن أدع طفلي يحيا تحت رحمة الأغراب ". ثم استدركَ عندما همّت امرأته بمقاطعته: " الحل الوحيد، الذي في وسعي تقديمه لهذه المعضلة، هوَ أن تستقلي بنفسك في البيت التحتاني. سنعيد المطبخ القديم للخدمة، وبذلك لا يكون سبيلٌ لأيّ من نساء الدار على الاحتكاك بك ". لم تعلّق سعاد على الاقتراح، ولم ترفع بصرها إلى صاحبه. انشرح صدر صالح نوعاً ما، وما لبثَ أن غادر الحجرة كي يُبلغ والدته بالترتيب الجديد للدار.***في ظهيرة اليوم التالي، آبَ صالح من عمله وركن السيارة في مكانها المعتاد بإزاء باب حديقة الدار، الخارجيّ. شاء أن يلج إلى الداخل من ذلك الباب، المفضي إلى البيت التحتانيّ. لقد تصوّر المكانَ على شكله الجديد، وأن سعاد لا بد واهتمت به على أكمل وجه، كونها ستستقل فيه لوحدها. بيد أنه مرّ في طريقه بالمطبخ القديم، وكانت خيوط العنكبوت ما تفتأ منسوجة على إحدى زواياه. فكّرَ في نفسه: " لعلها لم تلحق انجاز العمل هنا ". ارتقى من ثم الدرجَ إلى البيت الفوقاني، ليجد والدته جالسة على حصيرة عند مدخل المطبخ. قالت السيدة شملكان لابنها: " سعاد تركت الدارَ عقبَ خروجك صباحاً للعمل، وطلبت مني إبلاغك أن توافيها في دار والدتها ". ظل صالح مذهولاً لحظات، لحين أن نبهته ضجة امرأته مليحة وهيَ تخرج من المطبخ. خاطبته هذه بلهجتها المعهودة، غير المقيمة وزناً لأحد: " ما بك وقفتَ بلا حول، كأنما حلّت مصيبة؟ " رد عليها الرجلُ، محتداً: " أصلاً وجودك في الدار، مصيبة لوحده! "" لِمَ لا تُهرع إليها، إذاً، كي تعيدها لتأمر وتنهي كأنها سلطانة يلدز؟ "" عودي إلى عملك، لألا أصبَّ غضبي كله عليكِ "، صرخَ وقد خرجَ عن طوره. عند ذلك، تراجعت مليحة إلى الخلف بسرعة وتوارت داخل المطبخ. رنت إليه والدته، ثم سألته ورنّة حزن يشوب صوتها: " ستذهب لتحاول إعادة سعاد، أليسَ كذلك؟ ". هز رأسه بغموض دونَ أن يملك ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681166
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر/ 4
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر 5
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري سيارة الفورد، عادت لتجتاز طريق الصالحية في مهمة عائلية. آخر مرة كانت السيارة تؤدي هكذا مهمة، حينَ قادها صالح قبل نحو شهر كي يستعيد طليقته مليحة. إنه الآنَ في سبيله لرد ضرّتها، ولم يكن متأكداً من نجاحه في ذلك. ثقته بلسانه المعسول، كانت ما تفتأ راسخة. لكنه باتَ على معرفة بطبع سعاد، الصعب المراس. طبيعته أيضاً، لم تكن أقل إشكالية: ما كان من ذاك النوع من الرجال، الذي يقع في الحب بمعناه الرومانسيّ. كان مغرماً بجنس النساء جميعاً، وفي الآن نفسه، لا يرغب أن تستعبده إحداهن. في المقابل، كانت استثناءً، السيدةُ عايدة، لحين أن تخلّصَ من تأثيرها عن طريق الارتباط بابنتها. من ناحية أخرى، حفظت السيدة جميله لما كان يواجه الأخطار خلال ثلاث سنين من الحرب كيلا تموت من الجوع والبرد هيَ وابنتها. هذه الأخيرة، لاحَ أنها عادت إليه بعد طلاقها، يدفعها الشعورُ بالغيرة وهيَ تراه يتمتع بعروس جميلة وفتيّة. والدة سعاد، كانت في استقباله بوجهٍ متجهّمٍ، يَعِدُ بالمواجهة الحتمية. بمجرد أن جلسَ في صالة الاستقبال، بادرته قائلةً: " ابنتي لن تتمكن من الحضور، كونها متوعكة الصحة ". فكّرَ صالح، معيداً الجملة الأخيرة في ذهنه: " متوعكة الصحة؟ إنه تعبيرٌ مألوف، ليسَ بغريب عن سمعي! ". مع ذلك، أطلقَ لسانه متمنياً لامرأته استعادة عافيتها. قالت له الحماةُ ببرود: " ستبقى امرأتك، طالما حققت لها هذا الشرط الوحيد: أن تعيش هيَ في بيت مستقل أو أن تأتي أنتَ لتقيم معنا تحت هذا السقف "" كأنها لم تذكر لكِ أنني وجدتُ حلاً لمشكلتها مع ضرّتها، بأن تستقل في القسم التحتاني من المنزل والذي يحتوي مطبخاً فضلاً عن الحديقة؟ "" بلى، ذكرت ذلك لي. لكنها تعففت من أن تذكر لك، كيفَ وجدت ضمن وسادتها أحجبة من النوع المستعمل في السحر "" سحر؟ رباه، ما هذا أيضاً! "، هتفَ صالح في شيء من الذعر. هزت المرأة رأسها توكيداً، مرددة: " نعم سحر، يا سيد صالح ". طفقَ صامتاً برهة، وما لبثَ أن شاء العودة بالحديث إلى عقدته الأساسية: " لنفترض أنها الضرّة تلك، مَن تسحر لابنتك. إذاً أعزلها عنها تماماً، بأن أرفع جداراً بين قسمي الدار "" أنت تملك عقارين في حارتك، فهل تستكثر على ابنتي أن تقيم بأحدهما؟ لا تنسَ أنك اقترنت بها كأرملة، بينما كانت في الحقيقة بنتاً بكر "" أقدّر كل ذلك، ولا شك. بل إنك بنفسك، تبدين كما لو كنتِ أختها الكبيرة! "، أطلق إحدى نغماته المعهودة. تضرّج وجه المرأة، وغمغمت كلمة شكر. آبَ صالح إلى القول، مستعملاً هذه المرة نبرةَ رجاء: " التقاليدُ تمنعني من إبقاء امرأتي في مسكن مستقل، بعيدٍ عن والدتي. الحل المقدم من قبلي معقول تماماً، ولا يختلف في واقع الحال عما تبتغيه ابنتك "" سأنقل لها كل ما تحدثنا به، وعلى الله فليتوكل المؤمنون "، قالتها الأم بنبرة تسليم. بدا أن لسانه سحرها، حال تلك الأحجبة، المنذورة لجذب الأزواج!***حالما عاد صالح إلى المنزل، وكان الوقت على حد الأصيل، توجه إلى حجرة والدته. خاطبها بعدما أظهر الأحجبة أمام نظرها: " وجدتهم سعادُ داخل وسادتها، وسأقذفهم في وجه مليحة ثم أعيدها إلى دارها ". قال ذلك ثم همدَ جالساً على طرف السرير. طفقت الأم تتطلع إليه بنظرة حزينة، وما لبثت أن قالت: " أغلب النساء يفعلن ذلك، يا بني، لأجل الاحتفاظ بأزواجهن. ومليحة ليست استثناء. اذهب الآنَ واسترح في حجرتك، فإنك قضيت يوماً حافلاً بالمتاعب "" سأفعل ذلك، لكنني لن أفوّت مسألةَ الأحجبة "" لا خوف عليك من السحر، لأن منزل أمك محصّنٌ منه! أم أنك تجهل ذلك، بينما الحارة كلها على علم به؟ "، قالتها بنبرة مداعبة. ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681272
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري سيارة الفورد، عادت لتجتاز طريق الصالحية في مهمة عائلية. آخر مرة كانت السيارة تؤدي هكذا مهمة، حينَ قادها صالح قبل نحو شهر كي يستعيد طليقته مليحة. إنه الآنَ في سبيله لرد ضرّتها، ولم يكن متأكداً من نجاحه في ذلك. ثقته بلسانه المعسول، كانت ما تفتأ راسخة. لكنه باتَ على معرفة بطبع سعاد، الصعب المراس. طبيعته أيضاً، لم تكن أقل إشكالية: ما كان من ذاك النوع من الرجال، الذي يقع في الحب بمعناه الرومانسيّ. كان مغرماً بجنس النساء جميعاً، وفي الآن نفسه، لا يرغب أن تستعبده إحداهن. في المقابل، كانت استثناءً، السيدةُ عايدة، لحين أن تخلّصَ من تأثيرها عن طريق الارتباط بابنتها. من ناحية أخرى، حفظت السيدة جميله لما كان يواجه الأخطار خلال ثلاث سنين من الحرب كيلا تموت من الجوع والبرد هيَ وابنتها. هذه الأخيرة، لاحَ أنها عادت إليه بعد طلاقها، يدفعها الشعورُ بالغيرة وهيَ تراه يتمتع بعروس جميلة وفتيّة. والدة سعاد، كانت في استقباله بوجهٍ متجهّمٍ، يَعِدُ بالمواجهة الحتمية. بمجرد أن جلسَ في صالة الاستقبال، بادرته قائلةً: " ابنتي لن تتمكن من الحضور، كونها متوعكة الصحة ". فكّرَ صالح، معيداً الجملة الأخيرة في ذهنه: " متوعكة الصحة؟ إنه تعبيرٌ مألوف، ليسَ بغريب عن سمعي! ". مع ذلك، أطلقَ لسانه متمنياً لامرأته استعادة عافيتها. قالت له الحماةُ ببرود: " ستبقى امرأتك، طالما حققت لها هذا الشرط الوحيد: أن تعيش هيَ في بيت مستقل أو أن تأتي أنتَ لتقيم معنا تحت هذا السقف "" كأنها لم تذكر لكِ أنني وجدتُ حلاً لمشكلتها مع ضرّتها، بأن تستقل في القسم التحتاني من المنزل والذي يحتوي مطبخاً فضلاً عن الحديقة؟ "" بلى، ذكرت ذلك لي. لكنها تعففت من أن تذكر لك، كيفَ وجدت ضمن وسادتها أحجبة من النوع المستعمل في السحر "" سحر؟ رباه، ما هذا أيضاً! "، هتفَ صالح في شيء من الذعر. هزت المرأة رأسها توكيداً، مرددة: " نعم سحر، يا سيد صالح ". طفقَ صامتاً برهة، وما لبثَ أن شاء العودة بالحديث إلى عقدته الأساسية: " لنفترض أنها الضرّة تلك، مَن تسحر لابنتك. إذاً أعزلها عنها تماماً، بأن أرفع جداراً بين قسمي الدار "" أنت تملك عقارين في حارتك، فهل تستكثر على ابنتي أن تقيم بأحدهما؟ لا تنسَ أنك اقترنت بها كأرملة، بينما كانت في الحقيقة بنتاً بكر "" أقدّر كل ذلك، ولا شك. بل إنك بنفسك، تبدين كما لو كنتِ أختها الكبيرة! "، أطلق إحدى نغماته المعهودة. تضرّج وجه المرأة، وغمغمت كلمة شكر. آبَ صالح إلى القول، مستعملاً هذه المرة نبرةَ رجاء: " التقاليدُ تمنعني من إبقاء امرأتي في مسكن مستقل، بعيدٍ عن والدتي. الحل المقدم من قبلي معقول تماماً، ولا يختلف في واقع الحال عما تبتغيه ابنتك "" سأنقل لها كل ما تحدثنا به، وعلى الله فليتوكل المؤمنون "، قالتها الأم بنبرة تسليم. بدا أن لسانه سحرها، حال تلك الأحجبة، المنذورة لجذب الأزواج!***حالما عاد صالح إلى المنزل، وكان الوقت على حد الأصيل، توجه إلى حجرة والدته. خاطبها بعدما أظهر الأحجبة أمام نظرها: " وجدتهم سعادُ داخل وسادتها، وسأقذفهم في وجه مليحة ثم أعيدها إلى دارها ". قال ذلك ثم همدَ جالساً على طرف السرير. طفقت الأم تتطلع إليه بنظرة حزينة، وما لبثت أن قالت: " أغلب النساء يفعلن ذلك، يا بني، لأجل الاحتفاظ بأزواجهن. ومليحة ليست استثناء. اذهب الآنَ واسترح في حجرتك، فإنك قضيت يوماً حافلاً بالمتاعب "" سأفعل ذلك، لكنني لن أفوّت مسألةَ الأحجبة "" لا خوف عليك من السحر، لأن منزل أمك محصّنٌ منه! أم أنك تجهل ذلك، بينما الحارة كلها على علم به؟ "، قالتها بنبرة مداعبة. ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الحادي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681272
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الحادي عشر/ 5
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الثاني عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1برغم سنّها، المتجاوزة الثمانين، أشرفت السيدة شملكان على تحضير العشاء مع نساء ابنها، الثلاث. المطبخ، وكان مملكتها مذ أن حلّت في هذه الدار، لاحَ على أكمل وجه وفرةً وتنوعاً: غلال الحبوب ( قمح وبرغل ورز وعدس وحمّص وفاصولياء)، حفظت في أكياس خيش؛ البطاطا والبصل، قبعت في سلالها كي تصمد أمام تقلّب الفصول؛ أعواد الثوم والبامية المجففة، علقت على الجدار بواسطة خيوط تلفها أو تخترقها؛ أكياس من الدقيق الأبيض والرماديّ، عزلت على الأرفف كيلا تعبث بها الفئران؛ براميل مخلل، مختلفة الأنواع؛ قطرميزات الزيتون والباذنجان المحشو بالجوز والفليفلة الحارة، غارقة بزيت الزيتون؛ أوعية زجاجية، تحتوي على الجبنة الناصعة كالفضة، تسبح في الماء المالحة، المُنقّطة بحَبّة البركة..المنزل، من ناحية أخرى، عاشَ في شبه سلام متصل لعقد من الأعوام تقريباً؛ وتحديداً، من وقت قدوم ريما كعروس. سحر شخصيتها، لعبَ دوراً مؤثراً في تصويب مسلك الزوج وكبح نوبات انفعاله وكان في السابق سبباً للخصام والمشاحنة، المؤدية في بعض الحالات لطلاق هذه أو تلك من نسائه. على ذلك، لم يكن غريباً أن تتسم علاقتها مع ضرّتيها بالود والاحترام لدرجة أن أولادهما كانوا يخاطبونها بصفة الأم. وكان هذا يعزيها عن حرمانها من الأمومة، عقبَ وفاة ابنها خالد وكان في الرابعة من عُمره. لكنها أعطت دلائل في هذا الصيف على كونها حامل، ما يعني أنها ستنجبُ طفلها في ربيع العام القادم. وسنستبق الأحداث للقول، أن المولود أتى بالفعل وكان بنتاً: إنها والدة كاتب هذه السيرة، وقد رُزقَ بها صالح بعد ثلاثة أولاد؛ بنت وصبي من حواء، وابنة من مليحة. ***عشاءات الخميس، كانت تعدّ بصورة دائمة من أجل ضيوف عديدين، سيقضون السهرة، التي تحييها أم كلثوم أول كل شهر وتنقلها الإذاعة المصرية. صالح، كان من أوائل مَن اقتنوا جهاز راديو في الحارة. كان ذلك بعدما أدخل لأول مرة الحافلة الكبيرة، ( الأوتوبيس )، كي تعمل بين حي الأكراد ومركز الشام. في البدء، اشتغل بنفسه على الحافلة. لكنه كان يخجل ممن يعرفه، فلا يأخذ منه ثمن التذكرة. كيلا يخسر المشروع، نتيجة كرمه المتهوّر، استخدمَ سائقاً شاباً، أصله من ديركا جبل مازي. الشاب، كان يُدعى " علي دينو "، وذلك بسبب عصبيته وسهولة إثارته. لما كبرَ ابن صالح البكر من حواء، " ديبو "، حلّ بمكان ذلك الشاب. أيضاً سنخالف تسلسل الأحداث، لنذكر أن أول أوتوبيس عمل في الجزيرة، في شمال شرق سورية، كان بهمّة زوج ريما. كانا قد انتقلا للعيش هنالك، بغيَة استثمار مزرعة كبيرة بالقرب من بلدة رأس العين ( سري كاني ). إذا كانت إيرادات الأوتوبيس لم تعُد تغطي ثمن المازوت وأجرة الميكانيكي، فلأن الابن ديبو سار على شيمة الأب لناحية الكرم: كان الكثير من الركاب القرويين يستعطفونه، بأنهم لا يملكون ثمنَ التذكرة، فيشفق عليهم ويركّبهم مجاناً.***ذاتَ خميس، مرّ صالح بسيارته في سوق الجمعة وابتاع كمية كبيرة من المصران لأجل الطبخة المعروفة عند أهالي الشام ب " الحَفاتي ". لدى وصوله للحارة، جال على أقاربه وجيرانه كي يدعوهم كالعادة لسهرة الخميس، قائلاً: " وستتذوقون الحفاتي من مطبخ منزلي ". نفس البلاغة كررها على مسمع أمه، لكنها بسبب ثقل سمعها ظنت أن الوليمة لليوم التالي. وكانت محقة في ظنها، طالما أنه حضرَ إلى الدار عند الأصيل؛ وهذه الأكلة تحتاج لوقت طويل كي يتم تنظيف المصران وحشوه بالرز واللحمة الناعمة ومن ثم طهيه. " هل أعدتم المطبخ القديم للخدمة، لكي تبقى رائحة الحفاتي بعيدة عن أنوف الضيوف؟ "، تساءل صالح فيما كان يلقي نظرة على نسائه المنهمكات ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#مستهل
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681406
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1برغم سنّها، المتجاوزة الثمانين، أشرفت السيدة شملكان على تحضير العشاء مع نساء ابنها، الثلاث. المطبخ، وكان مملكتها مذ أن حلّت في هذه الدار، لاحَ على أكمل وجه وفرةً وتنوعاً: غلال الحبوب ( قمح وبرغل ورز وعدس وحمّص وفاصولياء)، حفظت في أكياس خيش؛ البطاطا والبصل، قبعت في سلالها كي تصمد أمام تقلّب الفصول؛ أعواد الثوم والبامية المجففة، علقت على الجدار بواسطة خيوط تلفها أو تخترقها؛ أكياس من الدقيق الأبيض والرماديّ، عزلت على الأرفف كيلا تعبث بها الفئران؛ براميل مخلل، مختلفة الأنواع؛ قطرميزات الزيتون والباذنجان المحشو بالجوز والفليفلة الحارة، غارقة بزيت الزيتون؛ أوعية زجاجية، تحتوي على الجبنة الناصعة كالفضة، تسبح في الماء المالحة، المُنقّطة بحَبّة البركة..المنزل، من ناحية أخرى، عاشَ في شبه سلام متصل لعقد من الأعوام تقريباً؛ وتحديداً، من وقت قدوم ريما كعروس. سحر شخصيتها، لعبَ دوراً مؤثراً في تصويب مسلك الزوج وكبح نوبات انفعاله وكان في السابق سبباً للخصام والمشاحنة، المؤدية في بعض الحالات لطلاق هذه أو تلك من نسائه. على ذلك، لم يكن غريباً أن تتسم علاقتها مع ضرّتيها بالود والاحترام لدرجة أن أولادهما كانوا يخاطبونها بصفة الأم. وكان هذا يعزيها عن حرمانها من الأمومة، عقبَ وفاة ابنها خالد وكان في الرابعة من عُمره. لكنها أعطت دلائل في هذا الصيف على كونها حامل، ما يعني أنها ستنجبُ طفلها في ربيع العام القادم. وسنستبق الأحداث للقول، أن المولود أتى بالفعل وكان بنتاً: إنها والدة كاتب هذه السيرة، وقد رُزقَ بها صالح بعد ثلاثة أولاد؛ بنت وصبي من حواء، وابنة من مليحة. ***عشاءات الخميس، كانت تعدّ بصورة دائمة من أجل ضيوف عديدين، سيقضون السهرة، التي تحييها أم كلثوم أول كل شهر وتنقلها الإذاعة المصرية. صالح، كان من أوائل مَن اقتنوا جهاز راديو في الحارة. كان ذلك بعدما أدخل لأول مرة الحافلة الكبيرة، ( الأوتوبيس )، كي تعمل بين حي الأكراد ومركز الشام. في البدء، اشتغل بنفسه على الحافلة. لكنه كان يخجل ممن يعرفه، فلا يأخذ منه ثمن التذكرة. كيلا يخسر المشروع، نتيجة كرمه المتهوّر، استخدمَ سائقاً شاباً، أصله من ديركا جبل مازي. الشاب، كان يُدعى " علي دينو "، وذلك بسبب عصبيته وسهولة إثارته. لما كبرَ ابن صالح البكر من حواء، " ديبو "، حلّ بمكان ذلك الشاب. أيضاً سنخالف تسلسل الأحداث، لنذكر أن أول أوتوبيس عمل في الجزيرة، في شمال شرق سورية، كان بهمّة زوج ريما. كانا قد انتقلا للعيش هنالك، بغيَة استثمار مزرعة كبيرة بالقرب من بلدة رأس العين ( سري كاني ). إذا كانت إيرادات الأوتوبيس لم تعُد تغطي ثمن المازوت وأجرة الميكانيكي، فلأن الابن ديبو سار على شيمة الأب لناحية الكرم: كان الكثير من الركاب القرويين يستعطفونه، بأنهم لا يملكون ثمنَ التذكرة، فيشفق عليهم ويركّبهم مجاناً.***ذاتَ خميس، مرّ صالح بسيارته في سوق الجمعة وابتاع كمية كبيرة من المصران لأجل الطبخة المعروفة عند أهالي الشام ب " الحَفاتي ". لدى وصوله للحارة، جال على أقاربه وجيرانه كي يدعوهم كالعادة لسهرة الخميس، قائلاً: " وستتذوقون الحفاتي من مطبخ منزلي ". نفس البلاغة كررها على مسمع أمه، لكنها بسبب ثقل سمعها ظنت أن الوليمة لليوم التالي. وكانت محقة في ظنها، طالما أنه حضرَ إلى الدار عند الأصيل؛ وهذه الأكلة تحتاج لوقت طويل كي يتم تنظيف المصران وحشوه بالرز واللحمة الناعمة ومن ثم طهيه. " هل أعدتم المطبخ القديم للخدمة، لكي تبقى رائحة الحفاتي بعيدة عن أنوف الضيوف؟ "، تساءل صالح فيما كان يلقي نظرة على نسائه المنهمكات ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#مستهل
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681406
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: مستهل الفصل الثاني عشر
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثاني عشر 3
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري كان من الصعب على صالح إقامةُ سهراتٍ، يتم فيها تبادل الأنخاب على وقع الألحان المنبعثة من الحاكي أو الراديو، وذلك بوجود والدته. إذ مع نضوج ثمار شجرة المشمش البلدي في حديقة الدار، قررت السيدة شملكان زيارة ابنتها في مزرعة البيطارية، ثمة أين يخدم رجلها كوكيل أعمال عند الإقطاعي المعروف، حسين بك إيبش. سيارة الفورد، التي قادها صالح، حملت أيضاً علاوة على شقيقه الكبير، شبه الأبله، كلاً من ريما وابنتها الرضيع. لولا سوء الطريق، وضرورة تجنب الحفر فيه، لكان من المفترض بالسيارة أن تصل إلى المزرعة خلال ساعة بالكثير. لكن مناظر الطريق، حيث الطبيعة تزدهر في هذا الفصل، جعلت من السفر نزهةً ممتعة. قائد السيارة، كان بحاجةٍ للرحلة على خلفية مشاكل عائلية، جدّت في الفترة الأخيرة: للمرة الثانية، رمى يمينَ الطلاق على امرأته مليحة بسببٍ يُحيل إلى أساس علاقتهما الزوجية. في حين لجأت هذه إلى دار والدتها، فإن المسكينة حواء ـ وكان طلاقها بائناً في نهاية المطاف ـ احتارت إلى أين تمضي. هنا تدخلت ريما، لتحمل البطريرك الغاضب على السماح لطليقته باتخاذ القسم التحتاني من المنزل مسكناً لها ولولديهما.منزل موسي في المزرعة، كان يقع بالقرب من قصر مالكها، الإقطاعي الكبير. هذا الأخير، بحَسَب ما علمه صالح من صهره، كان آنذاك يستعد لإحدى رحلات الصيد في أفريقيا. تحت إلحاح صهره، وافق على البقاء إلى الغد. كونه أتى في ساعة مبكرة من النهار، استغل الوقت للقيام بجولة طويلة في المزرعة. مثلما سبقَ وعلمنا، فإن صالح كان من المغرمين بأزهار الحدائق والبرية على حد سواء. في هذا الوقت، كان موسم الحصاد في أوجه، والطيور تحوم فوق القمح المحصود والمحزوم فتبدو تحت أشعة الشمس الذهبية كشهب نازلة من الفضاء. بمجرد ارتقاء إحدى الروابي الخضراء، لاحت السبخة لعينيّ الرجل الجوّال كأنها قطعة من الأفق الأزرق. موسي، وكان يُرافق صهره في الجولة، ما لبثَ أن نظر في ساعته، ليقول بنبرة فخمة: " حان موعد الغداء، وسنتناوله بمعية حسين بك، بناءً على طلبه ".*** حسين بك، كان متصدراً بعظمة طاولة الطعام، ملقياً نظرةً ثابتة على السماط الأبيض، المرصوف فوقه أنواع اللحوم المشوية وسلطات الخضار. لكن صالح لم يكن الضيفَ الوحيد، ما لو حسبنا وكيل الأعمال جزءاً من عائلة السيد الإقطاعيّ. فإلى يمين الطاولة، جلسَ رجلٌ عليه قيافة فرنجية، وجهه الأسمر يتميز بعينين لهما نظرة ثاقبة ولحية خفيفة. المضيف، قدّمَ الرجلَ لصالح بالقول في لهجة فخمة: " الأمير جلادت بك "" صالح، ابن حَميّ "، بادر وكيلُ الأعمال بالتعريف مخاطباً الضيف. ثم أردفَ موسي، مبتسماً: " ولو تذكُر، يا أمير، أنني أعلمتك مرةً بأن حَميّ أطلق على ابنه اسمَ صالح، تيمناً باسم ابن صديقه البدرخانيّ ". أحنى الأميرُ رأسه قليلاً، ثم علّقَ بالقول: " صالح بدرخان، توفي في خلال الأسر بجزيرة رودس بعدما وقع بأيدي قوات الإنكليز في الحرب "" رحمه الله "، تمتمَ صالح وهوَ ينظر بتهيّب نحو الأمير ذي الهيئة الأرستقراطية. في خلال تناول الطعام، تبادل هذا الأخير الحديثَ مع موسي ومعلّمه حول التطورات السياسية الدولية غبَّ استلام هتلر للحكم في ألمانيا. فاتفقت آراؤهم على أن الحرب ستقع مجدداً في أوروبا، وأنها ستمتد بشكل طبيعي إلى المشرق بسبب سيطرة الفرنسيين والإنكليز على عدة دول فيه. مع أن صالح من النوع الزاهد في مناقشة الأمور العامة، وجد نفسه يعقّب بالقول: " لا أرانا الله الحربَ من جديد، نحن مَن خبرناها ونجينا من آثارها بأعجوبة ". ذكريات الحرب، وكانت ومضت مثل شريط سريع أمام عينيه، سلّمته لصورة أقرب عهداً؛ صورة ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681502
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري كان من الصعب على صالح إقامةُ سهراتٍ، يتم فيها تبادل الأنخاب على وقع الألحان المنبعثة من الحاكي أو الراديو، وذلك بوجود والدته. إذ مع نضوج ثمار شجرة المشمش البلدي في حديقة الدار، قررت السيدة شملكان زيارة ابنتها في مزرعة البيطارية، ثمة أين يخدم رجلها كوكيل أعمال عند الإقطاعي المعروف، حسين بك إيبش. سيارة الفورد، التي قادها صالح، حملت أيضاً علاوة على شقيقه الكبير، شبه الأبله، كلاً من ريما وابنتها الرضيع. لولا سوء الطريق، وضرورة تجنب الحفر فيه، لكان من المفترض بالسيارة أن تصل إلى المزرعة خلال ساعة بالكثير. لكن مناظر الطريق، حيث الطبيعة تزدهر في هذا الفصل، جعلت من السفر نزهةً ممتعة. قائد السيارة، كان بحاجةٍ للرحلة على خلفية مشاكل عائلية، جدّت في الفترة الأخيرة: للمرة الثانية، رمى يمينَ الطلاق على امرأته مليحة بسببٍ يُحيل إلى أساس علاقتهما الزوجية. في حين لجأت هذه إلى دار والدتها، فإن المسكينة حواء ـ وكان طلاقها بائناً في نهاية المطاف ـ احتارت إلى أين تمضي. هنا تدخلت ريما، لتحمل البطريرك الغاضب على السماح لطليقته باتخاذ القسم التحتاني من المنزل مسكناً لها ولولديهما.منزل موسي في المزرعة، كان يقع بالقرب من قصر مالكها، الإقطاعي الكبير. هذا الأخير، بحَسَب ما علمه صالح من صهره، كان آنذاك يستعد لإحدى رحلات الصيد في أفريقيا. تحت إلحاح صهره، وافق على البقاء إلى الغد. كونه أتى في ساعة مبكرة من النهار، استغل الوقت للقيام بجولة طويلة في المزرعة. مثلما سبقَ وعلمنا، فإن صالح كان من المغرمين بأزهار الحدائق والبرية على حد سواء. في هذا الوقت، كان موسم الحصاد في أوجه، والطيور تحوم فوق القمح المحصود والمحزوم فتبدو تحت أشعة الشمس الذهبية كشهب نازلة من الفضاء. بمجرد ارتقاء إحدى الروابي الخضراء، لاحت السبخة لعينيّ الرجل الجوّال كأنها قطعة من الأفق الأزرق. موسي، وكان يُرافق صهره في الجولة، ما لبثَ أن نظر في ساعته، ليقول بنبرة فخمة: " حان موعد الغداء، وسنتناوله بمعية حسين بك، بناءً على طلبه ".*** حسين بك، كان متصدراً بعظمة طاولة الطعام، ملقياً نظرةً ثابتة على السماط الأبيض، المرصوف فوقه أنواع اللحوم المشوية وسلطات الخضار. لكن صالح لم يكن الضيفَ الوحيد، ما لو حسبنا وكيل الأعمال جزءاً من عائلة السيد الإقطاعيّ. فإلى يمين الطاولة، جلسَ رجلٌ عليه قيافة فرنجية، وجهه الأسمر يتميز بعينين لهما نظرة ثاقبة ولحية خفيفة. المضيف، قدّمَ الرجلَ لصالح بالقول في لهجة فخمة: " الأمير جلادت بك "" صالح، ابن حَميّ "، بادر وكيلُ الأعمال بالتعريف مخاطباً الضيف. ثم أردفَ موسي، مبتسماً: " ولو تذكُر، يا أمير، أنني أعلمتك مرةً بأن حَميّ أطلق على ابنه اسمَ صالح، تيمناً باسم ابن صديقه البدرخانيّ ". أحنى الأميرُ رأسه قليلاً، ثم علّقَ بالقول: " صالح بدرخان، توفي في خلال الأسر بجزيرة رودس بعدما وقع بأيدي قوات الإنكليز في الحرب "" رحمه الله "، تمتمَ صالح وهوَ ينظر بتهيّب نحو الأمير ذي الهيئة الأرستقراطية. في خلال تناول الطعام، تبادل هذا الأخير الحديثَ مع موسي ومعلّمه حول التطورات السياسية الدولية غبَّ استلام هتلر للحكم في ألمانيا. فاتفقت آراؤهم على أن الحرب ستقع مجدداً في أوروبا، وأنها ستمتد بشكل طبيعي إلى المشرق بسبب سيطرة الفرنسيين والإنكليز على عدة دول فيه. مع أن صالح من النوع الزاهد في مناقشة الأمور العامة، وجد نفسه يعقّب بالقول: " لا أرانا الله الحربَ من جديد، نحن مَن خبرناها ونجينا من آثارها بأعجوبة ". ذكريات الحرب، وكانت ومضت مثل شريط سريع أمام عينيه، سلّمته لصورة أقرب عهداً؛ صورة ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681502
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثاني عشر/ 3
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الثاني عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4ونشبت الحربُ فعلاً بعد بضعة أعوام، وكانت عالمية الطابع شأن تلك، التي سبقتها وعُرفت على لسان أهالي بلاد الشام ب " سفر برلك ". السنة الأولى من الحرب، مرت دونَ أن يشعر بها الأهالي؛ اللهم إلا ممن يتابعون الأخبار، وكل منهم تحمّسَ لطرف من المتحاربين. صالح، كون شيمته لا تسمح له بالاهتمام بالقضايا العامة، بقيَ بمنأى عما يحصل في القارة العجوز من معارك كبرى، سجّل فيها الألمان انتصارات سريعة وحاسمة. لكن عليه كان أن يواجه حرباً في بيته، وعلى عدة جبهات. افتتحَ العام 1940 بوفاة السيدة شملكان، وكانت برغم شيخوختها المتأخرة تلعبُ دوراً مهماً في حياة الأسرة، بالأخص تأثيرها الكبير على ابنها. قبل ذلك بسنتين، دفنت ابنها البكر، حاجي، وكان كما علمنا يعاني منذ الصغر من تخلّف عقلي. الضربة الأخرى، التي تلقاها صالح، ولم تكن أقل إيلاماً من رحيل الأم، تمثلت في موت السيدة عايدة. إذاك، كانت ابنتها مليحة قد حصلت على الطلاق البائن، فحكم لها القاضي برعاية ولديها الصغيرين. الابنة البكر، " رودا "، كانت في التاسعة؛ فيما شقيقها، " أوسمان "، يصغرها بثلاث سنين. وكان صالح قد بقيَ على عهده حتى العام الأخير، الشاهد على مرض والدة طليقته، العضال، يمر بين يوم وآخر على منزلها وهوَ يحمل ما أمكن من الزاد فضلاً عن الهدايا لطفليه. إذا كان انقطع عن ذلك عقبَ رحيل السيدة عايدة، فلأن ابنتها طلبت منه أن يكتفي بدفع النفقة لها ولابنيهما: لم تعُد تطيق رؤيته، وكان هوَ يُبادلها نفسَ الشعور. ***هوَ ذا رجلٌ قصير القامة في قيافة عناصر الجيش الفرنسيّ، يُذكّر من يراه متبختراً في الشارع بالمحاربين على جبهات أوروبا. جاء حدّو إلى الحارة، وما لبثَ أن حل ضيفاً على أخته ريما. فاجأ الصهرَ، بينما كان يُعزيه بوفاة والدته. إذ انهمرت الدموع من عينيه، مع أنه بالكاد عرفَ السيدة شملكان أو رآها أكثر من بضع مرات منذ ظهوره فجأة في الشام قبل أربعة عشرة عاماً. الرجلُ الملول، استعادَ في حقيقة الحال صورةَ بربارا، حاميته وعشيقته، وكانت قد رحلت عن الدنيا قبل نحو سنة على أثر نوبة قلبية حادة. غبَّ استيلاء أقاربها على منزل بحمدون، استأجرَ حدّو شقة صغيرة في بيروت لحين أن سعى في نقله إلى الشام. سرعانَ ما صارَ سائقَ جنرالٍ فرنسيّ، يُشرف على إدارة القسم العسكريّ من مطار المزة في دمشق. مثلما سبقَ وذكرنا في مكان آخر، أنّ صالح عرضَ على حدّو قطعةَ أرضٍ، لصق منزل المرحومة زَري، فقام هذا الأخير بتعمير بعض الحجرات على مهل وبما يسمح له دخله. لما انتقلت خدمته إلى دمشق، كان المنزلُ قد أضحى مكتملاً تقريباً؛ فتكوّنَ من قسمٍ علويّ لغرف النوم، وقسم سفليّ للمطبخ والحمّام علاوةً على صالة الاستقبال والحديقة الصغيرة." ما شاء الله، ابنتك أضحت بعُمر العرائس. أذكرها لما كانت بعدُ طفلة في العربة، وكنتُ أمشّيها في أرض الديار! "، قالها لحواء لما حضرت كي تسلّم عليه. ابتسمت المرأة الحزينة، ولم تعلّق بشيء. كانت ابنتها، ديبة، على وشك فعلاً أن تغدو عروساً. ابن خالها، ويُدعى " محمد "، سبقَ أن خطبها من والدتها وأعربت له هذه عن قبولها. لما فاتحت طليقها صالح بالأمر، قال لها عابساً أنه يرفض تزويج ابنته لأحد شبان آل لحّو: " ألم تتعظي بما عانيتِ منهم، يا امرأة؟ "، اختتمَ محاضرته بهذا السؤال الساخر. ***أسبوعٌ على الأثر، ثم فاتحَ صالح امرأته ريما بخصوص ديبة: " لقد طلبها مني أخوك حدّو، وأنا وجدته مناسباً "" كيفَ وجدته مناسباً، وهوَ يكبرها كثيراً؟ "، تساءلت ريما باستنكار. كانت تحب أخاها، بل إنها كانت له بمثابة الأم سواءً في موطن الأسلاف ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681777
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4ونشبت الحربُ فعلاً بعد بضعة أعوام، وكانت عالمية الطابع شأن تلك، التي سبقتها وعُرفت على لسان أهالي بلاد الشام ب " سفر برلك ". السنة الأولى من الحرب، مرت دونَ أن يشعر بها الأهالي؛ اللهم إلا ممن يتابعون الأخبار، وكل منهم تحمّسَ لطرف من المتحاربين. صالح، كون شيمته لا تسمح له بالاهتمام بالقضايا العامة، بقيَ بمنأى عما يحصل في القارة العجوز من معارك كبرى، سجّل فيها الألمان انتصارات سريعة وحاسمة. لكن عليه كان أن يواجه حرباً في بيته، وعلى عدة جبهات. افتتحَ العام 1940 بوفاة السيدة شملكان، وكانت برغم شيخوختها المتأخرة تلعبُ دوراً مهماً في حياة الأسرة، بالأخص تأثيرها الكبير على ابنها. قبل ذلك بسنتين، دفنت ابنها البكر، حاجي، وكان كما علمنا يعاني منذ الصغر من تخلّف عقلي. الضربة الأخرى، التي تلقاها صالح، ولم تكن أقل إيلاماً من رحيل الأم، تمثلت في موت السيدة عايدة. إذاك، كانت ابنتها مليحة قد حصلت على الطلاق البائن، فحكم لها القاضي برعاية ولديها الصغيرين. الابنة البكر، " رودا "، كانت في التاسعة؛ فيما شقيقها، " أوسمان "، يصغرها بثلاث سنين. وكان صالح قد بقيَ على عهده حتى العام الأخير، الشاهد على مرض والدة طليقته، العضال، يمر بين يوم وآخر على منزلها وهوَ يحمل ما أمكن من الزاد فضلاً عن الهدايا لطفليه. إذا كان انقطع عن ذلك عقبَ رحيل السيدة عايدة، فلأن ابنتها طلبت منه أن يكتفي بدفع النفقة لها ولابنيهما: لم تعُد تطيق رؤيته، وكان هوَ يُبادلها نفسَ الشعور. ***هوَ ذا رجلٌ قصير القامة في قيافة عناصر الجيش الفرنسيّ، يُذكّر من يراه متبختراً في الشارع بالمحاربين على جبهات أوروبا. جاء حدّو إلى الحارة، وما لبثَ أن حل ضيفاً على أخته ريما. فاجأ الصهرَ، بينما كان يُعزيه بوفاة والدته. إذ انهمرت الدموع من عينيه، مع أنه بالكاد عرفَ السيدة شملكان أو رآها أكثر من بضع مرات منذ ظهوره فجأة في الشام قبل أربعة عشرة عاماً. الرجلُ الملول، استعادَ في حقيقة الحال صورةَ بربارا، حاميته وعشيقته، وكانت قد رحلت عن الدنيا قبل نحو سنة على أثر نوبة قلبية حادة. غبَّ استيلاء أقاربها على منزل بحمدون، استأجرَ حدّو شقة صغيرة في بيروت لحين أن سعى في نقله إلى الشام. سرعانَ ما صارَ سائقَ جنرالٍ فرنسيّ، يُشرف على إدارة القسم العسكريّ من مطار المزة في دمشق. مثلما سبقَ وذكرنا في مكان آخر، أنّ صالح عرضَ على حدّو قطعةَ أرضٍ، لصق منزل المرحومة زَري، فقام هذا الأخير بتعمير بعض الحجرات على مهل وبما يسمح له دخله. لما انتقلت خدمته إلى دمشق، كان المنزلُ قد أضحى مكتملاً تقريباً؛ فتكوّنَ من قسمٍ علويّ لغرف النوم، وقسم سفليّ للمطبخ والحمّام علاوةً على صالة الاستقبال والحديقة الصغيرة." ما شاء الله، ابنتك أضحت بعُمر العرائس. أذكرها لما كانت بعدُ طفلة في العربة، وكنتُ أمشّيها في أرض الديار! "، قالها لحواء لما حضرت كي تسلّم عليه. ابتسمت المرأة الحزينة، ولم تعلّق بشيء. كانت ابنتها، ديبة، على وشك فعلاً أن تغدو عروساً. ابن خالها، ويُدعى " محمد "، سبقَ أن خطبها من والدتها وأعربت له هذه عن قبولها. لما فاتحت طليقها صالح بالأمر، قال لها عابساً أنه يرفض تزويج ابنته لأحد شبان آل لحّو: " ألم تتعظي بما عانيتِ منهم، يا امرأة؟ "، اختتمَ محاضرته بهذا السؤال الساخر. ***أسبوعٌ على الأثر، ثم فاتحَ صالح امرأته ريما بخصوص ديبة: " لقد طلبها مني أخوك حدّو، وأنا وجدته مناسباً "" كيفَ وجدته مناسباً، وهوَ يكبرها كثيراً؟ "، تساءلت ريما باستنكار. كانت تحب أخاها، بل إنها كانت له بمثابة الأم سواءً في موطن الأسلاف ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681777
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الثاني عشر
ريما كتانة نزال : عن تحريض الأصوليين على قانون حماية الأسرة
#الحوار_المتمدن
#ريما_كتانة_نزال قبل عدة أيام قام مركز يبوس للدراسات بدعوتي للمشاركة في ندوة عبر تطبيق «زووم»، وكان عنوان الندوة حول قانون حماية الأسرة. لم أتردد في المشاركة لدى توضيح منسق الندوة بأنهم يتطلعون إلى ندوة حوارية تشارك بها جميع اتجاهات الرأي في المجتمع إزاء القانون.لكن سرعان ما تبين أن المركز خالف قواعد احترام المصداقية وأسس الحوار الديمقراطي والمشاركة، عندما قُصر النقاش على وجهتَي نظر، قمت بتمثيل إحداها والمتمثلة في أهمية إقرار القانون وبدون مماطلة رغم نواقصه، بينما حضرت وجهة النظر الأخرى الرافضة للقانون عبر أربعة متحدثين، ما غيّب التوازن عددياً علاوة على التحيز في انتقاء مقصود لقائمة الحضور والمشاركين والذين كانوا من لون واحد ومطلب واحد، هو طي القانون ووضعه على الرف بحجج وذرائع ألبسوها لبوس الدين وهي ليست كذلك.وللتوضيح أقول: إن مسودة قانون حماية الأسرة كان نتيجة توافق بين الاتجاهات الفاعلة في اللجنة المشكلة لوضع القانون، من وزارات الاختصاص في الحكومة وبضمنها طبعاً المؤسسات الدينية الرسمية، التي لم تر التعارض بين الدين والقانون، اعترضت على بعض المواد وتم ترحيل أو شطب عدد من الجرائم والانتهاكات إلى قانون العقوبات، ما يطرح التساؤل عن سبب عدم توافق السلفيين من خارج المؤسسة الرسمية مع السلفيين من داخلها، ولماذا تم تكفير المسودة؟!الملفت في ندوة يبوس آنفة الذكر، أن قانون حماية الأسرة من العنف لم يكن على طاولة النقاش والبحث، وليس مقروءاً من قبلهم، بل كان العنوان الذي شكل لهم الوصلة المناسبة للعودة للهجوم على اتفاقية «سيداو»، تلك الاتفاقية التي جزء كبير منهم لم يقرأها أيضاً ولكنهم يهاجمونها لأنهم يبنون عليها الآمال لتسييس الخلاف، واستكمال الهجوم السياسي بالفكري لتحريض المجتمع واستكمال شقه عامودياً بواسطة التحريض والتكفير والترهيب بما يمس السلم الأهلي، خاصةً أن لا علاقة بين الاتفاقية وقانون حماية الأسرة ولم ترد في ديباجة مشروع القانون، علاوة على أن الاتفاقية التي صدرت عام 1979 هدفت الى الدعوة للمساواة ونبذ التمييز على أساس الجنس، وانضمت لها فلسطين عام 2014، بينما يعود العمل والضغط لإصدار قانون حماية الاسرة إلى عام 2005، ومنذ ذلك الحين خضعت ثماني مسودات للنقاش دون ان يتصاعد الدخان الأبيض من مكان ما!وباستجماع الملاحظات التي قيلت وسيقت في الندوة من ممثلي الاتجاه السلفي وتلك التي تعمم قصداً في صالونات انصارهم ودعاتهم، لم ألحظ ان القانون كان مقروءاً من قبل المتحدثين الرئيسيين، وهذا ما تبين من خلال ملاحظات ومغالطات عديدة باتت متداولة قصداً، وهنا يمكن الاستنتاج دون كبير عناء ان ما يطرح ليس تعدداً في الآراء واختلافاً ثقافياً، بل يؤكد أن فكرة وجود القانون في عين الاستهداف من منطلق إقصائي، وليس أقل.وقمة التضليل في خطاب السلفيين تتمثل في حالة إنكار الواقع، ومؤشرات العنف بالنسبة لهم غير جديرة بالتوقف، منطلقاتهم تبدأ وتنتهي بشيطنة الاتفاقية، وفي طريقهم يهجمون على المؤسسات النسوية لانها تكشف الغطاء عن العنف وتستمر في الضغط لمعالجته.نعم إنهم لا يرون في ارتفاع معدلات العنف إلى نسبة 29% حسب المسح الأخير للمكتب المركزي للإحصاء أي تهديد يطال وحدة الأسرة، مليون ضحية تعاني من أحد أشكال العنف المعروفة، الجسدي والمعنوي والجنسي والحرمان والحبس المنزلي وغيرهم.. لا يعنيهم ولا يرون به عاملاً من عوامل تدمير الأسرة وتفكيك روابطها بل المخاطر تأتي من «اتفاقية سيداو» التي لم تطبق بعد ؟؟؟؟ يا الله اي تضليل هذا!! والفئات المستضعفة والضعيفة لا مكان لها في ......
#تحريض
#الأصوليين
#قانون
#حماية
#الأسرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682078
#الحوار_المتمدن
#ريما_كتانة_نزال قبل عدة أيام قام مركز يبوس للدراسات بدعوتي للمشاركة في ندوة عبر تطبيق «زووم»، وكان عنوان الندوة حول قانون حماية الأسرة. لم أتردد في المشاركة لدى توضيح منسق الندوة بأنهم يتطلعون إلى ندوة حوارية تشارك بها جميع اتجاهات الرأي في المجتمع إزاء القانون.لكن سرعان ما تبين أن المركز خالف قواعد احترام المصداقية وأسس الحوار الديمقراطي والمشاركة، عندما قُصر النقاش على وجهتَي نظر، قمت بتمثيل إحداها والمتمثلة في أهمية إقرار القانون وبدون مماطلة رغم نواقصه، بينما حضرت وجهة النظر الأخرى الرافضة للقانون عبر أربعة متحدثين، ما غيّب التوازن عددياً علاوة على التحيز في انتقاء مقصود لقائمة الحضور والمشاركين والذين كانوا من لون واحد ومطلب واحد، هو طي القانون ووضعه على الرف بحجج وذرائع ألبسوها لبوس الدين وهي ليست كذلك.وللتوضيح أقول: إن مسودة قانون حماية الأسرة كان نتيجة توافق بين الاتجاهات الفاعلة في اللجنة المشكلة لوضع القانون، من وزارات الاختصاص في الحكومة وبضمنها طبعاً المؤسسات الدينية الرسمية، التي لم تر التعارض بين الدين والقانون، اعترضت على بعض المواد وتم ترحيل أو شطب عدد من الجرائم والانتهاكات إلى قانون العقوبات، ما يطرح التساؤل عن سبب عدم توافق السلفيين من خارج المؤسسة الرسمية مع السلفيين من داخلها، ولماذا تم تكفير المسودة؟!الملفت في ندوة يبوس آنفة الذكر، أن قانون حماية الأسرة من العنف لم يكن على طاولة النقاش والبحث، وليس مقروءاً من قبلهم، بل كان العنوان الذي شكل لهم الوصلة المناسبة للعودة للهجوم على اتفاقية «سيداو»، تلك الاتفاقية التي جزء كبير منهم لم يقرأها أيضاً ولكنهم يهاجمونها لأنهم يبنون عليها الآمال لتسييس الخلاف، واستكمال الهجوم السياسي بالفكري لتحريض المجتمع واستكمال شقه عامودياً بواسطة التحريض والتكفير والترهيب بما يمس السلم الأهلي، خاصةً أن لا علاقة بين الاتفاقية وقانون حماية الأسرة ولم ترد في ديباجة مشروع القانون، علاوة على أن الاتفاقية التي صدرت عام 1979 هدفت الى الدعوة للمساواة ونبذ التمييز على أساس الجنس، وانضمت لها فلسطين عام 2014، بينما يعود العمل والضغط لإصدار قانون حماية الاسرة إلى عام 2005، ومنذ ذلك الحين خضعت ثماني مسودات للنقاش دون ان يتصاعد الدخان الأبيض من مكان ما!وباستجماع الملاحظات التي قيلت وسيقت في الندوة من ممثلي الاتجاه السلفي وتلك التي تعمم قصداً في صالونات انصارهم ودعاتهم، لم ألحظ ان القانون كان مقروءاً من قبل المتحدثين الرئيسيين، وهذا ما تبين من خلال ملاحظات ومغالطات عديدة باتت متداولة قصداً، وهنا يمكن الاستنتاج دون كبير عناء ان ما يطرح ليس تعدداً في الآراء واختلافاً ثقافياً، بل يؤكد أن فكرة وجود القانون في عين الاستهداف من منطلق إقصائي، وليس أقل.وقمة التضليل في خطاب السلفيين تتمثل في حالة إنكار الواقع، ومؤشرات العنف بالنسبة لهم غير جديرة بالتوقف، منطلقاتهم تبدأ وتنتهي بشيطنة الاتفاقية، وفي طريقهم يهجمون على المؤسسات النسوية لانها تكشف الغطاء عن العنف وتستمر في الضغط لمعالجته.نعم إنهم لا يرون في ارتفاع معدلات العنف إلى نسبة 29% حسب المسح الأخير للمكتب المركزي للإحصاء أي تهديد يطال وحدة الأسرة، مليون ضحية تعاني من أحد أشكال العنف المعروفة، الجسدي والمعنوي والجنسي والحرمان والحبس المنزلي وغيرهم.. لا يعنيهم ولا يرون به عاملاً من عوامل تدمير الأسرة وتفكيك روابطها بل المخاطر تأتي من «اتفاقية سيداو» التي لم تطبق بعد ؟؟؟؟ يا الله اي تضليل هذا!! والفئات المستضعفة والضعيفة لا مكان لها في ......
#تحريض
#الأصوليين
#قانون
#حماية
#الأسرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682078
الحوار المتمدن
ريما كتانة نزال - عن تحريض الأصوليين على قانون حماية الأسرة
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر 1
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري ريما، شاء لها قدرها أن تعود مرة أخرى كي تستقر في منطقة الجزيرة. هذه المرة، لم يكن المستقر في عامودا؛ مع أن البلدة لعبت دوراً هنا أيضاً في المغامرة الجديدة لزوجها. إذ قيل أنّ أخوة بيروزا لأبيها، هم من نصحوا زوجَ أمها بالمجيء لاستثمار أمواله في المنطقة كون أراضيها خصبة ورخيصة الثمن. لكن هؤلاء الأخوة لم يظهروا مرة قط في الشام، ما يجعل تلك الرواية ضعيفة. لعلهم عادوا إلى ماردين عقبَ مصرع رمو آغا، ومن ثم انقطعت صلتهم بإقليم ما تحت الخط الحديديّ على أثر رسم الحدود بين الدولة التركية وسلطة الانتداب الفرنسيّ في سورية. في فترة لاحقة، هاجرَ إلى الشام " حسني "، ابن عم بيروزا، وما لبث شقيقه الأصغر، " علي "، أن لحق به. سرعان ما انضم الكبيرُ إلى سلاح الدرك، وكانت خدمته في سجن القلعة. مهما يكن الأمر، فإن والدة بيروزا وجدت نفسها في ذلك الإقليم بعد نحو عشرين سنة من مغادرتها له وكانت آنذاك أرملة، محرومة من ابنتها الوحيدة: الآن، آبت ريما وهيَ امرأة رجلٍ غنيّ، يسعى لزيادة أمواله عن طريق الاستثمار في الزراعة. وكان معهما ابنتاهما؛ إحداهما يقل عمرها عن العشرة أعوام والأخرى تصغرها بنحو ثلاثة أعوام. كذلك رافقهما الطفلان، ابنا مليحة، وكانت هذه قد تخلت عنهما لأبيهما بعيد زواجها. بينما بيروزا، كانت مع رجلها في مكان خدمته في بر الشام، وقد رزقا بثلاثة أبناء. ***من ناحيته، كان صالح يود الهربَ من جو المنزل، المتسم بالنكد والخصام. برغم تطليقه لكل من حواء ومليحة، فإنهما كانتا حاضرتين في حياته بشكل أو بآخر. هذه الأخيرة، وكنا قد علمنا باستقرارها في منزل أمها بالصالحية، أخذت بين يوم وآخر تظهر في دار طليقها. كانت على أثر وفاة السيدة عائدة تمتهن الخياطة، فتترك ولديها لوحدهما حينَ تذهب للسوق من أجل شراء القماش أو الخيوط. ذات مرة، رجعت للمنزل فلم تجد الابنان. هُرعت وقد انتابها الرعب إلى الحارة، فما أن التقت ريما في المنزل إلا وهذه تقول لها: " رودا وأوسمان حضرا منذ ساعة لوحدهما، وكنتُ أهم بأخذهما إليكِ لأنني أدركت مدى قلقك وخوفك ". تكررت الواقعة، ولم ينفع تشديد مليحة على ابنتها بعدم مغادرة الدار مع أخيها الصغير. إلى أن كان يوماً، فوجئت فيه ريما بمقدم الطفلين وعلى وجهيهما علاماتُ التعاسة. قالت رودا، باكيةً: " ماما ستتزوج، يا خالة! إنها هيَ مَن طلبت منا الذهابَ إلى أبينا ". فيما بعد، ذهبَ صالح إلى منزلها فلم يجدها. ثم تحقق من أقارب لها، يعيشون في الصالحية، أنها سافرت إلى عمّان على أثر اقترانها من رجل شركسيّ يعيش ويعمل هناك. العلاقة بين ريما وحواء، ساءت غبَّ مغادرة مليحة للدار. إذ كانت المرأتان الأخيرتان على خصام دائم، مبعثه الغيرة قبل كل شيء. في حقيقة الحال، أنها حواء مَن دبّ ذلك الشعور فيها بسبب هجر رجلها لها ومن ثم قيامه بتطليقها للمرة الثالثة. لا غرو إذاً أن تتواجه ريما مع المرأة المطلقة، مباشرةً عقبَ خروج مليحة من المنزل بشكل نهائيّ. لم تحفظ حواء جميلَ ريما، التي كان لها الفضل في بقائها بالمنزل بعيد طلاقها البائن. لقد أضحت امرأة سوداء القلب، وكانت في السابق معروفة بطيبتها ووداعتها. الخصام بين المرأتين، انتقل سريعاً من التنابذ بالكلمات إلى الضرب بالشباشب والقباقيب. ذات يوم، تنازعتا على مَن دوره في الخبز. عادةً، يوضع العجين المخمر على موقد النار في المطبخ لينضج. أغلب أهالي الحارة كانوا يتبعون هذه الطريقة لسهولتها، وتم الاستغناء عن التنور المنزليّ. لما عاد صالح من عمله، فرأى طليقته مضمدة الرأس، فإنه اتجه إلى ريما لسؤالها عن الأمر. علّقَ على ما سمعه، بالقول: " تستحقُ ال ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682844
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري ريما، شاء لها قدرها أن تعود مرة أخرى كي تستقر في منطقة الجزيرة. هذه المرة، لم يكن المستقر في عامودا؛ مع أن البلدة لعبت دوراً هنا أيضاً في المغامرة الجديدة لزوجها. إذ قيل أنّ أخوة بيروزا لأبيها، هم من نصحوا زوجَ أمها بالمجيء لاستثمار أمواله في المنطقة كون أراضيها خصبة ورخيصة الثمن. لكن هؤلاء الأخوة لم يظهروا مرة قط في الشام، ما يجعل تلك الرواية ضعيفة. لعلهم عادوا إلى ماردين عقبَ مصرع رمو آغا، ومن ثم انقطعت صلتهم بإقليم ما تحت الخط الحديديّ على أثر رسم الحدود بين الدولة التركية وسلطة الانتداب الفرنسيّ في سورية. في فترة لاحقة، هاجرَ إلى الشام " حسني "، ابن عم بيروزا، وما لبث شقيقه الأصغر، " علي "، أن لحق به. سرعان ما انضم الكبيرُ إلى سلاح الدرك، وكانت خدمته في سجن القلعة. مهما يكن الأمر، فإن والدة بيروزا وجدت نفسها في ذلك الإقليم بعد نحو عشرين سنة من مغادرتها له وكانت آنذاك أرملة، محرومة من ابنتها الوحيدة: الآن، آبت ريما وهيَ امرأة رجلٍ غنيّ، يسعى لزيادة أمواله عن طريق الاستثمار في الزراعة. وكان معهما ابنتاهما؛ إحداهما يقل عمرها عن العشرة أعوام والأخرى تصغرها بنحو ثلاثة أعوام. كذلك رافقهما الطفلان، ابنا مليحة، وكانت هذه قد تخلت عنهما لأبيهما بعيد زواجها. بينما بيروزا، كانت مع رجلها في مكان خدمته في بر الشام، وقد رزقا بثلاثة أبناء. ***من ناحيته، كان صالح يود الهربَ من جو المنزل، المتسم بالنكد والخصام. برغم تطليقه لكل من حواء ومليحة، فإنهما كانتا حاضرتين في حياته بشكل أو بآخر. هذه الأخيرة، وكنا قد علمنا باستقرارها في منزل أمها بالصالحية، أخذت بين يوم وآخر تظهر في دار طليقها. كانت على أثر وفاة السيدة عائدة تمتهن الخياطة، فتترك ولديها لوحدهما حينَ تذهب للسوق من أجل شراء القماش أو الخيوط. ذات مرة، رجعت للمنزل فلم تجد الابنان. هُرعت وقد انتابها الرعب إلى الحارة، فما أن التقت ريما في المنزل إلا وهذه تقول لها: " رودا وأوسمان حضرا منذ ساعة لوحدهما، وكنتُ أهم بأخذهما إليكِ لأنني أدركت مدى قلقك وخوفك ". تكررت الواقعة، ولم ينفع تشديد مليحة على ابنتها بعدم مغادرة الدار مع أخيها الصغير. إلى أن كان يوماً، فوجئت فيه ريما بمقدم الطفلين وعلى وجهيهما علاماتُ التعاسة. قالت رودا، باكيةً: " ماما ستتزوج، يا خالة! إنها هيَ مَن طلبت منا الذهابَ إلى أبينا ". فيما بعد، ذهبَ صالح إلى منزلها فلم يجدها. ثم تحقق من أقارب لها، يعيشون في الصالحية، أنها سافرت إلى عمّان على أثر اقترانها من رجل شركسيّ يعيش ويعمل هناك. العلاقة بين ريما وحواء، ساءت غبَّ مغادرة مليحة للدار. إذ كانت المرأتان الأخيرتان على خصام دائم، مبعثه الغيرة قبل كل شيء. في حقيقة الحال، أنها حواء مَن دبّ ذلك الشعور فيها بسبب هجر رجلها لها ومن ثم قيامه بتطليقها للمرة الثالثة. لا غرو إذاً أن تتواجه ريما مع المرأة المطلقة، مباشرةً عقبَ خروج مليحة من المنزل بشكل نهائيّ. لم تحفظ حواء جميلَ ريما، التي كان لها الفضل في بقائها بالمنزل بعيد طلاقها البائن. لقد أضحت امرأة سوداء القلب، وكانت في السابق معروفة بطيبتها ووداعتها. الخصام بين المرأتين، انتقل سريعاً من التنابذ بالكلمات إلى الضرب بالشباشب والقباقيب. ذات يوم، تنازعتا على مَن دوره في الخبز. عادةً، يوضع العجين المخمر على موقد النار في المطبخ لينضج. أغلب أهالي الحارة كانوا يتبعون هذه الطريقة لسهولتها، وتم الاستغناء عن التنور المنزليّ. لما عاد صالح من عمله، فرأى طليقته مضمدة الرأس، فإنه اتجه إلى ريما لسؤالها عن الأمر. علّقَ على ما سمعه، بالقول: " تستحقُ ال ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682844
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر/ 1
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر 2
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري في السيارة، المتجهة شمالاً، أركبَ صالح إلى جانبه كبرى الأولاد، رودا، بينما امرأته والأولاد الثلاثة جلسوا في المقعد الخلفيّ. برغم ما حملوه من زاد معهم، فإنهم توقفوا في حمص لتناول الغداء في المطعم. بوصولهم إلى حلب مساءً، حلوا ضيوفاً على رجلٍ سبقَ وعهد إليه صالح قيادة الحافلة الكبيرة، التي اشتراها حديثاً لتسييرها على خط الجزيرة. هذا الرجل، وكان يدعى " عبده "، هوَ بالأساس من إحدى قرى عفرين لكنه عمل منذ شبابه في حلب كسائق. لقد تعرّفَ إليه صاحبُ الحافلة عن طريق " رشيد "، ابنُ صديق أبيه القديم، حنّان، الذي عمل في حياته مستخدماً في خانٍ على طريق الشام. رشيد، من ناحيته، خدم في سلاح الدرك بدمشق ثم تزوج ابنةَ موسي الكبيرة من امرأته الثانية؛ شقيقة صالح." هل تثق بالقرويين في المزرعة، وأنهم لن يمدوا أيديهم إلى أغراضنا؟ "، سأل صالحُ السائقَ. هذا الأخير، أغمض عينيه دلالة على الفهم ثم أجابَ: " بالطبع إنهم أمناء، مثلما أنهم يراقبون بعضهم بعضاً! ". السائق، سبقَ أن حمل في الحافلة أمتعة وأثاثاً من منزل معلّمه في دمشق، فأوصلها إلى المزرعة، الكائنة على طرف بلدة رأس العين ( سَري كاني ). على الأثر، تبادل صالح وريما نظرةً تعبّر عن الاطمئنان. آوى الضيوف إلى الفراش مبكراً، كونهم سيتابعون السفرَ في الغد إلى الجزيرة. صباحاً، اجتمعوا مع مضيفيهم على سفرة الفطور ومن ثم أسرعوا يتجهزون لمتابعة الرحلة. ريما، وكانت قد ارتاحت لامرأة السائق، طلبتُ منه في لحظة الوداع أن يصطحبها في إحدى المرات إلى المزرعة. رد الرجل مبتسماً، فيما يحدق ببطن امرأته الكبير: " بكل سرور، بعدما تضع وليدها ".***ملكية صالح الزراعية، كانت تقع على بعد عشر كيلومترات تقريباً من بلدة رأس العين. على عكس البلدة، التي مروا بها خطفاً للتمتع بمرأى مناظرها الطبيعية الخلابة، وجدوا المكان المفترض أن تبنى فيه المزرعة. لقد كان أشبه بخرابة، بالكاد يمكن تمييزه عن أكواخ القرويين الرثة. ما أن نزل الأولاد، فعرفوا أنهم وصلوا إلى نهاية الرحلة، إلا وصاحوا بصوت واحد وبنبرة استنكار: " هنا سنعيش؟ ". تجاهلهم الأب، ومضى بالسيارة كي يركنها في مكان ظليل. مع أن الوقت في أوان الربيع المبكر، سطعت الشمس بقوة في فترة الظهيرة. بينما الأولاد يركلون بحنق الأحجارَ ويدوسون على الأشواك، اتجهت ريما إلى البيت بغيَة تفقد الأثاث والأمتعة. كان ثمة حجرتان متلاصقتان، وحجرة ثالثة يبدو أنها تستخدم كمطبخ وحمّام. الأسقف كان خشبها جديداً، لكن لم تكن النوافذ قد رُكبت بعد. " في الغد، سيأتي إلينا جيشٌ من العمال بما في ذلك حدادٌ ونجار "، قالها صالح بشيءٍ من الحرج إزاء نظرات امرأته. إذ حضرَ قبل أقل من شهر إلى المزرعة، وأشرفَ على بناء البيت بنفسه. ثم أردفَ، متقدماً خطواتٍ باتجاه الخارج: " سأجعلُ المكانَ نسخةً عن منزلنا في الشام، ولهذا السبب تجدين الأرض المخصصة للحديقة قد تم حفرها بعمق عدة أمتار. إذ سيُصعد منها إلى أرض الديار بوساطة سلم حجريّ من عدة أدراج "" وهل يعرفون البلاط في هذه البقعة الريفية، النائية؟ "، قاطعته ريما بسؤالها. ابتسمَ وهوَ يخلع الطربوش الأحمر، لتجفيف رأسه من العرق بمنديل أخرجه من جيب سترته: " بالطبع لا يعرفون، لكننا مع ذلك سنتدبّر الأمرَ منذ الغد "، أجابَ في ثقة. ***بالفعل، قدم ذلك الجيش الموسوم وكان على رأسه مشرفٌ، متوسط العُمر، عليه هيئة رجال الدين. " عشير " هذا، لاحَ كأنه معلّم بجميع الاختصاصات بما في ذلك أمور الزراعة. عند ذلك، شبّهته ريما بصوفيّ سوق بلدة ديريك؛ بحَسَب ما كان والدها يصفه. سرعان ما عقدت صداقة مع ا ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682987
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري في السيارة، المتجهة شمالاً، أركبَ صالح إلى جانبه كبرى الأولاد، رودا، بينما امرأته والأولاد الثلاثة جلسوا في المقعد الخلفيّ. برغم ما حملوه من زاد معهم، فإنهم توقفوا في حمص لتناول الغداء في المطعم. بوصولهم إلى حلب مساءً، حلوا ضيوفاً على رجلٍ سبقَ وعهد إليه صالح قيادة الحافلة الكبيرة، التي اشتراها حديثاً لتسييرها على خط الجزيرة. هذا الرجل، وكان يدعى " عبده "، هوَ بالأساس من إحدى قرى عفرين لكنه عمل منذ شبابه في حلب كسائق. لقد تعرّفَ إليه صاحبُ الحافلة عن طريق " رشيد "، ابنُ صديق أبيه القديم، حنّان، الذي عمل في حياته مستخدماً في خانٍ على طريق الشام. رشيد، من ناحيته، خدم في سلاح الدرك بدمشق ثم تزوج ابنةَ موسي الكبيرة من امرأته الثانية؛ شقيقة صالح." هل تثق بالقرويين في المزرعة، وأنهم لن يمدوا أيديهم إلى أغراضنا؟ "، سأل صالحُ السائقَ. هذا الأخير، أغمض عينيه دلالة على الفهم ثم أجابَ: " بالطبع إنهم أمناء، مثلما أنهم يراقبون بعضهم بعضاً! ". السائق، سبقَ أن حمل في الحافلة أمتعة وأثاثاً من منزل معلّمه في دمشق، فأوصلها إلى المزرعة، الكائنة على طرف بلدة رأس العين ( سَري كاني ). على الأثر، تبادل صالح وريما نظرةً تعبّر عن الاطمئنان. آوى الضيوف إلى الفراش مبكراً، كونهم سيتابعون السفرَ في الغد إلى الجزيرة. صباحاً، اجتمعوا مع مضيفيهم على سفرة الفطور ومن ثم أسرعوا يتجهزون لمتابعة الرحلة. ريما، وكانت قد ارتاحت لامرأة السائق، طلبتُ منه في لحظة الوداع أن يصطحبها في إحدى المرات إلى المزرعة. رد الرجل مبتسماً، فيما يحدق ببطن امرأته الكبير: " بكل سرور، بعدما تضع وليدها ".***ملكية صالح الزراعية، كانت تقع على بعد عشر كيلومترات تقريباً من بلدة رأس العين. على عكس البلدة، التي مروا بها خطفاً للتمتع بمرأى مناظرها الطبيعية الخلابة، وجدوا المكان المفترض أن تبنى فيه المزرعة. لقد كان أشبه بخرابة، بالكاد يمكن تمييزه عن أكواخ القرويين الرثة. ما أن نزل الأولاد، فعرفوا أنهم وصلوا إلى نهاية الرحلة، إلا وصاحوا بصوت واحد وبنبرة استنكار: " هنا سنعيش؟ ". تجاهلهم الأب، ومضى بالسيارة كي يركنها في مكان ظليل. مع أن الوقت في أوان الربيع المبكر، سطعت الشمس بقوة في فترة الظهيرة. بينما الأولاد يركلون بحنق الأحجارَ ويدوسون على الأشواك، اتجهت ريما إلى البيت بغيَة تفقد الأثاث والأمتعة. كان ثمة حجرتان متلاصقتان، وحجرة ثالثة يبدو أنها تستخدم كمطبخ وحمّام. الأسقف كان خشبها جديداً، لكن لم تكن النوافذ قد رُكبت بعد. " في الغد، سيأتي إلينا جيشٌ من العمال بما في ذلك حدادٌ ونجار "، قالها صالح بشيءٍ من الحرج إزاء نظرات امرأته. إذ حضرَ قبل أقل من شهر إلى المزرعة، وأشرفَ على بناء البيت بنفسه. ثم أردفَ، متقدماً خطواتٍ باتجاه الخارج: " سأجعلُ المكانَ نسخةً عن منزلنا في الشام، ولهذا السبب تجدين الأرض المخصصة للحديقة قد تم حفرها بعمق عدة أمتار. إذ سيُصعد منها إلى أرض الديار بوساطة سلم حجريّ من عدة أدراج "" وهل يعرفون البلاط في هذه البقعة الريفية، النائية؟ "، قاطعته ريما بسؤالها. ابتسمَ وهوَ يخلع الطربوش الأحمر، لتجفيف رأسه من العرق بمنديل أخرجه من جيب سترته: " بالطبع لا يعرفون، لكننا مع ذلك سنتدبّر الأمرَ منذ الغد "، أجابَ في ثقة. ***بالفعل، قدم ذلك الجيش الموسوم وكان على رأسه مشرفٌ، متوسط العُمر، عليه هيئة رجال الدين. " عشير " هذا، لاحَ كأنه معلّم بجميع الاختصاصات بما في ذلك أمور الزراعة. عند ذلك، شبّهته ريما بصوفيّ سوق بلدة ديريك؛ بحَسَب ما كان والدها يصفه. سرعان ما عقدت صداقة مع ا ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682987
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر/ 2
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر 3
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري مع حلول الربيع التالي، كانت المزرعة قد أضحت من الازدهار أنّ بعضَ الأعيان في المنطقة أتوا للتعرّف على صاحبها، القادم من الشام. فخوراً، كان صالح يُطلعهم على الآبار والزرائب والكروم والحقول والمراعي، ومن ثم يدعوهم إلى سفرته الكريمة، الحافلة بالمأكولات الغريبة عليهم. ريما من ناحيتها، استقبلت نساء أولئك الأعيان وعقدت مع مرور الأيام صداقة مع عدد منهن. هذا خففَ وطأة العزلة عن ساكني ذلك المكان، النائي بنفسه عن أسباب المدنية. البنات بدَورهن، لم يعدن إلى شيمة التذمر، بالنظر لانهماكهن في المدرسة طوال النهار ورغبتهن بالتفوق على أقرانهن، اللواتي كن بغالبيتهن من النصارى. الأب، كان يسمح في كل مرة لإحدى البنات باصطحاب زميلتها في سيارته إلى المزرعة ويعيدها بعدئذٍ إلى منزلها في البلدة. أحياناً، كان يقابل أم الزميلة، فيدعوها أيضاً لزيارة امرأته. هكذا انفتحت ريما على نوع آخر من نساء المنطقة، كن أكثر تمدناً ورقياً. طوال أشهر، وجد صالح نفسه مغموراً بأشغال كانت غير مألوفة له من قبل. لكنه أقبل على العمل بهمة ونشاط، أدهشتا حتى مستخدميه. المعاون، ملا عشير، أظهرَ أيضاً كفاءته في مراقبة الأشغال وعدم السماح بتجاوزات مرؤوسيه وأفراد أسرهم ممن أقاموا في الأكواخ على طرف المزرعة. عن طريق امرأة الملا، كانت ريما تقدم النصائح إلى أولئك النساء فيما يخص النظافة والصحة وتدبير المنزل. كانت تزودهن أيضاً بالوصفات الطبية الشعبية، التي تعلمتها والدتها من مربيتها، السيدة شملكان. هذه الجهود كانت تؤتي ثمارها، وذلك بقلة عدد المصابين بالأمراض إن كانوا صغاراً أو كباراً. أما لو تعلق الأمرُ بحالة مرضية حرجة، فإن صالح كان يصطحب الشخصَ المعنيّ إلى بلدة الدرباسية القريبة؛ ثمة أينَ توجد عيادة الطبيب، وكانت الوحيدة في المنطقة. الطبيب، " نافذ بك "، سبقَ وأقام في الحي الكرديّ في أوان نزوحه إلى دمشق هرباً من اضطهاد أتاتورك. لقد سكن آنذاك لفترةٍ في منزل علي آغا زلفو مع شقيقه الأصغر " نور الدين " وعدد من اللاجئين السياسيين، فارتبط بصداقة مع وكيل أعمال الآغا؛ موسي، قريب صالح وصهره.***" هل تعلم أنّ ابن حارتك، أكرم جميل باشا، يعيش منذ فترة في الدرباسية بهدف استثمار أرض كبيرة فيها؟ "، قال الطبيب لصالح في أثناء وجود الأخير في العيادة مع أحد مرضى مزرعته. ثم واصل الطبيب القول: " لو شئتَ في مقدورنا زيارة مزرعته معاً، وذلك في أحد أيام الجمعة ". هكذا اتفقا على موعد للزيارة، ملائم لكليهما. كان الطبيبُ لا يكتفي برفض أخذ الأجرة من صديقه، وإنما يزوده أيضاً بالأدوية اللازمة مجاناً. في المقابل، دعاه صالح عدة مرات إلى مزرعته. كانا عندئذٍ يقضيان معاً النهار في الجولات على الكروم والحقول والإسطبلات، حتى إذا حل المساء جلسا في المنظرة للاستماع إلى الأغاني من الراديو أو جهاز الحاكي. في نهار يوم الجمعة، المحدد لزيارة مزرعة أكرم جميل باشا، قرع أحدهم بابَ منزل صالح. الابنة البكر لريما، هيَ من ذهبت لترى من الطارق. عادت لتخاطب والدتها، وكانت آنئذٍ تنهي زينتها أمام المرآة استعداداً للزيارة المرتقبة: " إنه العم جمّو، أماه ". صالح، استقبلَ على الأثر أصغرَ أبناء الحاج حسن، وكان هذا يخدم في الفوج الكرديّ بجيش الشرق ومقره مدينة الحسكة. الفوج، كان بقيادة الكولونيل " بكري "؛ وهوَ من آل " قوطرش "، المقيمين في غرب الحي. في ذلك الوقت، كان الكولونيل مقترناً من الابنة البكر لنورا هلّو، أخت جمّو بالرضاع. إلى هذا الأخير، اتجه صالح بالقول مبتسماً: " حضرتَ في الوقت المناسب، لأنني على موعد مع أصدقاء تعرفهم أنتَ جيداً ".***<b ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683096
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري مع حلول الربيع التالي، كانت المزرعة قد أضحت من الازدهار أنّ بعضَ الأعيان في المنطقة أتوا للتعرّف على صاحبها، القادم من الشام. فخوراً، كان صالح يُطلعهم على الآبار والزرائب والكروم والحقول والمراعي، ومن ثم يدعوهم إلى سفرته الكريمة، الحافلة بالمأكولات الغريبة عليهم. ريما من ناحيتها، استقبلت نساء أولئك الأعيان وعقدت مع مرور الأيام صداقة مع عدد منهن. هذا خففَ وطأة العزلة عن ساكني ذلك المكان، النائي بنفسه عن أسباب المدنية. البنات بدَورهن، لم يعدن إلى شيمة التذمر، بالنظر لانهماكهن في المدرسة طوال النهار ورغبتهن بالتفوق على أقرانهن، اللواتي كن بغالبيتهن من النصارى. الأب، كان يسمح في كل مرة لإحدى البنات باصطحاب زميلتها في سيارته إلى المزرعة ويعيدها بعدئذٍ إلى منزلها في البلدة. أحياناً، كان يقابل أم الزميلة، فيدعوها أيضاً لزيارة امرأته. هكذا انفتحت ريما على نوع آخر من نساء المنطقة، كن أكثر تمدناً ورقياً. طوال أشهر، وجد صالح نفسه مغموراً بأشغال كانت غير مألوفة له من قبل. لكنه أقبل على العمل بهمة ونشاط، أدهشتا حتى مستخدميه. المعاون، ملا عشير، أظهرَ أيضاً كفاءته في مراقبة الأشغال وعدم السماح بتجاوزات مرؤوسيه وأفراد أسرهم ممن أقاموا في الأكواخ على طرف المزرعة. عن طريق امرأة الملا، كانت ريما تقدم النصائح إلى أولئك النساء فيما يخص النظافة والصحة وتدبير المنزل. كانت تزودهن أيضاً بالوصفات الطبية الشعبية، التي تعلمتها والدتها من مربيتها، السيدة شملكان. هذه الجهود كانت تؤتي ثمارها، وذلك بقلة عدد المصابين بالأمراض إن كانوا صغاراً أو كباراً. أما لو تعلق الأمرُ بحالة مرضية حرجة، فإن صالح كان يصطحب الشخصَ المعنيّ إلى بلدة الدرباسية القريبة؛ ثمة أينَ توجد عيادة الطبيب، وكانت الوحيدة في المنطقة. الطبيب، " نافذ بك "، سبقَ وأقام في الحي الكرديّ في أوان نزوحه إلى دمشق هرباً من اضطهاد أتاتورك. لقد سكن آنذاك لفترةٍ في منزل علي آغا زلفو مع شقيقه الأصغر " نور الدين " وعدد من اللاجئين السياسيين، فارتبط بصداقة مع وكيل أعمال الآغا؛ موسي، قريب صالح وصهره.***" هل تعلم أنّ ابن حارتك، أكرم جميل باشا، يعيش منذ فترة في الدرباسية بهدف استثمار أرض كبيرة فيها؟ "، قال الطبيب لصالح في أثناء وجود الأخير في العيادة مع أحد مرضى مزرعته. ثم واصل الطبيب القول: " لو شئتَ في مقدورنا زيارة مزرعته معاً، وذلك في أحد أيام الجمعة ". هكذا اتفقا على موعد للزيارة، ملائم لكليهما. كان الطبيبُ لا يكتفي برفض أخذ الأجرة من صديقه، وإنما يزوده أيضاً بالأدوية اللازمة مجاناً. في المقابل، دعاه صالح عدة مرات إلى مزرعته. كانا عندئذٍ يقضيان معاً النهار في الجولات على الكروم والحقول والإسطبلات، حتى إذا حل المساء جلسا في المنظرة للاستماع إلى الأغاني من الراديو أو جهاز الحاكي. في نهار يوم الجمعة، المحدد لزيارة مزرعة أكرم جميل باشا، قرع أحدهم بابَ منزل صالح. الابنة البكر لريما، هيَ من ذهبت لترى من الطارق. عادت لتخاطب والدتها، وكانت آنئذٍ تنهي زينتها أمام المرآة استعداداً للزيارة المرتقبة: " إنه العم جمّو، أماه ". صالح، استقبلَ على الأثر أصغرَ أبناء الحاج حسن، وكان هذا يخدم في الفوج الكرديّ بجيش الشرق ومقره مدينة الحسكة. الفوج، كان بقيادة الكولونيل " بكري "؛ وهوَ من آل " قوطرش "، المقيمين في غرب الحي. في ذلك الوقت، كان الكولونيل مقترناً من الابنة البكر لنورا هلّو، أخت جمّو بالرضاع. إلى هذا الأخير، اتجه صالح بالقول مبتسماً: " حضرتَ في الوقت المناسب، لأنني على موعد مع أصدقاء تعرفهم أنتَ جيداً ".***<b ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#الفصل
#الثالث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683096
الحوار المتمدن
دلور ميقري - بضعة أعوام ريما: الفصل الثالث عشر/ 3