الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : ليلة الحشيش والبيرة
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم هواجس السيد نون&#1635-;-&#1634-;- - البار كان قلقه يزداد حدة من لحظة لأخرى وإحساسه بالإختناق جعله يغير مكانه ويجلس على طاولة قريبة من المدخل. يحس كأنه في صحراء قاحلة محاط بالرمال من كل جانب وشمس ملتهبة تحرق جسده ووجهه وتتيبس شفتيه من العطش. ويأتيه صوت لم يستطع تحديد مصدره، ربما مجرد ذكريات بعيدة، يحكي قصة عن التمر المختلط بالتراب الذي ذاقه للمرة الأولى بعد ما فاجأته العاصفة الرملية، وتاه لعدة أيام وأنقذه بعض الطوارق الذين كانوا يقودون فرقة جيولوجية في الصحراء. يقول الصوت، بأنه ما يزال يتذكر ملمس التراب بين أسنانه، وطعمه المر في لسانه، التراب الذي اكتشف فيما بعد بأنه ليس ترابا وإنما حشيش قذفه دفعة واحدة نحو عالم غريب لا يعرفه من قبل. وتتكاثر الأصوات الغريبة، ويختفي الصوت ويخفت الضوء وتتغير الصورة، وصوت آخر يزيح الستار ويعتلي خشبة المسرح بطريقة جانبية، يتحدث عن اللغات القديمة المهددة بالإنقراض والكلمات الغريبة القليلة التي التقطها من العجائز المتقاعدين أثناء لعب الورق، ونسف زجاجات الباستيس في القرى الجنوبية المحتضرة. ممثل آخر يخرج من جيبه كتابا قديما بدأ في قرائته على ما يبدو منذ عدة أيام، دون أن يتمكن من الوصول إلى نهاية القصة. أصوات أخرى عديدة تتكاثر، واللهجات الغريبة تخلق جدارا اسطوريا خارقا، وندف الثلج المتسا قط في الخارج تختلط مع سحب الدخان الكثيفة، والصور اللغوية المختلفة تكون نوعا من الضجيج الصوتي والبصري الذي يتشكل في لوحة واعية متماسكة ومتحركة بإستمرار دو ن توقف، ويشعر بالدوار. في الداخل، أي بعد الخروج من الصحراء، تتحول الأحاسيس إلى عيون مائية مشبعة بكل الظواهر الطبيعية الممكنة .. كأس آخر .. سيجارة أخرى تدور تحت الطاولة من يد إلى يد ..الأصوات تتكاثر، وصوت ينادي مامادي.. مامادي، أين أنت أيها العفريت؟ ويأتي ممادي بعد لحظات ويضع كؤوس البيرة فوق الطاولة، ويعلن بأن رائحة الغاز الكربوني تملأ القاعة، وتبعث على الاختناق، دون أن يتحث إلى شخص بعينه. ويمضي لخدمة الطاولة المجاورة، حيث آرزقي ما يزال يواصل محاولاته المريبة دون أن يتمكن من إغتيال تودرت حتى آخر صفحة من الكتاب. ويتسائل بينه وبين كأس البيرة لماذا لا نستطيع أن نكتب تاريخ التمرد والعصيان، بدلا من قصص الملوك والممالك والإمارات والامراء أو قصص الحب والتفاهة. ويغيب في سحابة من الدخان لفترة من الصعب تحديد أهميتها، ويستيقظ على رائحة القهوة والسيجارة الصباحية الأولى في شوارع القرية النائمة. أية أهمية لمعرفة الساعة واليوم والشهر؟ أية أهمية ؟ سؤال لا أهمية له بطبيعة الأحوال السائدة في هذه الصفحة وعبر الشارع المعني. واجتاز السيد نون السلم الحجري المظلم الذي لا ينتهي، والذي تفوح منه رائحة رطبة نفاذة لم يستطع مطلقا أن يحدد مصدرها، وتوقف عند باب شقته ليتنفس بعمق. واتكأ على الحائط ليفتش في جيوبه عن المفتاح، واغمض عينيه بتعب، وأتاه صوت المغني الأعمى، والذي تعود على سماعه منذ بداية هذه الأحداث، صوت عميق وكأنه قادم من الصحراء الشاسعة أو من وراء الجدران. وخيل إليه بأن الصوت كان يغني أو ينشد شعرا أو أصابه نوع من الهلوسة الميتافيزيقية، حين تتلاشى آخر خيوط الضوء، ويتشبع الكون بالظلمة، تختفي العيون والفضاء والمسافات، تبتدئ الأسطورة، بلهب أزرق خفيف يلتهم رأس الشمعة، يحرقها، يبعث فيها رعشة الحياة، فتبدأ في نشر خيوط دقيقة متجاورة، ترسل ضوءا كابيا وحرارة خفيفة لذيذة، وعند نهاية المنعطف يصر باب عتيق، ينفتح قليلا وتفوح من الداخل رائحة مخلوقات بشرية. بين الجدران الكلسية الباردة يتناثرون، يمارسون لعبة الحياة بعبث طف ......
#ليلة
#الحشيش
#والبيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746915
طارق حربي : العيد الوطني والبيرة الهولندية ونهاية الجائحة
#الحوار_المتمدن
#طارق_حربي كورونا وأخواتها27ما كنتُ أحسَبُ أن يحضرَ هذا العدد الغفير من السكّان، للاحتفال بالعيد الوطني النرويجي هذا اليوم، وبدا لي أن إحصاء السكّان في هذه البلدة البالغ (64943) نسمة لعام 2021 تضاعف عشرات المرات! حتى خلتُ نفسي أنني مقيم في العاصمة! لا في بلدة صغيرة تبعد عنها 120 كم جنوباً! تحمَّمْتُ في الصباح الباكر وحلقتُ لحيتي وارتديتُ بدلة المناسبات وطليتُ حذائي فخطرتْ في بالي ساحة العرضات عندما كنتُ جندياً في الجيش العراقي! وبعد ذلك أخرجتُ العلم النرويجي الصغير المركون في خِزانة الثياب منذ العام الماضي، قبلما أنطلق إلى الحديقة العامة القريبة من ساحل البحر ومجلس البلدية حيث تجمع عشرات الألوف من مختلف الأجيال والمدارس والجامعات ورياض الأطفال والعمال والموظفين وصيادي الأسماك والفرق الرياضية بينها فريق لعبة الجودو والمحاربين القدماء، ومن شارك من دور العجزة والاحتياجات الخاصة والعاطلين عن العمل الذين يتقاضون مرتباتهم الشهرية من مؤسسة الضمان الاجتماعي. كان المحتفلون يرفلون بأبهى الحلل والثياب ويقفون بالطوابير قبالة مبنى بلدية المدينة حيث وضعت منصة الخطابة ووقف عليها ساسة المدينة لتحية الجماهير. عشرات الألوف يشاركون في احتفال هذا العام من دون كمّامات ولا يتقيدون بتعاليم التباعد الاجتماعي، ما يعني أن الجائحة كانت حدثاً وقع في الماضي وعادتِ الحياة إلى مجراها الطبيعي!أُلقيتْ خطبٌ - ليست رنّانة كما هي خُطب المسؤولين في العالمين العربي والثالث في انتظار تصفيق الجماهير - حيَّتِ المناسبة العظيمة، وبعد ذلك عُزفتْ موسيقى المدارس وغنتْ فتاة خجولة شاهدتُ احمرار وجنتيها وكنت أقف على مبعدة عشرة أمتار عن المنصة، ثم رقصتْ فرقة تابعة لإحدى مدارس البنات تزيَّتْ ببناطيل قصيرة إلى ما فوق الركبتين وقمصان صيفية وردية اللون بنصف كُم، وبعد حوالي نصف ساعة سارتِ الجموع المهيبة في شوارع المدينة وقدمت فعاليات موسيقية وراقصة، وما لبثتْ أن أشرقتِ الشمسُ مُحيّيَةً النرويج وشعبها وأجانبها وسُيّاحها وطبيعتها الخلابة، فقد زفَّتِ دائرة الأنواء الجوية قبل أيام بشرى أن الطقس سيكون معتدلاً ومشمساً في يوم العيد، ربما تصل درجة الحرارة فيه إلى خمسٍ وعشرين. كانت النسمات الباردة في الصباح تنعش القلب وهي تهبُّ من جهة البحر والنافورة، وبعد حوالي ساعتين تكبدتِ الشمسُ السماءَ الخاليةَ من الغيوم، وارتفعتْ درجة الحرارة حتى سرى الدفء في جسدي، وشيء من التعب جرّاء الوقوف والتلويح بالعَلمِ مرة، والتصوير بالهاتف تارة، تلك الجموع التي لا تتوقف عن الهتاف بحق بلاد السلام والأمن والاستقرار والغنى والعدل. هُرع الناس من كل مكان في المدينة الهادئة وجِنان ضواحيها للمشاركة في الاحتفال الصاخب، لكن هنالك من فضَّلَ التلويح بالأعلام من نوافذ سكناهم في المباني العالية! ولا عجب من ارتدائهم أجمل الثياب وحالهم في ذلك مثل حال الجموع الغفيرة، فالقوم يحبون بلادهم كثيراً ولا يفوّتون فرص المشاركة في مناسباتها الوطنية!توقف قرع الطبول قُبيل الظهر وكم كنتُ مخطئاً عندما خَمَّنتُ نهاية الاحتفال وعودة المحتفلين إلى مساكنهم؟! لكن في تمام الساعة الرابعة عصراً تناهى إلى سمعي قرع الطبول مرة ثانية ففتحتُ النافذة المشمسة، وإذا بالجوقات تترى في الشارع الواحدة تلو الأخرى في نظام دقيق ومسير منتظم في الشارع الطويل، بدءاً من مبنى البلدية مروراً بمخفر الشرطة فمحطة تعبئة البنزين والمجمع الطبي وكاليري الفن ومتجر بيع الزهور والكنيسة، ومتجر بيع لوازم القطط والكلاب الواقع قبالة سكني، لتدلف المسيرة إلى جهة اليمين في اتجاه مركز المدينة ا ......
#العيد
#الوطني
#والبيرة
#الهولندية
#ونهاية
#الجائحة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756531