الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
زهير إسماعيل عبدالواحد : قراءة في رواية تلك العتمة الباهرة
#الحوار_المتمدن
#زهير_إسماعيل_عبدالواحد اُنشأ سجن تزمامارت السري في السبعينات الميلادية بعد محاولتين فاشلتين لاغتيال ملك المغرب الحسن الثاني، وبعد تصفية الرؤوس والمحاكمات جيء بعددٍ ممن تبقى منهم ليتذوقوا طعم الموت البطيء مهما امتدت سنون عذاباتهم، تزمامارت سجنُ من عنبرين في كل عنبر ما يقارب الثلاثون رجل. " المرزوقي" كان في أحدهم ، وصاحب هذه القصة في العنبر الآخر. وحينما وصف "المرزوقي" عنبره أثنى عليه وعلى سكْانه مقارنة بالآخر فقد خرج أكثرهم أحياء. بينما في هذا العنبر الآخر نجى فقط أربعة رجال من ثلاثين لقوا مصرعهم في السجن على كيفيات مخيفة.في وحدات متينة من الهذيان والصمود كان نص الرواية يفيض في كل مرة، فكيف يحكي رجلٌ لنا معاناة 18 عاماً من الظلام والألم والتجرّع. كيف يصف لنا البقاء؟ والصراع؟ والوداع؟ والهواء؟ والغذاء؟ والضحك؟ والبكاء؟ والوقت؟ والصوت؟ والموت؟ والتجمد؟ والتمدد؟ والضعف؟ والخوف؟ والإيمان؟ وكم سيتغرقُ كل هذا من الصفحات؟ ومن الزمن؟ ، ولذا فقد كان أسلوب الرواية مبدعٌ للغاية. أن نَضيع في تلك الدوامة مع المشاعر والوقائع والأفكار والأحلام . أن نترك لأرواحنا أن تتخيل كل ما كان بكيف ما أرادت.فنذهب مع تلك الحروف ليَصف لنا جيرانه من حوله من سكان الزنازين.وقد أطلق على كل واحدٍ منهم لقباً. فنستمعُ لأنفاسهم الخافتة داخل رؤوسنا ثم يضج أحدهم بصرخة صامة أو يرتل أحدهم القرآن. وربما سمعنا وقعِ أقدام أحد الحراس يدلج لدهليزالموت هذا. ثم في حين آخر يَصمت الكل إجلالاً لقدوم ملك الموت حتى يقبض روح أحدهم. وهنا يرحل صوت هذا الميت وتُحفر له حفرة ثم يُصبُ على ما تبقى من جثته الكلس الحارق ليختفي أكثر.منذ مطلع الرواية لم تتوقف محاولات استدعاء طيف الأب. الأب مهرج الملك. الأب الهارب من أسوار الأسرة. وكيف حاوره كثيراً حتى أتاه في حُلمه. وكيف يكون أباه رفيق الملك وهو في سجنٍ لا يعلم عنه أحد؟ وكيف يرضى أباه بذلك؟ وهل يعلم به؟ وهل لا زال حريفاً في اضحاك الملك؟ كان هذا الهاجس يعاند الروح الصابرة كثيراً. وهو هاجس حقيق بالتعاطي معه. فلعل بين طياته يولد أمل. ويخرجه الملك لأنه ابن مهرجه.وتوالى خيال الأم أيضاً، ولكنه لم يزحف نحو المقارنة. كان يناجي أمه. حبيبته في تلك العتمة. كان يتذكر شقاها مع والده.وعبء عملها. واهتمامها بأولادها وبه. يقول في إحدى السطور :( كنتُ أتوغل في صمت الجسد وسُكونه، أتنفس عميقاً وأدعو النور الأسمى الكامن في قلب أمي، وفي قلوب الصالحين من الرجال والنساء، وفي أرواح الرُسل والقديسين والشهداء، في أرواح الذين قاموا وهزموا الشقاء بقوة الروح وحدها، والصلاة اللدنية، تلك التي لا غاية لها، تلك التي تحملك إلى مركز الثقل في وعيك الخاص ).هذه المناجاة والخروج من علة الجسد إلى دوحةِ الروح لمعالجة الألم الذي يعتصر بها وبالجسد نفثت أياماً جديدة في عمره.بعد أن اصبح من تبقى منهم ينتظر الموت حقيقةً. كان يرتحل حالماً مرات ومرات حتى تصل روحه إلى الحجر الأسود ليقبلّه ، كانت روحه تلامس الحجر. وكان يُحس بسعادة اخرى.في الرواية أشكال من الواقعية التي عاشوها. يُقبل الضَحك كما يُقبل الألم. وتُعفْر وردة الأمل حين تصعد روح أحدهم. استدعى من ذاكرته الخيال والواقع. ووصفَ لمستمعيه في السجن القصور ولياليه القديمة. كان أحد السجناء يعيش يومه على ذلك الخيال. وربما جُنّ لو لم يُسمعهٌ وجبة اليوم قصة ٌ جديدة.ثم الأحلام التي تراوده. الأحلام الغريبة. كيف تشكلت وكيف استطاع أن يبقيها في ذاكرته حتى يحكيها لنا. إنها غريبة لتلك الدرجة لتحيى. الحُلم تلك الجنة من الخيال. إنه السَفر خارج ......
#قراءة
#رواية
#العتمة
#الباهرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683154