الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد عمارة تقي الدين : التسامح الديني كضرورة حتمية
#الحوار_المتمدن
#محمد_عمارة_تقي_الدين دكتور محمد عمارة تقي الدين"لا سلام بين الأمم بغير سلام بين الأديان"، تلك هي قناعة العالم الشهير هانز كونج التي بدونها، وفق ما يذهب إليه، لن يتحقق السلام على الأرض، وأنا أقول، لن يكون ذلك بالإمكان من دون إعادة موضعة قيم التسامح والتراحم الإنساني في مركز العقائد.فعلينا أن نعترف أننا في عالم تتزايد فيه الأصوليات والجماعات الدينية المتطرفة بشكل مُقلق، تلك الأصوليات التي أنتجت أنماطًا دينية سحقت إنسانية الإنسان بمطرقة الجبر والتشدد، واغتالت روحه بسيف التعصب، وأهدرت كرامته تحت سياط الطاعة العمياء، وجعلته محكومًا بجبرية حديدية لا يملك منها فكاكاً، وكائنًا عاجزًا أمام وجوده المتعين خاضعاً لمفردات مصيره ومخلوقًا مسلوب الإرادة كريشة في مهب الريح، في حين أن الأديان في إصدارها الأول جاءت لتضع الإنسان في مركز هذا الكون وبؤرته المركزية وأوكلته بمسؤولياته التي حددها له خالقه. تلك الأطروحات اللاإنسانية التي كان لها كبير الأثر فيما نشهده من صراعات وحروب في هذا العالم، ومن ثم يتحتم الإصغاء لمعادلة مفادها أنه لن نستطيع تطبيق صيغة سلام على هذا الكوكب، أو حتى الوصول بالعنف والحروب لحدها الأدنى من دون استدعاء جوهر التراحم والتسامح الإنساني الكامن في كل الأديان ليتخذ موقعه في مركز العقيدة وفي ذات الوقت علينا إقصاء أطروحات العنف والتشدد التي حاولت اختطافها.فهي إذن متتالية من خطوتين: (الإحلال والإزاحة): أي إزاحة أطروحات العنف من مركز العقائد وإحلال أطروحات التراحم والتسامح محلها، ليعود الدين أكثر قربًا من إصداره الأول، إصدار السماء: إنسانيًا قيميًا تراحميًا.وفي هذا الشأن يرى الطبيب والفيلسوف الألماني ألبرت إشفايتزر أن المستقبل سيكون للأديان الأخلاقية التي من شأنها أن تُظهر انحيازًا أكبر للقيم الإنسانية الخالدة واحترام كرامته وتأكيد حريته، في حين أن كل دين - أوكل نمط ديني لتكون الجملة أكثر انضباطاً - يقف ضد هذه القيم الأخلاقية ذات النزعة التراحمية سيكون مصيره الخفوت والانكفاء ومن ثم التلاشي، إذ لن يكن بمقدوره مسايرة وتلبية تطلعات البشرية وما يُمليه الواقع من مستجدات لانهائية تزيد حاجة الإنسانية لإحداث تلاحم إنساني عالمي.فها هي البشرية وقد طارت بجناحين: أحدهما عملاق وهو التقدم المادي، والآخر قزمته صراعات طويلة وأطروحات إقصائية، وهو التقدم الروحي، فاختل الطيران وكادت أن تسقط،هي إذن بحاجة لخطة عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا الروح التي قوضتها مرحلة ما بعد الحداثة فسقط الإنسان في هُوّة العدمية وفقدان المعنى، وكما يُقال فكل تقدم مادي يتطلب تقدمًا روحيًا يفوقه أو على الأقل يساويه لتستقيم المسيرة الإنسانية. وبالعودة للدين واختطافه باتجاه العنف فمن المهم أن نُدرك أن أيديولوجيات العنف الديني ما كان لها أن تحقق هذا الانتشار الهائل إلا عبر قراءة الدين قراءة خاطئة ومنحرفة.فواحدة من الجرائم الكبرى التي ترتكبها جماعات التشدد والعنف بحق الدين هي محاولة صبه، عبر تلك القراءة الخاطئة، في قالب أيديولوجي حديدي يستحيل معه أن يُفهم الدين إلا من خلاله، ومن ثم يتم تطويع كل عقائد الدين لتبرير هذه الأيديولوجيا، فنجد أنفسنا في نهاية الأمر أمام دين جديد مخالف تمامًا لدين التأسيس بل ومضاد ومعادٍ له في كثير من الأحوال. إذ عبر إتّباع إستراتيجية الإحلال والإزاحة، وكما سبق القول، أزاحت تلك القراءة القيم والرؤى الإنسانية التراحمية النائمة في أعماق النسق الديني وفي بؤرته المركزية وأحلت مكانها أطروحات العنف والتشدد ونفي الآخر بإطلاقه ليتمحور الدين حولها ويدور ......
#التسامح
#الديني
#كضرورة
#حتمية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723877