الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
هنادي كوباني : زفرة العربيِ الأخيرة
#الحوار_المتمدن
#هنادي_كوباني في تموز الماضي، أسقط متظاهرو «حياة السود مهمة» تماثيل كريستوفر كولومبوس في عدة مدن أميركية. سبقت هذه المظاهرات ازالة تمثال كولومبوس في كاراكاس وبيونس آيرس، في حين قامت جزر البهاما بإلغاء يوم اكتشاف أمريكا وإعلان يوم الأبطال الوطني كبديل عنه، فيما تطالب برشلونة بتخليصها من تمثال كولومبس منذ القرن الثامن عشر، ويسعى برلمان كاتالونيا إلى تحطيمه أو ترحيله وإلغاء الاحتفال السنوي باكتشاف أميركا. الواضح أن تمثال كولومبوس بات يرمز لا فقط إلى مرحلة مفصلية شهدت أوسع إبادة في تاريخ الجنس البشري، بل أيضاً إلى تمظهر الماضي وديمومته واستمراره في الحاضر جاعلة من ذاكرة هذا الماضي مرجعية في تجربة الحاضر وفي صياغة استراتيجيات ومشاهد المقاومة.في تشرين الأول1492، قاد كريستوف كولومبوس سفينته لاستكشاف ما سمي بالعالم الجديد بمباركة البابا ألكسندر السادس، الذي شرَّع دينياً الحقوق المزعومة للتاج الإسباني في احتلال القارة الأمريكية، مما أدى إلى إباحة قتل الملايين من سكان المنطقة الأصليين في شمال أمريكا وجزر البحر الكاريبي، وشحن الآلاف إلى إسبانيا حيث تم بيعهم كعبيد في إشبيلية. غزو ما يسمى بـ "العالم الجديد" تزامن مع دخول الإسبان أسوار غرناطة في كانون ثاني 1492. في ذاك العام، دشنت محاكم التفتيش عملية تطهير ديني وثقافي وعرقي ضخمة راح ضحيتها ملايين الأندلسيين العرب والمسلمين. في ملحمة مجنون السا (1963)، ينوه الشاعر الفرنسي لويس أراغون إلى هذا التزامن في مشهد تراجيدي يرسم سقوط غرناطة وآخر أيام العرب في الأندلس وقصص الحب والموت واليأس لحظة الفراق، في حين يدخل المفتشون وملوك اسبانيا الكاثوليك لاحتلال غرناطة، في موازاة تحرك سفن كولومبوس نحو المحيط الأطلسي وعالم سيعتبر جديداً بعد ذلك. وإذ يرسم لنا أراغون شعراً سقوط غرناطة كلحظة محورية في التاريخ الحديث، يغيب عنه أن التطهير الديني والثقافي والعرقي للعرب في اسبانيا هو الذي هيأ أسس ممارسات الفتح المماثلة اللاحقة في القارة الأمريكية.هذا التزامن بالذات ما يلتقطه محمود درويش في قصيدته «أحد عشر كوكباً على آخر المشهد الأندلسي»، التي يسرح فيها بسعة وفيض الخيال اللغوي صعوداً وهبوطاً، دخولاً وخروجاً، حضوراً وغياباً، شكلاً واشكالية، انكساراً وأملاً، بكاء وتحذيراً وبعثاً، ليكتب حوارية تناصية موسوعية تتداخل فيها الأزمنة والأمكنة والأحداث والتواريخ لتلتقي في تسليط مجهري على مشهد خروج أبو عبدالله الصغير، آخر ملوك غرناطة الذي وقع في تشرين الثاني سنة 1491 معاهدة تسليم مفاتيح المدينة لملكي إسبانيا فرناندو وإيزابيل، وهو يراقب التفكك والسقوط، ومن حوله أعوانه الذين يستعدون للغدر به، فيما الشعب منقسم شيعاً شيعاً. يأتينا صوت أبو عبدالله الصغير في المقطوعة الرابعة: «أنا واحد من ملوك النهاية... أقفز عن فرسي في الشتاء الأخير، أنا زفرة العربي الأخيرة». وزفرة العربي الأخيرة هي تل البدول، الذي وقف عليها ملك النهاية الأندلسية وأجهش بالبكاء، وغير اسمها الإسبان وأطلقوا عليها اسم «زفرة العربي الأخيرة (El ultimo suspiro del Moro). هنا ينطق ملك النهاية بلسان الحكاية القشتالية: يهرب الملك الصغير إلى المنفى خوفاً من الموت والحرق والسجن والتنصير الجبري، فيتنصر خطابه ويعمد بلسانه حكاية المنتصر وفتحه المضاد، ليستحق أبو عبدالله بجدارة لقب «الملعون» عند العرب و«بو عبيدل» و«الملك الولد» للتصغير عند الإسبان؛ فالمنفى لا يوازي المقاومة في ماهيته بل في كيفيته. يستحضر أراغون مشهد الخروج من غرناطة في تصوير لمجنون السا، شاعر اسمه قيس ويلقب بالمجنون يجول في ......
#زفرة
#العربيِ
#الأخيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704137