الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
الحسان عشاق : صائد المتشردين
#الحوار_المتمدن
#الحسان_عشاق السابعة صباحا الشارع الرئيسي يعرف حركة دؤوبة، تجار يفتحون الدكاكين مقاهي تستقبل الزبناء ، سيارات تنهب الطريق ، دراجات هوائية ونارية وشاحنات، موظفون يهرولون ، طلبة ظهورهم مثقلة بالمحفظات المحشوة بالكراسات والكتب، يسابقون عقارب الساعة لوجهات مختلفة ، الحديقة الكبيرة خالية من الناس، الكراسي فارغة متلفعة بالصمت ، ثمة عصافير تنقر الحب في هدوء، عامل يجمع اوراق الشجر بخراشة، اشجار تصاب بالصلع في فصل الخريف، تجدد الطبيعة أغلان عن التكاثر، التكاثر يعني الحياة و الموت ، الانسان ضعيف امام دورات الزمان يمضي مبتسما، متجهما، غاضبا، نحو المرئي واللامرئي ، نحو الشيء واللاشيء ، نحو العدم . صوت الخراشة يرتفع بين الحين والآخر، عصافير تنقب الحب وتطلق الزقزقات، على مقربة من سور الحديقة شجرة زيتون كبيرة تغطي مساحة من الأرض، كومة رماد وبقايا قطع الكرتون، في الليل تتحول الشجرة إلى مزار حقيقي للمتشردين والبدون مأوى، مدمنون ومجانين، حشاشون ومتسولين، شمامو غراء تصليح العجلات، شجرة الزيتون ذات الجذع السميك والأغصان الوارفة الظلال أشبه بالقبة يتسرب الضوء خفيفا من بين الأغصان والأوراق الكثيفة والمتداخلة، كل يوم أجساد تتكور حول النار اتقاءا لبرد الشتاء القارس وحرارة الصيف، تستنشق رائحة الدخان المر، وجوه مسربلة بالفقر والجوع والمعاناة، يقتاتون على بقايا الطعام، يدخنون أعقاب السجائر، يستهلكون الكحول الرديئة ، يأتي الأنين ويستفحل الخوف في الاطراف ، عبر المذياع يأتي صوت مغنية تتغنى بجمال الطبيعة والصبح القابع خلف الغمام،صوت يسقي بدور الصمت، يصيخ السمع ويلاحق الموسيقى الشجية، يتلون الصوت الملائكي برائحة الدخان، يتناثر السخام مع هبة ريح، اقترب من الشجرة القبة ، ظل للحظات طويلة واقفا يتفرس في الهيكل المحاط بقطع الكارتون، أسمال رثة وارجل مندسة في حذاء مطاطي مثقوب ، قناني الخمر الرديء الفارغة، بقايا غراء الدراجات الأصفر، أعقاب السجائر السوداء الرخيصة تملأ المكان، مخلفات جلسة ليلة امس، جسد بدون حراك ، تأمله كثيرا ولا تنفس، الراديو الاسود المعلق في غصن الشجرة بتقيؤ أخبار الصباح، يتمنى يوما جميلا للمستمعين الأوفياء ، متمنيات لترميم وقع خطوات المبكرين، فغر فاه سهم مغروس في الصدر جهة القلب، العيون الجاحظة تحدق في الأغصان الكثيفة ، بقعة الدم المتخثرة امتزجت بالتراب، ترك الخراشة وكومات اوراق الأشجار وهرول إلى الشارع مذعورا، مرتبكا ، اسرع للشرطي في المدار الطرقي&#1632 - هناك قتيل تحت الشجر - اين&#1632&#1632&#1632؟- تحت الشجرة الكبيرة&#1632&#1632&#1632 داخل الحديقة يتلون الصباح برائحة الموت ، تتبعثر الكلمات وتتدلى الاسئلة من سقف الجمجمة مضمخة بعطر نسائي قوي ، اسئلة حبلى بدوافع الجريمة والاسباب، ادلة شحيحة في مسرح الجريمة ، تدخل الجثة في الكيس الاسود، تحمل إلى مساحات مبللة برائحة اليود والمشرط ، التشريح سيجيب عن ساعة القتل العمد، سحب الطبيب السهم المنغرس في القلب، خمن بوليستي أن السهم انطلق من مكان بعيد، القاتل متمرس في الرماية بالقوس، راس السهم حاد صنع من قضبان تستعمل في أساسات المنازل والابنية ، عولج بالمطرقة والسندان ، استطال واستوى، وقطع لأجزاء صغيرة، بري وشحذ واصبح سلاحا فتاكا ، ينساب في الحوباء شعور غريب بالفراغ القاسي ، الجثة لا تقدم أية إجابات، القاتل قد يكون أي شخص، من يريد القصاص من متشرد يقتات على الفتات وينام في العراء ، يؤذي نفسه ولا يؤذي أحدا، مشاهد القتل تعلن خريف الإنسانية والمشاعر ، في الإنسان يوجد حي ......
#صائد
#المتشردين

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743643