الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد المجيد إسماعيل الشهاوي : وما نيل الأوطان بالتمني، لكنها تؤخذ غلابا
#الحوار_المتمدن
#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي استأذن هنا أمير الشعراء أحمد شوقي في استعارة فكرته عن بناء "المجد"، كما عبر عنها في قصيدته "سلو قلبي" التي تغنت ببعض أبياتها كوكب الشرق أم كلثوم عام 1946، لكي أسقطها على بناء "الأوطان". يصف لنا شوقي في أبياته الشعرية كيف أن النبي محمد علم أمته سبل بناء المجد، حتى "اغتصبوا" الأرض. وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى .... أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اِغتِصاباوَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي .... وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلاباوَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ .... إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابالا أعرف كيف يتفاخر أمير الشعراء ببنائه المجيد هذا الذي تحقق على حساب "اغتصاب" أرض الآخرين؟! لكن نفس فكرته هذه التي قد تبدو مفزعة للبعض وفقاً لمعايير العصر الحديث، تعبر في الواقع عن حقيقة تاريخية لا تزال تصدق بأشكال أخرى حتى يومنا الحالي: القوة، وميزان القوى، عنصر جوهري في بناء الأوطان؛ من دون القوة، سواء في بناء الأوطان أو الاستيلاء عليها، وكذلك في صيانتها والمحافظة على استمراريتها، ما وجدت أوطان وما بقيت. يؤكد شاعرنا أن نيل المطالب (الأوطان، هنا) لا يتحقق بمجرد التمني، بل بالمغالبة، أو التغلب بالقوة على آخرين، إلى حد اغتصاب أرضهم وممتلكاتهم ونسائهم وأطفالهم...الخ. ربما كانت لهذه الصور والأفكار الشعرية القاسية خلفيتها الاجتماعية- السياسية الخاصة بها، ممثلة في شعور عميق بالضعف والهوان بعدما خضعت المنطقة العربية لمئات السنين من الغزو والاستعمار من قبل امبراطوريات أعظم منها في القوة والبأس والجلد، ومن ثم نجحت في أن تخضعها بالقوة - أو تغتصبها تماماً كما يتفاخر شاعرنا باغتصاب أمة محمد في أوج مجدها لأوطان أخرى- لسيطرتها مثل العثمانيين والفرنسيين والبريطانيين حتى الحقبة التي قد عاصرها الشاعر بنفسه. كان الوعي الذاتي العربي-الإسلامي في ذلك الوقت لا يزال في بداية التشكل ثانية عقب قرون طويلة من فقدان الوعي، ومتلهف لاستعادة أمجاده الماضية المتخيلة سواء في العهد النبوي أو حقبة الخلفاء الراشدين، أو الخلافتين الأموية والعباسية فيما بعد. كان شوقي في أبياته تلك يعبر عن حنين وشوق يختمران داخل المخيلة العربية والإسلامية أواخر القرن التاسع عشر وبدايات العشرين لاستعادة أمجاد ماض متصور والتحرر من نير استعمار حاضر وجاثم آنذاك. وفي هذا السياق يجب أن تفسر قسوة وخشونة صوره وخيالاته الشعرية، وربما قد يلتمس لها العذر حتى. لا شك أن القوة تلعب دوراً مركزياً في مصير الأوطان، سواء في نشأتها أو في ضمان استمراريتها ورخائها. ربما هناك أوطان قد نشأت وازدهرت في غفلة من قوى أخرى، في أماكن نائية ومعزولة خلف الجبال أو فيما وراء البحار الشاسعة، ومن ثم وجدت الفرصة أمام قاطنيها لبناء وتطوير مجتمعاتهم وأوطانهم في هدوء وسكينة من دون تدخلات أو غزوات أجنبية مؤثرة. وقد عرف التاريخ الكثير من مثل هذه المجتمعات والأوطان المنعزلة. لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه العزلة بقدر ما كانت تشكل ميزة نسبية وفرت عليها تبديد طاقات هائلة في تكريس الوقت والجهد والدماء ما بين صد للغزوات القادمة من الخارج، أو في إطلاق الغزوات والفتوحات هي ذاتها، إلا أنها كانت أيضاً المسؤولة عن حرمان مثل هذه الأوطان والمجتمعات المعزولة من طاقات هائلة في المقابل لتحقيق التقدم والازدهار عبر المقايضة والمنافسة الشرسة، الدموية أحياناً، مع المجتمعات والأوطان المجاورة. المجتمعات المتجاورة مع بعضها البعض تستطيع أن تتبادل فيما بينها المعارف والتجارب والخبرات والسلع والمنافع المشتركة، تماماً مثلما تستطي ......
#الأوطان
#بالتمني،
#لكنها
#تؤخذ
#غلابا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703977