الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
للخضر خلفاوي : « الرّاعي الوحيد* »
#الحوار_المتمدن
#للخضر_خلفاوي كان في خلوته يرتشف قهوته و ينظر إلى المارة من وراء واجهة مقهى « لاريبوبليك »(الجمهورية) الزجاجية .. كعادته يسبح و يستمتع بـ توحّده الفكري ـ في فضاءات تراقص ظفائر سجائره أمام مدخل المكان بحكم منع التدخين داخلا.. فتتقاذف أدخنة تلك السجائر على التوالي في أحشائه سيجارة بعد سيجارة .. يدوّنُ فكرة على « كناشته الرقمية » على هاتفه كلما اصطاد فكرة أو اجتاحته قصاصة من ماضيه البعيد و تشعباته . يمسح نظارته حينا ينزعها عندما تتعب عيونه من قراءة المستجدات القديمة التي تشبه إلى حدّ كبير مستجدات القرن الماضي لكن في قالب رقمي مبهرج بالمساحيق و ماكياج « الواقع البديل » .. يقول في نفسه ساخرا من الوجود أو بالأحرى من الموجودين أو من الإثنين .. فلا يصح تأكيد واحد دون الآخر .. كعادته في هذه الأثناء يقوم بأشياء كثيرة.. لعقله القدرة على وظائف متعددة في وقت واحد أحيانا.. يفكّر ، يكتب، يلاحظ حركات الناس في غدو و رواح في شارع « مون مارتر » العريق بالمقاطعة التاسعة الباريسي. هذه المرة على عكس عادته لم يكن يقرأ قرآنه استماعا بإدمانه الكبير المعتاد و يتخذه راعيه الأعظم لجبر كدمات نفسه و للتأمل في مرامي الذكر .. و هو مثبت كعادته السماعات الهاتفية اللاسلكية .. جاءته رغبة في إعادة استماع سمفمونية : « الراعي الوحيد » Le berger solitaire لـلروماني « جورج زامفير Gheorghe Zamfir .. و هي معزوفة خالدة لن تموت .. على أثير عزفه على نايه الأنيق. كان يحدّثُ "متلازمته" الأخرى:- وجدتني لأكثر من أربعين عاما في فضاءات باديتي العزيزة رغم قفارها .. لست أدري لماذا وجدتني وحدي أرعى غنمي؛ هي بالأحرى أغنام عمّي « إبراهيم » المعلِّم و المُحَفّظ للقرآن و الذي أدعوه دائما بجدّي ..كان جدّي مُحبا أن أرافقه كلما تغيّبَ راعيه الحصري الملقّب بـ « أبي العقلينْ » .. هكذا لُقّب سخرية من تأخر عقله و معضلاته الذهنية.. جدّي إبراهيم ذلك الرجل الصّالح يسرح مع قطيعه منها أغنام أبي الذي كان مهاجرا في فرنسا.. كان يرعى غنمه على إيقاع تلاوته لقرآنه.. كان يراجع سوره سورة بعد سورة بتلاوة مسموعة تسمعها أغنامه و كل مارّ بالصدفة على مساحات الرعي على مقربة من ديارنا.. عندما يُلقى عليه السلام لا ينقطع عن القراءة يلوّح فقط بيده ثم يستمر .. نادرا ما يقطع قراءته و يصدّق الله العظيم ثم يرد التحية و يدخل في حوار مع ملقيها.في ذلك اليوم كان يقرأ ما تيسّر من الكتاب ثم توقف لحظات قبل الظهر و قال لي:ـ خِضر .. بنيّ .. سأعتمد عليك و أترك لك مهمة رعي الغنم و مراقبتها جيّدا.. سأذهب إلى البيت أتوضأ و أصلي .. ثم أعود .. لن أطيل عليك فلا تقلق.أيّاك يا بني أن تغفل و تغمض عينيك عن غنمنا أن يصيبها مكروه أو تتفرّق أو يأتيك شخص تعرفه أو لا و يسرق بعضها بحجة أني أرسلته .. حذار أن تقترب من ديار « بني عثمان » فلقد أحضروا كلبا سيّء الطبع و عدواني يهجم على كل شيء و على كل حيّ .. فلا تدع قطيعنا يقترب فيهيج عليها و يفتك بشاة خرجت عن طاعتك و ابتعدت عن القطيع..بكل تفاجؤ قلت في نفسي .. إلهي كيف له أن يترك لي كل هذه الأغنام و هي تفوق المئتين منها خمس و عشرون لأبي و بقيتها لجدّي ! ما دهاه أن يتركني بغتة و يهمُّ بالعودة إلى ديارنا و من عادته إذا باغته وقت صلاته ظهرا أو عصرا يصلي دون أن يضطر للعودة! يا لها من مسؤولية كبيرة ورّطني فيها جدّي… ذهب عني و غادر مهرولا المرعى و كلماته ترنّ في أذني .. « لا تغمض عينيك و أرعى الغنم جيدا و احرسها من كل خطر و أمّن لها المكان كي ترعى دون أيّ أذى! » .. إلهى ما أصعبها من مه ......
#الرّاعي
#الوحيد*

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742164