محمد زكريا توفيق : دعوة لمشاهدة راشومون
#الحوار_المتمدن
#محمد_زكريا_توفيق حتى لو لم تكن قد سمعت عن الفيلم الياباني راشومون للمخرج أكيرا كوروساوا 1950، ربما تكون على علم بموضوعه. هو بنية درامية تسمى "تأثير راشومون". تعرفها ساحات القضاء؛ عندما يتقدم شاهدان أو أكثر للشهادة في قضية لتفسير نفس الحدث. كل من منظور مختلف. تذكرنا بقصة عميان هندستان والفيل. عميان هندستان قد وجدوا فيلا في طريقهم. قال أحدهم إنه جدار عندما لمس بطنه؛ الثاني ثعبان عندما مسك خرطومه؛ الثالث رمح عندما وضع يده على نابه؛ الرابع معبد بعد أن لمسه رجله؛ الخامس مروحة بسبب شكل أذنه؛ أما الأخير فلم يجده سوى حبل عندما شد ذيله. التباين في وجهات النظر، يمنع معرفة الحقيقة.لذلك، موضوع الفيلم غير عادي. يبين روايات مختلف لحدث واحد. عن قصة قصيرة مقتبسة ل أكوتاجاوا 1922، بنفس العنوان. تدور أحداثها في القرن الثاني عشر، في مدخل مدينة كيوتو. تحكيها شخصيات الفيلم، وتقدم روايات مختلفة عن حادثة قتل قاطع طريق لزوج واغتصاب زوجته في الغابة. بدون علم أكيرا كوروساوا، أوصت المنتجة الإيطالية، جوليانا ستراميجولي، بإدراج الفيلم في مهرجان البندقية السينمائي. ففاز بجائزة الأسد الذهبي عام 1950، وجائزة الأوسكار الفخرية لأفضل فيلم أجنبي في العام التالي. في السنوات التي تلت ذلك، أصبح الفيلم ملهما للكثير من صناع الأفلام، وبات يصنف بصفة دورية من بين أعظم عشرة أفلام أنتجت حتى الآن.يجلس حطاب وكاهن تحت مظلة في مدخل مدينة راشومون اليابانية اتقاء المطر. ينضم لهما رجل ثالث من عامة الناس. يخبرانه بقصة محزنة شاهداها. لقد عثر الحطاب على جثة ساموراي مقتول منذ ثلاثة أيام. أما الكاهن، فهو يؤكد أنه رأى الساموراي يسافر مع زوجته في وقت سابق من ذلك اليوم. استُدعي الحطاب والكاهن إلى المحكمة لسماع شهادتيهما. ثم تصل الشرطة ومعها أحد قاطع الطرق رهن الاحتجاز، بسبب اعترافه بجريمة قتل. هنا يقوم كل منهم برواية الحدث من وجهة نظره وكما شاهده. حكاية قاطع الطريق:قاطع الطريق، سيء السمعة، تبدأ روايته بخداع ساموراي، كان يسير هو وزوجته في الغابة. جعله يعتقد أن هناك أسلحة قديمة قيمة مدفونة أعلى الجبل، ثم ربطه بشجرة وحاول إغراء زوجته. حاولت الزوجة في بادئ الأمر المقاومة والدفاع عن نفسها ببسالة بخنجر صغير مرصع بالأحجار الكريمة. لكنها استسلمت في النهاية. لكي تتغلب على الشعور بالذنب والعار، توسلت الزوجة لقاطع الطريق القيام بتحدي زوجها في مبارزة بالسيف حتى الموت، حتى لا يوجد رجلان أحياء شاهدان على عارها.يدعي قاطع الطريق الشهامة ويوافق على طلب الزوجة، وبالتالي يكون مقتل الساموراي بعد هزيمته في مبارزة بالسيف وليس غدرا. أثناء المبارزة، هربت الزوجة إلى الغابة. في النهاية، تستفسر المحكمة عن الخنجر باهظ الثمن الذي تركته الزوجة وراءها. فيقول قاطع الطريق أنه قد نسي الأمر برمته وسط كل هذا الارتباك. ثم يعقب بأنه لا بد أن يكون أحمقًا، لأنه سمح لمثل هذه الجائزة القيمة بالإفلات من قبضته. حكاية الزوجة:وقفت زوجة الساموراي لكي تشهد في المحكمة. لكن روايتها مختلفة بشكل ملحوظ. تدعي أن الإغواء كان في الواقع اغتصاباً. وبعد أن غادر قاطع الطريق المكان، ذهبت إلى زوجها تطلب المغفرة، فلم تتلق منه سوى صمت بارد. بعد أن فكت قيده، توسلت له كي يقتلها حتى تتخلص من عارها. لكن الزوج يستمر في احتقار زوجته، وأخذ يحدق فيها باشمئزاز وكراهية. مما أحزنها لدرجة أنها أغمي عليها وهي لا تزال قابضة على خنجرها. عندما عادت إلى وعيها، وجدت زوجها ميتاً والخنجر غائرا في صدره ......
#دعوة
#لمشاهدة
#راشومون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709789
#الحوار_المتمدن
#محمد_زكريا_توفيق حتى لو لم تكن قد سمعت عن الفيلم الياباني راشومون للمخرج أكيرا كوروساوا 1950، ربما تكون على علم بموضوعه. هو بنية درامية تسمى "تأثير راشومون". تعرفها ساحات القضاء؛ عندما يتقدم شاهدان أو أكثر للشهادة في قضية لتفسير نفس الحدث. كل من منظور مختلف. تذكرنا بقصة عميان هندستان والفيل. عميان هندستان قد وجدوا فيلا في طريقهم. قال أحدهم إنه جدار عندما لمس بطنه؛ الثاني ثعبان عندما مسك خرطومه؛ الثالث رمح عندما وضع يده على نابه؛ الرابع معبد بعد أن لمسه رجله؛ الخامس مروحة بسبب شكل أذنه؛ أما الأخير فلم يجده سوى حبل عندما شد ذيله. التباين في وجهات النظر، يمنع معرفة الحقيقة.لذلك، موضوع الفيلم غير عادي. يبين روايات مختلف لحدث واحد. عن قصة قصيرة مقتبسة ل أكوتاجاوا 1922، بنفس العنوان. تدور أحداثها في القرن الثاني عشر، في مدخل مدينة كيوتو. تحكيها شخصيات الفيلم، وتقدم روايات مختلفة عن حادثة قتل قاطع طريق لزوج واغتصاب زوجته في الغابة. بدون علم أكيرا كوروساوا، أوصت المنتجة الإيطالية، جوليانا ستراميجولي، بإدراج الفيلم في مهرجان البندقية السينمائي. ففاز بجائزة الأسد الذهبي عام 1950، وجائزة الأوسكار الفخرية لأفضل فيلم أجنبي في العام التالي. في السنوات التي تلت ذلك، أصبح الفيلم ملهما للكثير من صناع الأفلام، وبات يصنف بصفة دورية من بين أعظم عشرة أفلام أنتجت حتى الآن.يجلس حطاب وكاهن تحت مظلة في مدخل مدينة راشومون اليابانية اتقاء المطر. ينضم لهما رجل ثالث من عامة الناس. يخبرانه بقصة محزنة شاهداها. لقد عثر الحطاب على جثة ساموراي مقتول منذ ثلاثة أيام. أما الكاهن، فهو يؤكد أنه رأى الساموراي يسافر مع زوجته في وقت سابق من ذلك اليوم. استُدعي الحطاب والكاهن إلى المحكمة لسماع شهادتيهما. ثم تصل الشرطة ومعها أحد قاطع الطرق رهن الاحتجاز، بسبب اعترافه بجريمة قتل. هنا يقوم كل منهم برواية الحدث من وجهة نظره وكما شاهده. حكاية قاطع الطريق:قاطع الطريق، سيء السمعة، تبدأ روايته بخداع ساموراي، كان يسير هو وزوجته في الغابة. جعله يعتقد أن هناك أسلحة قديمة قيمة مدفونة أعلى الجبل، ثم ربطه بشجرة وحاول إغراء زوجته. حاولت الزوجة في بادئ الأمر المقاومة والدفاع عن نفسها ببسالة بخنجر صغير مرصع بالأحجار الكريمة. لكنها استسلمت في النهاية. لكي تتغلب على الشعور بالذنب والعار، توسلت الزوجة لقاطع الطريق القيام بتحدي زوجها في مبارزة بالسيف حتى الموت، حتى لا يوجد رجلان أحياء شاهدان على عارها.يدعي قاطع الطريق الشهامة ويوافق على طلب الزوجة، وبالتالي يكون مقتل الساموراي بعد هزيمته في مبارزة بالسيف وليس غدرا. أثناء المبارزة، هربت الزوجة إلى الغابة. في النهاية، تستفسر المحكمة عن الخنجر باهظ الثمن الذي تركته الزوجة وراءها. فيقول قاطع الطريق أنه قد نسي الأمر برمته وسط كل هذا الارتباك. ثم يعقب بأنه لا بد أن يكون أحمقًا، لأنه سمح لمثل هذه الجائزة القيمة بالإفلات من قبضته. حكاية الزوجة:وقفت زوجة الساموراي لكي تشهد في المحكمة. لكن روايتها مختلفة بشكل ملحوظ. تدعي أن الإغواء كان في الواقع اغتصاباً. وبعد أن غادر قاطع الطريق المكان، ذهبت إلى زوجها تطلب المغفرة، فلم تتلق منه سوى صمت بارد. بعد أن فكت قيده، توسلت له كي يقتلها حتى تتخلص من عارها. لكن الزوج يستمر في احتقار زوجته، وأخذ يحدق فيها باشمئزاز وكراهية. مما أحزنها لدرجة أنها أغمي عليها وهي لا تزال قابضة على خنجرها. عندما عادت إلى وعيها، وجدت زوجها ميتاً والخنجر غائرا في صدره ......
#دعوة
#لمشاهدة
#راشومون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709789
الحوار المتمدن
محمد زكريا توفيق - دعوة لمشاهدة راشومون