الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رائد عبد الكاظم الخزاعي : البحث عن اقباق
#الحوار_المتمدن
#رائد_عبد_الكاظم_الخزاعي يعيش المرءُ متقلباً بين طيّات زمانه ،واعلى واسفل موجات ابحره،لن تهدأ سفينة الايام وتستمر الرحلة...لما نظرت الى بعض ابناءنا جيل المستقبل ،رأيت مظاهر النعمة والخير والترف واهتمام اهليهم بدا واضحا جليا،يرتدي اجود الثياب المستوردة من ماركات اجنبية باهضة الثمن،وساعة يد وقلادة،وخاتم او حلق،فضلا عن مصروف جيبه الذي يستنفذه لحظة مجيئه الى مدرسته...مع كل هذه العنايات الابوية تجده متذمرا من واقعه غير راضٍ عن حاله ويشكو الظلم والبؤس...مع انه لم يتذوق في يومٍ ما طعم مرارة الجوع وقسوة البرد بصحبة ثياب بالية او مرقعة تم لمرتين قلبها او ترقيعها باكثر من رقعة... في لحظة ألم استوقفتني وعادت بي الذاكرة الى دواليبها،وادراجها المختنقة بزفر الذكريات المؤلم ،حينما كنا في مثل ايامهم في مرحلة الدراسة الابتدائية والمتوسطة ما بعد عام الواحدوالتسعين وتسعمأئة والف،حيث كنا نأتي الى المدرسة بلا وجبة افطار،ولا قدح شاي،ايام كان الشبع اعجوبة فلا تجد عائلة تعرف للخبز طريقا... كنا نخرج الى البر ونجلب بعض النباتات(تولة) ليتم غليها بالماء والملح لتصبح بديلا للقمة تسكت صراخ المعدة المتمردة التي تحن الى بقايا خبز... ايام كانت الدولة توزع حصة للفرد العراقي 1-4 ربع كيلو سكر في الشهر باكمله..و 7 كيلو من الطحين تنفد في سبعة ايام مع حرص الاهالي على الاقتصاد والتقنين وعدم رمي كسرة خبز واحدة،وما بعد الاسبوع تبدأ المعاناة الى نهاية الشهر جوعٌ لا يرحم وشكوى لن تنقطع... كان طحين الحصة ممزوجة بالرمل حتى انك تستمع الى قرقعة الرمل بين اسنانك،كان الاهالي يعيدوا استعمال الخبز اليابس القديم بعد طحنه من جديد،وكنا نستعين (بصمون) يجلبه الوالد مما يتبقى او يفضل من بقايا ارزاق الجنود فهو كالحجارة يحيطه العفن كاننا في سجون القرون الوسطى..يتم غسله وتعريضه لاشعة الشمس كي تذهب عنه بعض الروائح ثم يدوّر استخدامه من جديد فيطحن ليتساقط في التنور كانه مادة البلاستك وكما تطلق عليه العجائز انذاك (چنه آستيك)، حتى الفاصوليا تم طحنها لتحل محل الخبز لكنها لم ترق الى ذاك المستوى فكان نصيبها السقوط في قعر جهنم التنور الطيني المتماسك الجدران اذ لم تضربه خبازة الا برفق خوفا على القرص ان يتهاوى ورغم الحنو والاهتمام تتساقط رقاقات الخبز ... عادت الى مخيلتي (لگمة المستحه)اللقمة الصغيرة التي تبقى في منتصف ظرف الطعام(الصحن)وكل من حولها جوعى لم يشبعوا بعد،وكل منهم يمسك عنها كي لا يأخذها لانه يعلم بأن الجميع بحاجة اليها كي يسد رمقه واخيرا تكون من نصيب الصغير ومع ذلك يطلب مزيد وهنا يعتصر قلب الاب والام لانهما لا يسطيعان حولا ولا يوجد المزيد... اكتفت بعض العوائل بوجبة واحدة ،واقتلعت ابواب وشبابيك واسقف منازلها، كي تأكل وباعت كل ما تملك لاجل العيش... ومع ذلك كان الطالب مواظبا على دوامه مستمرا على درسه يستنير بضوء القمر او الفانوس(لالة)او البطل النفطي حيث يتم تعديل (الفتيلة) وقت الغروب وتهيأتها للعمل لباقي الليل تحسبا للطوارئ. كان الطالب يمتلك قميصاً واحداً وبنطالا وحذاء يتبادلهما مع بقية اخوته مع اختلاف الدوام صباحا ومساءً،حتى ان بعض الطلبة ينتظر مجيء اخيه ليتمكن من لبس الحذاء وياتي مسرعا... اما الدفاتر فكانت من الصنع المحلي حتى ان الورقة كالخشبة يابسة واحيانا تكسر لب القلم الرصاص لخشونتها... وما ان تنتهي السنة الدراسيةحتى تبدا رحلة البحث عن الاقباق وسعيد الحظ الذي يمتلك قبق(سداد) علبة سمن الراعي ،واتذكر اني بحثت مدة شهر ......
#البحث
#اقباق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713287