الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
بديعة النعيمي : أنسنة الوطن في رواية البحر والسراب للكاتب علي فضيل العربي
#الحوار_المتمدن
#بديعة_النعيمي أنسنة الوطن في رواية البحر والسرابللكاتب علي فضيل العربيقراءة بديعة النعيمييعتبر الوطن عند الأدباء قضية كبرى يقاوم من أجلها الفساد والظلم ويبحث عن الحرية لشعب يعاني الفقر وهو الورثة الشرعية التي تركها الاستعمار خلفه.بطل علي فضيل العربي هو عمار الشاب الجامعي الذي يحرق تاركا وطنه الجزائر بسبب البطالة نحو الضفة الأخرى من البحر الأبيض شمال أوروبا (اسبانيا) والحرقة هي الهجرة التي يحرق بها الحراق أي المهاجر أوراقه من جواز سفر وغيره عند وصوله ذلك البلد ومن هنا جاءت التسمية.يغادر عمار مدينته حيث ينضم إلى مجموعة من الحراقين يقودهم سماسرة البحر إلى مخاطر المغامرة تحملهم أحلام كاذبة تراءت لهم كالسراب للظمآن تاركا خلفه أم وأب ألزمه المرض الفراش وخطيبته خدوجة التي أقسمت أن لا تخضب يديها وقدميها بالحناء إلا لعينيه وأنها ستنتظره مهما طال الغياب. موهما أمه بأنه مسافر إلى الجنوب ليجد عملا هناك. ويترك لها وصية مع صديقه معمر.وعمار البطل في رواية البحر والسراب إنما جاء كاستعارة تحاكي ما يعاني منه الشعب الجزائري من فقر وجوع وعدم قدرة على تأمين العلاج لمرضاهم.ومن العتبة الأولى للرواية البحر والسراب نكتشف المقاصد الدلالية التي تتصل مباشرة بفكرة العمل فكان العنوان تكثيفا واختزالا لما أراد العمل قوله فالبحر كان الوسيلة التي سيسلكها البطل في رحلته أو حرقته والسراب هو النتيجة الحتمية لهذه الرحلة وهو الموت.أما العتبة الثانية للرواية فقد كانت الإهداء الذي لم يخلو عند الكاتب من قصدية سواء في اختيار المهدى إليهم أو عبارات الإهداء فقد تضمنت بعض الحقائق التي أراد الكاتب إيصالها للمتلقي فخرجت له وهي بكامل زينتها.وقد كتب علي فضيل العربي الإهداء كالتالي .. (إلى كل أم فقدت فلذة كبدها بين أمواج البحر الأبيض المتوسط...إلى أؤلئك الشباب الذين أغراهم السراب فإذا هو الردى بعينه ..إلى الذين استنفدوا بضائع التهريب فراحوا يهربون أزهار الجزائر وأفريقيا..اصرخ. كفى دموعا..كفى موتا..كفى خداعا..) ص5فالإهداء كان فيه تعزية إلى الأمهات اللواتي فقدن أولادهن في البحر وإلى الأولاد الذين أغراهم السراب وهو الحرقة وبلاد أوروبا في هذه الرواية وإلى سماسرة البحر الذين يهربون الحراقين..ثم يبعث برسالة رفض لهذه العملية أي عملية الحرقة لتكف دموع الأمهات وينتهي موت الأبناء وهذا لن يحصل إلا عند الكف عن خداع الأولاد من قبل أؤلئك السماسرة..وهي رسالة ناجحة يبعث بها الكاتب إلى الحكومة الجزائرية.ونلاحظ بأن العربي أولى مفهوم الوطن والوطنية اهتماما بالغا في روايته البحر والسراب ويشير علانية بأصابع الاتهام إلى الاستعمار وأنه السبب في تشظي الحكومات وإفراز الفساد والسرقات وأنها السبب وراء تفكير الشباب مغادرة أوطانهم التي ولدوا بين أحضانها وترعرعوا واشتد عودهم بها.. فلا يفتأ يذكر في كل فقرة من فقرات روايته بالوطن ويصفه ويعمل على أنسنته. فقد وصف الوطن بالأم التي أرضعت وهنا يقدم على تأنيثه ويصنع له ثديين لممارسة فعل الرضاعة وهو فعل من إحدى غرائز الأمومة. فيتهم السارد عمار بالعقوق بتركه لوطنه وأرضه من خلال توجيه العبارة ص80 له ( ثلاثون حولا على وجه التقريب وأنت ترضع من ثدي الوطن). وص76 ( ألست ابن هذه الأرض؟ لحم أكتافك من أكتافها؟).وهنا جعل العربي الوطن كتلة بشرية لها أكتاف تطعم منها أبنائها.وفي موضع آخر يلغي فضيل العربي صفة الجمادات عن الوطن ويصفه بالروح وهي صفة الأحياء حين يقول له ( الوطن الروح التي تسكن سويداء قلبك ......
#أنسنة
#الوطن
#رواية
#البحر
#والسراب
#للكاتب
#فضيل
#العربي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760995