الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد الداهي : في زمن كرونا نلزم بيوتنا على بارق الأمل
#الحوار_المتمدن
#محمد_الداهي اضطررت- في فترات من حياتي- إلى لزوم بيتي لبواعث خاصة، وفي مقدمتها إنجاز الأطاريح الجامعية على نار هادئة. كنت أقضي شهرا أو أكثر قابعا في المنزل، متفرغا لعملي، ولا أخرج إلا لماما للتبضع أو لقاء الأصدقاء. كنت أجد متعة في الحجر الذاتي مما كان يحفزني أكثر على مواصلة العمل في صيف حار ومضن حرصا على التقدم في العمل قبل أن يباغتني الموسم الدراسي الجديد. لم أشعر- في خضم الحجر الصحي الحالي- بتلك المتعة الهاربة التي كانت تحضني على أن أختار بين أن أكون أو لا أكون، وأحسم في مصيري بين أن أحقق جزءا من مطامحي أو استسلم وألقي السلاح جانبا في انتظار غودو.. وإن استرجع الفضاء الآن سكينته وهيبته بعودة الطيور إلى أوكارها الأصلية ما فتئت المتعة تخونني وتعاندني بسبب دخول العالم في تحدي اللايقين الذي أربك حسابات الدول المتقدمة، وخلخل التوازنات الاجتماعية والاقتصادية، و لا نعرف متى سينتهي.ويوما بعد يوم تزداد مخاوفنا بسبب تضاعف عدد الموتى والمرضى، وعدم التوصل إلى لقاح أو دواء فعال لمقاومة الوباء الفتاك. لا شيء يلوح في الأفق القريب لعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، وهو ما يربك و يقلق راحتنا، ويؤزم وضعنا النفسي، ويحول حياتنا إلى ضرب من العبث.في هذا الجو القاتم أستيقظ - عادة- باكرا، وأقوم ببعض التمارين الرياضية الخفيفة لتنشيط الدورة الدموية، واستنشاق النسيم العليل الذي استرجع مؤخرا صفاءه وعافيته ، ثم أتابع نشرات الأخبار لتعرُّف حالة الوباء في المغرب أساسا، وفي الدول الأكثر تضررا وخاصة التي يتواجد فيها أقربائي وأفراد عائلتي ومن ضمنهم ابني، ثم أتفرغ لإعداد الدروس الافتراضية، وتصحيح الأطاريح المتراكمة والاتصال بالطلبة لموافاتهم بالملاحظات والتكليفات المناسبة. وبعد الظهيرة أعاود النظر في كثير من المشاريع المعلقة أو المؤجلة بسبب إكراهات العمل والحياة، ومن ضمنها كتاب عن عبد الله العروي الروائي..كانت المادة شبه جاهزة، ما علي إلا أن أصححها وأنقحها، وأضيف إليها فصولا أخرى حتى يكون مشروع الكتاب متكاملا ومتناسقا..وأخصص المساء عادة لمشاهدة البرامج التحليلية التي تتفادى تسييس وباء كرونا لأهداف مغرضة، ثم أختار رواية من الروايات التي اشتريتها من قبل ولم يسعفني الوقت على قراءتها .. آخر ما أقرأه، الروايةُ الأولى لبول أوستير "اختلاق الوحدانية"( 1982/ أكت سود1988)، كنت على وشك التخلص منها لأنها تحوم حول الموت. لكنني لاحظت- مع التقدم في القراءة – أن السارد يتناول الموضوع بسخرية لاذعة راسما بورتريه والده غير المرئي، والحاضر الغائب، وغريب الأطوار لتعامله مع الحياة بخفة وتلقائية وبلاهة. باع كل ممتلكاته قبل وفاته، تاركا لابنه ثروة بسيطة لانتشاله من الفقر. وبواسطته اشترى شقة صغيرة للاختلاء بنفسه، وممارسة الكتابة، ونبش الذاكرة العائلية ، ومساءلة العالم الخارجي، وإثارة قضية الصدفة التي تتواتر في روايته جلها، كأن يفاجأ المرء يوما بأن موجة السعادة تغمره من حيث لا يدري، وتشعره- بالتالي- بأنه كائن حي يستحق الوجود.لا أعرف كيف عاودني الحنين إلى قراءة كتاب " مع أبي العلاء المعري" لطه حسين حرصا على معرفة كيف ينظر كاتب كفيف إلى شاعر مثله، وكيف يتعاملان مع الحياة التي ظلا طوال حياتيهما رهيني المحبسين ( المحبس الفزيزلوجي المتمثل في فقدان البصر والمحبس الفلسفي المتجلي في لزوم البيت ) دون ملل أو كلل، وإن كانا يشعران بسجن النفس في الجسد وبالعجز والانقباض على خلاف من يرى الحياة بأم عينيه. وليكن هذا السجن هو دار كل واحد منهما، فقد حرضا على ترتيبه حسب مزاجهما وهواهما. وعلينا أن نتصور مدى احتمالهما ال ......
#كرونا
#نلزم
#بيوتنا
#بارق
#الأمل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674370