الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
بلقيس خالد : بيوتنا في غربتها
#الحوار_المتمدن
#بلقيس_خالد رحلة ٌ شاقة من البصرة الى بغداد.. وضعت على الارض علبة الفلين الملأى بسمك الصبور وحقيبة سفر صغيرة انتفخت بالهدايا لأبنتها والحفيدات، سحبت انفاسها من صعود سلم العمارة ( المصعد عاطل على ذمة البواب). استعاد لهاثها بعض هدوئه. يدها تطرق الباب و بصوت خفيض: (توتا، بيبي، افتحي الباب)، من خلف الباب سمعت وقع اقدام وهمهمة وثمة صوت يزقزق: بيبي.. بيبي. لحظتها انشق الباب عن وجوه حفيداتها : تالا ، لانا، رندا. يتقافزن لاحتضانها وصياحهن يتقافز معهن: بيبي. حين ارتوين من خدها.. انحنت على الحقيبة وعلبة السمك حملتهما ودخلت البيت.. كأنها أخترقت برزخا : خارج الشقة سخونة ورائحة لا تقدر على تمييزها: خليط ُ روائح أمكنة فارغة منغلقة، داخل بيت ابنتها رائحة زكية.. لا تشبه بخور الجاوي الذي تحرص والدتها على تبخير البيت في يوميّ الخميس والجمعة جذباً لحفيف البركة .. بقية الأسبوع الحرمل مكنسة للأنفاس السيئة . رائحة بيت أبنتها هو كما لو انك تضع انفك على خد عروس، تفوح في جو البيت رائحة مكياج، رائحة لطيفة مع نسمات السبلت غمرتها بالانتعاش والراحة .. برودة خفيفة تتغلغل في أعماق الرئة تحفزها للامتلاء بسعادات.. حين قبلت أبنتها.. لخدها رائحة بيتهاجالسة بيديها استكانة شاي بعد الغداء.لفت انتباهها همسات رنين تلفتت: أقفاص معدنية مدورة صغيرة .. وأصغر، وردية اللون، وضعت فوق قطعة فرو أبيض على الارض في زاوية غرفة الاستقبال صفت قربها شمعدانات تحمل شموع كبيرة منطفئة ومثل هذا الترتيب وضعَ على منضدة صغيرة في الجانب الاخر لغرفة الاستقبال.. تساءلت لماذا هذه الاقفاص فارغة؟ اجابتها ابنتها: موضة حديثة: تصميم تركي. لم تعلق رغم انها لا تحب رؤية شموع منطفئة وأقفاص فارغة، في بيتها قفص صغير من جريد سعف النخل.. نهاراً تعلقه في فناء البيت، ليلاً في المطبخ تخاف على البلبل من تقلبات الطقس. الرنين يتهادى مع عذوبة النسمات، تساءلت: مِن أين هذا الصوت؟ تبسمت ابنتها : صوت اجراس الرياح. ياله من اسم جميل، وما هو هذا الذي اسمه اجراس الرياح ، وأين هو؟ فالصوت لرقته ما يثير الفضول. اشارت بيدها نحو شيئا معلق وسط البيت.. مثل مظلة صغيرة زرقاء..تنزل منها اربع اسطوانات معدنية وخيوط متفاوتة الطول تحمل خرزات زرق، حين تمر بها نسمات هواء المروحة، تتحرك الاسطوانات ترتد بضربات خفيفة للخرزات فيصدر صوت متناسق مع هدوء البيت. قالت حفيدتها تالا: والدتي اشترته من الصين عبر الانترنيت، يقال اجراس الرياح : طريقة علاجية تستخدم في الفنغ شوي بشعبية كبيرة، للخير. وتستخدم على حد سواء في اخراج الطاقة السلبية وعلاجها، و إضافة الطاقة التي تفتقر إليها (التشي)، تفضل بعض المدارس في الفنوغ شوي الإبقاء على اجراس الرياح في الهواء الطلق في حديقة البيت.. نحن لا حديقة ولا فناء.. ، نسكن شقة لذا وضعتها أمي وسط البيت معتمدة على هواء المروحة، ولكن عندهم بعض الممارسين يشعرون بالخوف من وضعها داخل البيوت او في الاماكن المنغلقة. الجدة كما لو أنها تجمدت ، استكانة الشاي بيدها وبالثانية تحمل صحن الاستكانة تحدق بعينيّ حفيدتها كما لو أنها تريد ان تتأكد أنها في العراق، بصمت تحدث نفسها..، حاولت ان تلفظ بعض كلمات حفيدتها لتصوغ سؤالا، لتعرف ماذا تعني تلك الاسماء، الكلمات ثقيلة على لسانها، وكي لا تحرج أمام حفيدتها فضلت الصمت، برهة، ابتلعت ريقها استعادت نظراتها وضعت على الصينية الاستكانة. التفتت الى ابنتها التي كانت ترتشف البيبسي، غارقة عينيها في ضوء الموبايل. اطرقت، في ذاكرتها تتأمل على الجدار المقابل للباب في غرفة الاستقبال في بيت أهلها: ......
#بيوتنا
#غربتها

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689479