عزالدين صغيرون : حول طقوس قتل الأب وقرابين التغيير 1 في التأويل السسيوسياسي لثورة سبتمبر السودانية 2019 - إلى الصديق طاهر عمر-
#الحوار_المتمدن
#عزالدين_صغيرون رسالة وصلتني عبر بريدي الخاص من أحد الثوار الأفاضل يأخذ فيها عليَّ ما اختتمت به الحلقة الثالثة من "فرز الكيمان" إجابة على السؤال: هل ثمة أمل أن تترافق في انسجام خطوات الأبناء والآباء في طريق البناء؟. فهو يرى أن إجابتي: " تحتاج لإعادة نظر. (حيث)غاب عنها البعد التراجيدي في تحولات المجتمع عبر ظواهره الاجتماعية، وخاصة حينما قلت أن يتنازل الآباء، وهنا غاب البعد التراجيدي و سيطر على عقلك اللا وعي الذي تريد تغيره أي مهادنة الأب". فطالما: "حال المجتمع السوداني اليوم تحت سيطرة أحزاب الطائفية و السلفية والحركات الإسلامية، ودين بشري يتمثل في النسخة المتخشبة للشيوعية السودانية (فإن) الخروج من هذه المتاهة لا يأتي بغير الانتصار للفرد والعقل والحرية، ومحاربة سلطة الأب وميراث التسلط".ويختتم محاورته الفاهمة بقوله "أن ثورة ديسمبر هي ثورة تقدم فيها الشعب على النخب ومازالت النخب عاجزة بأن تلحق بمستوى فهم الشعب لديناميكية تحول المجتمعات (التي) لا تأتي بغير إزاحة الأب بشكل تراجيدي كما رأينا في عقدة أوديب، وهنا تنفتح أبواب علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة فيما يتعلق بمسألة الشرط الإنساني الذي لا يعني غير السياسة بمعناها الذي لم يتبدى بعد في السودان".لقد أكبرت هذه المداخلة الرائعة وسعدت بها حقاً. - لأنها تعكس (أولاً) مدى وعي شبابنا بما يريدون تحقيقه. - ولأنها – ثانياً – أكدت لي بشكل واضح ومباشر عمق الفجوة ما بين رؤيتهم، ورؤية الآباء في الأحزاب وكافة التنظيمات والمنظمات والنخب الاجتماعية التي تقود المرحلة الانتقالية. مع الثورة وضدها. - وثالثاً: لأنها كشفت عن تسامحهم وانفتاحهم وسعة صدرهم للحوار الموضوعي حول وجهة نظر (الآخر) مهما اختلفت عن وجهة نظرتهم. وهذا دأب الجادين في التصدي للقضايا الكبرى.وليس المهم في نظري ما نتفق عليه من الأفكار أو نختلف. فالقيمة الحقيقية تكمن في الحوار نفسه. ولطالما ظللت أردد: ليس الوصول هو الغاية .. ولكن السير.( الفرعون يتبختر عارياً )ولعل أهم ما جاء في كلام صديقنا (وأظنه حجر الزاوية) هو مسألة إزاحة الأب بشكل تراجيدي. ومع اتفاقي معه حول ضرورة هذا القطع الحاسم والمبرم بين تاريخين. تاريخ مضى، وتاريخ آت. وما يلازمه بالضرورة من عنف. إلا أنني أرى بأن ذلك قد حدث بالفعل في الثورة. وبالذات في مشهد فض الاعتصام .. لقد كان ذلك طقساً للقطع بين تاريخين. كان شعار الثورة في البداية "تسقط بس". قاطعة لا تترك هامشاً لأي "جودية" أو مساحة لأي مساومات، أو حلول وسط. وقد فهمها وأدرك فحواها البشير. قائلاً: "قالوا تسقط بس! بأي شيء، بدون أي شيء آخر". أو ما معناه."تسقط بس" لم تكن تعني فقط شعاراً حديَّاً فاصلاً وقاطعاً. ولكنها كانت تعني الاستعداد للمضي لما بعد النهاية، ودفع أي ثمن للإسقاط.أما الأداة فكانت "سلمية سلمية". وهذا هو سلاح اللاعنف الذي فلَّ حديد سلاح العنف، وجرده من العقلانية، وجعله عارياً وعاجزاً أمام إرادة التغيير.ولم يجد النظام أمامه سوى أن يفرغ آخر ما في جعبته من عنف وبطش وتوحش وبربرية في فض الاعتصام السلمي أمام القيادة العامة لقواته المسلحة، التي لجأ إليها واستجار بها الثوار. فـ"حدث ما حدث"، وسقطت ورقة توت العقلانية، وآخر "خرقة" مهترئة متوهمة، يمكن أن يغطي بها النظام شرعيته المدعاة، ورأى العالم كله الفرعون عارياً لـ "قلة عقله" (1) !.( وما قتلوهم، ولكن .. أنفسهم .. ! )بفض الاعتصام بتلك الوحشية كتب النظام وأدوات قمعة المتمثلة في مؤسساته العسكرية والأمنية والشرطية ومليشيات الظل، شهادة وفاته. ......
#طقوس
#الأب
#وقرابين
#التغيير
#التأويل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690913
#الحوار_المتمدن
#عزالدين_صغيرون رسالة وصلتني عبر بريدي الخاص من أحد الثوار الأفاضل يأخذ فيها عليَّ ما اختتمت به الحلقة الثالثة من "فرز الكيمان" إجابة على السؤال: هل ثمة أمل أن تترافق في انسجام خطوات الأبناء والآباء في طريق البناء؟. فهو يرى أن إجابتي: " تحتاج لإعادة نظر. (حيث)غاب عنها البعد التراجيدي في تحولات المجتمع عبر ظواهره الاجتماعية، وخاصة حينما قلت أن يتنازل الآباء، وهنا غاب البعد التراجيدي و سيطر على عقلك اللا وعي الذي تريد تغيره أي مهادنة الأب". فطالما: "حال المجتمع السوداني اليوم تحت سيطرة أحزاب الطائفية و السلفية والحركات الإسلامية، ودين بشري يتمثل في النسخة المتخشبة للشيوعية السودانية (فإن) الخروج من هذه المتاهة لا يأتي بغير الانتصار للفرد والعقل والحرية، ومحاربة سلطة الأب وميراث التسلط".ويختتم محاورته الفاهمة بقوله "أن ثورة ديسمبر هي ثورة تقدم فيها الشعب على النخب ومازالت النخب عاجزة بأن تلحق بمستوى فهم الشعب لديناميكية تحول المجتمعات (التي) لا تأتي بغير إزاحة الأب بشكل تراجيدي كما رأينا في عقدة أوديب، وهنا تنفتح أبواب علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة فيما يتعلق بمسألة الشرط الإنساني الذي لا يعني غير السياسة بمعناها الذي لم يتبدى بعد في السودان".لقد أكبرت هذه المداخلة الرائعة وسعدت بها حقاً. - لأنها تعكس (أولاً) مدى وعي شبابنا بما يريدون تحقيقه. - ولأنها – ثانياً – أكدت لي بشكل واضح ومباشر عمق الفجوة ما بين رؤيتهم، ورؤية الآباء في الأحزاب وكافة التنظيمات والمنظمات والنخب الاجتماعية التي تقود المرحلة الانتقالية. مع الثورة وضدها. - وثالثاً: لأنها كشفت عن تسامحهم وانفتاحهم وسعة صدرهم للحوار الموضوعي حول وجهة نظر (الآخر) مهما اختلفت عن وجهة نظرتهم. وهذا دأب الجادين في التصدي للقضايا الكبرى.وليس المهم في نظري ما نتفق عليه من الأفكار أو نختلف. فالقيمة الحقيقية تكمن في الحوار نفسه. ولطالما ظللت أردد: ليس الوصول هو الغاية .. ولكن السير.( الفرعون يتبختر عارياً )ولعل أهم ما جاء في كلام صديقنا (وأظنه حجر الزاوية) هو مسألة إزاحة الأب بشكل تراجيدي. ومع اتفاقي معه حول ضرورة هذا القطع الحاسم والمبرم بين تاريخين. تاريخ مضى، وتاريخ آت. وما يلازمه بالضرورة من عنف. إلا أنني أرى بأن ذلك قد حدث بالفعل في الثورة. وبالذات في مشهد فض الاعتصام .. لقد كان ذلك طقساً للقطع بين تاريخين. كان شعار الثورة في البداية "تسقط بس". قاطعة لا تترك هامشاً لأي "جودية" أو مساحة لأي مساومات، أو حلول وسط. وقد فهمها وأدرك فحواها البشير. قائلاً: "قالوا تسقط بس! بأي شيء، بدون أي شيء آخر". أو ما معناه."تسقط بس" لم تكن تعني فقط شعاراً حديَّاً فاصلاً وقاطعاً. ولكنها كانت تعني الاستعداد للمضي لما بعد النهاية، ودفع أي ثمن للإسقاط.أما الأداة فكانت "سلمية سلمية". وهذا هو سلاح اللاعنف الذي فلَّ حديد سلاح العنف، وجرده من العقلانية، وجعله عارياً وعاجزاً أمام إرادة التغيير.ولم يجد النظام أمامه سوى أن يفرغ آخر ما في جعبته من عنف وبطش وتوحش وبربرية في فض الاعتصام السلمي أمام القيادة العامة لقواته المسلحة، التي لجأ إليها واستجار بها الثوار. فـ"حدث ما حدث"، وسقطت ورقة توت العقلانية، وآخر "خرقة" مهترئة متوهمة، يمكن أن يغطي بها النظام شرعيته المدعاة، ورأى العالم كله الفرعون عارياً لـ "قلة عقله" (1) !.( وما قتلوهم، ولكن .. أنفسهم .. ! )بفض الاعتصام بتلك الوحشية كتب النظام وأدوات قمعة المتمثلة في مؤسساته العسكرية والأمنية والشرطية ومليشيات الظل، شهادة وفاته. ......
#طقوس
#الأب
#وقرابين
#التغيير
#التأويل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690913
الحوار المتمدن
عزالدين صغيرون - حول طقوس قتل الأب وقرابين التغيير (1) في التأويل السسيوسياسي لثورة سبتمبر السودانية 2019 - إلى الصديق طاهر عمر-
عزالدين صغيرون : حول طقوس قتل الأب وقرابين التغيير 2
#الحوار_المتمدن
#عزالدين_صغيرون فض الاعتصام إذن كان ذروة طقوس قتل الأب.وفي التأويل السسيوسياسي للحدث تم القتل وفقاً لاستراتيجية الطقوس السودانية: اللاعنف والعصيان المدني. وتكاد تكون هذه الآلية للتغيير ماركة سودانية مسجلة حصرياً في تاريخ الثورات السودانية الحديثة.وكما قلنا قبل، فإن خصائص المكان، أو الحيز الديمغرافي للأحداث في السودان، ورواسبه في العقل السياسي الجمعي يلعب الدور اللامرئي لنمط الأحداث فيه، وتحديد اقتصاديات تكلفة الدم اللازم لعملية التغيير. وبشكل عام، يمكنك أن تلاحظ بأن السودانيين ضنينون بالدم. وصبورون لا يتعجلون النتائج، وفيهم "مهلة" وسعة بال وأناة، بتأثير من الحيز المكاني الكبير بتنوع موارده الذي يشيع الطمأنينة في النفس.(المطلوب .. مسح الطاولة )لم يكن "الأب" المقصود بالقتل في طقس الاعتصام، أو مجمل طقوس "الحدث" السبتمبري/ الديسمبري (18 – 19) هو البشير ودولة الإسلامويون. فعلى مذبح التغيير كان يتمدد "النظام السوداني" المتوارث منذ عصور السودان الوسطى، والمتمثل في السلطنات والممالك والمكوك في سنار ودارفور وتقلي والعباسية وحلفاية الملوك والممالك القبلية الشمالية، مروراً في العصر الحديث، بمرحلة الاستعمارين الإنجليزي/ المصري، وبينهما دولة المهدية، انتهاءً بمراحل الدولة الحديثة ما بعد الاستقلال.ذلك أن ما آل إليه السودان الآن من حال بالغ السوء، لم يكن من صنع عصابة الإنقاذ المتأسلمة، وإنما هم يمثلون الحلقة الأخيرة في مسلسل من حلقات لخطأ يشبه العاهة ظل يلازم المسار التاريخي للمجتمعات التي تتكون منها الدولة السودانية، وظل يتراكم، هذا الخطأ، عبر محطاتها التاريخية المختلفة على مرّ العصور، إلى أن أفرز أخيراً هذا النظام المافوي الديني/ العسكري الشمولي، الموغل في تسلطه وإقصائيته.إذ قبل أن تتوحد سلطنات سنار، دارفور، المسبعات، تقلي وممالك الشمالية، في دولة مركزية على يد المستعمر التركي/ المصري (1820 - 1885)، تأسست هذه الكيانات ودويلاتها على مبدأ مزيف تماماً، يقوم على وهم عروبة وإسلامية هوية الدولة وهوية نخبها المسيطرة. وكانت تلك مغالطة ساذجة، وادعاء فارغاً‘ وخياراً كارثياً، في بلد متعدد الإثنيات والأديان والثقافات، وقد تواصل هذا الخيار في ثورة المهدية ودولتها (1821 – 1889)، ثم فترة الحكم الثنائي (1899 – 1956)، وفقاً للاتفاق الذي وقع بين بريطانيا ومصر في 19 يناير 1899 لغزو السودان، دون أن توافق عليه أو تعارضه مصر(1).( هوية زائفة ومتوهمة )وقد ظلّ هذا الخيار الذي يفتقر إلى العقلانية والمنطق هو "كعب أخيل" الذي حال دون الوحدة الوطنية اللازمة لتأسيس دولة حقيقية قابلة للبقاء والنمو والاستدامة. وقد درجت الحكومات في السودان، عبر مختلف مراحلها، منذ العهد التركي، والمهدية، مروراً بالاستعمار الإنجليزي/ المصري، وانتهاء بالحكومات الوطنية بعد الاستقلال، تغذي هذا التوجه، عبر سياسات كرست هذا المفهوم ورسَّخته في سياسات التعليم والإعلام، وخطط التنمية، وتوزيع الخدمات، وحصص السلطة والنفوذ. أدت في مجملها إلى تعمق الشعور بالغبن والتفرقة والظلم بين "أقليات" مستعربة و"أغلبية" غير مستعربة. ولم يشفع إسلام من كانوا مسلمين بين هؤلاء المهمشين لأن يُعتقوا من ذل الاسترقاق والظلم والاضطهاد.علماً بأن خطاب العربنة والأسلمة هذا، وإن بدأ عمله في إعادة هندسة الاجتماع السوداني إثر اتفاقية "البقط"، ليبدأ تشغيل آلياته مع دولة الكنوز. إلا أنه أخذ شكله المكتمل على أرض الواقع في سلطنات العصر السوداني الوسيط، التي اتخذت نخبها الحاكمة أنساباً عربية قرشية، "لاصقة طينتها في الحائط" النبو ......
#طقوس
#الأب
#وقرابين
#التغيير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690995
#الحوار_المتمدن
#عزالدين_صغيرون فض الاعتصام إذن كان ذروة طقوس قتل الأب.وفي التأويل السسيوسياسي للحدث تم القتل وفقاً لاستراتيجية الطقوس السودانية: اللاعنف والعصيان المدني. وتكاد تكون هذه الآلية للتغيير ماركة سودانية مسجلة حصرياً في تاريخ الثورات السودانية الحديثة.وكما قلنا قبل، فإن خصائص المكان، أو الحيز الديمغرافي للأحداث في السودان، ورواسبه في العقل السياسي الجمعي يلعب الدور اللامرئي لنمط الأحداث فيه، وتحديد اقتصاديات تكلفة الدم اللازم لعملية التغيير. وبشكل عام، يمكنك أن تلاحظ بأن السودانيين ضنينون بالدم. وصبورون لا يتعجلون النتائج، وفيهم "مهلة" وسعة بال وأناة، بتأثير من الحيز المكاني الكبير بتنوع موارده الذي يشيع الطمأنينة في النفس.(المطلوب .. مسح الطاولة )لم يكن "الأب" المقصود بالقتل في طقس الاعتصام، أو مجمل طقوس "الحدث" السبتمبري/ الديسمبري (18 – 19) هو البشير ودولة الإسلامويون. فعلى مذبح التغيير كان يتمدد "النظام السوداني" المتوارث منذ عصور السودان الوسطى، والمتمثل في السلطنات والممالك والمكوك في سنار ودارفور وتقلي والعباسية وحلفاية الملوك والممالك القبلية الشمالية، مروراً في العصر الحديث، بمرحلة الاستعمارين الإنجليزي/ المصري، وبينهما دولة المهدية، انتهاءً بمراحل الدولة الحديثة ما بعد الاستقلال.ذلك أن ما آل إليه السودان الآن من حال بالغ السوء، لم يكن من صنع عصابة الإنقاذ المتأسلمة، وإنما هم يمثلون الحلقة الأخيرة في مسلسل من حلقات لخطأ يشبه العاهة ظل يلازم المسار التاريخي للمجتمعات التي تتكون منها الدولة السودانية، وظل يتراكم، هذا الخطأ، عبر محطاتها التاريخية المختلفة على مرّ العصور، إلى أن أفرز أخيراً هذا النظام المافوي الديني/ العسكري الشمولي، الموغل في تسلطه وإقصائيته.إذ قبل أن تتوحد سلطنات سنار، دارفور، المسبعات، تقلي وممالك الشمالية، في دولة مركزية على يد المستعمر التركي/ المصري (1820 - 1885)، تأسست هذه الكيانات ودويلاتها على مبدأ مزيف تماماً، يقوم على وهم عروبة وإسلامية هوية الدولة وهوية نخبها المسيطرة. وكانت تلك مغالطة ساذجة، وادعاء فارغاً‘ وخياراً كارثياً، في بلد متعدد الإثنيات والأديان والثقافات، وقد تواصل هذا الخيار في ثورة المهدية ودولتها (1821 – 1889)، ثم فترة الحكم الثنائي (1899 – 1956)، وفقاً للاتفاق الذي وقع بين بريطانيا ومصر في 19 يناير 1899 لغزو السودان، دون أن توافق عليه أو تعارضه مصر(1).( هوية زائفة ومتوهمة )وقد ظلّ هذا الخيار الذي يفتقر إلى العقلانية والمنطق هو "كعب أخيل" الذي حال دون الوحدة الوطنية اللازمة لتأسيس دولة حقيقية قابلة للبقاء والنمو والاستدامة. وقد درجت الحكومات في السودان، عبر مختلف مراحلها، منذ العهد التركي، والمهدية، مروراً بالاستعمار الإنجليزي/ المصري، وانتهاء بالحكومات الوطنية بعد الاستقلال، تغذي هذا التوجه، عبر سياسات كرست هذا المفهوم ورسَّخته في سياسات التعليم والإعلام، وخطط التنمية، وتوزيع الخدمات، وحصص السلطة والنفوذ. أدت في مجملها إلى تعمق الشعور بالغبن والتفرقة والظلم بين "أقليات" مستعربة و"أغلبية" غير مستعربة. ولم يشفع إسلام من كانوا مسلمين بين هؤلاء المهمشين لأن يُعتقوا من ذل الاسترقاق والظلم والاضطهاد.علماً بأن خطاب العربنة والأسلمة هذا، وإن بدأ عمله في إعادة هندسة الاجتماع السوداني إثر اتفاقية "البقط"، ليبدأ تشغيل آلياته مع دولة الكنوز. إلا أنه أخذ شكله المكتمل على أرض الواقع في سلطنات العصر السوداني الوسيط، التي اتخذت نخبها الحاكمة أنساباً عربية قرشية، "لاصقة طينتها في الحائط" النبو ......
#طقوس
#الأب
#وقرابين
#التغيير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690995
الحوار المتمدن
عزالدين صغيرون - حول طقوس قتل الأب وقرابين التغيير (2)