الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فاطمة النهام : مقهى الموت قصة قصيرة من أدب ما وراء الطبيعة
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_النهام كانت تنسج شباكها للإيقاع بي..لا للحب والارتباط..إنما رغبة منها بأن أكون طبق عشائها المقبل!أدركت حينها بأن زوار ذلك المقهى.. بالتحديد - زوار ما بعد منتصف الليل - هم سيئو الحظ..لقد أدركت ذلك..ولكن..بعد فوات الأوان..!* * *غربت الشمس لتصبغ السماء بلونها القرمزي. ترجلت من سيارتي وأنا أحمل على كتفيَّ حقيبة الحاسوب، مسرع الخطى نحو ذلك المقهى.لقد التحقت حديثاً بمهنة الصحافة. اعتدت أن أرتاد هذا المقهى بين الحين والآخر، يأخذني الوقت في كتابة مقالاتي ولقاءاتي الصحفية، بعيداً عن أجواء البيت والعمل.أدرك في الحقيقة بأنني لا آتي إلى هذا المكان لأمور العمل فقط، إنما أنساق وراء قلبي الذي عشق تلك الشقراء الجميلة، وذاب في زرقة بحر عينيها الأخاذتين. كنت أعشق صوتها العذب الذي ينساب إلى أذنيَّ كالموسيقى، يدغدغ أنفاسي عطر خشب الصندل الذي يفوح من شعرها الذهبي.سرت عبر البوابة الضخمة التي تبدو كأنها إحدى بوابات قصور القرون الوسطى، استقبلتني ابتسامات نادلي المقهى، الذين رحبوا بي كفارس يمتطي جواده. إنهم رائعون ومميزون جداً في تعاملهم مع زبائنهم.اخترت إحدى المنضدات لأغوص فيها، وخلال ثوانٍ، وضعت الحاسوب لأبدأ العبث على الأزرار.لا أنكر بأن وجهها الجميل لم يفارق مخيلتي قط. كنت أراه يشرق بين سطور ما أكتب، تجول في خاطري ابتسامتها المضيئة، وصوتها الناعم المتدفق.أسندت ظهري وأنا أتنهّد بعمق، خاطبت نفسي وقد نفد صبري:ـ أين هي يا ترى؟وبلا شعور، أخذت عيناي تجولان في المكان بحثاً عنها، تتنقلان بين الردهات، تمعنت في أثاث المقهى، المقاعد شكلت على حلقات جلوس فخمة، تتوسطها طاولات مذهبة، السجاد الكلاسيكي الوثير يبدو باهظ الثمن. ما أروع الستائر وورق الجدران!أما اللوحات، فتبدو أروع. هناك لوحة ضخمة للسيدة مريم العذراء، تتوسط الجدار، وهناك في إحدى الزوايا يقف تمثال إله الحب (كيوبيد)، ينتصب حاملا قوسه وسهمه. لو يعلم (كيوبيد) كم كان سهمه نفاذاً! لقد اخترق قلبي بقوة، ليطبع عليه اسمى، وأجمل المشاعر.ـ مرحباً يا سيدي.انتفض قلبي والتفتُّ إليها، لتلتقي نظراتي بعينيها الساحرتين. نهضت من مكاني وأنا أتأملها مشدوها، قلت بشوق:ـ أين أنتِ؟ لقد انتظرتكِ طويلاً.تضرّج وجهها القمري بحمرة الخجل. تلفتت يمنة ويسرة، وقد بلغ بها الارتباك مبلغه:ـ قهوة ساخنة، أم مثلجة، يا سيدي؟قلت هامساً:ـ لقد اشتقت إليكِ.تراجعت خطوتين لتتهرب من حديثي قائلة بحياء:ـ قهوة ساخنة.. حالاً يا سيدي!ثم ابتعدت بسرعة من المكان.* * *أخذت أرتشف قهوتي وأنا منهمك بالكتابة. تثاءبت وأنا أشعر بالإرهاق. إنها الحادية عشرة والنصف ليلاً. لقد تأخر الوقت. أعدت الحاسوب إلى الحقيبة، استرخيت قليلاً، وأغمضت عينيَّ، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أغط في نوم عميق.دقت الساعة الثانية عشرة، منتصف الليل، استيقظت وأنا أتأوّه قائلاً:ـ يا إلهي.. يبدو أنني قد غفوت فعلاً.الظلام يحيط بي من كل جانب. لقد أقفلت الأنوار. يبدو بأن دوام المقهى قد انتهى، وقد غادر الجميع المكان، ولكن كيف لم ينتبهوا لوجودي؟! منضدتي تطل على النافذة الضخمة للحديقة الخلفية، والتي تمتلئ بالبرك المحاطة بالزهور، تسبح بها طيور الفلامينجو بانسيابية.تمططت، ثم نهضت بتثاقل، اتكأت على الباب المقابل لطقم الجلوس. يبدو أنه متصل بديكور خشبي لخزانة كلاسيكية، وكأنها إحدى خزائن غرف النوم الملكية.فجأة! انزلقت ذراعي من على المزلاج ليفتح الباب بقوة. ه ......
#مقهى
#الموت
#قصيرة
#وراء
#الطبيعة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719877