الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الله النملي : حس وطني وإنساني في كل الأوقات
#الحوار_المتمدن
#عبد_الله_النملي أبان المغاربة عن حس وطني وإنساني كبير، حيث أسهموا في صناعة مبادرات من شأنها مساندة الجهات المعنية في تطبيق الإجراءات الاحترازية والتوعية للوقاية من "كورونا". وتعدّدت صور التكافل الاجتماعي التي يراها البعض بمثابة الوجه المشرق الوحيد لفيروس "كورونا" من خلال أعمال الخير والإحسان بعد تفشي الفيروس، الذي فرض حظر التجوال و التباعد الاجتماعي، وأدخل المواطنين إلى بيوتهم، وقطع مصدر عيش الأسر المعوزة، التي خصت الدولة بعضها ببعض المساعدات المالية المحدودة. أفعال تنم عن حس وطني وروح التآخي والتآزر، التي يتشبع بها بعض ممن في قلوبهم ذرة من الإنسانية والذين يجب التنويه بهم، غير أن هذا الحس الوطني والإنساني المطلوب ينبغي أن يشمل كل مناحي الحياة و يحضرنا في أوقات الرخاء والشدة. وأنت ترمي قمامتك في الشارع، تذكر عامل النظافة الذي يصارع روائح كريهة من إنتاجك، حتى يبقى حيك نظيفا، وكي تستفيق صباحا وقد أفرغت أزبالك النتنة في جوف شاحنة النفايات، بمجهود جنود الخفاء الذين أنجزوا بشرف مهام يحتقرها البعض، يعملون في ظروف كارثية، ويعانون في صمت تام، وإن غابوا يوما واحدا صارت الشوارع والأحياء السكنية شبه مطرح للنفايات. ينحنون ويقفون ويواجهون شمس الصيف وبرد الشتاء، من أجل كسب لقمة عيش أسرهم. وغالبية المغاربة يسمون عامل نظافة بـ"مول الزبل"، وهي عبارة قاسية يستحقها من يرمي بالأزبال في غير مكانها الأصلي.تذكر وأنت على شُرفة بيتك تسقي أزهارك، وتستنشق عبق عبيرها، أن هناك بشرا مثل كل البشر، أخرجتهم الحاجة إلى الطرقات والشوراع، كل سلاحهم في الحياة هي عصاة تقف على مكنسة، يرفعون أحمالا وأطنانا من القمامة والحجارة والتراب، تلفح وجوههم أشعة الشمس المحرقة في النهار، ويسد أنوفهم الغبار، ويغزو الهواء البارد أجسادهم بالليل، وبين هذا وذاك تقتلهم نظرات المجتمع التي تخترق أجسادهم الضعيفة فتزيدها وهنا على وهن، لينتهي كل ذلك بدراهم معدودة قليلة لا تكاد تسد رمق جوعهم أو سد احتياجات من يعولون. تذكر وأنت تُنْزِلُ أحمالَ أزبالكَ، ونحن في الزمن الوبائي الأسود، أن عامل النظافة ذاك، مُعَرَّضٌ لخطر الموت بفيروس "كورونا"، بسبب إهمالك واستهتارك، فاحرص على الإقفال المحكم لأكياس قمامتك، وليكن حرصك أشد وأنت ترتب رمي كماماتك وقفازاتك التي يمكن أن تكون موبوءة، وذلك بوضعها في كيس خاص ومتين ومغلق بشكل جيد، لأنهم يشتغلون في أوسخ مكان تتصوره في الكون، فحاول فقط تسهيل مأموريتهم بالعودة سالمين لصغارهم.وأنت تُهرول لِتَقيس حرارتك، تغسل يديك لتلبس كمامة خوفا من أعراض "كورونا"، تذكر الأطباء والممرضين وكل العاملين في قطاع الصحة، الذين اختاروا العيش وسط الميكروبات والفيروسات كل يوم، حيث أظهرت أزمة "كورونا" شجاعة وتضحية هؤلاء الذين يتحملون في الظروف الحالية ضغوطا كثيرة، في مواجهة خطر الوباء، حيث أصبح التصفيق طقسا يوميا للجيش الأبيض يمارسه البشر، تقديرا للطبيب والممرض، وكأن البشرية عقمت أيديها من التصفيق للسياسيين، يضحون بكل شيء، يرسم التعب والإرهاق ملامحهم في سبيل بث الأمل داخل نفوس المرضى، فنجدهم من قلب المستشفيات أبطالا خارقين في معاطف بيضاء، اتخذوا القرار في محاربة "كورونا" لاستمرار الحياة، حيث يظن البعض إجراءات العزل الصحي نوعا من التضييق على الحريات، لكن هناك من يقفون اليوم وجهًا لوجه متحدّين الوباء، ويعرّضون حياتهم للخطر، تماما مثل الأطباء الذين يخوضون غمار الحرب لمعالجة الجرحى والمصابين، لكنهم يثقون أن ما يفعلونه من أجل حياة الآخرين هو أنبل الأعمال. لذلك يجب علينا جميعا أن نكون أكثر سندا لهم في مشوارهم عن ط ......
#وطني
#وإنساني
#الأوقات

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679845