الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
كامل عباس : كيف تحّول الحلم إلى كابوس في رواية الترب الأمريكي ؟
#الحوار_المتمدن
#كامل_عباس اضطرتني الحاجة بعد مطاردتي عام 1977 لقضاء خمس سنوات متواريا عن الأ نظار حللت فيها ضيفا ثقيلا على أصدقائي مصطحبا معي روايات تساعدني كي أقهر الوقت عندهم وأن امحبوس في غرفة او تحت السرير أحيانا كي لا يفتضح أمرهم . انتهت المطاردة بعد خمس سنوات بسجن طويل امتد أربعة عشر عاما بين فروع التحقيق والسجون العسكرية والمدنية سافرت فيها الى كل بقاع الأرض على صفحات تلك الروايات لأصبح خارج قضبانهم رغما عنهم, لو لم يكن للرواية سوى تلك المزية لكفاها, لكأّن هذا الفن خُلق لمواساة المعذبين في السجون ولا يزال له نفس القيمة عندهم بعد أن تغيّر الزمن وأصبح العصر عصر المسلسلات التلفزيونية وعصر التغريدات على تويتر الممنوعة داخل سجون بلادي على السياسيين أمثالي تحديدا . حقيقة أنا ما أزال سجينا انتقل من السجن الصغير الى السجن الكبير. وقعت عيناي هذا العام قبل العيد على رواية التراب الأمركي فشدّتني اليها كلمات المحفورة على غلافها (التراب الأمريكي عمل مميز , توازن متقن بين الرعب من جهة وبين الحب من جهة أخرى , أتحدى أي شخص ألا يبدأ بقراءة الصفحات السبع الأولى من الكتاب حتى ينهيه كاملا)حسنا انا اعتبر ان نجاح الرواية يتوقف على هذه النقطة تحديدا, نقطة قدرة شد القارئ على متابعتها وهو ما يهمني الآن أكثر من حبكتها وعقدتها ونهايتها والى أي مدرسة أدبية تنتمي ولذك حصلت عليها لتبدأ رحلتي على صفحاتها طوال ايام العيد رواية : التراب الأمريكي تأليف الكاتبة الأمريكية جنين كمنز ترجمة أسامة اسبر الطبعة الأولى 2020 التوزيع دار فواصل في اللاذقية تتحدث الرواية عن رحلة المهاجرين الأمريكيين الجنوبيين باتجاه التراب الأمريكي في الشمال حيث يموت مهاجر على الحدود المكسيكية الأمريكية كل عشرين ساعة هربا من فظائع كرتيلات المخدرات الذين جنّدوا قطاع طرق ومغتصبون ولصوص يختبئون في صفوف الشرطة والجيش وحرس الحدود يسهلون عليهم تقطيع أعضاء ضحاياهم وإعادة ترتيبها في لوحات رعب حيه تبث الذعر في نفس كل من يفكر بالتمرد على كرتيلاتهم , واذا كانت الهجرة البشرية من مكان الى أخر عبر التاريخ وما يلاقيه المهاجر من ويلات على الطريق فان جديدها في عصرنا هو طائرات مسيرة وكاميرات شرطة تجعل من احتمال نجاح هجرتهم أمرا معدوما تقريبا .تصف لنا الكاتبة معاناة أولئك المهاجرين في رحلتهم وهم يفترشون جسورا أو يتسلقون الأشجار ليقفزوا منها عندما يمر القطار من تحتهم الى سطحه اواذا نجا الواحد منهم في قفزته فان أهوالا أخرى تنتظره على الطريق الطويل وفي أماكن تجمعهم حيث يضطرون الى التبرز والتبول بشكل جماعي ومكشوف أحيانا ليتحول حلم من نجا منهم ووصل اى التراب الأمريكي الى كابوس فيما بعد .تتساءل الكاتبة الأمريكية في حاشية الرواية قائلة :( لقد ارتعت من الطريقة التي صُوِّر بها المهاجرون الأمريكيون اللاتينيون حيث ينظر اليهم حشدا من الغوغاء الغازين والمجرمين المجففين للموارد, وفي أفضلها نوعا من الكتلة السمراء اليائسة والجائعة والتي لاوجه لها والتي تصخب طالبة المساعدة على عتبة بابنا ونادرا ما نفكر بهم بوصفهم إخوتنا في الانسانية, أشخاصا يملكون القدرة على صناعة قرارهم ويسهمون في مستقبلهم ومستقبلنا أيضا....وفيما كنت أسافر وابحث خلال أربع سنوات اكتشفت ان فكرة الحلم الأمريكي أصبحت تملكية . ) ص505 . الرواية وضعت الملح على الجرح في قلبي . أنا لم أقرأ رواية عن هجرة المكسيكيين الى أمريكا بل عن هجر ة السوريين الى اوروبا, وبدلا من القفز الى سطح القطار فان القفز عند السوريين هو من القوارب التي يحرسه ......
#تحّول
#الحلم
#كابوس
#رواية
#الترب
#الأمريكي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719133