الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نعمى شريف : حقيبة سفر بهوية سورية
#الحوار_المتمدن
#نعمى_شريف من مطار دمشق الدولي الى مطار برلين احداث ومواقف تتجدد وتتجدد حقبة من الزمن......................... ولاتزال المشاهد على نفس المنوال بالرغم من تغير الزمن والاحداث والاماكن والاشخاص.........................مازالت حقيبة السفرذات الهوية السورية تحمل أشياء لايمكن لاي حقيبة ان تحملها او ان تتحملها................... وتستطيع ان تميز هوية حقيبة السفر السورية من بين كل الحقائب لانها تكاد تستنجد باعلى صوتها لتنادي اريد التنفس ولو مكان مغز الابرة. ....ولا تزال حقيبة السفر السورية تتصدر المنصب الاول وتتفوق على اي وزن مسموح به عالميا في المطارات على الاطلاق..في كل سفرة من سفراتي المكثفة خلال عقدين من الزمن من دمشق الى ألمانيا وفي كل مرة اقف في طابورالمفاوضات في المطار على بوابة الميزان لتبدأ الاجراءات الخاصة بصعود الطائره برفقة الامتعه ...وتصعد حقايب السفرعلى الميزان ويصعد معها قلب المسافر السوري وتزداد دقات قلبه ودعواته......... ولاعجبا ان يستعين بالذكرالحكيم وبدعوات امه التي تستجاب في معظم الأحيان لمرور الحقيبة بسلام بدون اية مخالفه او أعادة اي جزء منها. ولكن الميزان يفضح الامر في أغلب الأحيان ليجعل العملية اصعب وأصعب وربما ليعقدها احيانا...... وتبدا رحلة المفاوضات بين المسافر السوري وطاقم المطارعلى السماح له بتمرير الوزن الزائد...أيقنت من خلال المعارك التي شهدتها خلال عقدين من الزمن والتي ربما كنت احد ابطالها مرارا.......... أن السوري هو الأقدرعلى التفاوض والاقناع ... ....وأجزم أن المسافر السوري يستطيع إقناع طاقم المطار أن حقيبته التي تزن ثلاثون كيلوغراما على ميزان المطار أنها أقل من ّذلك في مكان اخر................ وان الوزن الذي يظهر وماتراه اعين الطاقم على شاشة الميزان هو وهم وليس حقيقة.أن نفسه الطويل وصبره على التفاوض والاقناع جاء من ايمانه انه يحمل معه بلده في حقيبته ليس الا.....................لا تستهين ببضع حبات الزيتون التي قطفها له والده من شجرات كبرها معه واخوته على مدار السنين يوم بيوم........... ولا بشال من الصوف الذي نسجته له امه بدقات قلبها وربما دموع عينيها على غيابه وافتقاده في بلد باردة وبعيده عنها................ ولا عروسة الزعتر التي يفوح عطرها بذاكرته كل صباح والتي قد تعيد له صوت اخته وهي تحضرها له لياخذها معه في طريقه.. ........... أيضا رايحة القهوه المحمصة بالهيل التي تعيد له وبكل التفاصيل ذاكرته عندما كان يصحى على رايحتها بين اهله وما كان يدور في جلسة القهوة من اجتماع صباحي بين العائلة لتشعره انه مكان اهتمام الجميع...............................................وربما علبة السجائر التي وضعها له اخوه في حقيبه السفرليذكره بعشق السجائر الذي كان ممنوعا في طفولته والمغامرات التي خاضوها معا يوما بيوم..............وان ايمانه بان حقيبته هي ليست ككل حقائب المسافرين........ حقيبة المسافر السوري هي هويته هي بلده باكمله وبكل تفاصيله ورايحته وذبذبات اصوات من يحبهم ولمسات امه ودمعه اخته ودعوات والده........... .. هي وطن مليئ بالمشاعر والاحاسيس التي يحتاجها زوادة في مكان بعيد عن بلده لتكون له هوية وجسر قوي يصله بهم كل يوم......................هذا الايمان يجعل امرتمرير الوزن الزائد عند المسافر السوري هي مسالة حياه او موت............ هولايستطيع ان يستغن عن اية تفصيلة منها مهما كانت صغيره ولن يتنازل عن غرام واحد منها................................................... ......
#حقيبة
#بهوية
#سورية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695590