الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رحيم الحلي : بيت النداف قصة قصيرة كتبها رحيم الحلي
#الحوار_المتمدن
#رحيم_الحلي عاش ابو ذر في بيت طيني صغير في حارة فقيرة ، مكون من غرفتين صغيرتين يحتوي سقف احداهما على فتحة سماوية . تطل تلك الغرفة على الليوان وهو عبارة عن مدخل مسقوف بجذوع النخيل مثل الغرفة الخارجية الاخرى المطلة على فسحة سماوية صغيرة تحتوي على صنبور للماء وحوض صغير تتجمع فيه المياه لتخرج الى البالوعة التي تتوسط تلك الفسحة ، جميع الغرف ليس فيها شباك ، كان الفطور اليومي قطعة من الخبز مع قدح الشاي ، اما في وجبة العشاء فلا يجتمع الرز مع المرق سوى ليلة الجمعة عدا وجبة الغذاء فكانت تحتوي على قطعة صغيرة من اللحم مع ماعون من الرز ، كان ابو ذر مجتهداً في دراسته ونال اعجاب ابناء حارته خاصة جيرانه بيت عبيد النداف ابو مراد الذين اذهلتهم قدرته على الكتابة ومهارته في الرياضيات وهو في الصف الثاني الابتدائي واجرت احدى فتيات الاسرة مقارنه بينه وبين اختها التي كانت في الصف الرابع والتي فشلت في كتابة بعض الجمل لكنه نجح هو في ذلك فقرروا ان يسمحوا له بمرافقة ابنهم عمران بعد ان كانوا يرفضون قبل ذلك ربما لان والده كان حمالاً فقيراً او هناك اسباب اخرى يجهلها ، وذات يوم بعد ان تمكن الحكام الزرق ان يبنوا دولة الرعب التي كتمت الانفاس في تموز عام 1968 اعطاه صديقه عمران بعض الكتب الاجنبية التي تتحدث عن العدالة والحرية والتي اخفاها عند اهله صاحبها السجين في قصر النهاية . بيت النداف تعرضوا للتجريح والنقد من بعض ابناء الحارة عليهم فالناس يتكلمون عن والدهم الذي يشرب العرق كل يوم ، وكان الجميع يتطلع اليه حين يمر في ازقة الحارة حين يعود الى بيته وقت الظهيرة او بعد نهاية عمله بعد الغروب ، يبدو ان رجال الدين هم من يحرضون البعض للثرثرة على هذا الرجل المسالم الوديع ، بينما لا يكترثون للشجار والخصومات التي تحصل في الحارة التي تنتج عن اعتداءات البعض على حقوق الاخرين او حين يسرق الصبية البضائع المعروضة في دكاكين المدينة او حين يتسلقوا اسوار البيوت في الحارة الجديدة في المدينة او حين يسرقون الدجاج والبيض من سوق الدجاج. كان ابو مراد رجلا طيباً نجح في تربية ابناءه واصبح ابنه الكبير مراد معلماً في احدى قرى الحلة وساهم الاخير في نشر الوعي في الحارة وفي احدى العطلات الصيفية اشترى مراد مسجلة صوت كبيرة وقد اندهش ابو ذر وهو يرى الشريط يدور بين اطرافها ويصدر صوتاً وقد استمع الى صوته المسجل مما اصابه الذهول لقد اوصى مراد شقيقه عمران بمرافقة ابو ذر وابعاده عن الصبيان المنفلتين في الحارة حين وجد ان ابو ذر طفل ذكي وبريء ومختلف عن اقرانه من صبيان تلك الحارة التي ينتشر فيها الجهل والفقر والخشونة في الالفاظ والتعامل.اعتاد ابو ذر ان يذهب الى مكتبة المدينة في ضاحية المدينة الشمالية حيث البيوت الحديثة الجميلة التي ارتفعت من اسيجتها الخارجية الاشجار المثمرة والنخيل ، ويعود عند الظهيرة الى البيت لتناول الطعام وكان يأكل برضا ويشكر كل ما تقدمه امه على مائدة الغذاء الفقيرة فهو يعرف ان والده يعمل حمالاً في سوق الخضروات في المدينة لذا لا يمكن لوالده ان يوفر لهم كل ما يشتهون لذلك كان يأكل كل ما تطبخه امه دون اعتراض على عكس شقيقه الاكبر الذي كان يتجادل كل يوم عن الطعام وكميته والذي كان يتجنب الوقوف والحديث مع والده الحمال حين يصادفه في طرقات المدينة فقد كان يشعر بالمهانة من مهنة والده ، فلا يرد على نداءاته حين يلتقيه في الطريق ويهرب من امامه خاصة حين يكون معه بعض اصدقاءه من ابناء الاغنياء ، اما ابو ذر فقد اعتاد ان يساعد والده حين يصادفه في احد الطرقات ويدفع معه عربته ويطلب منه ان يستريح وان يجلس في العربة ليسحبه ......
#النداف
#قصيرة
#كتبها
#رحيم
#الحلي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677544