فارس خليل إبراهيم : الرقم أربعون في الميثولوجيا والمعتقدات الدينية
#الحوار_المتمدن
#فارس_خليل_إبراهيم اقترن ظهور دور الأيام والسنوات الأربعين بالانتقالات النوعية التي تحدث للأشخاص والجماعات في المعتقدات الدينية، بظهور المدنية في حضارات الشرق الأدنى. فكل مكونات النصوص التي تحتوي على الرقم أربعين هي مكونات مترشحة من المجتمع المدني لتلك الحضارات وظواهره، فقد كان الرقم أربعون رمزَ الإلهِ "انكي" السومري الذي ساهم في خلق الإنسان وعمل جاهداً على نجاته في قصة الطوفان الرافدينية.واعتقد المصريون أن الروح تبقى في جسد الإنسان مدة أربعين يوماً بعد موته.أما في الكتاب المقدس فقد ورد ذكر الرقم أربعين بمواضع كثيرة للإشارة الى جملة من الأحداث الممهدة للانتقال بالشخوص والجماعات الى مستوى أخر يختلف عن المستوى الذي سبقه؛ فقد عاش موسى "عليه السلام" 120 سنة مقسمة على ثلاثة مراحل كل مرحلة منها استمرت 40 سنة (سفر الأعمال 7: 23، 30، 36).الأربعون سنة الأولى من حياة موسى "ع" كانت في كنف فرعون اكتسب فيها المعرفة والحكمة المصرية، أما الأربعون سنة الثانية فقد كان فيها موسى "ع" راعياً للغنم في مدين، بعد هروبه من فرعون، ليتجلى له يهوه بهيئة نار وسط شجرة العليق ليأمره بقيادة شعبه الى الأرض الموعودة. في حين قضى الأربعين سنة الأخيرة من عمره مع قومه في التيه بعد أن عاقب يهوه شعبه المختار عقب طلبهم إلهاً يشبه آلهة مصر إثر غياب موسى "ع" عنه أربعون يوماً "ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له قم اصنع لنا آلهة تسير امامنا لان هذا موسى الرجل الذي اصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا أصابه" (سفر الخروج 1- 32).وقد ملك أول ثلاثة ملوك في بني إسرائيل (شاؤول، داوود، سليمان) حسب الرواية التوراتية، أربعين سنة لكل منهم، واستمر حكم القضاة من بعدهم أربعين سنة أيضا.وفي الإنجيل صام يسوع في البرية أربعين يوماً وليلة، نجح فيها بالتغلب على اغراءآت ابليس والعودة الى قومه ليزف لهم البشارة بملكوت الرب "ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" (متى 4: 1-11) .وقد استمر يسوع يظهر لتلامذته ـ بعد حادثة الصلب ـ أربعين يوماً، يعلمهم فيها الحكمة، ليكونوا مهيئين لحمل رسالته الى العالم "اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ." (أعمال الرسل 1: 3).وهناك شواهد كثيرة في الكتاب المقدس تربط الرقم أربعين بالتحولات الجذرية في حياة الأشخاص والجماعات المذكورة في الكتاب.كما أن الديانات الأخرى في المنطقة لم تخلُ من هذه الرقم وأسراره، ففي فارس بعث زرادشت نبياً بعد بلوغه الأربعين من العمر، وكذلك النبي الاكرم محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" قد نزل عليه الوحي في هذا العمر. وفي القرآن الكريم ورد ذكر هذا الرقم ثلاث مرات للإشارة الى انتقال الانسان الى مستوى آخر يختلف عن الذي سبقه.﴿-;-.. حتى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ-;- وَالِ ......
#الرقم
#أربعون
#الميثولوجيا
#والمعتقدات
#الدينية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766598
#الحوار_المتمدن
#فارس_خليل_إبراهيم اقترن ظهور دور الأيام والسنوات الأربعين بالانتقالات النوعية التي تحدث للأشخاص والجماعات في المعتقدات الدينية، بظهور المدنية في حضارات الشرق الأدنى. فكل مكونات النصوص التي تحتوي على الرقم أربعين هي مكونات مترشحة من المجتمع المدني لتلك الحضارات وظواهره، فقد كان الرقم أربعون رمزَ الإلهِ "انكي" السومري الذي ساهم في خلق الإنسان وعمل جاهداً على نجاته في قصة الطوفان الرافدينية.واعتقد المصريون أن الروح تبقى في جسد الإنسان مدة أربعين يوماً بعد موته.أما في الكتاب المقدس فقد ورد ذكر الرقم أربعين بمواضع كثيرة للإشارة الى جملة من الأحداث الممهدة للانتقال بالشخوص والجماعات الى مستوى أخر يختلف عن المستوى الذي سبقه؛ فقد عاش موسى "عليه السلام" 120 سنة مقسمة على ثلاثة مراحل كل مرحلة منها استمرت 40 سنة (سفر الأعمال 7: 23، 30، 36).الأربعون سنة الأولى من حياة موسى "ع" كانت في كنف فرعون اكتسب فيها المعرفة والحكمة المصرية، أما الأربعون سنة الثانية فقد كان فيها موسى "ع" راعياً للغنم في مدين، بعد هروبه من فرعون، ليتجلى له يهوه بهيئة نار وسط شجرة العليق ليأمره بقيادة شعبه الى الأرض الموعودة. في حين قضى الأربعين سنة الأخيرة من عمره مع قومه في التيه بعد أن عاقب يهوه شعبه المختار عقب طلبهم إلهاً يشبه آلهة مصر إثر غياب موسى "ع" عنه أربعون يوماً "ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له قم اصنع لنا آلهة تسير امامنا لان هذا موسى الرجل الذي اصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا أصابه" (سفر الخروج 1- 32).وقد ملك أول ثلاثة ملوك في بني إسرائيل (شاؤول، داوود، سليمان) حسب الرواية التوراتية، أربعين سنة لكل منهم، واستمر حكم القضاة من بعدهم أربعين سنة أيضا.وفي الإنجيل صام يسوع في البرية أربعين يوماً وليلة، نجح فيها بالتغلب على اغراءآت ابليس والعودة الى قومه ليزف لهم البشارة بملكوت الرب "ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" (متى 4: 1-11) .وقد استمر يسوع يظهر لتلامذته ـ بعد حادثة الصلب ـ أربعين يوماً، يعلمهم فيها الحكمة، ليكونوا مهيئين لحمل رسالته الى العالم "اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ." (أعمال الرسل 1: 3).وهناك شواهد كثيرة في الكتاب المقدس تربط الرقم أربعين بالتحولات الجذرية في حياة الأشخاص والجماعات المذكورة في الكتاب.كما أن الديانات الأخرى في المنطقة لم تخلُ من هذه الرقم وأسراره، ففي فارس بعث زرادشت نبياً بعد بلوغه الأربعين من العمر، وكذلك النبي الاكرم محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" قد نزل عليه الوحي في هذا العمر. وفي القرآن الكريم ورد ذكر هذا الرقم ثلاث مرات للإشارة الى انتقال الانسان الى مستوى آخر يختلف عن الذي سبقه.﴿-;-.. حتى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ-;- وَالِ ......
#الرقم
#أربعون
#الميثولوجيا
#والمعتقدات
#الدينية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766598
الحوار المتمدن
فارس خليل ابراهيم - الرقم أربعون في الميثولوجيا والمعتقدات الدينية