إبراهيم اليوسف : حفيظ عبدالرحمن: حمداً على سلامتك
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_اليوسف لكم كانت المفاجأة سارة، وأنا أتصفح الأنترنت في بيت صديقي سيامند ميرزو ، في إمارة عجمان، بعدما كنت ، مساء البارحة، في زيارته، لأجد خبر إخلاء سبيل كاتبنا الجميل حفيظ عبدالرحمن منشوراً، باسم ماف ، أولى منظمة حقوقية كردية في سوريا، لا يزال حفيظ عضواً في مجلس أمنائها حتى اللحظة. حاولت الاتصال بأهلنا- في الوطن- للتأكد، حول صحة خبر إخلاء سبيل أبي نوشين، فلم يكن لديهم أي خبر جديد،شاف، سوى أنه قد تمت محاكمته في اليوم السابق، وأن المحامي استأذن القاضي- كما فهمت- بتقديم إخلاء سبيل له. كما حاولت الاتصال بالزملاء في ماف، فلم أتمكن، من ذلك، إلا متأخراً، حصلت على رقم هاتف محاميه الوديع الذي يعمل بصمت وإخلاص، فأكد لي صحة الخبر، وقال: ربما يكون ذلك خلال الساعتين القادمتين. استأذنت أصحاب البيت الذي استضافني- للعودة إلى الشارقة- وهو من البيوت الطيبة هنا، التي أرتاح فيها، وأستعين بها، أنى عضت الغربة روحي، كي أتماسك، حاصلاً على توازني، ومواجهاً مهمة موازنة المعادلة النفسية التي لا تستقيم-عادة- إلا بين أهلي، وكتبي، والخلص من الأصدقاء الجميلين هناك، بل الخلص من أبناء مدينتي الذين أكن لهم كل الحب، وأشتاق حتى إلى من لا أعرف اسمه فيها، سريانياً وكردياً وعربياً وآشورياً،ومن كل أطياف الفسيفساء، الجميل، بمن فيهم شعراؤها، ومجانينها، وحالموها، وعشاقها، وتجارها، وساستها: شباباً ورجالاً ونساء، وأطفالاً، ممن كنت أدأب ملاقاتهم في الشارع، وأنا أتوجه من بيتي في الحي الغربي إلى مركز المدينة، في "مشواري" اليومي، الذي صار ت مشاكل "الديسك" اللعين الذي استفحل، في السنوات الأخيرة،على حين غرة، تحرمني منه، إلى حد ما. بعد وصولي الشقة التي استأجرتها، قرب عملي، لأراها أكثر وحشة، بعد أن غدوت وحيداً فيها، منذ أسبوعين، ما يدفعني لملء وقتي خارج دوام العمل، مع عدد من الأصدقاء، لتبدو لي فوراً مشكلة كبيرة، مع عقارب الساعة التي باتت متجمدة بأكثر في تلك الليلة- وهي استهلالة سبتمر أو الفاتح منه- وأنا أعلق عليها كلتا عيني، دون جدوى، الأمر الذي صرت أكتشفه على طريقتي، كلما غادرت قامشلي، مدماك الروح، وأسطونها الخالد . قلق جدعارم اشتعل في روحي، بدأت أروح جيئة وذهابا في الغرفة التي باتت تضيق حين أريدها تتسع، وتتسع حين أريدها تضيق، و لكأنها تستمرىء التورط في مضاعفة جرعة الألم التي باتت أحد الشهود على تعاطيه. اتصلت ببعض أفراد الأسرة في حلب، قالوا: إنهم أكثر قلقاً مني على حفيظ، والاتصالات باتت تنهال من الأهل والأصدقاء، بعد نشر الخبر الصحفي، وأنه لم يعد يتصل بالأسرة منذثلاث ساعات، حين قال لهم في اتصاله الأخير: إن إجراءات إخلاء سبيلي بدأت تتم فعلاً. طلبت أرقام هواتف من توجه من الأهل- قبل الإفطار- وما زالوا، قاصدين استقباله على الباب الخارجي لسجن حلب المركزي، الذي رأيته فيه بعد أشهر من اعتقاله، خلال الزيارة اليتيمة إليه مع أولاده، ولكم قالت لي هيئته الجديدة التي فاجأني بها الكثير، مما يكفي لكتابة سفر من الشعر، والتي ترجمها لي حفيظ، لغة ً، بهدوئه الشاعر الأصيل، وبسالته التي أعترف بها، منهمكاً في تفاصيل الحديث إلي، في ملابس السجن من وراء القضبان، وهو المبدع الأنيق ، باذخ الذائقة، كي يلقي عليه كلهم التحية، ما أن مروا بنا، وهم شبان صغار، وكبار، عرف حفيظ كيف يبني جسر الثقة نحوهم كما يبدو:- ماذا يلزمك ماموستا؟؟ليرد عليهم مبتسماً: لاشيء، وهو يكمل حديثه، ويسأل عن أحوالنا جميعاً، يذرف الدمع على زم ......
#حفيظ
#عبدالرحمن:
#حمداً
#سلامتك
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710823
#الحوار_المتمدن
#إبراهيم_اليوسف لكم كانت المفاجأة سارة، وأنا أتصفح الأنترنت في بيت صديقي سيامند ميرزو ، في إمارة عجمان، بعدما كنت ، مساء البارحة، في زيارته، لأجد خبر إخلاء سبيل كاتبنا الجميل حفيظ عبدالرحمن منشوراً، باسم ماف ، أولى منظمة حقوقية كردية في سوريا، لا يزال حفيظ عضواً في مجلس أمنائها حتى اللحظة. حاولت الاتصال بأهلنا- في الوطن- للتأكد، حول صحة خبر إخلاء سبيل أبي نوشين، فلم يكن لديهم أي خبر جديد،شاف، سوى أنه قد تمت محاكمته في اليوم السابق، وأن المحامي استأذن القاضي- كما فهمت- بتقديم إخلاء سبيل له. كما حاولت الاتصال بالزملاء في ماف، فلم أتمكن، من ذلك، إلا متأخراً، حصلت على رقم هاتف محاميه الوديع الذي يعمل بصمت وإخلاص، فأكد لي صحة الخبر، وقال: ربما يكون ذلك خلال الساعتين القادمتين. استأذنت أصحاب البيت الذي استضافني- للعودة إلى الشارقة- وهو من البيوت الطيبة هنا، التي أرتاح فيها، وأستعين بها، أنى عضت الغربة روحي، كي أتماسك، حاصلاً على توازني، ومواجهاً مهمة موازنة المعادلة النفسية التي لا تستقيم-عادة- إلا بين أهلي، وكتبي، والخلص من الأصدقاء الجميلين هناك، بل الخلص من أبناء مدينتي الذين أكن لهم كل الحب، وأشتاق حتى إلى من لا أعرف اسمه فيها، سريانياً وكردياً وعربياً وآشورياً،ومن كل أطياف الفسيفساء، الجميل، بمن فيهم شعراؤها، ومجانينها، وحالموها، وعشاقها، وتجارها، وساستها: شباباً ورجالاً ونساء، وأطفالاً، ممن كنت أدأب ملاقاتهم في الشارع، وأنا أتوجه من بيتي في الحي الغربي إلى مركز المدينة، في "مشواري" اليومي، الذي صار ت مشاكل "الديسك" اللعين الذي استفحل، في السنوات الأخيرة،على حين غرة، تحرمني منه، إلى حد ما. بعد وصولي الشقة التي استأجرتها، قرب عملي، لأراها أكثر وحشة، بعد أن غدوت وحيداً فيها، منذ أسبوعين، ما يدفعني لملء وقتي خارج دوام العمل، مع عدد من الأصدقاء، لتبدو لي فوراً مشكلة كبيرة، مع عقارب الساعة التي باتت متجمدة بأكثر في تلك الليلة- وهي استهلالة سبتمر أو الفاتح منه- وأنا أعلق عليها كلتا عيني، دون جدوى، الأمر الذي صرت أكتشفه على طريقتي، كلما غادرت قامشلي، مدماك الروح، وأسطونها الخالد . قلق جدعارم اشتعل في روحي، بدأت أروح جيئة وذهابا في الغرفة التي باتت تضيق حين أريدها تتسع، وتتسع حين أريدها تضيق، و لكأنها تستمرىء التورط في مضاعفة جرعة الألم التي باتت أحد الشهود على تعاطيه. اتصلت ببعض أفراد الأسرة في حلب، قالوا: إنهم أكثر قلقاً مني على حفيظ، والاتصالات باتت تنهال من الأهل والأصدقاء، بعد نشر الخبر الصحفي، وأنه لم يعد يتصل بالأسرة منذثلاث ساعات، حين قال لهم في اتصاله الأخير: إن إجراءات إخلاء سبيلي بدأت تتم فعلاً. طلبت أرقام هواتف من توجه من الأهل- قبل الإفطار- وما زالوا، قاصدين استقباله على الباب الخارجي لسجن حلب المركزي، الذي رأيته فيه بعد أشهر من اعتقاله، خلال الزيارة اليتيمة إليه مع أولاده، ولكم قالت لي هيئته الجديدة التي فاجأني بها الكثير، مما يكفي لكتابة سفر من الشعر، والتي ترجمها لي حفيظ، لغة ً، بهدوئه الشاعر الأصيل، وبسالته التي أعترف بها، منهمكاً في تفاصيل الحديث إلي، في ملابس السجن من وراء القضبان، وهو المبدع الأنيق ، باذخ الذائقة، كي يلقي عليه كلهم التحية، ما أن مروا بنا، وهم شبان صغار، وكبار، عرف حفيظ كيف يبني جسر الثقة نحوهم كما يبدو:- ماذا يلزمك ماموستا؟؟ليرد عليهم مبتسماً: لاشيء، وهو يكمل حديثه، ويسأل عن أحوالنا جميعاً، يذرف الدمع على زم ......
#حفيظ
#عبدالرحمن:
#حمداً
#سلامتك
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710823
الحوار المتمدن
إبراهيم اليوسف - حفيظ عبدالرحمن: حمداً على سلامتك