عزوز العسري : التدين وسيرورة التحول من التدين الصلب إلى التدين الرقمي السائل -
#الحوار_المتمدن
#عزوز_العسري تعتبر الظاهرة الدينية أعرق ظاهرة تخص الإنسان تؤطر وجوده إلى أبعد حد. فالدين وراء تعريفه، ومكون سبله، ومحمل إمكانه. ويجد الدين هذه الأصالة في كون الإنسان متدين يواجه كل إمكان بدون دين. فمنذ البدء والدين يلازم الإنسان حيث يمكن القول معه هنا أنه يستحيل الوجود بدونه. فإذا كان الدين والتدين ملازمين للإنسان، فإنهم بهذا المعنى يتطورون ويتغيرون بتغير المجتمعات التي يوجدون فيها، ويتخذون شكلها. وإذا كان الدين عند السوسيولوجي الكبير جورج زيميل هو مجموع الحوافز الداخلية للأفراد تجاه الأشياء المقدسة، فإن التدين هو ذلك الشكل الإجتماعي الذي يأخذه الدين في المجتمع كممارسة وتطبيق. فازدهر بذلك الدين في آلته ووسيلته عبر سرعة الضوء، فصُب الكوكب في شبكة تواصلية سريعة جعلت منه قرية صغيرة، فحدد بذلك الدين قدره ومصيره وضمن استمراره. فانتقل بذلك الدين إلى العالم الافتراضي وتمثل رقميا، وأصبح الإنسان بذلك متدَين رقميا. ومنه فإن التدين بهذا المعنى، يأخذ شكل المجتمع الذي يوجد فيه، وشكل المجتمعات المعاصرة اليوم هو أنها مجتمعات رقمية بامتياز، حيث أفراد المجتمع اليوم لا يمكن أن يتصور أنفسهم خارج هذه الوسائل الرقمية والتكنولوجية، فتجرديهم منها وكأنه تجريد لهويتهم، فإذا كان في الماضي المجتمع هو الذي يحوي الأفراد ويؤطرهم، فاليوم على العكس من ذلك أصبح المجتمع هو المحتوى، "فالمجتمع الكوني الجديد، ليس "حاويا"، بل هو متشعب في نظم مستقلة مترابطة كونيا. إنه بذلك المجتمع "المحتوى" من قبل الجميع. فالكل يؤطر المجتمع الجديد بدرجات متفاوتة؛ كعادة القدرات والإمكانات البشرية. والكل ينظمه وفق ما يمتلك من مخزون ودفق معرفي – تكنولوجي. الكل يحاول أن يصنع فيه كينونته. والكل يرسم فيه شيئا من تقاليده وأعرافه، ومعايره. الكل يشكل فيه شخصيته، ويحاول أن يحتويه مجتمعا مطلقا له. إن الوعي بالعصر الكوني والمجتمع الكوني والإنسان الكوني، هو من سمات عصر العولمة بالمعنى المجتمعي. (علي محمد رحومة، ص 26- 27). فهذا الأمر يجعلنا نطرح مجموعة من التساؤلات، وهي كالتالي: هل نحن اليوم بصدد نمط جديد من التدين والذي يمكن نعته بالتدين الرقمي؟ وهل يمكن القول أن هذا النمط الجديد من التدين بالمغرب هو نتاج لسيرورة تحول من تدين صلب قائم على المؤسسات إلى تدين سائل تتوسطه الوسائل الرقمية والتكنولوجية؟. إن المجتمع في حاجة إلى دين، و الدين في حاجة إلى تغير نسيجه إلى ما يعرفه العلم - العلم هنا بما يعرف بالوسائل الرقمية - من تقدم، الشيء الذي يجعله في ركاب التغير الاجتماعي، وبروز ما يمكن تسميته بالتدين الرقمي. فالدين باعتباره ظاهرة اجتماعية، لا يمكن إلا أن يتفاعل مع العصر الرقمي لما يحتوي عليه من إمكانية التحول بحيث عزز من تغلغله في المجتمع، بواسطة الإمكانات المتاحة من مختلف التكنولوجيات الرقمية كالفضائيات، والإنترنيت حيث أصبحت الشبكة العنكبوتية تحتوي على بث الطمأنينة الافتراضية، التي كانت من وظيفة المسجد حيث شهد التدين الرقمي حسب يوسف ربابعة أشكاله الخاصة من "الإيمان الافتراضي، والجهاد الافتراضي، والدعاء الافتراضي والصلاة الافتراضية" (يوسف ربابعة). فهذا ما يمكن إدراكه ونحن بصدد دراسة الظاهرة الدينية في جانبها التديني الممارساتي وعلاقتها بالوسائل التكنولوجية والفضاءات الرقمية الحديثة، "حيث وصل الإنسان إلى التمظهر، والتمثل في وسط تكنولوجي اتصالي جديد: وسط الاتصال الإلكتروني، ليس له من علاقة بأوساطنا التكنولوجية الاتصالية السابقة سوى أنه يجمع بين أنواعها في آن واحد (...) لقد انتقلت الظاهرة الاجتماعية بمختلف جوان ......
#التدين
#وسيرورة
#التحول
#التدين
#الصلب
#التدين
#الرقمي
#السائل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683339
#الحوار_المتمدن
#عزوز_العسري تعتبر الظاهرة الدينية أعرق ظاهرة تخص الإنسان تؤطر وجوده إلى أبعد حد. فالدين وراء تعريفه، ومكون سبله، ومحمل إمكانه. ويجد الدين هذه الأصالة في كون الإنسان متدين يواجه كل إمكان بدون دين. فمنذ البدء والدين يلازم الإنسان حيث يمكن القول معه هنا أنه يستحيل الوجود بدونه. فإذا كان الدين والتدين ملازمين للإنسان، فإنهم بهذا المعنى يتطورون ويتغيرون بتغير المجتمعات التي يوجدون فيها، ويتخذون شكلها. وإذا كان الدين عند السوسيولوجي الكبير جورج زيميل هو مجموع الحوافز الداخلية للأفراد تجاه الأشياء المقدسة، فإن التدين هو ذلك الشكل الإجتماعي الذي يأخذه الدين في المجتمع كممارسة وتطبيق. فازدهر بذلك الدين في آلته ووسيلته عبر سرعة الضوء، فصُب الكوكب في شبكة تواصلية سريعة جعلت منه قرية صغيرة، فحدد بذلك الدين قدره ومصيره وضمن استمراره. فانتقل بذلك الدين إلى العالم الافتراضي وتمثل رقميا، وأصبح الإنسان بذلك متدَين رقميا. ومنه فإن التدين بهذا المعنى، يأخذ شكل المجتمع الذي يوجد فيه، وشكل المجتمعات المعاصرة اليوم هو أنها مجتمعات رقمية بامتياز، حيث أفراد المجتمع اليوم لا يمكن أن يتصور أنفسهم خارج هذه الوسائل الرقمية والتكنولوجية، فتجرديهم منها وكأنه تجريد لهويتهم، فإذا كان في الماضي المجتمع هو الذي يحوي الأفراد ويؤطرهم، فاليوم على العكس من ذلك أصبح المجتمع هو المحتوى، "فالمجتمع الكوني الجديد، ليس "حاويا"، بل هو متشعب في نظم مستقلة مترابطة كونيا. إنه بذلك المجتمع "المحتوى" من قبل الجميع. فالكل يؤطر المجتمع الجديد بدرجات متفاوتة؛ كعادة القدرات والإمكانات البشرية. والكل ينظمه وفق ما يمتلك من مخزون ودفق معرفي – تكنولوجي. الكل يحاول أن يصنع فيه كينونته. والكل يرسم فيه شيئا من تقاليده وأعرافه، ومعايره. الكل يشكل فيه شخصيته، ويحاول أن يحتويه مجتمعا مطلقا له. إن الوعي بالعصر الكوني والمجتمع الكوني والإنسان الكوني، هو من سمات عصر العولمة بالمعنى المجتمعي. (علي محمد رحومة، ص 26- 27). فهذا الأمر يجعلنا نطرح مجموعة من التساؤلات، وهي كالتالي: هل نحن اليوم بصدد نمط جديد من التدين والذي يمكن نعته بالتدين الرقمي؟ وهل يمكن القول أن هذا النمط الجديد من التدين بالمغرب هو نتاج لسيرورة تحول من تدين صلب قائم على المؤسسات إلى تدين سائل تتوسطه الوسائل الرقمية والتكنولوجية؟. إن المجتمع في حاجة إلى دين، و الدين في حاجة إلى تغير نسيجه إلى ما يعرفه العلم - العلم هنا بما يعرف بالوسائل الرقمية - من تقدم، الشيء الذي يجعله في ركاب التغير الاجتماعي، وبروز ما يمكن تسميته بالتدين الرقمي. فالدين باعتباره ظاهرة اجتماعية، لا يمكن إلا أن يتفاعل مع العصر الرقمي لما يحتوي عليه من إمكانية التحول بحيث عزز من تغلغله في المجتمع، بواسطة الإمكانات المتاحة من مختلف التكنولوجيات الرقمية كالفضائيات، والإنترنيت حيث أصبحت الشبكة العنكبوتية تحتوي على بث الطمأنينة الافتراضية، التي كانت من وظيفة المسجد حيث شهد التدين الرقمي حسب يوسف ربابعة أشكاله الخاصة من "الإيمان الافتراضي، والجهاد الافتراضي، والدعاء الافتراضي والصلاة الافتراضية" (يوسف ربابعة). فهذا ما يمكن إدراكه ونحن بصدد دراسة الظاهرة الدينية في جانبها التديني الممارساتي وعلاقتها بالوسائل التكنولوجية والفضاءات الرقمية الحديثة، "حيث وصل الإنسان إلى التمظهر، والتمثل في وسط تكنولوجي اتصالي جديد: وسط الاتصال الإلكتروني، ليس له من علاقة بأوساطنا التكنولوجية الاتصالية السابقة سوى أنه يجمع بين أنواعها في آن واحد (...) لقد انتقلت الظاهرة الاجتماعية بمختلف جوان ......
#التدين
#وسيرورة
#التحول
#التدين
#الصلب
#التدين
#الرقمي
#السائل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683339
الحوار المتمدن
عزوز العسري - التدين وسيرورة التحول من التدين الصلب إلى التدين الرقمي السائل -