عبد الحسين شعبان : محمد مخلوف المثقف العُصامي وتفاصيله الصغيرة
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحسين_شعبان لفت انتباهي شاب ليبي مفعم بالحيوية إلى درجة المشاكسة أحياناً، في مؤتمر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في لندن العام 1991، حيث لم يترك شاردة وواردة إلاّ وجاء عليها، فناقش التقرير التنظيمي والخطة المستقبلية والتقرير المالي وانتقد الأداء وقدّم جملة من المقترحات للإرتقاء بعمل المنظمة، خصوصاً وأنها بحاجة إلى دماء جديدة. وكان، في الواقع، صوتاً متميّزاً واعياً وحريصاً ومسؤولاً، وإن كان حادّاً أحياناً، فقد كان محمد مخلوف معتدّاً بنفسه وشاعراً بكفاءته مخلصاً في رغبته لتنزيه مفهوم حقوق الإنسان ممّا علق به من ضوضاء سياسية وصخب أيديولوجي في الكثير من الأحيان، وذلك ضمن فهمه ووعيه واجتهاده الخاص، الذي كان بحاجة إلى صقلٍ وبلورة.وكان محمد مخلوف يتصرّف بعفوية وتلقائية ووضوح أيضاً. يعترض ويردّ ويضيف ويصحّح، وفي الوقت نفسه يكتشف ويقدّر ويستفيد من المناقشة لتعزيز منظومته وتنقيتها هي الأخرى من التأثيرات السياسية والخلفيات الفكرية، التي سبحان مَن لا يتخلّص منها أو لا يقع فيها.وحين اقتربت لحظة التصويت لعضوية اللجنة التنفيذية، لم يحصل مخلوف على الأصوات المطلوبة، الأمر الذي غالباً ما يحصل مع نشطاء وأصحاب وجهات نظر ومَن لديهم آراء وأفكار مستقلّة، خصوصاً عمّا هو سائد. وقد فاز في عضوية اللجنة التنفيذية زملاء من السعودية والبحرين ومصر ولبنان والعراق، وفي أول اجتماع للجنة التنفيذية، تمّ اختياري بالإجماع رئيساً للمنظمة، فاقترحت ضم جميع الذين ترشّحوا ولم ينالوا الأصوات المطلوبة في المنافسة الانتخابية بجعلهم أعضاءً كاملي العضوية (وليس احتياط)، لسببين: الأول الحرص على التمثيل الجغرافي. فشمال أفريقيا لم يكن ممثلّاً في اللجنة التنفيذية، بل إن بعض بلدانه يستحق أن يكون فيها بسبب حجم الانتهاكات من جهة، وقلّة المعلومات من جهة أخرى، كما هو بلد مثل ليبيا. أما عدم فوزهم فيعود إلى أن بعضهم لم يكن معروفاً على صعيد الحركة الحقوقية، على الرغم من مؤهلاته ودوره وما يمكن أن يرفده للمنظمة في هذا الإطار؛والثاني - توسيع دائرة المشاركين في العمل الحقوقي، خصوصاً من أصحاب الكفاءات والمؤمنين بالعمل التطوعي، علماً بأن ثقافة حقوق الإنسان كانت محدودة الانتشار، ناهيك عن محاولات التشكيك بها من جانب التيارات الشمولية اليسارية واليمينية والعلمانية والدينية، وكان لا بدّ من تنميتها وتدريب وتأهيل عدد من العاملين على هذا الصعيد، ولا سيّما الحرص على أربع قضايا أساسية، جعلناها برنامج عمل ودليل نظري للتحرّك.أولها - الحرص على استقلالية المنظمة وعدم انحيازها إلى أي دولة أو نظام إقليمي أو دولي أو حكومة أو معارضة سياسية أو دينية أو غيرها. والأمر يمتدّ من استقلاليتها الفكرية والتنظيمية إلى استقلاليتها المالية.ثانيها - وضع مسافة متساوية من الفرقاء: حكومات ومعارضات وعدم الانخراط في الصراع الأيديولوجي والسياسي الدائر في مجتمعاتنا، إلاّ بقدر الدفاع عن الحقوق والحريات.وثالثها - الدفاع عن الضحايا بغض النظر عن أفكارهم، فنحن مع الضحية بغض النظر عن اتجاهها السياسي وانحدارها الاجتماعي وتوجهها الفكري وجنسيتها وقوميتها ودينها ولونها وجنسها وأصلها الاجتماعي.ورابعها - العمل بشفافية وعلانية وقانونية، خارج دوائر العمل السرّي أو العنفي وضمن القوانين النافذة والمرعية، مع أهمية نقدها وتغييرها، خصوصاً بما تتعارض فيه مع "الشرعة الدولية لحقوق الإنسان". وكانت اجتماعات اللجنة التنفيذية مفتوحةً حتى لأعضاء أو أصدقاء في المنظمة، وهو ما لم يكن مفهوماً عند محمد مخلوف في بداية الأمر، إلى أن اعتاد عليه ......
#محمد
#مخلوف
#المثقف
#العُصامي
#وتفاصيله
#الصغيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751555
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحسين_شعبان لفت انتباهي شاب ليبي مفعم بالحيوية إلى درجة المشاكسة أحياناً، في مؤتمر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في لندن العام 1991، حيث لم يترك شاردة وواردة إلاّ وجاء عليها، فناقش التقرير التنظيمي والخطة المستقبلية والتقرير المالي وانتقد الأداء وقدّم جملة من المقترحات للإرتقاء بعمل المنظمة، خصوصاً وأنها بحاجة إلى دماء جديدة. وكان، في الواقع، صوتاً متميّزاً واعياً وحريصاً ومسؤولاً، وإن كان حادّاً أحياناً، فقد كان محمد مخلوف معتدّاً بنفسه وشاعراً بكفاءته مخلصاً في رغبته لتنزيه مفهوم حقوق الإنسان ممّا علق به من ضوضاء سياسية وصخب أيديولوجي في الكثير من الأحيان، وذلك ضمن فهمه ووعيه واجتهاده الخاص، الذي كان بحاجة إلى صقلٍ وبلورة.وكان محمد مخلوف يتصرّف بعفوية وتلقائية ووضوح أيضاً. يعترض ويردّ ويضيف ويصحّح، وفي الوقت نفسه يكتشف ويقدّر ويستفيد من المناقشة لتعزيز منظومته وتنقيتها هي الأخرى من التأثيرات السياسية والخلفيات الفكرية، التي سبحان مَن لا يتخلّص منها أو لا يقع فيها.وحين اقتربت لحظة التصويت لعضوية اللجنة التنفيذية، لم يحصل مخلوف على الأصوات المطلوبة، الأمر الذي غالباً ما يحصل مع نشطاء وأصحاب وجهات نظر ومَن لديهم آراء وأفكار مستقلّة، خصوصاً عمّا هو سائد. وقد فاز في عضوية اللجنة التنفيذية زملاء من السعودية والبحرين ومصر ولبنان والعراق، وفي أول اجتماع للجنة التنفيذية، تمّ اختياري بالإجماع رئيساً للمنظمة، فاقترحت ضم جميع الذين ترشّحوا ولم ينالوا الأصوات المطلوبة في المنافسة الانتخابية بجعلهم أعضاءً كاملي العضوية (وليس احتياط)، لسببين: الأول الحرص على التمثيل الجغرافي. فشمال أفريقيا لم يكن ممثلّاً في اللجنة التنفيذية، بل إن بعض بلدانه يستحق أن يكون فيها بسبب حجم الانتهاكات من جهة، وقلّة المعلومات من جهة أخرى، كما هو بلد مثل ليبيا. أما عدم فوزهم فيعود إلى أن بعضهم لم يكن معروفاً على صعيد الحركة الحقوقية، على الرغم من مؤهلاته ودوره وما يمكن أن يرفده للمنظمة في هذا الإطار؛والثاني - توسيع دائرة المشاركين في العمل الحقوقي، خصوصاً من أصحاب الكفاءات والمؤمنين بالعمل التطوعي، علماً بأن ثقافة حقوق الإنسان كانت محدودة الانتشار، ناهيك عن محاولات التشكيك بها من جانب التيارات الشمولية اليسارية واليمينية والعلمانية والدينية، وكان لا بدّ من تنميتها وتدريب وتأهيل عدد من العاملين على هذا الصعيد، ولا سيّما الحرص على أربع قضايا أساسية، جعلناها برنامج عمل ودليل نظري للتحرّك.أولها - الحرص على استقلالية المنظمة وعدم انحيازها إلى أي دولة أو نظام إقليمي أو دولي أو حكومة أو معارضة سياسية أو دينية أو غيرها. والأمر يمتدّ من استقلاليتها الفكرية والتنظيمية إلى استقلاليتها المالية.ثانيها - وضع مسافة متساوية من الفرقاء: حكومات ومعارضات وعدم الانخراط في الصراع الأيديولوجي والسياسي الدائر في مجتمعاتنا، إلاّ بقدر الدفاع عن الحقوق والحريات.وثالثها - الدفاع عن الضحايا بغض النظر عن أفكارهم، فنحن مع الضحية بغض النظر عن اتجاهها السياسي وانحدارها الاجتماعي وتوجهها الفكري وجنسيتها وقوميتها ودينها ولونها وجنسها وأصلها الاجتماعي.ورابعها - العمل بشفافية وعلانية وقانونية، خارج دوائر العمل السرّي أو العنفي وضمن القوانين النافذة والمرعية، مع أهمية نقدها وتغييرها، خصوصاً بما تتعارض فيه مع "الشرعة الدولية لحقوق الإنسان". وكانت اجتماعات اللجنة التنفيذية مفتوحةً حتى لأعضاء أو أصدقاء في المنظمة، وهو ما لم يكن مفهوماً عند محمد مخلوف في بداية الأمر، إلى أن اعتاد عليه ......
#محمد
#مخلوف
#المثقف
#العُصامي
#وتفاصيله
#الصغيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751555
الحوار المتمدن
عبد الحسين شعبان - محمد مخلوف المثقف العُصامي وتفاصيله الصغيرة