ادريس الواغيش : يومَ ضعتُ في واحَة -تُودْغَى-
#الحوار_المتمدن
#ادريس_الواغيش كنت أعرف أن الجنوب قَصِيٌّ عليّ والطريق إليه طويل صعب وشاق، والرّجوع إليه سيكون أكثر شقاوة وصعوبة، لذلك حاولت أن أزور ما أمكنني من مُدنه ومناطق وأماكن فيه قبل الرجوع إلى قواعدي في الشمال. طلب مني أحد أصدقاء الدراسة ذات جلسة في أحد مقاهي مكناس أن أزوره في "تنجداد" قرب الراشيدية في الصحراء، حيث كان يقوم بمهام إدارية هناك، لم أتردّد يومها في قبول الطلب، وعدته أن أفعل، لكن تركنا تفعيل الزيارة إلى الظروف والمُمكن من الزمن. كنت يومها في سنتي الثانية من التدريس بتارودانت سنة 1985م.في رحلتي عبر الحافلة بين تارودانت وورزازات، كانت الطريق صعبة وفيها الكثير من الحفر والمنعرجات، شاءت الظروف أن تصاب الحافلة بعطب تقني غير بعيد عن منعرجات "تالوين" حيث بدأت الأرض تنبسط أمامنا قليلا. كانت الفرصة مناسبة للركاب كي يأخذوا بعض أنفاسهم قريبا أو بعيدا قليلا عن الحافلة. بدأ مساعد السائق يصيح بما يملك من صوت محلي واضح باللهجة "السُّوسِيَة" ما مفاده أنه سيترك كل من يتخلف وأن "لا تبتعدوا كثيرا، سنقلع قريبا". نزلنا جميعا من الحافلة في أرض جرداء قاحلة إلا من بياض يكسو قمم جبال الأطلس الكبير التي تتراءى لنا من بعيد. كانت فرصتي أن ألتقي مع بعض السياح القاصدين ورزازات، رغم أننا كنا نستقل نفس الحافلة، بحكم كوني الوحيد الذي يتقن إلى حدود ما الإنجليزية في تلك السفرية، كما كان يتواجد معنا أيضا بنفس الحافلة رجل بشوش ومرح يحمل بعض شارات فناني المنطقة أو يسمى "الرّْوَايْس". ذكّـرني بأحد الشبّان من جيراني في المدرسة الذي كان في مثل عمري تقريبا، لم يكن يعرف العربية وكنت أنا بالكاد أرَكّـب بعض الجُمل باللغة الأمازيغية أو اللهجة "السّوسية"، وبالتالي حدث ان اتفقنا أنا وهو بشكل سرّي على أن أعلمه العربية ويعلمني هو الأمازيغية، كان هذا الصديق وسيما مرحا ومهووسا بالغناء، وحضور رقصات الأحواش التي كانت تقام في ركوح الدواوير ليلا بدءا من فصل الربيع إلى أن ينضج الزرع في الحقول وتبدأ عملية الحصاد في الحقول. كان يردّد بشكل دائم أغاني بعض "الرّوايس" مثل الدّمسيري الذي كان يومها أكثرهم شهرة كما آخرون من الجنسين، وهي أغاني كانت تُغنّى في المناسبات وتبثها الإذاعة الجهوية في أغادير بشكل يومي كل مساء. كان هذا الصديق السّوسي يحكي لي عن هيامه بتلك الفتاة القاطنة في إحدى الدواوير القريبة، ولذلك كنت أرافقه أحيانا ونحوم معا حول بعض الجنان من باب جبر الخاطر علنا نلتقي بحبيبته، واللقاء بفتيات أخريات في المنطقة وكان الحديث إليهن مُباح ولا خوف من جهة أقاربهن كمرور أخ أو أب، وهذا يدخل في صميم عادات تلك المنطقة الجميلة، رغم كون سكانها محافظين جدا. وللتخفيف من وضع مشكلته الغرامية، كان يحكي لي وبشكل درامي أيضا عن حكاية حب الفنان الدّمسيري لإحدى الفتيات من بلدته، وكيف أخذها غصبا منه أحد المهاجرين بفرنسا، لأنه يمتلك مالا وسيارة وعملا وأيضا يسكن في أرض الفرنسيس، وهذه كلها مؤهلات كانت تصنع الفرق في تلك الفترة الزمنية، وينهي الحكاية متأثرا بموت العروسة والعريس في حادثة سير تراجيدية مؤلمة وهما في طريق العودة إلى فرنسا، بعد أن انقلبت بهما السيارة في الطريق. لا يهم صدقية الرّواية هنا في عمومها ولا ما كان يرويه لي صديقي السوسي، لكن الناس وبعض الشباب في الدوار كانوا يحكون لي عنها كذلك وبتفصيل مُمِل أحيانا، والحكايات الشعبية كما نعرف تأخذ في كثير من الأحيان منحى كرة الثلج وهي في طريقها إلى السفح من أعلى الجبل، إذ كلما تدحرجت أكثر كبُر حجمها وزاد ثقلا، لكن الحكاية انتشرت كأغنية أداها وأبدع فيها الدمسيري شعرا ولحنا ......
#يومَ
#ضعتُ
#واحَة
#-تُودْغَى-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677738
#الحوار_المتمدن
#ادريس_الواغيش كنت أعرف أن الجنوب قَصِيٌّ عليّ والطريق إليه طويل صعب وشاق، والرّجوع إليه سيكون أكثر شقاوة وصعوبة، لذلك حاولت أن أزور ما أمكنني من مُدنه ومناطق وأماكن فيه قبل الرجوع إلى قواعدي في الشمال. طلب مني أحد أصدقاء الدراسة ذات جلسة في أحد مقاهي مكناس أن أزوره في "تنجداد" قرب الراشيدية في الصحراء، حيث كان يقوم بمهام إدارية هناك، لم أتردّد يومها في قبول الطلب، وعدته أن أفعل، لكن تركنا تفعيل الزيارة إلى الظروف والمُمكن من الزمن. كنت يومها في سنتي الثانية من التدريس بتارودانت سنة 1985م.في رحلتي عبر الحافلة بين تارودانت وورزازات، كانت الطريق صعبة وفيها الكثير من الحفر والمنعرجات، شاءت الظروف أن تصاب الحافلة بعطب تقني غير بعيد عن منعرجات "تالوين" حيث بدأت الأرض تنبسط أمامنا قليلا. كانت الفرصة مناسبة للركاب كي يأخذوا بعض أنفاسهم قريبا أو بعيدا قليلا عن الحافلة. بدأ مساعد السائق يصيح بما يملك من صوت محلي واضح باللهجة "السُّوسِيَة" ما مفاده أنه سيترك كل من يتخلف وأن "لا تبتعدوا كثيرا، سنقلع قريبا". نزلنا جميعا من الحافلة في أرض جرداء قاحلة إلا من بياض يكسو قمم جبال الأطلس الكبير التي تتراءى لنا من بعيد. كانت فرصتي أن ألتقي مع بعض السياح القاصدين ورزازات، رغم أننا كنا نستقل نفس الحافلة، بحكم كوني الوحيد الذي يتقن إلى حدود ما الإنجليزية في تلك السفرية، كما كان يتواجد معنا أيضا بنفس الحافلة رجل بشوش ومرح يحمل بعض شارات فناني المنطقة أو يسمى "الرّْوَايْس". ذكّـرني بأحد الشبّان من جيراني في المدرسة الذي كان في مثل عمري تقريبا، لم يكن يعرف العربية وكنت أنا بالكاد أرَكّـب بعض الجُمل باللغة الأمازيغية أو اللهجة "السّوسية"، وبالتالي حدث ان اتفقنا أنا وهو بشكل سرّي على أن أعلمه العربية ويعلمني هو الأمازيغية، كان هذا الصديق وسيما مرحا ومهووسا بالغناء، وحضور رقصات الأحواش التي كانت تقام في ركوح الدواوير ليلا بدءا من فصل الربيع إلى أن ينضج الزرع في الحقول وتبدأ عملية الحصاد في الحقول. كان يردّد بشكل دائم أغاني بعض "الرّوايس" مثل الدّمسيري الذي كان يومها أكثرهم شهرة كما آخرون من الجنسين، وهي أغاني كانت تُغنّى في المناسبات وتبثها الإذاعة الجهوية في أغادير بشكل يومي كل مساء. كان هذا الصديق السّوسي يحكي لي عن هيامه بتلك الفتاة القاطنة في إحدى الدواوير القريبة، ولذلك كنت أرافقه أحيانا ونحوم معا حول بعض الجنان من باب جبر الخاطر علنا نلتقي بحبيبته، واللقاء بفتيات أخريات في المنطقة وكان الحديث إليهن مُباح ولا خوف من جهة أقاربهن كمرور أخ أو أب، وهذا يدخل في صميم عادات تلك المنطقة الجميلة، رغم كون سكانها محافظين جدا. وللتخفيف من وضع مشكلته الغرامية، كان يحكي لي وبشكل درامي أيضا عن حكاية حب الفنان الدّمسيري لإحدى الفتيات من بلدته، وكيف أخذها غصبا منه أحد المهاجرين بفرنسا، لأنه يمتلك مالا وسيارة وعملا وأيضا يسكن في أرض الفرنسيس، وهذه كلها مؤهلات كانت تصنع الفرق في تلك الفترة الزمنية، وينهي الحكاية متأثرا بموت العروسة والعريس في حادثة سير تراجيدية مؤلمة وهما في طريق العودة إلى فرنسا، بعد أن انقلبت بهما السيارة في الطريق. لا يهم صدقية الرّواية هنا في عمومها ولا ما كان يرويه لي صديقي السوسي، لكن الناس وبعض الشباب في الدوار كانوا يحكون لي عنها كذلك وبتفصيل مُمِل أحيانا، والحكايات الشعبية كما نعرف تأخذ في كثير من الأحيان منحى كرة الثلج وهي في طريقها إلى السفح من أعلى الجبل، إذ كلما تدحرجت أكثر كبُر حجمها وزاد ثقلا، لكن الحكاية انتشرت كأغنية أداها وأبدع فيها الدمسيري شعرا ولحنا ......
#يومَ
#ضعتُ
#واحَة
#-تُودْغَى-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677738
الحوار المتمدن
ادريس الواغيش - يومَ ضعتُ في واحَة -تُودْغَى-
سعد محمد مهدي غلام : ضعتُ
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_مهدي_غلام كل المواسم خريف ألتحف عباءة ظليالناءَ ظهري به في التَّيْهاء ألاحق نَوْءَ النياسم والرسوم وكَلأ عَازِبيطاردني المدى بصفير السراب والهزيع تعلكني كثبان السوافي أوان زيغ الأشْتِيةو الشَّتات صور تزفرها شروخ المسافات واحة هجر دونيثبور مدائن عاد وصيحات المؤتفكاتيصطفق النداء بالصدىوالأسماء بالوجوهوالمفارق بالصوىأطلال منقاضةوتلول تسكنها أشباح مدججة بأنياب كاتم ومخالب سكين درك اليانكي وكهنة الشعبذة وشيوخ الشطار وشذاذ الأفاقلا ينفكون يقتفوني مطارد من رواق حيرةلزقاق خرابة لقبو قمقم لركن زنزانة رطب نتن مظلم بالرمال والسنين وأثار الخطىوثغاء الذكريات،مقطع ،متشظي في العرصات أوصاليتحملها الريح أربًا أربًامنفوش كنديف الهندباء حلَّقت قَزَع الخريفكحتني ظلي فيه فاِعتَرَني رمادألتم أتفرق أَذْهَبُ..ذَهْبَةً ذَهْبَةأَجِيءُ..جَيْئَةً جِيئةللشرق تارةللغرب تارة مع كل هبةتكأكأت تَبدَّدتعند نواصي العتبات ذويت ،كورقة يابسة أخذتني كنسًا الطرقاتضعتُ وما وقعت لا على رسم لاعلى نيسمولاعلى كَلأ عَازِبأَيُّهذا الشَّتاتُ ..الشِّتاءْأَيُّهذَا الشَّتاتُ..الخَريفْ ......
#ضعتُ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=739310
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_مهدي_غلام كل المواسم خريف ألتحف عباءة ظليالناءَ ظهري به في التَّيْهاء ألاحق نَوْءَ النياسم والرسوم وكَلأ عَازِبيطاردني المدى بصفير السراب والهزيع تعلكني كثبان السوافي أوان زيغ الأشْتِيةو الشَّتات صور تزفرها شروخ المسافات واحة هجر دونيثبور مدائن عاد وصيحات المؤتفكاتيصطفق النداء بالصدىوالأسماء بالوجوهوالمفارق بالصوىأطلال منقاضةوتلول تسكنها أشباح مدججة بأنياب كاتم ومخالب سكين درك اليانكي وكهنة الشعبذة وشيوخ الشطار وشذاذ الأفاقلا ينفكون يقتفوني مطارد من رواق حيرةلزقاق خرابة لقبو قمقم لركن زنزانة رطب نتن مظلم بالرمال والسنين وأثار الخطىوثغاء الذكريات،مقطع ،متشظي في العرصات أوصاليتحملها الريح أربًا أربًامنفوش كنديف الهندباء حلَّقت قَزَع الخريفكحتني ظلي فيه فاِعتَرَني رمادألتم أتفرق أَذْهَبُ..ذَهْبَةً ذَهْبَةأَجِيءُ..جَيْئَةً جِيئةللشرق تارةللغرب تارة مع كل هبةتكأكأت تَبدَّدتعند نواصي العتبات ذويت ،كورقة يابسة أخذتني كنسًا الطرقاتضعتُ وما وقعت لا على رسم لاعلى نيسمولاعلى كَلأ عَازِبأَيُّهذا الشَّتاتُ ..الشِّتاءْأَيُّهذَا الشَّتاتُ..الخَريفْ ......
#ضعتُ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=739310
الحوار المتمدن
سعد محمد مهدي غلام - ضعتُ