ميثم الجنابي : عمران بن حطان الخارجي: ممثل الوجدان والعصيان
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي للوجدان الثائر مآثره في المصير. وهي الحالة التي تجعل الإرادة أسيرة الطغيان العارم للروح المتسامي. وقد تكون هي الحالة الوحيدة التي تعطي لكلمة الطغيان أنغامها المذهلة في السماع الروحي للوجود، وأصواتها المغرية في القصائد الشعرية للحياة، ومذاقها الجميل في تاريخ التمرد والتشرد. لكنها حالات مرهقة للعقل والضمير والروح والجسد، لكنها الوحيدة القادرة على صقل حيوية الوجدان وإبداع الجنان بمقاييس الحركة المتوترة أمام هاوية الشك واليقين والحياة والموت. وقد جسد عمران بن حطان هذه الحالة، بحيث تحول النغم الساري في اسمه إلى كينونة تتطابق مع حقيقة شخصيته المتمردة بمعايير الإخلاص للنفس والفكرة المتسامية . ومن ثم لم تكن مختلف التأويلات المتحزبة أو الواقعية إلا الصيغ المتنوعة للتفسير الظاهر، والخالي من إدراك الحقيقة البسيطة القائلة، بان الشخصية الفعلية للشاعر الكبير تقف بعيدا وراء الكلمات والمواقف، وذلك لما فيها من انفعال مباشر مع مقتضيات الحياة ودروبها المغرية والمؤذية. وبالتالي ليست "علامات" الحياة الفارقة سوى معالم الروح الدفين بين جوانح الجنان الثائر.فقد حاولت مختلف صيغ الاتهام العقائدي والسياسي إنزال شخصية عمران بن حطان إلى الحضيض من خلال البرهنة على أن انتقاله إلى الخوارج كان بسبب عشقه لامرأة هي ابنة عمه. فقد كانت هي، كما ينقل في كتب التاريخ آية في الجمال بينما كان هو دميما. وهي الصورة التي أثارت بدورها خيال الأجيال اللاحقة لتسويق "حوار" الدمامة والجمال بالشكل الذي يعوض كل منها بمعايير القناعة الشخصية. إذ تنقل لنا بعض كتب التاريخ والأدب قول زوجته له عندما أعجب بها يوما: أنا وأنت في الجنة! لأنك أُعطيت فشكرت، وابتُلِيتُ فصبرت!". وتعكس هذه الصيغة فكرة البلاء الشخصية بوصفها معيار الاختيار والاختبار الأبدي للجمال والحقيقة. فكما ابتلى عمران بن حطان بفكره، فإنها ابتلت به! لكنه بلاء يضمحل في ذكرى الأجيال بوصفه رونق الفكرة والمواقف. وذلك لان اختلاق القصص هو الآخر بلاء. غير أن الشخصية المتسامية تظل تحتفظ حتى في اشد الصورة الملفقة إثارة للاشمئزاز ملامح الأنا الملهمة. وذلك لان مضمون القصص الملفقة يفقد مع مرور الزمن حافز التلفيق والاصطناع. ومن ثم تندثر فيه مساعي النفس الخبيثة لإحراق الخصوم والأعداء. وتبقى شعلة التاريخ المخفية فيمن جرت محولات حرقه. وهو الوهج الذي يتلألأ فيما وراء الحبكة بوصفه القوة المثيرة لاستعادة الشخصية موقعها في وعي الذات التاريخي. ومن الممكن رؤية الصيغة النموذجية لهذه الحالة في القصص الملفقة عن انجذاب عمران بن حطان لإغواء امرأة. فالذي بقي من وراء هذه القصة ليس الإغواء بل الجمال ويقين القناعة الأبدية بالبلاء بوصفه معيار الإرادة الحرة والعيش بموجبها. وهو الوجه المثالي والمهذب للحياة المرة والمريرة التي أنعشت وجدان عمران بن حطان وجعلته يحترق، شأن كل الأرواح المتسامية على نار الوجود والأبد. والشيء نفسه يمكن قوله عن الرواية المتممة لإغواء الجمال، التي حاولت تفريغ شخصية "المسلم القويم" فيه عبر تلفيق إحدى القصص المحببة لنفسية وذهنية السلفية المسطحة. وتقول هذه الرواية، بان عمران بن حطان حالما رأى ابنة عمه، فانه أراد الزواج بها لكي يردها إلى "مذهب السنة والجماعة" لكنها كسبته إلى مذهبها. وهي تفاسير كانت تضمر في أعماقها فكرة "لا خير في رجل يتأثر برأي امرأة!" . أما في الواقع، فان التاريخ اللاحق لشخصية عمران بن حطان تكشف عن تجانس التمرد الهائل في شخصيته والانسجام مع النفس، الذي جعل من مواجهة مذهب "أهل السنة والجماعة" أمرا حتميا. إذ لم يكن مذهب "أهل السنة وا ......
#عمران
#حطان
#الخارجي:
#ممثل
#الوجدان
#والعصيان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675515
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي للوجدان الثائر مآثره في المصير. وهي الحالة التي تجعل الإرادة أسيرة الطغيان العارم للروح المتسامي. وقد تكون هي الحالة الوحيدة التي تعطي لكلمة الطغيان أنغامها المذهلة في السماع الروحي للوجود، وأصواتها المغرية في القصائد الشعرية للحياة، ومذاقها الجميل في تاريخ التمرد والتشرد. لكنها حالات مرهقة للعقل والضمير والروح والجسد، لكنها الوحيدة القادرة على صقل حيوية الوجدان وإبداع الجنان بمقاييس الحركة المتوترة أمام هاوية الشك واليقين والحياة والموت. وقد جسد عمران بن حطان هذه الحالة، بحيث تحول النغم الساري في اسمه إلى كينونة تتطابق مع حقيقة شخصيته المتمردة بمعايير الإخلاص للنفس والفكرة المتسامية . ومن ثم لم تكن مختلف التأويلات المتحزبة أو الواقعية إلا الصيغ المتنوعة للتفسير الظاهر، والخالي من إدراك الحقيقة البسيطة القائلة، بان الشخصية الفعلية للشاعر الكبير تقف بعيدا وراء الكلمات والمواقف، وذلك لما فيها من انفعال مباشر مع مقتضيات الحياة ودروبها المغرية والمؤذية. وبالتالي ليست "علامات" الحياة الفارقة سوى معالم الروح الدفين بين جوانح الجنان الثائر.فقد حاولت مختلف صيغ الاتهام العقائدي والسياسي إنزال شخصية عمران بن حطان إلى الحضيض من خلال البرهنة على أن انتقاله إلى الخوارج كان بسبب عشقه لامرأة هي ابنة عمه. فقد كانت هي، كما ينقل في كتب التاريخ آية في الجمال بينما كان هو دميما. وهي الصورة التي أثارت بدورها خيال الأجيال اللاحقة لتسويق "حوار" الدمامة والجمال بالشكل الذي يعوض كل منها بمعايير القناعة الشخصية. إذ تنقل لنا بعض كتب التاريخ والأدب قول زوجته له عندما أعجب بها يوما: أنا وأنت في الجنة! لأنك أُعطيت فشكرت، وابتُلِيتُ فصبرت!". وتعكس هذه الصيغة فكرة البلاء الشخصية بوصفها معيار الاختيار والاختبار الأبدي للجمال والحقيقة. فكما ابتلى عمران بن حطان بفكره، فإنها ابتلت به! لكنه بلاء يضمحل في ذكرى الأجيال بوصفه رونق الفكرة والمواقف. وذلك لان اختلاق القصص هو الآخر بلاء. غير أن الشخصية المتسامية تظل تحتفظ حتى في اشد الصورة الملفقة إثارة للاشمئزاز ملامح الأنا الملهمة. وذلك لان مضمون القصص الملفقة يفقد مع مرور الزمن حافز التلفيق والاصطناع. ومن ثم تندثر فيه مساعي النفس الخبيثة لإحراق الخصوم والأعداء. وتبقى شعلة التاريخ المخفية فيمن جرت محولات حرقه. وهو الوهج الذي يتلألأ فيما وراء الحبكة بوصفه القوة المثيرة لاستعادة الشخصية موقعها في وعي الذات التاريخي. ومن الممكن رؤية الصيغة النموذجية لهذه الحالة في القصص الملفقة عن انجذاب عمران بن حطان لإغواء امرأة. فالذي بقي من وراء هذه القصة ليس الإغواء بل الجمال ويقين القناعة الأبدية بالبلاء بوصفه معيار الإرادة الحرة والعيش بموجبها. وهو الوجه المثالي والمهذب للحياة المرة والمريرة التي أنعشت وجدان عمران بن حطان وجعلته يحترق، شأن كل الأرواح المتسامية على نار الوجود والأبد. والشيء نفسه يمكن قوله عن الرواية المتممة لإغواء الجمال، التي حاولت تفريغ شخصية "المسلم القويم" فيه عبر تلفيق إحدى القصص المحببة لنفسية وذهنية السلفية المسطحة. وتقول هذه الرواية، بان عمران بن حطان حالما رأى ابنة عمه، فانه أراد الزواج بها لكي يردها إلى "مذهب السنة والجماعة" لكنها كسبته إلى مذهبها. وهي تفاسير كانت تضمر في أعماقها فكرة "لا خير في رجل يتأثر برأي امرأة!" . أما في الواقع، فان التاريخ اللاحق لشخصية عمران بن حطان تكشف عن تجانس التمرد الهائل في شخصيته والانسجام مع النفس، الذي جعل من مواجهة مذهب "أهل السنة والجماعة" أمرا حتميا. إذ لم يكن مذهب "أهل السنة وا ......
#عمران
#حطان
#الخارجي:
#ممثل
#الوجدان
#والعصيان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675515
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - عمران بن حطان الخارجي: ممثل الوجدان والعصيان