فوز حمزة : أمي وذلك العشيق
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة تلقاني السمسار باستغراب قائلًا:- لم أتوقع حضوركِ في الموعد .. تعجبني المرأة المنضبطة !!قلت له وأنا ما أزال واقفة عند الباب بينما سحابة من القلق تتكثف في صخب داخل رأسي:- ليس لدي وقت .. عليّ أن أعود إلى عملي بعد ساعة.نهض بصورة مباغتة قائلًا:- هيا إذن لنذهب ونرى الشقة .. ثم نادى على الشاب الذي كان ينظم في أوراق أمامه أن ينتبه للمكتب في غيابه. وهو يقود سيارته قال: - لا أخفيكِ سرًا .. كنت قلقًا من عدم حضورك فتضيعين على نفسك شقة رائعة يصعب الحصول على مثلها في مثل هذا الوقت.لم أرد عليه فاستأنف حديثه وكأنني غير موجودة:- الناس في ازدياد والأزمة تشتد والمباني كما هي .. لا نعرف كيف ستؤول إليه الأمور في الأعوام القادمة.قلت وعيناي مصوبة على الطريق لأسجل في ذاكرتي خريطة للشارع في حال عودتي ثانية لوحدي:- ما يهمني إن لا يكون هناك كلاب أو قطط، فأمي كما أخبرتك لديها فوبيا من الحيوانات .. - لا تشغلي بالك بهذا الأمر .. لقد تأكدت من خلو البناية من الحيوانات والحشرات أيضًا .. للنساء أمورًا يصعب تفسيرها.هز رأسه وهو يقول جملته الأخيرة ثم ضحك ليصمت بعدها مستمعًا لأغنية من الراديو حتى وصلنا إلى شارع فرعي على جانبيه عمارات قديمة ومحلات بقالة وأخرى لبيع الألبسة وثمة مقهى صغير عند الزاوية. توقف أمام بناية لونها يميل إلى الأصفر و شرفاتها صغيرة بعضها مليئة بأصص النباتات والزهور والبعض الآخر تتدلى منها حبال لنشر الغسيل . قال لي وهو يشير إلي بالنزول:- للبناية بابان .. الآخر يؤدي بك إلى حديقة الحي الخلفية .. صدقيني .. لولا أن مالكها صديقي لما عرفت بأمرها .. متأكد إنها ستعجبكِ .وأنا ما زلت واقفة استطلع المكان .. خرجت من باب البناية سيدة في أواسط الخمسينيات من عمرها .. تضع نظارات طبية إطارها مذهب .. توقفتْ قليلًا قبل قطعها الشارع منعطفة إلى اليمين.شيء ما لا يشبه أي شيء هبط عليّ في تلك اللحظة .. تولتني الدهشة واستبدت بي المفاجأة.. امتلأ قلبي بضباب كثيف غطى على عيني وكأني أقف بين الموت والحياة .. تسمرت في مكاني محدقة فيها حتى لاحظ السمسار ذلك فقال لي بعد أن وزع نظراته بيني وبينها:- هل تعرفين هذه السيدة ؟؟ أجبته في ذهول:- تشبه امرأة أعرفها .. امرأة ماتت منذ زمن .. ؟- على كل حال .. جيرانك أناس طيبون .. كوني مطمئنة.بكل ما أملك من دهشة بقيت أنظر إليها حتى غابت في زحمة الشارع .. هنا شعرت بسريان الدم في أوصالي وبتدفق العتمة من تلك الأوصال التي بدأت ترتعش من جلبة الأفكار التي اشتعلت بصمت في رأسي .. ها أنذا ثانية في مشهد ظننت أن سنوات من العلاج النفسي كانت كافية لتسدل الستار عليه. لم أسمع السمسار وهو يدعوني للإسراع حتى انتبهت إليه وهو يغيب داخل البناية. لاحظ السمسار أنني لم أكن على ما يرام وأنا اتفقد الشقة التي كانت تحتوي على صالة معيشة واسعة ومشمسة كما طلبت وحجرتين للنوم مع مطبخ وحمام صغير. ظن أنني لن أوافق .. فبدأ يذكر لي محاسنها قائلًا:- قد تكون حجرات النوم صغيرة قليلًا لكن موقعها القريب من مركز المدينة يجعلها مميزة جدًا لهذا هي مرتفعة الإيجار قليلًا لذا لا أنصحك بالتفكير طويلًا ..قاطعته وشعورًا بالاضطراب يسيطر علي:- جهز لي العقد بأقرب فرصة. في نهاية الشهر انتقلنا إليها .. كانت أمي هي السعيدة بينما أختي الصغيرة عبرت عن حزنها لأنها تركت صديقاتها في الحي القديم وأكدت بما لا يقطع الشك إن المدرسة الجديدة لن تنال رضاها أبدًا. وفي زحمة العمل نسيت تلك السيدة ل ......
#وذلك
#العشيق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753906
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة تلقاني السمسار باستغراب قائلًا:- لم أتوقع حضوركِ في الموعد .. تعجبني المرأة المنضبطة !!قلت له وأنا ما أزال واقفة عند الباب بينما سحابة من القلق تتكثف في صخب داخل رأسي:- ليس لدي وقت .. عليّ أن أعود إلى عملي بعد ساعة.نهض بصورة مباغتة قائلًا:- هيا إذن لنذهب ونرى الشقة .. ثم نادى على الشاب الذي كان ينظم في أوراق أمامه أن ينتبه للمكتب في غيابه. وهو يقود سيارته قال: - لا أخفيكِ سرًا .. كنت قلقًا من عدم حضورك فتضيعين على نفسك شقة رائعة يصعب الحصول على مثلها في مثل هذا الوقت.لم أرد عليه فاستأنف حديثه وكأنني غير موجودة:- الناس في ازدياد والأزمة تشتد والمباني كما هي .. لا نعرف كيف ستؤول إليه الأمور في الأعوام القادمة.قلت وعيناي مصوبة على الطريق لأسجل في ذاكرتي خريطة للشارع في حال عودتي ثانية لوحدي:- ما يهمني إن لا يكون هناك كلاب أو قطط، فأمي كما أخبرتك لديها فوبيا من الحيوانات .. - لا تشغلي بالك بهذا الأمر .. لقد تأكدت من خلو البناية من الحيوانات والحشرات أيضًا .. للنساء أمورًا يصعب تفسيرها.هز رأسه وهو يقول جملته الأخيرة ثم ضحك ليصمت بعدها مستمعًا لأغنية من الراديو حتى وصلنا إلى شارع فرعي على جانبيه عمارات قديمة ومحلات بقالة وأخرى لبيع الألبسة وثمة مقهى صغير عند الزاوية. توقف أمام بناية لونها يميل إلى الأصفر و شرفاتها صغيرة بعضها مليئة بأصص النباتات والزهور والبعض الآخر تتدلى منها حبال لنشر الغسيل . قال لي وهو يشير إلي بالنزول:- للبناية بابان .. الآخر يؤدي بك إلى حديقة الحي الخلفية .. صدقيني .. لولا أن مالكها صديقي لما عرفت بأمرها .. متأكد إنها ستعجبكِ .وأنا ما زلت واقفة استطلع المكان .. خرجت من باب البناية سيدة في أواسط الخمسينيات من عمرها .. تضع نظارات طبية إطارها مذهب .. توقفتْ قليلًا قبل قطعها الشارع منعطفة إلى اليمين.شيء ما لا يشبه أي شيء هبط عليّ في تلك اللحظة .. تولتني الدهشة واستبدت بي المفاجأة.. امتلأ قلبي بضباب كثيف غطى على عيني وكأني أقف بين الموت والحياة .. تسمرت في مكاني محدقة فيها حتى لاحظ السمسار ذلك فقال لي بعد أن وزع نظراته بيني وبينها:- هل تعرفين هذه السيدة ؟؟ أجبته في ذهول:- تشبه امرأة أعرفها .. امرأة ماتت منذ زمن .. ؟- على كل حال .. جيرانك أناس طيبون .. كوني مطمئنة.بكل ما أملك من دهشة بقيت أنظر إليها حتى غابت في زحمة الشارع .. هنا شعرت بسريان الدم في أوصالي وبتدفق العتمة من تلك الأوصال التي بدأت ترتعش من جلبة الأفكار التي اشتعلت بصمت في رأسي .. ها أنذا ثانية في مشهد ظننت أن سنوات من العلاج النفسي كانت كافية لتسدل الستار عليه. لم أسمع السمسار وهو يدعوني للإسراع حتى انتبهت إليه وهو يغيب داخل البناية. لاحظ السمسار أنني لم أكن على ما يرام وأنا اتفقد الشقة التي كانت تحتوي على صالة معيشة واسعة ومشمسة كما طلبت وحجرتين للنوم مع مطبخ وحمام صغير. ظن أنني لن أوافق .. فبدأ يذكر لي محاسنها قائلًا:- قد تكون حجرات النوم صغيرة قليلًا لكن موقعها القريب من مركز المدينة يجعلها مميزة جدًا لهذا هي مرتفعة الإيجار قليلًا لذا لا أنصحك بالتفكير طويلًا ..قاطعته وشعورًا بالاضطراب يسيطر علي:- جهز لي العقد بأقرب فرصة. في نهاية الشهر انتقلنا إليها .. كانت أمي هي السعيدة بينما أختي الصغيرة عبرت عن حزنها لأنها تركت صديقاتها في الحي القديم وأكدت بما لا يقطع الشك إن المدرسة الجديدة لن تنال رضاها أبدًا. وفي زحمة العمل نسيت تلك السيدة ل ......
#وذلك
#العشيق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753906
الحوار المتمدن
فوز حمزة - أمي وذلك العشيق