الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
زياد جيوسي : صباحكم أجمل لجيوس فرح آخر -الهمسة الرابعة-
#الحوار_المتمدن
#زياد_جيوسي أجلس لشرفتي اتأمل الغيث وهو ينزل بهدوء من سماء القرية فتتساقط القطرات كما حبات اللؤلؤ على حبات البرتقال في حديقتي، وبين توقف للمطر واشراقة الشمس بخجل من بين الغيوم يتحول المشهد إلى لوحة جمالية رائعة لحبات المطر على البرتقالات وأوراق الشجر، أستعيد في ذاكرتي زيارات سابقة لجيوس سجلت فيها ملاحظات وهمسات على اوراقي ولم أنشرها، فأرجع اليها لتوثيق بعض من ذاكرة البلدة، فجيوس بلدة ذات ارث قديم، ويعود تاريخها الى عصور موغلة بالقدم حيث تقع تحت البلدة مغائر وكهوف كانت مسكونة في مراحل تاريخية قديمة جدا فالكثير من الآثار التي وجدت تعود للعهد البرونزي القديم، وهذه المغائر وحسب ما هو محفور في جدرانها تؤكد أن تاريخها أقدم من المرحلة الرومانية والبيزنطية والتي تركت آثارها في جيوس عبر مراحل من سِفر التاريخ، حيث حين تمكنت من زيارة خربة يوبك بمرافقة الأستاذ سامح سمحة لأول مرة وهي من أراضي جيوس والتي كانت معروفة أنها تعود للعصر المملوكي، تمكنت من اكتشاف آثار تدل على أنه كان في الموقع دير بيزنطي ومعصرة ومكان اقامة للرهبان، وقد تم توثيق ذلك رسميا في دائرة الآثار بعد حضور وفد من الوزارة للتأكد من ذلك. أتذكر حين كنت مقيما في رام الله أني بين فترة وأخرى أحضر لجيوس لقضاء عدة أيام، فهل أجمل من الصحو المبكر مع صحو الحياة؟ كنت أصحو من نومي على أغاريد الطيور وصياح الديكة معلنة عن يوم آخر، ثغاء الأغنام مع فجر جديد، هديل الحمائم مستقبلة شعاع الشمس، أغسل وجهي وأخرج لاستقبال يوم فرح آخر، أتنشق الهواء البكر وأخرج لأتمشى في حقول الزيتون، أهمس لها وتهمس لي هذه الزيتونات الرائعة، أجول بعض الوقت وأعود، أستحم بمياه من بئر ماء الأمطار من الموسم المطري السابق، أتناول افطاري من رغيف من خبز الطابون الطازج تخبزه ابنة عمتي الحاجة أم عزمي وهو يعبق ببخار السخونة مع الجبنة البيضاء الطرية من عمل يديها، وصحن من الزيتون والكامر والزيت الفواح، وكأس حليب طازج تحلبه من النعجة مباشرة وتغليه وتحضره لي، وبيض بلدي تلتقطه من تحت الدجاجات ساخنا فتغرقه بزيت الزيتون لتقليه، مع حبات بندورة تقطتفها من الأرض مباشرة، لأحتسي قهوتي بعدها تحت ظلال شجرة البومل الوارفة، فأقرأ قليلا وأحمل عدستي وأبدأ جولتي في أحضان الطبيعة وعبق التاريخ والتراث، أرى شابا يمتطي فرسا أصيلة ترافقها مهرة ساحرة الجمال، أرقب فارس من جيوس وهو يركض بالفرس بكل ما يحمله الشباب من عنفوان، وأرى حمار أبو عزمي ينزعج من هذا النقع الذي اثارته الفرس والمهرة، أرقب هذا الجمال فللخيل جمالها الخاص، وأتذكر الآية الكريمة: "والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا"، فأسأله عن اسمه فيجيبني: جهاد جبر يا خال، فأكتشف أنه ابن صديقي القديم أبو الطاهر، أنظر للفرس الأصيلة متخيلا أني فارس يمتطيها، فأضحك في سري وأهمس لنفسي: أنت فشلت أن تمتطي حمار أبو عزمي فما رأيك بفرس أبو الطاهر الأصيلة؟ فأضحك وأكتفي أني صورتها وأكمل تجوالي بعد أن ابتعد جهاد بالفرس وهدأ حمار ابو عزمي وعاد لهدوءه ووحدته.. فهل أجمل؟ قبل أن أعود إلى رام الله وفوضى المدينة، وكالعادة أخرج مساء لأجول دروب رام الله وأتنشق عبق ياسميناتها، فالحركة تكون قليلة والهواء أكثر نقاءً مع النسمات الغربية، وفي هذه اللحظات أمارس عشقي العذري لرام الله، فأعانقها وأضم خاصرتها وأراقصها على أنغام الحب تحت ضوء القمر، وتلك الليلة كانت رقصة ناعمة مع النسمات الباردة، فكان العشق مرتفعا بيني وبينها، فضممت خاصرتها وألقت بشعرها الأسود الليلي على كتفيّ، فنظرت لوجهها القمري المنير من تحت غلالة العتمة، فأنظر لوجهها ا ......
#صباحكم
#أجمل
#لجيوس
#-الهمسة
#الرابعة-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743460