الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
لحسن ايت الفقيه : الجبال المغربية: شتاء الحصار وموسم البكاء والاستجداء
#الحوار_المتمدن
#لحسن_ايت_الفقيه يرادف فصل الشتاء بالمناطق الجبلية الحصار والانعزال عن العالم. وإذا استنطقنا التاريخ نلفى أن القبائل التي أريد لها أن تستوطن الجبل، إما طوعا أو كرها، مدعوة لتكتسب ثقافة الحصار وتقتنع بثقافة الانغلاق وتجعلها ركنا أساسيا في نسقها الثقافي الذي يتجلى في مظاهر متعددة كأزياء النساء، والمعمار، وفي ثقافة الدفن، وثقافة الخوف، وفي الطقوس الاحتفالية ذات الصلة بالخصوبة أو ذات الصلة بالجنائز كالمآتم على سبيل المثال. ومن إيجابيات الانغلاق الحفاظ على الأنساق الثقافية ذات مرجعيات قديمة، مما يمكّن من الاستفادة من الرصيد القيمي وتوظيفه في التنمية المجالية. ويمكن توظيف الأنساق الثقافية التي يدمرها وقع الانفتاح، من بعدُ، في كشف أزمة العدالة المجالية.المجتمعات الجبلية مغلقة ثقافيا، في الغالب، وبالتالي، لم تعد معاناة تضرس المجال الوظيفي وقساوة الطقس وتحمل ضنك الحياة مؤثرة أهوالها على حياة الإنسان، لأن هذه الجماعات تعودت على تلك القساوة وتحسبها أهون من قساوة السلطة بالمراكز الحضرية القديمة، فاس، ومكناس، ومراكش، وسجلماسة، السلطة المفوضة لقواد المخزن «جمع قائد»، في بلاد المخزن حتى عشية دخول المستعمر الفرنسي. وبعد ذلك نشأت هذه السلطة تمتد حتى عمت ما يسمى التهدئة التي عمت كل المغرب، وبرزت سلطة القواد لترسم خريطة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالجبال المغربية.ظل السكان يدبرون أمرهم بأيديهم وفق العرف في المجال الاجتماعي، ووفق التقليد والتعود في المجال الشخصي، يواجهون البرد والثلج والحصار، فتراهم يستعدون لمواجهة عنف الطبيعة ابتداء من الاعتدال الخرفي الذي يوافق 10 من شهر شتنبر بالتقويم الجولياني، أي: التقويم الفلاحي بمفهوم سكان البوادي المغربية، فيشترون مدخرات الحبوب والشحوم، ويجمعون حطب التدفئة. ولأن ثلة منهم أنصاف الرحل، فهم ينزلون بخيامهم إلى السفوح المشمسة لقضاء فصل الشتاء، كالانكسار الأطلسي الجنوبي وهوامش الواحات، وبساط الحمادات بالنسبة لسكان جبال الأطلس الكبير الشرقي. ويعد الترحال الموسمي وجها من أوجه المقاومة لدى سكان الجبال.ليس هناك ما يقلق راحة سكان الجبال إذ هم على أتم الاستعداد لمواجهة الطبيعة. وليس هناك ما يجعلهم فرحين مستبشرين بنعمة الثلج لأنهم لا يستفيدون كثيرا من مياهها. وكلنا يعرف أن الأودية العميقة التي تنزل من الجبال لا تنفع الحرث بالجبل لأنها من نصيب السهول، سهل تادلة وعبدة وسايس والغرب وواحات الجنوب الشرقي المغربي. ولا تكمن نعمة الثلوج إلا في خصوبة المراعي بالمواضع الجبلية التي لم تتأثر كثيرا بالحرائق واجثثاث الغابات وتدهور التربة.وبعد فترة من الانغلاق نشأت رياح التحولات تهب على الجبال المغربية، بعد أن شهدت فصولا من المقاومة بالريف والأطلس المتوسط والأطلس الكبير والأطلس الصغير حتى غُلبت القبائل في سنة 1936 وركنت إلى أوامر المستعمر، وتأسست بالجبال القيادات التقليدية العشائرية، وانتهى بها عصر «السيبا»، ودخلت بلاد المخزن تحت الحماية الفرنسية، ورغم ذلك، تمتعت قليلا بإعمال العرف، والحفاظ على نسق القيم والتعود وكل ما تقتضيه التقاليد الشفاهية. وما عدا ذلك لم تستفد الجبال المغربية من أي شيء. وظلت الجبال، منذ فجر الاستقلال إلى عشية يومه، تركن إلى هوامشها، تحت وقع ثقافة الخوف، فكانت مسودة، وما حصل أن انتزاعت السيادة أملا في ضمان الاستقلالية في تدبير الثروات والدفاع عن الهوية الثقافية. وإذا استثنينا أزيلال ليس هناك أي عاصمة إقليمية ذات شأن بجبال الأطلس الكبير، مثلا.وبصدد الحديث عن جبال الأطلس الكبير الشرقي لم يحصل الاعتراف بها مجالا إداريا متجانس ......
#الجبال
#المغربية:
#شتاء
#الحصار
#وموسم
#البكاء
#والاستجداء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=704873