الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جلال الاسدي : امرأة تلامس الغروب … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي شهد ذلك الشتاء من عام 1975 أهنأ أيام حياتي وأسعدها ، بعد أن أصابتني حمى الحب ، وأثملتني نشوته ، ودغدغت مخيلتي خيالاته الرقيقة العذبة .. اذكر ذلك اليوم جيداً رغم تدافع السنين بعده .. انه منقوش في ذاكرتي وكأنه قد حدث بالامس .. عندما زارنا ابن خالتي عصام لأول مرة ، وأنا مشغولة في التنزه في حديقة المنزل غاديةً رائحة بعد أن اصابني الضجر من كثرة جلوسي في غرفتي منكبةً على مطالعاتي .. عندما وقف أمامي في بدلتة العسكرية المرقطة من ذلك النوع الذي ترتدية القوات الخاصة .. كشفت عن وسامة تستدير لها الاعناق ، واعتدال في القوام ، وقوة في البنيان ، وبدت البدلة محكمة على جسده كأنها قطعة منه ، بادرني بالتحية : مساء الخير .. كيف حالك سعاد ؟تأخرت في رد التحية .. لأن الدهشة والمفاجأة قد عقدت لساني ، فأنا لم اكن اتوقع مثل هذه الزيارة من ابن خالتي عصام الذي تركته صبياً عندما حدثت القطيعة والجفاء بيننا وبين بيت خالتي ، والتي استمرت لسنين طويلة ، ولأسباب اجهلها أو لم تكن تعنيني في وقتها … وقبل ان اصحو من ذهولي اكمل حديثة : لقد جئت لرؤية صلاح .. ازعجني ذلك التحديد منه ، فقاطعته مازحةً قبل أن يكمل باقي حجته : صلاح فقط … ؟ كست وجهه شبح إبتسامة وقال : وانتِ طبعاً … ان كنتِ لا تزالين تتذكريني ، ولم يطويني النسيان بحكم سنين التباعد الطويلة … ثم جلسنا .. وبعد سؤالي عن صحة خالتي .. استعدنا شيئاً من ذكريات الطفولة والصبا ، ودفء من التواصل يسري بيننا .. قبل ان يقطع حديثنا مجئ أخي ، وهو يزهو بحلة رمادية جديدة .. يغادر الاثنان وأنا أُشيعهم بنظرات الرضا والاعجاب ، بعد أن طلبتُ من عصام أن يكرر الزيارة : خلينا نشوفك … ؟ لا ابالغ اذا قلت انني قد سمعت دقات قلبينا وحفيف انفاسنا ، أو هكذا خُيل اليّ ! يبدو ان حظوظ أمي وخالتي قد اختلفت في الحياة ، وتباعدت أرزاقهما ، وتقاطعت أقدارهما .. فتزوجت خالتي من موظف حكومي بسيط ، عاجله الموت سريعاً ، وابنه الوحيد عصام لا يزال رضيعاً ، فكان على ألأم المكلومة ان تكافح الحياة وقسوتها ، وليس لها من سند تتكئ عليه سوى فتات معاش تقاعدي هزيل .. بينما تزوجت أمي من تاجر في بداياته ، ثم أقبلت عليه الحياة ، وتوسع رزقه ، وانتعشت أعماله ، وتضخمت ثروته ، حتى أصبح من كبار التجار في البلد وأثراهم ، وانجبتني وشقيقي صلاح !لم يكن بين العائلتين أي نوع من الود أو التقارب ، بل كانت بينهما شبه قطيعة أو قطيعة تامة .. ربما حسد من جانبهم ، وتعالي ونفور من جانبنا ، لا أدري ! وتمضي السنين ثقيلة مريرة على أسرة خالتي ، وسهلة مليئة بالأفراح والمسرات على أسرتي ، ثم شببنا معاً عن طوق الطفولة ، ودخلنا طور الشباب والنضج .. فغادرتُ جسد الصبية الى جسد المرأة الناضجة !ويتخرج عصام من الكلية العسكرية ملازم ثانٍ .. فتتحسن اموره وأمور عائلته ، فيتراجع نسبياً ذلك الاحساس بالفارق الطبقي بين الأسرتين ، وتعود الصلة ببطء بين أسرتينا ، وتحل المودة محل القطيعة ، ثم يزداد التقارب تدريجياً ليصل الى حدوده الطبيعية ! أخذ عصام بعد ذلك يزورنا في فترات متباعدة ، بحكم صلة القرابة بيننا أولاً ، وثانياً والاهم صداقته الحقيقية التي لم تنقطع بأخي - صديق طفولته وصباه - والتي لم يلوثها التباعد بين الأسرتين ، ونظرة الاستعلاء من جانب أُسرتنا ! ومن خلال لقائاتي العفوية التي جمعتني بعصام وجدته انساناً ذو نفس طيبة وقلب جميل ، عكس ما كنت أسمع بأنه يعاني من عقدة النقص بحكم الظروف القاسية التي تعرض لها هو ووالدته .. ثم تقاربت زياراته بعذر أو بدونه ، وعن ......
#امرأة
#تلامس
#الغروب
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722030