الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
راتب شعبو : أرض الظنون الشائكة
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو في سنوات العزل الطويلة في السجن، كان العالم الذي نعيشه مختزلاً إلى مسجونين وآخرين. الآخرون هم رجال الأمن على تدرج رتبهم ووظائفهم ومهامهم ونفسياتهم وأشكالهم ومنابتهم، وعلى اختلاف أنظمتهم بين فرع وفرع، أو بين سجن وسجن. في ذلك الزمن الممدد لم يكن ثمة آخرون، بالنسبة لنا، سوى هؤلاء. نحن وهم. مسجونون ورجال أمن. وكل رجل أمن، بحكم وظيفته في بلادنا، هو جلاد أو مشروع جلاد. وحين خرجت من سجني لم أتوقع أنني أحمل في داخلي هذا العائق النفسي الذي راح يصنعه خيالي ويحول بيني وبين الناس، ويسجنني من جديد خلف حواجز نفسية يصعب تخطيها.في السجن كان يحول بيني وبين رجل الأمن، حاجز يصنعه خيالي حين يصور هذا الرجل وهو يجلد معتقلاً أو يهينه، فيكفّ حالاً عن كونه رجلاً طبيعياً يمشي في كوريدور السجن ويلقي التحية مبتسماً. هذه الابتسامة ليست سوى قناع لتكشيرته التي يشهرها في وجه ضحيته وهو يستعد لرفسها، وهذه التحية ليست سوى قناع لشتيمة مبتكرة يسمم بها روح ضحيته، لا أسمع صوت تحيته بل أسمعه وهو يهدد ويتوعد. وهذه اليد التي يلوح بها أو يمدها للمصافحة، تبدو في خيالي وهي ترفع الكرباج إلى أقصى ما تستطيع، وتنزل به على قفا قدمين مضمومتين لضحية.ليس لهذا الحاجز "الخيالي" في السجن قيمة مؤثرة، فلا شيء يرغمني على نسج علاقة مع رجل أمن خارج علاقة السجين بالسجان. لكنني لم أنتظر، حين خرجت من السجن، أن يتناسخ هذا الحاجز بأعداد لا نهائية، فيحول بيني وبين الناس على تنوعهم.خارج السجن، صار الآخرون كثيرين ومتنوعين، غير أن الغيمة السوداء لإولئك "الآخرين"، راحت تلقي بظلالها على كل آخر. الرجل السمين الأنيق الذي يتكلم بثقة وتراخ، يتحول حالاً إلى ضابط أمن يفتك بأعمار الناس ومصائرهم ويتمكن من سحقهم بالألم، بإشارة واحدة من عينيه. إنه لا يجلس إلى طاولة في مطعم، بل إلى مكتب في أحد فروع المخابرات الكلية القدرة. والرجل البسيط الذي تبدو عليه الوداعة، ليس، في الحقيقة، سوى الجلاد الذي يتحرك، على الفور، لتحويل إشارة عيني الضابط، إلى جحيم على ضحية تنتظر قدرها وهي مرمية على بلاط غرفة التعذيب. إنه ليس الأب الذي يلاعب ابنه في الحديقة، بل الجلاد الذي ينتظر الإشارة كي يباشر التعذيب. وهذا الرجل الوسيم الذي يجيد الاعتناء بهندامه ويبتسم للجميع، سوف يخلو إلى نفسه بعد قليل لكي يكتب تقاريراً تشي بالناس وتفتري عليهم، ويرسلها إلى ذاك الضابط المطمئن. والشاب النحيل الذي يوزع النكات والضحكات، ليس إلا ذلك الجلاد المعتاد على صرخات المعذبين المستغيثة فلا تترك فيه أثراً، بل يطيب له ممازحة الضحية بعد مشاركته في حفلة تعذيب طازجة. إنه ليس شارياً بريئاً ينقي البطاطا من بقالية الحي، بل جلاد يختار الكرباج الأنسب ليده. هكذا راح يحصرني خيالي في دائرتي الصغيرة، فيما هو يثابر على توزيع المهام الأمنية القذرة على "الآخرين".ثم يعصف الزمن في سورية، ويوفر للخيال مادة لا تنضب لنسج الحواجز النفسية. كيف تضمن أن الشخص الذي يشاركك الهواء في صالة الانتظار، لم يكن شريكاً في مذبحة؟ والطبيب الذي يقدم لك النصائح، كيف تلجم خيالك عن تصوره منكباً على إعداد الحقن القاتلة لجرحى المظاهرات؟ هل سترى في سائق التكسي رجلاً طيباً يصل الليل بالنهار كي يطعم عائلته، أم سيقحمه خيالك في لوحة الرعب المتوالدة، فتراه يغتصب امرأة يشلها الرعب واليأس، أو قناصاً يتسلى في قطف أرواح أناس غافلين ومغفلين، أو خاطفاً يبتز عائلة المخطوف. وهذا الرجل الممتلئ الحيوي الذي لا يعرف الهدوء وهو ينتظر السرفيس، ألا يسهل تصوره وهو ينتزع السيراميك عن جدران المطابخ المهجورة؟ والطيبة الهادئة عل ......
#الظنون
#الشائكة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713296
أمل سالم : فوبيا الأسلاك الشائكة
#الحوار_المتمدن
#أمل_سالم يسكن في منطقة راقية، أطلق عليها أصحابها: "كمبوند". يبدو أنهم كانوا فرحين بتكرار الكلمات الأجنبية في حديثهم، فالبعض منهم كان يقول الكلمة بالعربية، ثم يتبعها بترجمتها بلغة أجنبية، أو العكس!ولأن المبلغ المدفوع في الوحدة السكنية الواحدة يفوق كثيرًا قيمتها الحقيقية؛ فقد وفرت الشركة المسؤولة حارسًا خاصًّا أطلقوا عليه: الأمنSecurity.-العب يا أحمد.-شوط ع الجون ياد.-افتحي يا وردة، اقفلي يا...-هييييييييه.وبالطبع من حقي كعميل أن أهاتف مسؤول الأمن عندما يشوب الأمر قصورٌ ما.-ألو.-ألو يا أفندم.-ممكن أقدم شكوى؟-الاسم، وبيانات الوحدة من فضلك، ونوع الشكوى؟ما هي ألا دقائق ويظهر "جماعة الزرق"! و"جماعة الزرق" ليست جماعة إرهابية كتلك المنتشرة في عصرنا هذا، التي يصعب الحصول على تعريف منطقي لها،وإنما هم رجال الأمن الداخلي المسؤولون عن حفظ الأمن، هم عادة من غير المتعلمين، أسميتهم كذلك لأنهم يرتدون زيًّا أزرق. على الفور يقومون بتفريق جماعات الصبية التي تلعب في الحدائق القريبة من المساكن.لاحظت في الفترة الأخيرة أن رجال الأمن أصبحوا أكثر ليونة مع الأطفال، وأنهم ما إن ينصرفوا حتى يعاود الصغار الذين لا أكن لهم الحب التجمع واللعب مرة أخرى. يلزمني عند ذلك معاودة الاتصال، وبالطبع أصبح حضور "جماعة الزرق" يستلزم مزيدًا من الوقت؛ثم أصبحوا لا يحضرون.-ألو.-نعم.-ممكن أقدم...-تن تن تن تن.أغلقوا خط الهاتف في وجهه بحجة أن الحرارة انقطعت أو أن الشبكة رديئة، وتكرر ذلك الأمر كثيرًا.لاحظ في مرة من المرات وهو يدخل العمارة أن أبًالأحد الصبية يقف مع رجل الأمن المختص، ثم يضع يده في جيبه ويخرج ورقة نقدية، لم يرَ فئتها، ويعطيهإياها!قررت أن أتوجه لأكبر مسؤول للأمن، أكبر مسؤول، وسآخذ حقي، الذي حررت من أجله عقدًا بكل ما أملك، ألا وهو العيش في الأمن والهدوء.سأل عن مقره وذهب إليه، حين دخل المكان وجده أشبه ما يكون بقسم الشرطة؛ فعلى الباب الخارجي يقف أحد أفراد الأمن:-رايح فين يا أستاذ؟-أريد أن أقابل المسؤول عن أمن الكمبوند.اصطحبني إلى الداخل، دون أن ينبس ببنت شفة؛حيث وجدتني في بهو واسع! أوسع من شقتي غالية الثمن. كان على الجانب مكتبًا معدنيًّا مثل ذلك الذي يوجد في أقسام الشرطة، يجلس عليه اثنان قويان من "جماعة الزرق"، تمامًا مثلما يحدث في أقسام البوليس، ويجلس عليه أمناء الشرطة؛ ليستجوبوك قبل الدخول إلى قائدهم الضابط.-ماذا تريد؟-أقابل المسؤول.-الضابط ولاء؟-لا أعرف اسمه.-ما مشكلتك؟-أريد أن أتحدث معه شخصيًّا.-خرج في مرور.قلت لنفسي: "مرور! يستخدمون نفس مصطلحات المؤسسات الأمنية"!-سأنتظره، هل يوجد كرسي لأجلس عليه؟على مضض أحضروا له كرسيًا ووضعوه بجوار حائط، فجلس عليه. طال انتظاره، لكنه كان مستمتعًا بمشاهدة ما يدور حوله، فكل واحد منهم لديه جهاز مثل الذي يستعمله رجال الاستخبارات والتحريات:-أسمعك بقوة خمسة على خمسة، حول يا باشا.-ألو يا أفندم، محمد اتجه إلى الشقة التي سُرقت بالأمس.-السور الخارجي تمام يا أفندم.كل واحد منهم كان يعيش تمامًا دور الشرطي، ولأنه غير مسموح لهم بحمل الأسلحة فقد وضع كل واحد منهم على جانبه الأيمن من الخلف عصًا غليطة طليت باللون الأسود.فجأة حضر الضابط، وعندما همَّ بالدخول صرخ الرجل بالخارج:-اااااانتباااه.-انتفض فردا الأمن على المكتب، ووقفا.أشار أحدهما إليّ بيده أن أقف! ودون تفكير وقفت في الوضع انتباه، الذي كنت تعلمته خلال خدمتي العسك ......
#فوبيا
#الأسلاك
#الشائكة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740602