الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ياسين الحاج صالح : التفكير والغائب: في أنماط التفكير وتاريخيته، وتعلُّمه
#الحوار_المتمدن
#ياسين_الحاج_صالح قلّما نهتم، نحن متكلمو العربية، بتعلم منظم للتفكير، أو تحسين قدراتنا على ممارسة ما يفترض أنه يميزنا كبشر عن غيرنا من الأحياء من نظر في العالم حولنا وفي أنفسنا، على نحو ربما يعود علينا بوجود أفضل. ولعل هذا بسبب أننا نفكر في كل حال، فلا نفكر في الحاجة إلى تدرّب خاص على التفكير. الإنسان حيوان ناطق، أو عاقل، والعاقل يعقل الأمور بعقله، يفكر. لكن هذا يرد التفكير إلى ما يشبه غريزة، كالطعام والجنس، لا تحتاج إلى تعهد خاص. ولعله يمكن التمييز في هذا المقام بين «عقل»، تفكير أساسي يشترك فيه جميع الناس الأصحاء، ويستطيعون تسيير شؤونهم، بخاصة في بيئات أبسط، أهّلنا تطورنا البيولوجي للتعامل مع ما تطرح من تحديات، وبين تفكير بعد-أساسي أو معقد، لا يُستغنى عنه في بيئات أقل طبيعية، أو أشد صنعية و«ثقافية»، ولم يؤهلنا تطورنا البيولوجي بصورة خاصة للتعامل معها. نحتاج إلى تطوير مهاراتنا الفكرية كي نحسن التعامل مع هذه البيئات المعقدة المختلطة. هذا التطوير مسألة تعلم. وهو غائب بقدر كبير من مداولاتنا، ومن شغلنا الفكري الثقافي، بما فيه ذي التوجه «التنويري». لقد ولدت أشكال التفكير الواعية والأكثر تعقيداً في صلة وثيقة بانفصالنا عن الطبيعة، وظهور أشكال من الاجتماع البشري أقل طبيعية بعد الثورة الزراعية (نحو عشرة آلاف سنة قبل اليوم)، ثم ظهور المدن. والاعتناء بها اليوم ضرورة تكيفية، أو جهد للتغلب على إعاقة تكيفية، تقودنا على نحو نَسَقي إلى بقاء متدهور في عالم اليوم. هذه المناقشة، التي تبني على تناول سابق، تحاول إظهار تاريخية التفكير، والعلاقة بينه وبين الشروط الاجتماعية والسياسية، وتحاول تزكية خلاصات عملية حول تعلّم التفكير. وهي تنطلق من معطيين، لغوي وفلسفي. المعطى اللغوي يبدو موجوداً في كل اللغات، أعني الضمائر الثلاث: المتكلم والمخاطب والغائب، أنا، وأنتَ أو أنتِ، وهو أو هي (وصيغ مثنى المخاطب والغائب منها بالعربية: أنتما وهما)، ثم صيغ الجمع التي تحيل إلى متكلمين: نحن، ومُخاطبين: أنتم وأنتن، وغائبين: هم وهن. أما المعطى الفلسفي فهو ما قاله أفلاطون من أن التفكير هو حوار للمرء مع نفسه، وهو ما يعني ازدواجه إلى متكلم ومخاطب يتحاوران، يقلبان أمراً ما على وجوهه. ويربط بين المعطيين بقوة حقيقة أن اللغة ركيزة التفكير، وأساس العقل، لا وجود له من دونها، وأن التفكير تحقيق اللغة، جعلها واقعاً معاشاً. ليس هذه اللغة أو تلك، بل اللغة كاسم لفاعلية الإنسان العاقلة والمتوجِّهة في العالم. نحن عاقلون لأننا ناطقون.وبالتركيب بين هذين المعطيين، يمكن تمييز ثلاثة أنماط من التفكير، نمط أول متمركز حول المتكلم، ونمط ثان يتشاطره متكلمان يتخاطبان، ونمط ثالث يتكلم فيه الثالث، الغائب، فضلاً عن المتكلميْن المتخاطبيْن. أسمّي الأول اعتقاداً، والثاني حواراً، والثالث اشتراكاً. المتكلم الواحدفي النمط الأول يستبعد المتكلمُ المخاطبَ، أو يمنعه من أن يكون متكلماً بدوره، سواء أخذ ذلك شكل فرض مباشر بقوة السلطة الإكراهية، أو شكل تقييد اجتماعي شديد يحول دون تولد كلام مغاير، ويعرض أصحابه للخطر إن هم ثابروا عليه. نحن هنا حيال مُتكلم وحيد، إن في صورة شخص يُصغى إليه ولا يخالفه من يسمع كلامه، أو في صورة تقليد سائد.لا يقتصر الأمر على الديانة التوحيدية التي لا تستطيع احتكار الكلام إن لم تصر سلطة إكراه، بل أن حياتنا السياسية يسودها النمط الواحدي، وجود كلام لا يُرَدُّ عليه ولا يُساءل، ولا يُعتبر كلاماً مثل كل كلام آخر. يعامل بالأحرى ككلام إلهي أو مقدس، يجري تكريسه في المدارس ونظم التعليم وفي وسائل الإعلام «العامة».<b ......
#التفكير
#والغائب:
#أنماط
#التفكير
#وتاريخيته،
#وتعلُّمه

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734596