جلال الاسدي : لسعة السياط … قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي أصبح حيّنا باهتاً خجولاً ، فجارنا ابو وسن يبدو شاحباً ، وكأن الدم قد تسرب من شرايينه حتى نضب جسده .. وجهه متعب يقطر بالعرق ، يتحرك مثل قرد عجوز ، وهو يهمهم مع نفسه ، ويأخذ الحي طولاً وعرضا في حركة لا تهدء ، يرتعد عاجزاً حتى عن التقاط انفاسه ، ويدمدم بكلمات غاضبة مفزوعة .. لا احد يعرف ما الذي جرى له .. لم يُعرف عنه الاختلاط بالناس .. ولم يُعرف له اصدقاء .. يعيش مع بناته الاثنتين وسن وشقيقتها ملَك في شبه عزلة عن الناس ، ويحرِّم عليهن الخروج ، والاختلاط حتى مع الفتيات من اقرانهن … بعد الابتدائية منعهن من تكملة الدراسة ، وحجزهن في البيت .. فكل شئ يطلبنه يأتيهن .. جعل من بيته سجناً للفتاتين .. يا ترى هل حانت اللحظة التي لم يكن يتوقعها ابداً طوال حياته ، وفرت الطيور من اقفاصها ، والطائر الذي يفر لا يعود ؟ هربن من سجنه بحثاً عن ضوء جديد ، نحو نوع جديد من الحياة بعيدة عن لسعة سياط الكبت والعبودية ، وهل يعود اي شئ يذهب ؟ كما علق احدهم قائلا بان هذا امر طبيعي ومتوقع ، فالضغط اكيد سينتج عنه انفجار ، وهكذا كان مع الفتاتين …ربما كنتُ الوحيد الذي رأى الفتاتين مرات بحكم الجيرة ، والتصاق بيتينا ، وهن ينشرن الغسيل ، او يتسامرن فوق السطح .. ربما هرباً من هواء البيت الثقيل .. كانت ملَك اكثر جمالا ، وخفةً من اختها وسن ، احتفظتُ بسري الثمين هذا ، ولم ابوح به لاحد .. بقيتْ صورهن عالقة في ذاكرتي حتى وهنت ذكراهن بمرور الأيام ، وتدافع الذكريات ، وامتلاء خزانة الذاكرة بالغث والسمين .. ! أما الاب العجوز فقد كان الموت يزداد اقترابا منه .. ولم يمهله طويلاً ، اصابته سكتة دماغية انهت حياته ، وبقي مصير بناته المراهقات مجهولاً !بعد ان لعبت الخمرة في عقولنا ، اقترح احد الاصدقاء ان نُكمل السهرة في ملهى الفارابي ، فثمة راقصة رائعة في رقصها الشرقي ، والاروع فيها جمالها الأخاذ .. بدءً من افخاذها البيضاء الجميلة ، وصدرها الناهد ، واستمر حتى اجزل في الوصف .. إعترضت وقررت ان اعتذر ، هتف صديقي بلسان ملتوٍ محاولاً اقناعي : سترى اكثر مما تتوقع ، واخذ يلح لعله يغير رأي قائلاً : سيفوتك ، لن تندم انا متأكد .. اقول لنفسي : انها مجرد ليلة واحدة فلتكن على سبيل التجربة .. لعلي أفر من الضجيج الذي يعوي في داخلي .. دائماً ما كان مشهد الراقصات ، وعلى شاكلتهن تبعث في داخلي نوعا من القرف ، أخيراً أومأت برأسي موافقاً تحت الحاحه واغرائه ، يزفر صديقي بارتياح .. ذهبنا الى هناك بالباقي من وعينا ، كان الترقب هو الجو السائد ، والكل في انتظار وصلة الراقصة سوسو بفارغ الصبر .. تناولنا المزيد من الشراب حتى نسينا اسمائنا … اخيراً ظهرت .. ناصعة ، غضة ، رقيقة الجلد ، قلت في نفسي : جميلة بالفعل كما قال صديقي .. جسدها يعلن عن وجوده المحسوس ، كل انحناءة او بروز منحوت بدقة متناهية .. ينفرج فمها عن ابتسامة مصطنعة .. تحيط بها العيون الجاحظة والفارغة من كل جانب .. تتقافز بخطوات رشيقة سريعة من فرط هرمونات الانوثة التي تفور في داخلها ، وكأنها تستعرض علينا جمالها الفتان اولاً ، تهفهف باجنحتها ، وهي تدور حول المسرح .. ثم اخذت تتلوى مع حركة الايقاع الصاخبة ، وتهز صدرها النافر باثارة مقصودة ، تدفع بمؤخرتها شيئاً فشيئا باتجاهنا ، وتتلاعب بها بغنج ، يعلو الصفير ، والتهليل ، وعواء السكارى ، تُحرك رأسها حركات هستيرية ايحائية فيتناثر شعرها المرسل في كل اتجاه معانقاً الهواء .. كان جسدها كله يشارك في الرقص .. كأن الطاقة التي تشع منها تملأ كل الفراغ حولها ، تتعالى الآهات واللوعات المحرومة ، ومنهم من يضرب جبهته حس ......
#لسعة
#السياط
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708448
#الحوار_المتمدن
#جلال_الاسدي أصبح حيّنا باهتاً خجولاً ، فجارنا ابو وسن يبدو شاحباً ، وكأن الدم قد تسرب من شرايينه حتى نضب جسده .. وجهه متعب يقطر بالعرق ، يتحرك مثل قرد عجوز ، وهو يهمهم مع نفسه ، ويأخذ الحي طولاً وعرضا في حركة لا تهدء ، يرتعد عاجزاً حتى عن التقاط انفاسه ، ويدمدم بكلمات غاضبة مفزوعة .. لا احد يعرف ما الذي جرى له .. لم يُعرف عنه الاختلاط بالناس .. ولم يُعرف له اصدقاء .. يعيش مع بناته الاثنتين وسن وشقيقتها ملَك في شبه عزلة عن الناس ، ويحرِّم عليهن الخروج ، والاختلاط حتى مع الفتيات من اقرانهن … بعد الابتدائية منعهن من تكملة الدراسة ، وحجزهن في البيت .. فكل شئ يطلبنه يأتيهن .. جعل من بيته سجناً للفتاتين .. يا ترى هل حانت اللحظة التي لم يكن يتوقعها ابداً طوال حياته ، وفرت الطيور من اقفاصها ، والطائر الذي يفر لا يعود ؟ هربن من سجنه بحثاً عن ضوء جديد ، نحو نوع جديد من الحياة بعيدة عن لسعة سياط الكبت والعبودية ، وهل يعود اي شئ يذهب ؟ كما علق احدهم قائلا بان هذا امر طبيعي ومتوقع ، فالضغط اكيد سينتج عنه انفجار ، وهكذا كان مع الفتاتين …ربما كنتُ الوحيد الذي رأى الفتاتين مرات بحكم الجيرة ، والتصاق بيتينا ، وهن ينشرن الغسيل ، او يتسامرن فوق السطح .. ربما هرباً من هواء البيت الثقيل .. كانت ملَك اكثر جمالا ، وخفةً من اختها وسن ، احتفظتُ بسري الثمين هذا ، ولم ابوح به لاحد .. بقيتْ صورهن عالقة في ذاكرتي حتى وهنت ذكراهن بمرور الأيام ، وتدافع الذكريات ، وامتلاء خزانة الذاكرة بالغث والسمين .. ! أما الاب العجوز فقد كان الموت يزداد اقترابا منه .. ولم يمهله طويلاً ، اصابته سكتة دماغية انهت حياته ، وبقي مصير بناته المراهقات مجهولاً !بعد ان لعبت الخمرة في عقولنا ، اقترح احد الاصدقاء ان نُكمل السهرة في ملهى الفارابي ، فثمة راقصة رائعة في رقصها الشرقي ، والاروع فيها جمالها الأخاذ .. بدءً من افخاذها البيضاء الجميلة ، وصدرها الناهد ، واستمر حتى اجزل في الوصف .. إعترضت وقررت ان اعتذر ، هتف صديقي بلسان ملتوٍ محاولاً اقناعي : سترى اكثر مما تتوقع ، واخذ يلح لعله يغير رأي قائلاً : سيفوتك ، لن تندم انا متأكد .. اقول لنفسي : انها مجرد ليلة واحدة فلتكن على سبيل التجربة .. لعلي أفر من الضجيج الذي يعوي في داخلي .. دائماً ما كان مشهد الراقصات ، وعلى شاكلتهن تبعث في داخلي نوعا من القرف ، أخيراً أومأت برأسي موافقاً تحت الحاحه واغرائه ، يزفر صديقي بارتياح .. ذهبنا الى هناك بالباقي من وعينا ، كان الترقب هو الجو السائد ، والكل في انتظار وصلة الراقصة سوسو بفارغ الصبر .. تناولنا المزيد من الشراب حتى نسينا اسمائنا … اخيراً ظهرت .. ناصعة ، غضة ، رقيقة الجلد ، قلت في نفسي : جميلة بالفعل كما قال صديقي .. جسدها يعلن عن وجوده المحسوس ، كل انحناءة او بروز منحوت بدقة متناهية .. ينفرج فمها عن ابتسامة مصطنعة .. تحيط بها العيون الجاحظة والفارغة من كل جانب .. تتقافز بخطوات رشيقة سريعة من فرط هرمونات الانوثة التي تفور في داخلها ، وكأنها تستعرض علينا جمالها الفتان اولاً ، تهفهف باجنحتها ، وهي تدور حول المسرح .. ثم اخذت تتلوى مع حركة الايقاع الصاخبة ، وتهز صدرها النافر باثارة مقصودة ، تدفع بمؤخرتها شيئاً فشيئا باتجاهنا ، وتتلاعب بها بغنج ، يعلو الصفير ، والتهليل ، وعواء السكارى ، تُحرك رأسها حركات هستيرية ايحائية فيتناثر شعرها المرسل في كل اتجاه معانقاً الهواء .. كان جسدها كله يشارك في الرقص .. كأن الطاقة التي تشع منها تملأ كل الفراغ حولها ، تتعالى الآهات واللوعات المحرومة ، ومنهم من يضرب جبهته حس ......
#لسعة
#السياط
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708448
الحوار المتمدن
جلال الاسدي - لسعة السياط … ! ( قصة قصيرة )